المدير العام شو دونيو

الاجتماع المشترك بين لجنتي البرنامج والمالية الملاحظات الختامية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

14/03/2025

حضرات السيدات والسادة،

الزميلات والزملاء الأعزاء،

لقد وصلتم إلى نهاية دورة هامة من دورات الاجتماع المشترك بين لجنتي البرنامج والمالية. وهي مهمة لأننا نجد أنفسنا، أكثر من أي وقت مضى، على مفترق طرق مع الطلبات العالمية المتزايدة باستمرار على المنظمة.

ومن المهم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن نقوم بالمزيد باستخدام موارد أقل، كما اقترحت دائمًا.

وما فتئت لجنة البرنامج تسعى إلى زيادة ما تقوم به، بينما كانت لجنة المالية تحاول في الوقت نفسه خفض الميزانية قدر الإمكان. فهل سيكون إجراء حوار رسمي أو غير رسمي للتوصّل إلى توافق في الآراء أوّل ما ينبغي القيام به؟

وإن المناقشات المدروسة والقائمة على القواعد التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية والتزامكم ويعكسان مدى جدية اللحظة - فنحن في حالة من عدم اليقين الشديد في السنوات المقبلة.

ويوفّر برنامج العمل والميزانية للفترة 2026-2027 خارطة طريق لتفعيل ولايتنا بالاسترشاد بالإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031. فهو يسمح لنا بتحقيق توازن دقيق - بين إنجاز ولايتنا الأساسية، والحاجة إلى إعادة التركيز، وواقع تحديد الأولويات، وفي بعض الأحيان، اتخاذ قرارات صائبة.

وفي سياق التحديات العالمية المتزايدة، وبصفتنا منظمة واحدة للأغذية والزراعة، نحتاج إلى مواصلة تعزيز الدعم الذي تقدّمه المنظمة إلى الأعضاء من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية لكي تصبح أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، وخاصة من أجل تقديم دعم أكثر مرونة إلى المكاتب اللامركزية لأنه هذا هو الموقع الذي يكون فيه للخبرة الفنية للمنظمة وشبكتها العالمية أكبر الأثر.

ونحن بحاجة إلى زيادة تعزيز إشراك القطاع الخاص من أجل الحفاظ على تأثيرنا وتوسيع نطاقه على مدى السنوات المقبلة من خلال استراتيجية ومنصة حسنتي الإعداد. ولا يمكننا أن نقوم بذلك بمفردنا. فنحن بحاجة إلى العمل جنبًا إلى جنب مع جميع الشركاء من خلال مساهمة متسّقة وجماعية. ونحتاج إلى إطار عمل طموح ولكن قابل للتنفيذ من أجل مواجهة التحديات الحالية والناشئة.

وفي هذا الأسبوع، أُطلِعتم أيضًا على آخر المستجدات المتعلقة بمنتدى الأغذية العالمي، الذي يتزامن مع الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس المنظمة في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام. ويتيح المنتدى فرصة فريدة للتفكير في الدور الحاسم الذي أدّته المنظمة على مدى العقود الثمانية الماضية، بالتوازي مع رسم الطريق إلى الأمام لتعزيز العمل لدعم تحقيق تطلعاتنا الأصلية.

وأشجّع كلّ واحد منّا على تجديد التزامه وتكريس نفسه لبناء منظمة جديدة معًا.

وقد سرّني بشكل خاص أن أسمع إشادتكم بمنتدى الاستثمار التابع لمبادرة العمل يدًا بيد كفضاءٍ هام لإشراك المستثمرين في مجال الأغذية الزراعية ولتعبئة الموارد التي تشتد الحاجة إليها من أجل تسريع وتيرة تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية، وتمكين النساء والشباب، وتحقيق التنمية الريفية.

ورحّبت كذلك بتقدير الأعضاء وتشجيعهم لجهودنا الرامية إلى اعتماد نهج استراتيجي موجّه نحو النظم، يمكن للمنظمة من خلاله العمل على ضمان الأمن الغذائي والأغذية الصحية في ظلّ التوجيه الشامل للأفضليات الأربع - إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

وتلتزم المنظمة بتعزيز التجارة الزراعية القائمة على القواعد والشفافة والمشتركة التي تدعم قدرة النظم الزراعية والغذائية العالمية على الصمود، واستدامتها، من أجل ضمان استفادة جميع المزارعين من الأسواق المحلية وغيرها.

وستواصل المنظمة، بالتعاون مع شركائها الرئيسيين المتعددين، دعم الأعضاء في ترجمة الالتزامات المناخية العالمية إلى خطط وإجراءات للنظم الزراعية والغذائية القادرة على الصمود.

الزميلات والزملاء الأعزاء،

كما ذكرت صباح يوم الاثنين، إنّ الطريق أمامنا محفوف بالتحديات ولكنه يتيح لنا أيضًا العديد من الفرص، للابتكار والإصلاح على السواء. وإن تحويل هذه التحديات إلى فرص يتطلّب منا مواصلة العمل معًا بالتزام وتضامن أقوى.

وأنا على ثقة من أنّنا جميعًا نتشاطر الرأي نفسه عندما نؤكد أنّ هدفنا النهائي هو مساعدة ثمانية مليارات شخص على التمتع بحياة سلمية ومزدهرة ومفعمة بالصحة والسعادة.

ولتحقيق ذلك، يجب علينا تقييم المخاطر، والتصرف برشد، واستخدام الموارد بشكل استراتيجي وفعّال، وضمان أن تبقى المنظمة شريكًا أقوى وموثوقًا به.

واسمحوا لي أن أكون واضحًا: إن التزامنا بولاية المنظمة لا يتزعزع.

وسنواصل التركيز على المجالات التي تتمتع المنظمة فيها بخبرة وأثر أكبر، وسنواصل السعي إلى أن تتمتع المنظمة بمقومات التميّز الأربعة (الكفاءة، والفعالية، والاستثنائية، والتميّز)، إضافة إلى مقومات التقدّم الأربعة (التعافي، وإعادة البناء، والإصلاح، والنهضة).

وأنا فخور بما حققته المنظمة من إنجازات وتحوّلات، بآلية جديدة وعقليات جديدة. فقد ارتقى مستوى موظفي المنظمة إلى حد كبير بفضل المزيد من الابتكار والديناميكيات.

الزميلات والزملاء الأعزاء،

سنقترب من فترة السنتين المقبلة بزخم متجدّد ونموذج جديد للأعمال.

وستكون المنظمة أكثر مرونة ومسؤولية وملاءمة للغرض المتوخى منها وأكثر قدرة على العمل من أجل دعم الأعضاء بنهج مبتكر وإجراءات متّسقة.

وأوّد أن أشكركم جميعًا على التزامكم الودي المستمر ومناقشاتكم الفعّالة ودعمكم الملموس.

ومعًا، يمكننا إنشاء منظمة ديناميكية من أجل بناء عالم أفضل.

وشكرًا على حسن إصغائكم.