PC 87/4 - a
مارس / آذار 2002


لجنة البرنامج

الدورة السابعة والثمانون

روما، 6 - 10/5/2002

التقييم الخارجى المستقل للبرنامج الخاص للأمن الغذائى


بيان المحتويات

1- مقدمة
    1-1  اختصاصات التقييم
    1-2  ترتيبات وطرق التقييم
    1-3  مخطط التقرير
2- معلومات أساسية عن البرنامج الخاص
    2-1  التركيز على الأمن الغذائى
    2-2  وضع مفهوم البرنامج
3 - تخطيط وتصميم البرنامج الخاص
    3-1 دور الشركاء
    3-2 عملية صياغة المشروعات
4 - تنفيذ وادارة البرنامج الخاص
    4-1 دور المنظمة
    4-2 هياكل التنظيم والادارة
    4-3 فعالية المدخلات القطرية
    4-4 مساهمة التعاون فيما بين بلدان الجنوب
    4-5 دور الوكالات الدولية والجهات المتبرعة الأخرى
5 - العمليات الميدانية التجريبية
    5-1 اختيار المواقع
    5-2 اختيار المنتفعين المستهدفين
    5-3 اختيار التكنولوجيا لتجربتها
    5-4 منهج البرنامج الخاص
    5-5 النتائج التى تحققت فى العمليات الميدانية التجريبية
6 - التأثيرات والقضايا العامة الأخرى ذات الصلة بالبرنامج الخاص
    6-1 التأثيرات على السياسات القطرية
    6-2 التأثيرات على دوائر المتبرعين
    6-3 مردودية تكاليف البرنامج الخاص على المستوى القطرى
7 - خيارات للبرنامج الخاص فى المستقبل
    7-1 الدروس المستفادة من الماضى
    7-2 جوانب القوة فى البرنامج الخاص
    7-3 منهج مقبل بديل للبرنامج الخاص
قائمة بالجداول
    الجدول 1:  بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض الأعضاء فى المنظمة بحسب الاقليم، ونقص الأغذية والدخل الفردى وتاريخ الدخول فى البرنامج الخاص بحسب الاقليم

    الجدول 2 : موجز النسب المئوية لتفاصيل المصروفات على البرنامج الخاص بحسب مصدر الأموال فى 1995-2000 (المجموع التقريبى 60 مليون دولار)

    الجدول 3 : تمويل البرنامج الخاص من موارد من خارج الميزانية (صرفت من خلال المنظمة، مبينا البلدان المستفيدة وميزانياتها، عام 2002

    الجدول 4 : حالة التعاون فيما بين البلدان النامية فى البلدان التى وقعت على الاتفاقيات

    الجدول 5 : تطور البرنامج الخاص للأمن الغذائى بمرور الوقت فى أمريكا اللاتينية وفقا للبيانات المقدمة من مكتب المنظمة الاقليمى لأمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى

شكر وتقدير

يود فريق التقييم أن يعرب عن تقديره لجميع أولئك الذين عاونوا من منظمة الأغذية والزراعة والحكومات والمجتمع الدولى، وقدموا بأريحية المعلومات والأفكار عن البرنامج الخاص للأمن الغذائى خلال الزيارات الميدانية. ويوجه شكر مماثل الى كبار المسؤولين والموظفين الفنيين فى المقر الرئيسي للمنظمة ومكاتبها القطرية الذين كانوا على استعداد لأن يضعوا تحت تصرف البعثة كل الوقت اللازم للاجابة على جميع الأسئلة التى أثرناها. وقدمت ادارة التقييم دعمها الكامل للفريق، كما يوجه شكر خاص الى هيثر يونج ونادين مونيشون وآنا كارول لصبرهن الذى لم ينفذ وجهدهن الذى لا يكل فى تنظيم مسائل العقود واللوجستيات، والى جون ماركى ودانييل شالون لمرافقتهما الفريق خلال زياراته الميدانية.

موجز تنفيذى

1- أجرى التقييم بعد ست سنوات من بدء العمل على المستوى القطرى فى اطار البرنامج الخاص للأمن الغذائى. وقد أجرى التقييم استجابة لطلب الأجهزة الرياسية فى المنظمة ولتلبية احتياجات الادارة الداخلية، وصمم لتحقيق هدفين هما: (أ) تقديم تقرير مساءلة معقول عن البرنامج الخاص للأمن الغذائى يتضمن تحليلا وتقديرا متعمقين لمدى فائدته المستمرة وفعاليته فى تحقيق النتائج والمردودية التكاليفية الشاملة لهذا البرنامج، و(ب) دمج وتعزيز قاعدة معارف البرنامج الخاص للاستفادة منها فى المستقبل من خلال التعلم من الخبرات المكتسبة حتى الآن وخاصة عن طريق تحديد القضايا الناشئة وجوانب القوة ونقاط الضعف.

2- وقام بعملية التقييم فريق تمثيلى من تسعة من كبار الخبراء الاستشاريين الخارجيين. وقدمت ادارة التقييم الدعم العملى. وزار فريق التقييم مكاتب المنظمة الاقليمية و12 بلدا ينفذ فيها البرنامج الخاص، بلد فى كل اقليم من الأقاليم النامية (هى بنغلاديش، وبوليفيا، وكمبوديا، والصين، واكوادور، واريتريا، وهايتى، وموريتانيا، والنيجر، والسنغال، وتنزانيا، وزامبيا). وقد اختار فريق التقييم البلدان التى زارها من بين قائمة قصيرة أعدتها المنظمة من 18 بلدا تمثل كل اقليم من الأقاليم النامية. وكان العمل جاريا فى الميدان فى البلدان المدرجة فى القائمة القصيرة منذ ثلاث سنوات على الأقل فيما لا يقل عن ثلاثة من عناصر البرنامج الخاص الأربعة. وضمنت معايير الاختيار أن الفريق سوف يجرى تقييمه على أساس خبرات كبيرة فى تنفيذ البرنامج الخاص. وقد قضى أسبوعا على الأقل فى كل بلد مجموعة كانت عادة تتكون من أربعة خبراء استشاريين. وعقد الفريق فى كل بلد مناقشات مع الحكومة والجهات المتبرعة وموظفي المنظمة، وزار عينة من مواقع المشروعات باستخدام قائمة مراجعة لنقاط تستند الى اختصاصات الفريق لتيسير الاستفسارات من المزارعين وموظفي التنمية القطرية وموظفي البرنامج الخاص.

