المدير العام شو دونيو

لقاء مع فخامة السيد Sergio Mattarella، رئيس جمهورية إيطاليا

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

08/10/2024

فخامة الرئيس Mattarella،

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

الزميلات والزملاء الأعزاء،

إنّه لشرف عظيم أن أقود - لأول مرة في تاريخنا - وفدًا لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) إلى قصر كويرينالي بحضور فخامة رئيس جمهورية إيطاليا. 

ونعرب عن امتناننا للحكومة والمؤسسات الإيطالية ومدينة روما، على الدعم المستمر وحفاوة الاستقبال.

وأودّ أن أشكر بشكل خاص معالي وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي وزير الزراعة والسيادة الغذائية والغابات، ومعالي وزير البنية التحتية، وجميع الوزراء والوزارات والشركاء المعنيين، على الشراكة الطويلة الأمد في عدد من المبادرات والمشاريع الرئيسية، وكذلك ممثلية إيطاليا الدائمة لدى المنظمة على التعاون القيّم على مرّ السنين.

وقد تعزّز تعاوننا القوي من خلال المبادرات التي ما فتئنا نروّج لها معًا تحت الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين في عام 2021، والمؤتمر السابق لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية في عام 2021، وقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية+2 في عام 2023، وقمة مجموعة السبع في عام 2024.

وإن التزام إيطاليا بالأمن الغذائي يتجلّى من خلال العديد من المشاريع، مثل، على سبيل الذكر لا الحصر، تحالف الأغذية من أجل الأمن الغذائي، الذي تفتخر المنظمة بالمشاركة فيه، ومبادرة المدن الخضراء التابعة للمنظمة، والشراكة من أجل التنمية المستدامة في المناطق الجبلية التي تستضيفها المنظمة. 

وإيطاليا هي الدولة المضيفة لمنظمتنا، وهي، من هذا المنطلق، تؤدي دورًا خاصًا، ليس على مستوى المنظمة فحسب، بل كذلك باعتبارها جسرًا ومنصة مهمة لجميع أعضاء المنظمة البالغ عددهم 194 عضوًا.

كما أن استضافة المنظمة في روما، إلى جانب المنظمات الدولية الأخرى من وكالات الأمم المتحدة المعنية بالأغذية، لا يشمل جوانب تشغيلية فقط، بل إنه يعكس، أوّلًا وقبل كل شيء، الدور الرائد الذي تؤديه إيطاليا في المحافل الدولية والمتعددة الأطراف بشأن القضايا الحاسمة المتعلقة بالأمن الغذائي، والثقافة الغذائية، وتنوّع الأغذية، ومكافحة الجوع والفقر. 

ونحن نعلم أن أمامنا تحديات معقدة ومرهقة.

فأزمة المناخ والنزاعات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية تتفاقم وتؤدي إلى تعميق حالة انعدام الأمن الغذائي العالمي. وقد أصبح التعاون الكفؤ والفعّال والمتّسق أكثر أهمية من أي وقت مضى - وشراكتنا مع إيطاليا تعكس على النحو الواجب كل هذه المعايير المهمة.

ونحن بعيدون كل البعد عن تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ونحن في حاجة ماسة إلى مضاعفة جهودنا المشتركة وتكثيفها وتسريع وتيرتها.

وإن المنظمة، بصفتها أكبر وأهم وكالة فنية متعددة الأطراف ضمن أسرة الأمم المتحدة، تعمل كل يوم مع موظفيها البالغ عددهم 000 16 موظف حول العالم، لدعم البلدان والمجتمعات المحلية في هذه المساعي ضمن الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031.

فخامة الرئيس Mattarella،

أقدّر إتاحة هذه الفرصة لي للحضور بينكم، إلى جانب زملائي الذين يمثلون فريق المنظمة العالمي وينحدرون من العديد من البلدان المختلفة من حول العالم ويتمتعون بخبرة في الكثير من مجالات العمل.

