المدير العام شو دونيو

بيان "الجلسة الخاصة حول الأزمة الإنسانية في الشرق الأوسط" خلال اجتماع وزراء التنمية في بلدان مجموعة السبع في مدينة بسكارا

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

22/10/2024

معالي نائب رئيسة الوزراء،

ووزير الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية إيطاليا،

حضرات الأصدقاء والزملاء الأعزاء،

قلتُ لمعالي الوزير Tajani إن الوقت قد حان لعقد هذه الجلسة الخاصة سيما وأنه بدءًا من الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، تُعقد جلستا الإحاطة في مجلس الأمن للأمم المتحدة حول غزة والسودان وما زالت أعمالهما جارية.

فالأوضاع في الشرق الأوسط كارثية.

وتظهر البيانات الأخيرة أن 1.84 مليون شخص في قطاع غزة يعانون من مستوياتٍ حرجة للغاية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

إضافةً إلى ذلك، تشير التوقعات إلى أن 16 في المائة (حوالي 000 350 شخص) من كامل سكان غزة قد يكونون في المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (مرحلة "الكارثة")، بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وأبريل/نيسان 2025.

كما أن الأشخاص في المرحلة 5 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي يعانون من نقص شديد في الأغذية ويواجهون خطر المجاعة، الأمر الذي دفع بهم إلى البؤس وإلى مستويات حرجة جدًا من سوء التغذية الحاد والموت.

وتشير كذلك التحليلات الجغرافية الأخيرة إلى ما يلي:

  • دُمّرت البنية التحتية الزراعية، كما لحقت الأضرار بأكثر من نصف الآبار وما يفوق 44 في المائة من الدفيئات؛
  • ونفق 95 في المائة من المواشي، وذُبحت جميع العجول تقريبًا؛
  • ودُمّر ما يقارب 70 في المائة من الأراضي الزراعية- وهي مساحة تشكل 42 في المائة من مساحة غزة؛
  • وأُحرق أكثر من 70 في المائة من أشجار الزيتون بالكامل.

وحين يعجز الأشخاص عن إنتاج الأغذية ويتعذر عليهم الحصول عليها بشكل متسق، سوف يعانون بشكل متزايد من مستويات قصوى من سوء التغذية الحاد، ويكون خطر الموت مرتفعًا.

واليوم، بات سوء التغذية الحاد في قطاع غزّة أعلى بعشرة أضعاف ممّا كان عليه قبل تصعيد الأعمال العدائية.

ونحن نعمل حاليًا لحماية 000 30 من رؤوس الماعز والأغنام- ما يمثل حوالي 40 في المائة من العدد الإجمالي لهذه المواشي المقدر أنها ما زالت على قيد الحياة.

ومن خلال تغذية هذه الحيوانات، يمكن توفير كمية كافية من الحليب لجميع أطفال غزة.

وقد وزّعت المنظمة العلف لأكثر من 4000 4 من مربّي الماشية ومستلزمات بيطرية لحوالي 400 2 من أسر الرعاة- وكل ذلك بدعم من مبادرة الغذاء من أجل غزة بدعم من حكومة إيطاليا.

والمنظمة مستعدة لتوفير قدر أكبر من الإمدادات الأساسية - العلف الإضافي، والأغطية البلاستيكية للدفيئات، وخزانات المياه، واللقاحات، وكتل الطاقة وملاجئ للحيوانات.

وإذا ما أردنا إنقاذ الأرواح ومنع المجاعة، نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق نار إنساني وإلى توفير إمكانية الوصول غير المحدود والآمن للأشخاص المعوزين والمعرضين للخطر.

وتتمثل أولويات المنظمة الآن في ما يلي:

  • استئناف الإنتاج المحلي للأغذية؛
  • وترميم توافر الأغذية المغذية جدًا في غزة، خاصة على مشارف موسم الشتاء المقبل؛
  • ومنع الانهيار التام لقطاع الزراعة؛
  • والحفاظ على سبل العيش الزراعية المتبقية؛
  • وكبح الجوع وسوء التغذية الحادين، خاصة في صفوف الأطفال.

وإنّ النظم الزراعية والغذائية في الضفة الغربية مهددة أيضًا.

كما تشير الجولة الأخيرة من عمليات المسح الخاصة بالمزارعين إلى أن 63 في المائة تقريبًا من منتجي المحاصيل و72 في المائة من منتجي الثروة الحيوانية أفادوا عن عدم قدرتهم على الوصول إلى حقولهم أو مراعيهم.

ويتسم النظام الزراعي والغذائي المحلي الذي يعمل جيدًا بأهمية أساسية لخفض المستويات المقلقة من الجوع وسوء التغذية.

وفي ما يمتد النزاع عبر الحدود، يتوسع أيضًا نطاق آثاره.

وتلاحظ المنظمة بالفعل هذه الآثار فيما طال النزاع بعض المساحات الزراعية الأكثر إنتاجية في لبنان.

وأعمال العنف تُرغم الأشخاص على الهروب وترك أراضيهم.

وبما أن المزارعين غير قادرين على الوصول إلى أراضيهم، فهذا سوف يؤثر على الحصاد الحيوي للزيتون والعنب.

ومن المرجّح أن يؤثر هذا النقص في اليد العاملة على موسم زراعة القمح والشعير والخضار في المواسم المقبلة.

ويمكن أن يحول أيضًا دون زراعة محاصيل الشتاء لعام 2025.

كما أن الآثار في المنطقة سوف تظلّ قائمةً في المستقبل البعيد.

وتقدم المنظمة بالفعل دعمًا أساسيًا، ونحن مستعدون لتعزيز المعونة والمساعدة الزراعية الحرجة في حالات الطوارئ، بالتعاون مع شركائنا.

وسوف تواصل المنظمة دعم المزارعين، حالما تسمح الأوضاع بذلك، والمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية الزراعية والاقتصادات.

لكن لا يمكننا التحرك من دون الوصول إلى المنطقة.

لذا، فإنّ السلام شرطٌ أساسي للأمن الغذائي كما أن الحق في الغذاء هو حقٌ أساسي من حقوق الإنسان.

ونحن نعوّل على دعمكم المستمر وقيادتكم، وبخاصة على دعم وقيادة الأعضاء في مجموعة السبع.

وشكرًا على حسن إصغائكم.