3- والفصل الأول من التقرير عبارة عن مقدمة تلخص اختصاصات الفريق وتناقش طرق وترتيبات التقييم. ويقدم الفصل الثانى بعض المعلومات الأساسية عن البرنامج الخاص تغطى مبررات التركيز على الأمن الغذائى ووضع مفهوم البرنامج. ويتناول الفصل الثالث تخطيط وتصميم البرامج النوعية المنفذة فى اطار البرنامج الخاص والعملية الفعلية التى استخدمت فى صياغة المشروعات. ويركز الفصل الرابع على تنفيذ البرنامج الخاص وادارته، ويدرس دور المنظمة وهيكل التنظيم والادارة وفعالية المدخلات القطرية والتعاون فيما بين بلدان الجنوب والأدوار التى اضطلعت بها الوكالات والجهات المتبرعة الدولية الأخرى. ويخصص الفصل الخامس لتقييم العمليات الميدانية التجريبية من حيث اختيار المواقع، والمنتفعين المستهدفين وتكنولوجيات الاختبار. كما نوقش المنهج المستخدم فى تنفيذ المبادرات الميدانية للبرنامج الخاص فضلا عن النتائج التى أسفرت عنها. ويدرس الفصل السادس تأثير البرنامج الخاص على السياسات القطرية ومجتمع المتبرعين، كما يتناول بايجاز مردودية تكاليف مبادرات البرنامج الخاص. وأخيرا يجمع الفصل السابع معا المواد التى قدمت فى الفصول السابقة من خلال ايجاز المعلومات الأساسية وجوانب القوة فى البرنامج الخاص كما رآها فريق التقييم. ويشكل ذلك الأساس الذى يستخدمه فريق التقييم لاقتراح المنهج الذى سيطبق فى تخطيط وتنفيذ البرنامج الخاص فى المستقبل.

جوانب القوة فى البرنامج الخاص

4- وجد فريق التقييم أن البرنامج الخاص للأمن الغذائى، فى وضعه الحالى، يتميز بعدد من الخصائص الايجابية أو جوانب القوة لا تشاركه فيه دائما البرامج الأخرى التى تدعمها الجهات المتبرعة والمنظمة والتى هى جديرة بالاعتراف والتى يمكن الارتكاز عليها بصورة مفيدة فى تصميم وتنفيذ المبادرات ذات الصلة بالبرنامج الخاص فى المستقبل. وفيما يلى أهم هذه الخصائص:

الدروس المستفادة من السابق

5- عندما بدأ البرنامج الخاص للأمن الغذائى كان يطبق ما يرى فريق التقييم بأنه تصميم جامد وغير مرن. كما كان يطلب أن ينفذ فى أول الأمر فى تلك المناطق التى تنطوى على امكانيات تحقيق زيادة سريعة فى الانتاج. وكانت هذه المناطق تتسم بأنها توجد فى الأماكن التى تتوافر فيها امكانيات الرى. وكان من المتوخى أن يساعد التركيز على الانتاج فى حل مشكلات الأمن الغذائى سواء على مستوى الأسرة أو مستوى البلد. وسرعان ما أصبح واضحا أن التركيز على الانتاج الموجه نحو المستوى الصغير فى البداية ليس كافيا لضمان تحقيق تقدم فى حل مشكلات الأمن الغذائى، وأن القضايا ذات الطابع المتوسط والكبير هامة أيضا فى التمكين من حدوث الزيادات فى الانتاج، وضمان تحقيق منافع للمنتجين. وعلى ذلك، أصبح تنفيذ البرنامج الخاص أقل جمودا وأكثر مرونة. ويتفق فريق التقييم مع هذه التغييرات.

6- وثمة مشكلة أخرى ذات طابع مفاهيمى أكبر أصبحت واضحة لفريق التقييم خلال الزيارات لبلدان دراسات الحالة. ويتعلق ذلك بالمبادلات المحتملة بين الأهداف المختلفة المبينة فى الخطوط التوجيهية للبرنامج الخاص والمتعلقة بمعالجة الأمن الغذائى على المستويين القطرى والأسرى. ويمكن القول عموما أن النص على بدء نشاطات البرنامج الخاص فى المناطق ذات الامكانيات العالية قد يكون أفضل فى معالجة قضية تحسين الأمن الغذائى القطرى. ومن المحتمل أن يوجد الفقر ومن ثم الأسر المختلفة التى تعانى من انعدام الأمن الغذائى فى هذه المناطق، الا أنه من المحتمل بنفس هذا المنطق أن يكون أقل حدة مما هو عليه فى المناطق الزراعية الأقل حظا. ولذا كانت المواقع التى اختيرت لتنفيذ نشاطات البرنامج الخاص فى بلدان دراسات الحالة عموما ذات انتاجية عالية نسبيا بالمقارنة بالمناطق الحدية حيث ترتفع درجة سوء التغذية فى المناطق الريفية وتنخفض امكانيات زيادة الانتاجية الزراعية. وعلى ذلك، فعلى الرغم من أن من رأى فريق التقييم أن المناطق التى اختيرت لنشاطات البرنامج الخاص قد تكون أفضل المناطق لاتفاقية النهوض بالأمن الغذائى القطرى، من حيث تحسين الأمن الغذائى للأسر المختلفة، فإن تأثيرات النشاطات من نوع البرنامج الخاص ربما كانت ستفوق ذلك فى المناطق الحدية. ويشير ذلك الى المبادلات بين الأهداف الكبيرة المعلنة المتعلقة بتحسين الأمن الغذائى الأسرى والقطرى.