والأهم من ذلك أنّه ثمة العديد من زملائنا الشباب الحاضرين. فمنذ أن توليت منصب المدير العام للمنظمة في عام 2019، انصب تركيزي على الشباب والنساء - لأنهما جهات رئيسية في تحوّل النظم الزراعية والغذائية العالمية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأنا فخور بأن منتدى الأغذية العالمي السنوي لعام 2024، الذي أنشأته، سيُفتتح الأسبوع المقبل في المقر الرئيسي للمنظمة هنا في روما، وسيركّز بشكل قوي على الشباب، وكذلك على العلوم والابتكار والاستثمار. وهذه هي الركائز الثلاث الأساسية لمنتدى الأغذية العالمي، والتي توفر معًا النموذج الشامل لإحداث التغيير الذي نحتاجه - من أجل مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بأمن غذائي أكبر.

وسيحتفل منتدى الأغذية العالمي بالذكرى السنوية لتأسيس المنظمة بالتوازي مع يوم الأغذية العالمي لعام 2024 في 16 أكتوبر/تشرين الأول. كما أن موضوع هذا العام "الحق في الأغذية من أجل حياة أفضل ومستقبل أفضل" هو بمثابة تذكير في الوقت المناسب بأن جميع الناس لديهم الحق في غذاءٍ كافٍ، ودعوة إلى المجتمع العالمي لتجديد الالتزام ببناء نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة يمكنها أن تغذّي العالم.

وشعار منظمتنا - Fiat Panis - "ليكن هناك خبز" - ليس مجرد شعار. بل يحثّنا على تحمّل مسؤوليتنا عن ضمان حصول الجميع على أغذية صحية في كل مكان.

ويتزامن اليوم أيضًا مع بداية استعداداتنا للاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة في أكتوبر/تشرين الأول 2025. وهذه الذكرى محطة بارزة ستتيح لنا فرصة لمواصلة تعزيز شراكتنا وإعادة تأكيد الدور الفريد الذي تؤديه المنظمة باعتبارها الوكالة الفنية العالمية الرائدة المُكلفة بالقضاء على الجوع والفقر.

وحتفالًا بهذه المناسبة، واحتفاءً بإرثنا المشترك، نعرب عن امتناننا بشكل خاص لإدارة التعاون الإنمائي التابعة لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، على الدعم الهام الذي سيسمح لنا بإنشاء متحف وشبكة الأغذية والزراعة التابعين للمنظمة.

وسيشكّل المتحف فضاءً تفاعليًا ورقميًا وإعلاميًا مفتوحًا أمام الطلاب والمدارس والأسر والأفراد - ممّن يعيشون في روما، أو القادمين لزيارة هذه المدينة الخالدة من جميع أنحاء العالم. وبفضل منظمة الأغذية والزراعة الرقمية، بات جميع الأعضاء متّحدين وقادرين على مشاركة منتجاتهم وأغذيتهم التقليدية ومجتمعاتهم التقليدية.

كما سيوفر جسرًا بين التكنولوجيات والثقافات الغذائية العالمية الراسخة في تاريخنا الغني والمتجذرة في تراثنا التقليدي والأصلي، باستخدام أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجيا لضمان تحقيق الأفضليات الأربع في المستقبل: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، دون ترك أي أحد خلف الركب.

فخامة الرئيس Mattarella،

سيكون من دواعي الشرف والفخر أن تتكرّموا بقبول دعوتنا للحضور إلى المنظمة العام المقبل لتدشين هذه التجربة الفريدة معنا، والتي أعتقد بشدة أنها ستعزّز روابط التعاون الأخوي بين المنظمة وإيطاليا.

واليوم، وفي هذه المناسبة الميمونة، يشرّفني أن أقدم لكم وأكشف لأول مرة عن شعار هذا الإرث المهم.

وشكرًا لكم- Grazie- على حسن إصغائكم!