المدير العام شو دونيو

افتتاح منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد في إطار منتدى الأغذية العالمي لعام 2024 البيان الافتتاحي

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

15/10/2024

أصحاب السعادة،

معالي الوزراء،

حضرات السيدات والسادة،

الزملاء والأصدقاء الأعزاء،

يسعدني جدًا أن أفتتح رسميًا منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد لعام 2024.

الأعمال تتغيّر! والقيمة المشتركة التي تتمتع بها المنظمة توفر للبلدان منصةً تعرض من خلالها سياساتها التمكينية لاستقطاب الاستثمارات.

وقد تطوّر منتدى الاستثمار ليصبح ركيزةً أساسيةً لمنتدى الأغذية العالمي، لأن التمويل والاستثمار يكتسيان أهمية حاسمة لإحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية بما يسمح لها بإطلاق إمكاناتها لتوفير أغذية جيدة للجميع بصورة مستدامة، في الحاضر والمستقبل.

وبات نموذج أعمال جديدًا للتحوّل من المنح – الأمر الذي يعكس النسق التقليدي- إلى الاستثمارات ذات الآثار التي تعود بالربح على الجميع من أجل مستقبل مشترك- لأننا نعيش في اقتصادٍ مشترك، وفي عالمٍ مشترك، في ظلّ أدواتٍ رقمية.

ويؤكّد تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لهذا العام أنّنا بعيدون جدًا عن تحقيق هدفنا المتمثل في القضاء على الجوع وسوء التغذية.

كما يفيد التقرير بأن شخصًا واحدًا من أصل 11 شخصًا في العالم، وشخصًا واحدًا من أصل 5 أشخاص في أفريقيا وجنوب آسيا، عانا من الفقر في عام 2023. وأنا أدعو المستثمرين إلى عدم نسيان جنوب آسيا في الوقت الذي تظل فيه أفريقيا محور تركيز أساسيًا!

كما أن أكثر من ثلث سكان العالم - 2.8 مليارات شخص - لم يتمكَّن من تحمّل كلفة نمط غذائي صحي في عام 2022.

وتشير تقديرات تقرير هذا العام إلى أن 582 مليون شخص، أكثر من نصفهم في أفريقيا وجنوب آسي، سيعانون نقصًا مزمنًا في التغذية في نهاية العقد.

ولكن في خضّم هذه الإحصاءات السلبية، ثمة ما يبعث على الأمل.

فقد تم إحراز تقدم ملحوظ في مجال الحدّ من الجوع في أمريكا الجنوبية بفعل التزام سياسي قوي - وهذا هو الأولوية الأولى!

وبهدف توسيع نطاق إمكانات النظم الزراعية والغذائية، يتعيّن علينا أن نعزز بشكل كبير التمويل والاستثمارات في السنوات المقبلة.

كما أن تحقيق المقصدين 2-1 و2-2 من أهداف التنمية المستدامة المتصلين بالقضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية يتطلّب زيادة التمويل وتعزيز فعاليته من حيث التكلفة.

ومن الضروري أيضًا وضع حلولٍ مبتكرة وشاملة وعادلة لسدّ فجوة التمويل وتوسيع نطاق التمويل لضمان الأمن الغذائي والتغذية.

ومبادرة العمل يدًا بيد التابعة للمنظمة، ومنتدى الاستثمار الخاص بها، خير مثالٍ على حلّ مبتكر صُمّم لسدّ فجوة التمويل بطريقةٍ شاملة ومنصفة، بما يستهدف الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نموًا والبلدان غير الساحلية- التي تشكّل حوالي 90 في المائة من أعضاء المنظمة.

وقد شهدت مبادرة العمل يدًا بيد نموًا مطردًا منذ عام 2019، وباتت الآن تضمّ 72 بلدًا عضوًا من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، إضافةً إلى خمس مبادرات إقليمية.

وفي منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد الذي عقد العام الماضي، رأينا أن نمو الطلب على الاستثمارات الزراعية والغذائية قد ارتفع إلى أكثر من 16 مليار دولار أمريكي، حيث أن ما قيمته 3.4 مليارات دولار أمريكي من هذا المبلغ قد تمّ التعهد به أو هو يجري التفاوض بشأنه.

كما أن منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد لهذا العام سيشكِّل مجددًا منصةً فريدة للبلدان المنضمة إلى المبادرة والبالغ عددها 29 بلدًا وللمبادرات الإقليمية الخمس، لعرض فرص الاستثمار المتاحة في نظمها الزراعية والغذائية على المستثمرين المحتملين والعلماء والخبراء الفنيين، وعلى المؤسسات المالية والقطاع الخاص والمؤسسات والجهات المانحة وغير ذلك من الشركاء في التنمية.

وقد أُعدّت خطط الاستثمار هذه، التي تستند إلى نهجٍ قائم على العلوم، والتي تتولى قيادتها وزمامها الحكومات، باستخدام الأدوات المبتكرة لمبادرة العمل يدًا بيد، بما في ذلك المنصة الجغرافية والمكانية والمنهجيات الاجتماعية والاقتصادية المتقدمة، من أجل استهداف المعوقات بشكل أفضل وإطلاق الإمكانات الزراعية بالاستعانة بنهجٍ إقليمي. ولئن كنا نتعامل مع زراعة تقليدية، فإننا بحاجة إلى أن نغيّر تفكيرنا التقليدي.

ويؤدي الأثر الصافي لمنتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد إلى إقامة شراكاتٍ جديدة لزيادة التمويل والاستثمار في تحويل النظم الزراعية والغذائية على المستوى القطري، من أجل الحدّ من الفقر وتحسين الأمن الغذائي والتقليل من اللامساواة. وقد أحدثت قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية لعام 2021 زخمًا، ولكن ما هو الأثر المحقّق؟

تقدّم مبادرة العمل يدًا بيد ومنتدى الاستثمار هذا مساهمةً كبيرة في ولاية المنظمة، فهما يساعدان في إنجاز إطارنا الاستراتيجي للفترة 2022-2031 دعمًا لخطة عام 2030،

من خلال التحوّل إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءةً وشمولًا وقدرةً على الصمود واستدامةً لتحقيق الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

الأصدقاء الأعزاء،

أشجعكم جميعًا على الاضطلاع بدورٍ نشط، والمشاركة في عروض خطط الاستثمار الحكومية، والمشاركة في الاجتماعات الثنائية. والأهم من ذلك هو متابعة الإجراءات الجديدة وتحديد أولويات خططكم الاستثمارية وإرفاقها بسياسة تمكينية محددة. فنحن لسنا سوى وسطاء زواج، ولكن إذا كنت تريدون استمرار الزواج، فعليكم بذل جهود لتحقيق ذلك!

وإن المنظمة فخورة وملتزمة بدعم الأعضاء من أجل زيادة التمويل والابتكار لتوفير أغذية جيدة للجميع، في الحاضر والمستقبل.

فالاستثمارات هي العامل الحاسم لإحداث التغيير المنشود!

وشكرًا لكم على حسن إصغائكم.