7- وهناك مسألة أخرى أصبحت واضحة خلال زيارات فريق التقييم لبلدان دراسات الحالة وهى أن الوقت الذى كان مقررا فى أول الأمر للجزء التجريبى من المرحلة الأولى للبرنامج الخاص وهو سنتان الى ثلاث سنوات، يعتبر قصيرا للغاية، وأن المواقع المختارة صغيرة للغاية مما لا يجعلها تنطوى على أية تأثيرات كبيرة سواء على الانتاج أو استراتيجيات الأمن الغذائى. ويعتمد نجاح منهج البرنامج الخاص اعتمادا كبيرا على قوة الهياكل المؤسسية بما فى ذلك الارشاد والائتمان ونظم توزيع المدخلات وتسويق المنتجات. وحينما توجد عيوب فى ذلك، فان من المستبعد الى حد كبير أن تكفى فترة العامين الى الثلاثة أعوام لاظهار أى تأثير. ولم يعثر على قرائن على تنفيذ جزء التوسع فى المرحلة الأولى (أى توسيع نطاق نشاطات البرنامج الخاص ليشمل جميع المناطق الايكولوجية الزراعية فى البلد) الا فى السنغال على الرغم من أنه كانت هناك خطط على الورق للبلدان الأخرى. كما لم يعثر على أى بلد دخل المرحلة الثانية من البرنامج الخاص.

8- ولقد شعر فريق التقييم ببعض الدهشة عندما لاحظ أن مجموعة الخطوط التوجيهية التى صممت للمساعدة فى تنفيذ عناصر البرنامج الخاص الأربعة لم تستخدم كثيرا فى الميدان. وعلى الرغم من أنه يبدو أن هناك أسبابا معقولة لذلك، فان فريق التقييم يعتقد أن هناك مزايا لتشكيل لجنة فنية للخطوط التوجيهية يعهد اليها بمسؤولية ترشيد المنهج الخاص بالتخطيط للخطوط التوجيهية بأسرها واعدادها والموافقة عليها وتحديثها. غير أن فريق التقييم يعتقد فى ضرورة النظر الى الخطوط التوجيهية على أنها خطوط توجيهية وليس أكثر من ذلك. فالالتزام الصارم بها يمكن أن يحقق عكس ما هو مرجو منها، ويعوق الابتكار فى تصميم وتعديل المنهجيات لتتوافق م الأوضاع المحلية.

9- لم تتوافر قرائن منتظمة على درجة تطبيق/استيعاب التكنولوجيات التى قدم البرنامج الخاص بيانات عملية لها، ويرجع ذلك فى جزء منه الى أن البرنامج الخاص لم يجمع عموما هذه المعلومات، وجزئيا الى أن تنفيذ الكثير من المشروعات مازال جاريا أو انتهى العمل فيه مؤخرا. ولذا كان على فريق التقييم أن يكون انطباعات من المقابلات التى أجراها مع أصحاب الشأن خلال الزيارات الميدانية. وعلى الرغم من أنه كانت هناك بعض القرائن على تطبيق التكنولوجيا من جانب المزارعين الذين شاركوا بصورة مباشرة فى البيانات العملية للتكنولوجيات، او حضروا مدارس المزارعين الحقلية، وبدرجة أقل المزارعين الذين لم يشتركوا فى هذه البيانات خلال تنفيذ المشروعات، لم يكن هناك الا القليل نسبيا من القرائن على استمرار استخدام التكنولوجيات بعد البيانات العملية للمشروعات أو تطبيق هذه التكنولوجيات من جانب المزارعين الذين لا علاقة لهم بالبرنامج الخاص. ويعتقد فريق التقييم فى ضرورة بذل البرنامج الخاص جهدا لكى يوثق بصورة منظمة قرائن استيعاب الحزم التكنولوجية التى أجريت لها البيانات العملية.

10- استخدم البرنامج الخاص الاعانات على نطاق واسع للتشجيع على تطبيق التكنولوجيا. واتخذ ذلك شكلين: توفير المدخلات دون مقابل للمزارعين و/أو تقديم المدخلات بأسعار مدعمة. ويتعين اعادة بحث هذا الأمر وخاصة أنها لا تتفق بصورة جيدة مع استدامة التكنولوجيات بعد توقف الدعم المباشر المقدم من البرنامج الخاص للمبادرات. وينبغى وقف تقديم المدخلات دون مقابل، ولا ينبغى استخدام أسعار الفائدة المدعمة الا اذا كان جزءا من سياسة قطرية. كذلك ينبغى لأسباب تتعلق بالاستدامة، ادارة الائتمان بواسطة مؤسسات اقراض مختصة بدلا من ادارتها بواسطة مشروعات البرنامج الخاص مباشرة.

11- ويمكن القول عموما ان تأثير البرنامج الخاص حتى الآن كان محدودا على السياسات القطرية ذات الصلة بالأمن الغذائى فى بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض وتعبئة الموارد لمتابعة البرنامج الخاص.

