الدورة التاسعة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة مؤتمر القمة المعني بالمستقبل حدث رفيع المستوى "الالتزام بتنمية المساواة: الاستثمار في مستقبل النساء والفتيات" الملاحظات الافتتاحية

أصحاب المعالي والسعادة، 

حضرات السيدات والسادة، الفتيات والفتيان،

من دواعي سروري البالغ اليوم أن أعقد هذا الحدث الهام الذي يسلّط الضوء على التزامنا الجماعي بتنمية المساواة بين الجنسين وتمكين الشباب والنساء في النظم الزراعية والغذائية.

وجميعنا هنا ملتزمون بتحقيق رؤيتنا المشتركة.

ولذلك، يتعين علينا أن نضافر جهودنا لننجز المزيد وعلى وجه أفضل، معًا، بوصفنا مجتمعًا دوليًا.

وإن تمكين المرأة الريفية والمساواة بين الجنسين ليسا مجرد جزءٍ أساسي من تحقيق الأهداف 2 و1 و5 من أهداف التنمية المستدامة فحسب، بل إنهما جزءٌ لا يتجزأ من خطة عام 2030 برمّتها ومن الحضارة الإنسانية.

وهما على قدر كبير من الأهمية لضمان رفاه النساء وأسرهنّ.

وفي منظمة الأغذية والزراعة، تعدٌّ المساواة بين الجنسين مسألة متأصلة في إطارنا الاستراتيجي للفترة 2022-2031.

وهي معمّمة أيضًا في جميع أعمالنا الرامية إلى تحقيق الأفضليات الأربع، أي: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

ومن شأن سدّ الفجوات بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات في النظم الزراعية والغذائية أن يحسّنا إلى حد كبير النمو الاقتصادي، والأمن الغذائي، والوصول إلى التكنولوجيا والفرص، وقدرة النساء وأسرهن ومجتمعاتهن على الصمود.

ولدينا براهين تبيّن لنا كيفية التغلّب على هذه الفجوات - وهي براهين تدعونا جميعًا إلى العمل بشكل جماعي وعاجل.

وقد كان تقرير المنظمة عن "وضع المرأة في النظم الزراعية والغذائية"، الذي صدر عام 2023، أحد العوامل المحفِّزة لهذه المبادرة.

فقد أظهر أنّ الفجوة بين الجنسين، في عدد كبير للغاية من المجالات، إما بقيت على حالها من دون تغيير أو اتسعت، لا سيما بالنسبة إلى المرأة الريفية.

وفي ضوء هذه البراهين، تلتزم المنظمة ببذل المزيد من الجهود من أجل توطيد عملنا في يخص المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والشباب.

واليوم، أودّ أن أشير إلى ثلاثة أهداف محددة ستسعى المنظمة إلى تحقيقها في السنوات المقبلة:

أوّلًا: تلتزم المنظمة بتتبع الإجراءات المفضية إلى التحوّل في المنظور الجنساني في مشاريعها، وبإدراج هذه الإجراءات في نسبة تصل إلى 10 في المائة من المشاريع بحلول عام 2030.

وسنقوم أيضًا بإطلاق حوافز من أجل تشجيع هذه الإجراءات في تنفيذ المشاريع بحلول مارس/آذار 2025.

وتتسم النُهج المفضية إلى تحويل المنظور الجنساني بأنها فعالة في معالجة المعايير التمييزية التي تعيق النساء وأثبتت أنها فعالة من حيث الكلفة.

ثانيًا: تلتزم المنظمة بتعزيز نشر الخطوط التوجيهية الطوعية بشأن المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتيات الصادرة عن لجنة الأمن الغذائي العالمي، والاستفادة منها في 10 بلدان بحلول عام 2026.

ثالثًا: تلتزم المنظمة بإنشاء مجال معني بقضايا الجنسانية في قاعدة بياناتنا الإحصائية بحلول عام 2026.

فهذا سيتيح للجمهور إمكانية الوصول إلى جميع البيانات المتاحة عن الأبعاد الرئيسية للمساواة بين الجنسين - في مكان واحد - مثل عمل المرأة وتدريبها وملكيتها للأصول في النظم الزراعية والغذائية، بالإضافة إلى بيانات الأمن الغذائي والتغذية المتعلقة بالمرأة.

وبشكل عام، ستواصل المنظمة تولي زمام قيادة مبادرة الالتزام بتنمية المساواة،

التي نأمل أن تدعم الاستثمارات في النُهج التي أثبتت جدواها على نطاق واسع.

كما أنّ عملية "الالتزام بتنمية المساواة" ستعزز التنسيق والشفافية، وستوسع قاعدة معارفنا وستحسّن فهمنا لتقدمنا الجماعي.

وفي الختام، تتطلّع المنظمة قدمًا إلى الاحتفاء بالسنة الدولية للمرأة المزارعة في عام 2026، بالتنسيق مع الشركاء.

حضرات الزميلات والزملاء،

لقد أحرزنا تقدمًا ملحوظًا، ولكن ما زال أمامنا الكثير ممّا يتعين القيام به.

وإنّني أدعوكم إلى الانضمام إلينا لإعادة تأكيد التزامكم الفردي والجماعي بتسريع وتيرة جهودنا المبذولة في تحقيق المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030.

فمعًا، يمكننا أن نحقق إنجازات أكثر لصالح النساء والفتيات، ولبناء مستقبل أكثر تناغمًا.

وشكرًا لكم على حسن إصغائكم.