المدير العام شو دونيو

مأدبة غداء عمل اجتماع وزراء التنمية لمجموعة الدول السبع في مدينة بسكارا: "استدامة سلسلة قيمة البُن وقدرتها على الصمود"

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

23/10/2024

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

يسعدني للغاية أن أشارك في اجتماع العمل هذا لمجموعة الدول السبع بشأن قطاع البُن، وأن أرى ممثلي قطاع البُن هنا، سواء من القطاع الخاص أو من منظمة البُن الدولية.

ومنذ أن استلمت مهام وظيفتي في منظمة الأغذية والزراعة وأنا أروِّج للبُن، ولكنني في الواقع بدأت الترويج للبُن في الصين قبل أربعين سنة. وقليلون هم الصينيون القادرون على احتساء ستة فناجين من قهوة "دبل إسبرسو" يوميًا كما أفعل أنا، ومع ذلك أستطيع النوم جيدًا!

ولقد أدركت من خلال خبرة أربعين سنة أن البُن ليس مهمًا فقط لصغار المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، بل أيضًا لتوفير مقومات التمكين للنساء والشباب والشعوب الأصلية، وكذلك لتعزيز التماسك الاجتماعي. فزراعة البُن وتصديره يشكِّلان مصدرًا حيويًا للدخل للبلدان في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا وآسيا، وهو ما يدفع عجلة النمو الاقتصادي ويقلّل من الفقر في المناطق الريفية.

والبُن هو المنتج الاستوائي الأكثر تداولًا في التجارة، إذ تعمل في قطاع البُن 25 مليون أسرة مزارعة في مختلف أنحاء العالم، تنتج 80 في المائة من الإنتاج العالمي من البُن. ويتركز الإنتاج في البلدان النامية، حيث يمثل البُن نسبة كبيرة من عائدات التصدير ويوفر مصدرًا رئيسيًا لكسب لقمة العيش للأسر المعيشية.

ولعلّ السبب الأول في كون البُن إحدى أهم السلع العامة هو أنه يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. وقد أقمت قبل عشر سنوات حوارًا عن البُن والشاي لتعزيز هذين القطاعين معًا، لأن البُن، في كثير من البلدان، وخاصة في آسيا، يعدّ سلعة ناشئة جديدة، ويوفّر بالتالي فرصة تاريخية.

وفي حين يحتاج الشاي إلى درجة حموضة أقل من 3.45، يحتاج البُن إلى مياه ذات نوعية جيدة ودرجة حموضة تتراوح بين 7.3 و7.8 – فأنا عالم كما تعلمون!

والقهوة في إيطاليا جيدة جدًا بفضل مزيج من المياه ذات النوعية الجيدة والخدمة الجيدة والآلات الجيدة. وإن أوّل ما أقوم به، كلّما عدت إلى روما من رحلاتي، هو احتساء فنجان من قهوة "دبل إسبرسو"!

وقد أقرّت لجنة مشكلات السلع التابعة للمنظمة مؤخرًا اقتراح البرازيل بتخصيص يوم عالمي للبُن يُحتفل به سنويًا في 1 أكتوبر/تشرين الأول، سيتم تقديمه الآن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للموافقة عليه. وهذه مبادرة مرحّب بها لتسلِيط الضوء على التقدم العالمي المحرز في إيجاد سلسلة قيمة للبُن أكثر استدامة وقدرة على الصمود.

ثانيًا، نحن، في المنظمة، نعمل أيضًا على تعزيز سلسلة قيمة البُن، من خلال مبادرة العمل يدًا بيد التابعة للمنظمة - وهي مبادرة تتولى مقاليدها وقيادتها البلدان - للتركيز على الاستثمار في البُن وقطاع البُن ومساعدة البلدان على إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص،

ثالثًا، نحن ندعم الأعضاء في تعزيز البحث والابتكار في مجال البُن من أجل قطاع بُن أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة. وآمل أن يؤدي أعضاء مجموعة السبع، باعتبارهم من كبار مستوردي البُن، دورًا رائدًا في تحويل قطاع البُن بأكمله.

وبصفتكم مستوردين، أنتم محظوظون بالحصول على حبوب بُن عالية الجودة، خاصة من البلدان الاستوائية، ولكن حان الوقت الآن للاستثمار على المدى الطويل في هذا القطاع، دعمًا للأوساط الأكاديمية والبحث والابتكار، على طول سلسلة القيمة، من التربة وتغير المناخ إلى الزراعة، من أجل قطاع محايد مناخيًا.

وفي منظمة الأغذية والزراعة، بدأنا منذ خمس سنوات، في إثيوبيا وإكوادور وفييت نام، وغيرها من البلدان، في توسيع قطاع الشاي المحايد للكربون. والآن، نحتاج إلى جعل قطاع البُن محايدًا مناخيًا كذلك. ولكن للقيام بذلك، ينبغي لنا التركيز كثيرًا على البحوث في قطاع البُن.

وإنّ تقديم المساعدة الفنية إلى البلدان المنتجة للبُن أمر بالغ الأهمية لدعم القدرة على الصمود أمام تغير المناخ والاستدامة على طول سلاسل القيمة.

وأخيرًا، يتعين علينا أن نبدأ في دعم المنتجين، ليس فقط المزارعين، بل صغار المنتجين على وجه الخصوص، بما في ذلك صغار مقدمي الخدمات، كما هو الحال هنا في إيطاليا وفي أنحاء أخرى من العالم. ولا يزال هناك الكثير ممّا ينبغي القيام به لضمان أن منافع قطاع البُن تساهم في الحد من الفقر بين صغار المنتجين. وهذه مبادرة حقيقية لخلق فرص عمل يمكن أن تكون لها آثار كبيرة – أنا متأكد من ذلك!

وأودّ مجددًا أن أشكر نائب رئيس الوزراء، معالي السيد Tajani، على دعمه لقطاع البُن.

والآن دعونا نستمتع بفنجان قهوة لذيذ ونعود بالفائدة على جميع المنتجين معًا.

وشكرًا على حسن إصغائكم.