منهج بديل للمستقبل

12- وبعد اجراء تقييم لجوانب القوة ونقاط الضعف فى البرنامج الخاص، يوصى فريق التقييم منظمة الأغذية والزراعة وشركاءها بالنظر فى تطبيق منهج بديل فى المستقبل يشمل العناصر الآتية:
· ينبغى للمنظمة أن ترتب أولويات البلدان ازاء المبادرات ذات الصلة بالبرنامج الخاص. فهذا البرنامج ينفذ حاليا فى 62 بلدا والشاغل الرئيسى لفريق التقييم يدور حول ما اذا كانت المنظمة تمتلك القدرة، بالنظر الى الموارد المحدودة (المالية والبشرية) المتاحة لها، على التعامل بصورة كافية مع جميع البلدان المؤهلة حاليا للبرنامج الخاص. وتعتمد المعايير المستخدمة فى ترتيب أولويات البلدان على ما اذا كان البلد يريد أن يبدأ نشاطا من نشاطات البرنامج الخاص أو يسعى الى الحصول على دعم لمواصلة نشاط بدأ فى مرحلة سابقة. وتشمل القضايا التى ينبغى بحثها انتشار سوء التغذية فى البلد، وتوافر البنية الأساسية المؤسسية التى تدعم مبادرات البرنامج الخاص، والالتزام الوطنى بمعالجة قضايا الأمن الغذائى وغير ذلك؛
· ينبغى للبرنامج الخاص أن يزيد من الأولوية التى يمنحها للأمن الغذائى الأسرى. يؤيد فريق التقييم تأييدا تاما تركيز البرنامج الخاص على الأمن الغذائى الا أنه يشعر بالقلق ازاء احتمالات المبادلة بين الأمن الغذائى الأسرى والقطرى. ولحل هذه المشكلة، يقترح فريق التقييم ما يلى: (أ) بالنسبة للبلدان التى لا تتمتع بالاكتفاء الذاتى من الأغذية، ينبغى للبرنامج الخاص أن يسند أولوية مساوية للمناطق داخل البلدان التى تتمتع بامكانيات جيدة على زيادة الانتاج ولمزيد من المناطق الحدية، (ب) بالنسبة للبلدان التى تتمتع بالاكتفاء الذاتى من الأغذية أو قريبة من الاكتفاء الذاتى فى انتاج الأغذية، ينبغى للبرنامج الخاص التركيز على المناطق الزراعية التى يعيش فيها أكبر عدد من الأسر التى تعانى من انعدام الأمن الغذائى. ويعنى ذلك تركيز الاهتمام على المناطق الزراعية الأكثر فقرا فى البلد؛
· لدى تصميم البرنامج الخاص، توجد ستة مجالات نوعية يرى فريق التقييم ضرورة أن تحصل على قدر أكبر من الاهتمام الواضح حيث أنها تؤثر لا فى طريقة وضع استراتيجيات الأمن الغذائى الأسرى فقط، بل وعلى الدرجة المحتملة للاستدامة والتأثير المضاعف للنشاطات ذات الصلة بالبرنامج الخاص. ينبغى أن يكون هناك: (أ) اهتمام واضح بالطابع الموسمى "استراتيجيات لمواجهة الطابع الموسمى" تركز على زيادة الانتاج الغذائى فى أوقات مختلفة من العام وزيادة قدرة تخزين الحبوب على المستويات المحلية والمجتمعية والأسرية، وزيادة دخل الأسرة وقدرتها الشرائية من خلال تحسين شروط حصول المزارعين على المدخلات والوصول الى أسواق المخرجات بما فى ذلك القروض ومن خلال نشاطات التنويع، (ب) المزيد من الاهتمام الواضح للقضايا البيئية وضمان التوافق بن الانتاج والاستدامة الايكولوجية، (ج) قدر أكبر من الاهتمام الواضح بالمساواة بين الجنسين، (د) المزيد من الاهتمام الصريح للصلات والترتيبات التعاونية لا مع وكالات المتبرعين فحسب بل ومع الوكالات الانمائية الأخرى (مثل المنظمات غير الحكومية) ومنظمات المزارعين كما يتضح من دراسة الحالة فى السنغال، (ه) المزيد من الاهتمام الواضح بالقضايا المؤسسية وقضايا السياسات على المستويين المتوسط والكلى، (و) قبول فترة زمنية أطول (مثل 5 سنوات) لتحقيق التأثير.

13- ينبغى للمنظمة، لدى بداية كل مشروع من مشروعات البرنامج الخاص، وضع تصميم واضح أيضا لاستراتيجية الخروج من حيث نقل المسؤوليات فى نهاية فترة التنفيذ. ويوصى باستخدام منهج الاطار التسجيلى التشاركى فى عملية التصميم، وأن يصبح خلال مرحلة التنفيذ اطارا تسجيليا ديناميا تشاركيا يعدل بصورة دورية لتيسير الرصد والتقييم فيما يتعلق بالأهداف والمؤشرات ووسائل التدقيق/القياس والفروض/الافتراضات والمخاطر المرتبطة بالمشروع.

14- وأخيرا يوصى بأن يضع البرنامج الخاص ثلاث استراتيجيات تكاملية هى: (أ) زيادة الجهود المكرسة لرسم خرائط الأمن الغذائى لتيسير التعرف على المناطق التى تعانى من انعدام الأمن الغذائى، (ب) تطبيق نظم رصد منظمة وبسيطة تتسم بالكفاءة لتحسين الادارة على مختلف المستويات واجراء التقييم المستقل على مستوى المشروع، (ج) بعد اجراء تقييم دقيق للاحتياجات الحقيقية لكل بلد من حيث مستوى الخبرات المطلوبة (أى منخفضة، متوسطة أو عالية) ومقارنة هذه الاحتياجات بالموارد الفنية والبشرية المتاحة لدى البلدان الأخرى فى الجنوب، تطبق برامج التعاون فيما بين بلدان الجنوب التى تستخدم عددا صغيرا من المتعاونين من ذوى المهارات اللغوية الكافية لتوفير التدريب أثناء العمل للخبراء والفنيين المحليين وتعليمهم.

1 - مقدمة

1-1 اختصاصات التقييم

15- لقد أجرى التقييم بعد نحو ست سنوات من بدء العمل على المستوى القطرى فى اطار البرنامج الخاص للأمن الغذائى. وقد أجرى هذا التقييم استجابة لطلب الأجهزة الرياسية وتلبية لاحتياجات الادارة الداخلية، وصمم لتحقيق هدفين هما:

16- وتغطى الاختصاصات (أنظر الملحق الأول) التقييم الشامل للبرنامج الخاص للأمن الغذائى بما فى ذلك التعاون فيما بين بلدان الجنوب، و:

1-2 ترتيبات وطرق التقييم

17- أجرى التقييم فريق تمثيلى مكون من تسعة من كبار الخبراء الاستشاريين الخارجيين. وقدمت ادارة التقييم فى المنظمة الدعم العملى. وتألف الفريق من الشخصيات التالية: D.S.C.Spencer (رئيس فريق، سيراليون)، P. Spitz (رئيس فريق، البعثات الى آسيا وغرب أفريقيا، فرنسا)، F. Anderson (استراليا)، M. Contijoch (المكسيك)، A. Maziliauskas (ليتوانيا)، D. Norman (الولايات المتحدة الأمريكية)، M. Sala (فنلندا)، V. S. Vyas (الهند) ومحجوب زروق (السودان). وشملس الفريق طائفة عريضة من الخبرات بما فى ذلك الاقتصاد الزراعى، والهندسة الزراعية وعلم الحيوان، ونظم الزراعة وتحليل المساواة بين الجنسين، وادارة الرى والمياه، والمناهج التشاركية، والتقييم والتنمية الريفية. ويتضمن الملحق الثانى ملخصا للسير الذاتية لأعضاء الفريق.

18- وزار فريق التقييم مكاتب المنظمة الاقليمية و12 بلدا من البلدان التى ينفذ فيها البرنامج الخاص، واحدا من كل اقليم نام (هى بنغلاديش، وبوليفيا، وكمبوديا، والصين، واكوادور، واريتريا، وهايتى، وموريتانيا، والنيجر، والسنغال، وتنزانيا، وزامبيا). وقضت مجموعات تتألف من أربعة خبراء استشاريين فى كل بلد مدة تقرب من أسبوع. وأجرى الفريق فى كل بلد مناقشات مع الحكومة والجهات المتبرعة وموظفى المنظمة، وزار عينة من مواقع المشروعات باستخدام قائمة مراجعة تستند الى الاختصاصات لتيسير استفساراتهم من المزارعين وموظفى الوكالات الانمائية وموظفى البرنامج الخاص. واجتمع ستة أعضاء 11)فى المقر الرئيسى للمنظمة لفترتين منفصلتين لكتابة التقرير واجراء المشاورات مع موظفى المنظمة.

19- وقد اختار فريق التقييم البلدان التى زارها من بين قائمة قصيرة أعدتها المنظمة من 18 بلدا تمثل كل اقليم من الأقاليم النامية. وكان العمل جاريا فى الميدان فى البلدان المدرجة فى القائمة القصيرة منذ ثلاث سنوات على الأقل فيما لا يقل عن ثلاثة من عناصر البرنامج الخاص الأربعة. وضمنت معايير الاختيار اجراء الفريق تقييمه على أساس خبرات كبيرة فى تنفيذ البرنامج الخاص. وكان هناك وقت كاف لكى تتحقق بعض النتائج، ومن ثم تمكن فريق التقييم من تكوين رأى بشأن توقعات التأثيرات. غير أن ذلك كان يعنى أيضا أن الفريق لم يقم بزيارات ميدانية الا لبرامج ربما لم تستفد من التغييرات التى ظهرت فى المشروعات الأحدث عهدا، والتى قد يكون تصميمها قد تضمن الخبرات المكتسبة من البلدان التى تمت زيارتها. وعلاوة على ذلك، لم يمكن اجراء مشاهدة مباشرة للصعوبات التى واجهت بعض البلدان التى، لسبب أو آخر، لم تستطع تنفيذ الا أقل من ثلاثة عناصر. ولتعويض نقاط القصور هذه، اطلع فريق التقييم على نطاق واسع على الوثائق وتشاور مع موظفى المنظمة على مستوى البلدان وعلى مستوى المكاتب الاقليمية والمقر الرئيسى. ولمعاونة الفريق فى أعماله، أعدت المنظمة مذكرة معلومات عامة ومذكرات معلومات قطرية مختلفة. وكان من جراء ذلك، ورغم نقاط الضعف المشار اليها أعلاه، ان الفريق يثق فى أنه حصل على عينة نزيهة وتمثيلية للبرنامج الخاص، بالصورة التى عمل بها من البداية وحتى الآن، ويتحمل كامل المسؤولية عن هذا التقرير المستقل.

20- غير أن فريق التقييم يلاحظ أنه قضى وقتا قصيرا نسبيا فى كل بلد، وأن الوثائق الخاصة بالعائدات المالية للمنتجين فضلا عن معدل تطبيق التكنولوجيات من جانب الأسر غير المشاركة فى البيانات العملية كانت غير كافية. ويعنى ذلك أن التقرير قد اعتمد الى حد كبير على المناقشات واسعة النطاق التى دارت وعلى الاستفسارات على المستوى الميدانى فى عينة من المواقع.

1-3 مخطط التقرير

21- يقدم الفصل الثانى من هذا التقرير بعض المعلومات الأساسية عن البرنامج الخاص تغطى مبررات التركيز على الأمن الغذائى ووضع مفهوم البرنامج. ويتناول الفصل الثالث تخطيط وتصميم البرامج النوعية المنفذة فى اطار البرنامج الخاص، والعملية الفعلية التى استخدمت فى صياغة المشروعات. ويركز الفصل الرابع على تنفيذ البرنامج الخاص وادارته ويدرس دور المنظمة وهيكل التنظيم والادارة وفعالية المدخلات القطرية والتعاون فيما بين بلدان الجنوب والأدوار التى اضطلعت بها الوكالات والجهات المتبرعة الدولية الأخرى. ويخصص الفصل الخامس لتقييم العمليات الميدانية التجريبية من حيث اختيار المواقع والمنتفعين المستهدفين وتكنولوجيات الاختبار، كما نوقش المنهج المتخذ فى تنفيذ المبادرات الميدانية للبرنامج الخاص فضلا عن النتائج التى أسفرت عنها. ويدرس الفصل السادس تأثير البرنامج الخاص على السياسات القطرية ومجتمع المتبرعين، كما يتناول بايجاز مردودية تكاليف مبادرات البرنامج الخاص. وأخيرا يجمع الفصل السابع معا المواد التى قدمت فى الفصول السابقة من خلال ايجاز المعلومات الأساسية وجوانب القوة فى البرنامج الخاص كما رآها فريق التقييم. ويشكل ذلك الأساس الذى يستخدمه فريق التقييم لاقتراح المنهج الذى سيطبق فى تخطيط وتنفيذ البرنامج الخاص فى المستقبل.








2 - معلومات أساسية عن البرنامج الخاص

2-1 التركيز على الأمن الغذائى

22- التزمت البلدان الأعضاء فى المنظمة، خلال مؤتمر القمة العالمى للأغذية لعام 1996، بخفض أعداد ناقصي الأغذية الى النصف (أى خفض العدد الى نحو 400 مليون نسمة). وأعاد الاطار الاستراتيجى للمنظمة، الذى وافق عليه مؤتمر المنظمة عام 1999 تأكيد دور المنظمة فى مساعدة هذه البلدان على تحقيق هذا الهدف.

23- ويوجد سوء التغذية فى جميع البلدان الا أن نسبته خلال 1996-1998 كانت تبلغ 18 فى المائة فى العالم النامى بأسره22)، فى حين كانت تبلغ 34 فى المائة فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (ترتفع الى 42 فى المائة فى شرق وجنوبى أفريقيا و50 فى المائة فى أفريقيا الوسطى) و31 فى المائة فى منطقة البحر الكاريبى، و23 فى المائة فى جنوب آسيا.

24- وهناك درجة عالية من الترافق فى البلدان منخفضة الدخل بين العجز الغذائى على مستوى البلد ونسبة ناقصى الأغذية، وان كانت هناك بعض الاستثناءات. فعلى سبيل المثال، فان أوغندا وفيتنام ليسا من بلدان العجز الغذائى الا أنهما يضمان 30 فى المائة و22 فى المائة على التوالى من ناقصى الأغذية. ومجموع الامدادات الغذائية المتوافرة فى بلد ما هو أهم عامل محدد لنسبة ناقصى الأغذية. وعموما، فان الصلة بين نصيب الفرد من الناتج القومى الاجمالى والأمن الغذائى هى صلة أقوى مما اذا كان البلد من البلدان المستوردة الصافية للأغذية.

2-2 وضع مفهوم البرنامج

2-2-1 أهداف البرنامج

25- كان مجلس المنظمة قد وافق خلال دورته السادسة بعد المائة عام 1994 على البرنامج الخاص للأمن الغذائى الذى كان يسمى فى ذلك الوقت البرنامج الخاص لانتاج الأغذية لدعم الأمن الغذائى فى بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض33) وقد وضعت أهداف البرنامج الخاص فى برنامج العمل والميزانية للفترة المالية 2000-2001 على أنها "مساعدة بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض على زيادة انتاج الأغذية وانتاجيتها على أساس مستدام، والحد من التقلبات فى الانتاج من سنة لأخرى، وتحسين فرص الحصول على الأغذية، وضمنيا زيادة الدخل الصافى لصغار المزارعين وتوفير فرص العمل فى الريف والحد من الفقر مع توجيه الاهتمام السليم الى العدالة الاجتماعية والوعى بقضايا المساواة بين الجنسين".

26- وتعتبر جميع البلدان الأعضاء فى المنظمة التى تستوفى المعايير المحددة لبلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض مؤهلة للحصول على المساعدات فى اطار البرنامج الخاص للأمن الغذائى. وتستوفى هذه المعايير الآن ثمانون بلدا من البلدان الأعضاء فى المنظمة. كما ووفق على امكانية توسيع نطاق البرنامج الخاص ليشمل بلدانا أخرى غير بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض بمصادر تمويل بديلة غير البرنامج العادى. ويقدم الجدول رقم 1 بيانات عن البلدان الأعضاء فى المنظمة التى تندرج فى فئة بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض فضلا عن البلدان من غير هذه الفئة التى طلبت أو بدأت برامج فى اطار البرنامج الخاص للأمن الغذائى.

27- وعند بدء البرنامج الخاص للأمن الغذائى، جرى تحليل أسباب انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية المزمنين اللذين يختلفان عن انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية فى حالات الطوارئ، ورؤى أنها تتضمن أربعة عوامل مترابطة بصورة وثيقة وهى سبب ونتيجة للفقر:

28- فى حين أن الانتاج الغذائى لم يزد فى الكثير من بلدان الدخل المنخفض بنفس سرعة الزيادة فى أعداد السكان، فان الواردات الغذائية لم توفر فى كثير من الأحيان الاستجابة السليمة حيث أن النقد الأجنبى لم يكن ببساطة متوافرا. كما كانت المعونة الغذائية غير الطارئة فى تناقص. ورأت المنظمة أن الحل الوحيد المتاح أمام البلدان هو زيادة الانتاج. وعلى ذلك، ركز البرنامج الخاص للأمن الغذائى فى أول الأمر على الأغذية الأساسية وجرى التشديد منذ البداية على أن الزيادة فى المحاصيل على أساس كل بلد وموجهة نحو السوق. وكان التركيز على المناطق ذات الامكانيات العالية والمزارعين الصاعدين الذين يمكنهم المساعدة فى التغلب على العجز الغذائى القطرى. وفى عام 1996، زاد التركيز على المنتجات البستانية والمحاصيل الشجرية والحيوانات الصغيرة والأسماك التى كان يمكنها فى الغالب توفير أكبر فرص العمل وادرار الدخل. كما كان يمكنها توفير بدائل الواردات عالية القيمة وتحقيق وفورات من النقد الأجنبى. وأكد مفهوم البرنامج باطراد على العمل فى المناطق منخفضة الامكانيات التى تضم الأسر التى تعانى من العجز الغذائى، ويعتزم الآن اجراء البيانات العملية للمناهج فى جميع المناطق الايكولوجية الزراعية.

29- وأبرز تصميم البرنامج الخاص، حسبما ذكرت المنظمة، أربع معوقات:

30- وللبرنامج الخاص، كما توخى فى الأصل، مرحلتان هما المرحلة الأولى والمرحلة الثانية، أى مرحلة التوسع. وتعالج المرحلة الأولى المعوقات الثلاث الأولى المشار اليها أعلاه، وكان الهدف من المرحلة الثانية هو توجيه اهتمام خاص الى السياسات والاستثمار لمعالجة مجال المعوقات الرابع. ولم يدخل بعد أى بلد رسميا المرحلة الثانية، وتحول الاهتمام الى توسيع نطاق البرنامج التجريبى ليشمل طائفة عريضة من المناطق الايكولوجية الزراعية (أى توسيع المرحلة الأولى). كما يذكر الآن أن قضايا السياسات يمكن علاجها حينما وحيثما تظهر.

31- ومن الواضح أن البرنامج الخاص قد لاحظ الفجوة الواسعة للغاية بين مستويات الانتاج التى تحققت فى البيانات العملية والتجارب على مستوى المزرعة وتلك التى يحققها المزارع العادى. وكان ينظر الى البيانات العملية على أنها نقطة البداية. وكان الغرض منها هو أن تكون وسيلة لا لتزويد المزارعين ومنظمى المشروعات بالنظرات الثاقبة عن الامكانيات فحسب، بل والاشتراك مع المزارعين، من خلال عملية تشاركية مستمرة، فى استكشاف المعوقات التى تواجه تكثيف استخدام التكنولوجيا وتحسين نظم الادارة والكيفية التى يمكن بها التغلب على هذه المعوقات. وكان للمرحلة الأولى من البرنامج الخاص أربعة عناصر معيارية هى:

32- وبدأ التعاون فيما بين بلدان الجنوب عام 1996، وفى عام 1998، ورصد له اعتماد منفصل فى ميزانية البرنامج الخاص. وأصبح أداة هامة فى هذا البرنامج، وقد صمم لكى ترسل البلدان النامية الأكثر تقدما فنيين ميدانيين وخبراء الى البلدان الشريكة لمدة عامين الى ثلاثة أعوام يعملون خلالها مباشرة مع المجتمعات الريفية المشاركة فى البرنامج. ويتحدد عدد الخبراء اللازمين على أساس كل حالة على حدة الا أنه بهدف تحقيق تأثير رئيسى.

33- ونظر الى الادارة القطرية والدمج فى البرامج القطرية على أنهما من الجوانب الرئيسية فى البرنامج من وجهة نظر الملكية الوطنية والاستدامة ومردودية التكاليف. وعلى ذلك، فان البرنامج لم يستخدم خبراء دوليين لفترات طويلة باستثناء أولئك الذين يقدمون على أساس التعاون فيما بين بلدان الجنوب.

34- ويجرى الآن تنفيذ البرنامج الخاص فى 62 بلدا، 58 منها من بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض. وتجرى صياغته أو ينتظر نقطة البدء فى 14 بلدا آخر من بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض. ويتضمن الملحق الثالث موجزا لحالة البرامج القطرية فى اطار البرنامج الخاص للأمن الغذائى.

الجدول 1 - بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض الأعضاء فى المنظمة بحسب الاقليم(أ)، ونقص الأغذية
والدخل الفردى وتاريخ الدخول فى البرنامج الخاص
بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض الأعضاء فى المنظمة (فى أبريل/نيسان 2001) (ب)b تاريخ الدخول فى البرنامج الخاص نسبة ناقصى الأغذية بين السكان فى 1997-1999 (نشرة انعدام الأمن الغذائى فى العالم) نصيب الفرد من الدخل القومى الاجمالى بدولارات 1999 (البنك الدولى) بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض الأعضاء فى المنظمة (فى أبريل/نيسان 2001) تاريخ الدخول فى البرنامج الخاص نسبة ناقصى الأغذية بين السكان فى 1997-1999
(نشرة انعدام الأمن الغذائى فى العالم)
نصيب الفرد من الدخل القومى الاجمالى بدولارات
1999
(البنك الدولى)
أفريقيا - بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض (38)
بوركينا فاصو 1/95 24 240 مدغشقر 7/98 40 250
السنغال 1/95 24 500 كوت ديفوار 1/99 16 670
اثيوبيا 3/95 49 100 المغرب 2/99 6 1,190
غينيا 5/95 34 490 نيجيريا 3/99 7 260
كينيا 5/95 46 360 بينان 5/99 15 380
تنزانيا 5/95 46 260 تشاد 5/99 34 210
موريتانيا 6/95 11 390 الرأس الأخضر 6/99 n.a. n.a.
غينيا الاستوائية 7/95 n.a. n.a. جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية 8/99 64 */
اريتريا 7/95 57 200 سوازيلندا 8/99 12 n.a.
النيجر 7/95 41 190 بوروندى 1/00 66 120
زامبيا 8/95 47 330 الكاميرون 1/00 25 600
رواندا 12/96 40 250 توغو 3/00 17 310
موزامبيق 3/97 54 220 غامبيا 06/00 15 330
جمهورية أفريقيا الوسطى.. 11/97 43 290 جزر القمر u.p. n.a. n.a.
غانا 11/97 15 400 جمهورية الكونغو u.p. 32 550
ليسوتو 11/97 25 550 غينيا-بيساو u.p. n.a. 160
ملاوى 11/97 35 180 ليبيريا u.p. 42 n.a.
أنغولا 1/98 51 270 ساو تومى وبرنشيبى.   n.a. n.a.
مالى 5/98 28 240 سيراليون   41 130
أفريقيا - من غير بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض
أوغندا 7/98 28 320 زمبابوى 4/99 39 530
آسيا - بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض (15)
الصين 5/95 9 780 الهند 5/99 23 440
نيبال 11/95 23 220 سرى لانكا 9/99 23 820
كمبوديا 10/97 37 260 مالديف 3/00 n.a. n.a.
منغوليا 11/97 42 390 اندونيسيا u.p. 6 600
بنغلاديش 8/98 33 370 لاوس u.p. 28 290
باكستان 6/98 18 470 الفلبين u.p. 24 1,050
جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. 9/98 40 */ بهوتان   n.a. n.a.
أوزبكستان - 4 720        
أوسيانيا - بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض (5) أوروبا - بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض (6)
بابوا غينيا الجديدة 7/96 26 810 البوسنة والهرسك. 12/97 4 1,210
جزر سليمان 1/00 n.a. n.a. ألبانيا 4/98 10 930
ساموا u.p. n.a. n.a. جورجيا 12/98 23 620
كيريباتى   n.a. n.a. أرمينيا u.p. 35 490
فانواتو   n.a. n.a. أذربيجان u.p. 37 460
        جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة u.p. 5 1,660
أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى - بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض (7) الشرق الأدنى - بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض (10)
الصومال 10/95 22 990 جيبوتى 11/98 n.a. n.a.
هايتى 6/97 56 460 مصر 12/99 4 1,380
اكوادور 11/97 5 1,360 سورية. 2/99 n.a. 970
غواتيمالا 10/99 22 1,680 السودان 12/00 21 330
هندوراس 10/99 21 760 قيرغيزستان u.p. 10 300
نيكاراغوا 10/99 29 410 أفغانستان   58 n.a.
كوبا u.p. 17 **/ الصومال   75 n.a.
أمريكا اللاتينية - من غير بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض (7) طاجيكستان   47 280
بيرو 11/99 13 2,130 تركمانستان u.p.. 9 670
فنزويلا 9/00 21 3,680 اليمن 11/00 34 360
 

(أ) حسب التعريف لأغراض انتخابات مجلس المنظمة.
(ب) البلدان بالخط المائل هى تلك التى زارها فريق التقييم.
u.p. = تحت الاعداد؛ n.a = غير متوافر.
* تقدر بأنها من بلدان الدخل المنخفض (755 دولارا أو أقل).
** تقدر بأنها من بلدان الدخل المتوسط المنخفض (756 - 2995 دولارا).
المصادر: نشرة انعدام الأمن الغذائى فى العالم فى 2001 ومؤشرات التنمية فى البنك الدولى 2000-2001.

2-2-2 الموارد المتاحة للبرنامج الخاص

35- تتكون الموارد المتاحة للبرنامج الخاص من الموارد الوطنية للبلدان ذاتها وميزانية المنظمة العادية ومختلف الجهات المتبرعة (وهى أساسا الوكالات الثنائية) ومنظمات التمويل الدولية مثل البنك الدولى وكذلك من خلال توفير الموظفين فى اطار ترتيبات التعاون فيما بين بلدان الجنوب. وتتضمن ميزانية المنظمة 5 ملايين دولار سنويا للأموال الأولية للبرنامج الخاص التى تساهم بها جميع البلدان كجزء من اشتراكاتها المقدرة. وقد تطلب البلدان أيضا تمويلا لمشروعات فردية فى اطار برنامج التعاون الفنى فى المنظمة الذى يمول أيضا من البرنامج العادى. وقد استخدم ذلك على وجه الخصوص لدعم عنصر الرى. وتجدر الاشارة أيضا الى مشروع ادارة موارد المياه لتحسين الأمن الغذائى والتغذية والصحة على مستوى الأسرة الذى نفذ فى ثلاثة بلدان من بلدان البرنامج الخاص، وبرنامج تليفود الذى كان يقدم منحا تصل الى 000 10 دولار للمشروعات التى ينفذها السكان المحليون. ويرتبط الكثير منهم بالبرنامج الخاص. ويبين الجدول رقم 2 توزيع أموال البرنامج الخاص من حيث الانفاق الفعلى من عام 1995 وحتى 2000. ويبين الجدول رقم 3 الميزانيات الملتزم بها لبرامج البرنامج الخاص فى يوليو/تموز 2001. وهذه الأرقام الأخيرة ليست تجميعية حيث أنها تتعلق بفترات مختلفة، والكثير من المصروفات سيتم فى المستقبل.

الجدول 2 - موجز النسب المئوية لتفاصيل المصروفات على البرنامج الخاص بحسب مصدر الأموال فى 1995-2000
(المجموع التقريبى 60 مليون دولار)
مجموعة الأموال مصدر الأموال نسبة المصروفات
%
البرنامج العادى فى المنظمة برنامج التعاون بين المنظمة والبنك الدولى 1.5%
البرنامج الخاص 51.1%
برنامج التعاون الفنى فى المنظمة 15.7%
المجموع الفرعى للبرنامج العادى فى المنظمة 74.3%
حسابات الأمانة العالمية فى المنظمة المشروع الدولى لامدادات الأسمدة 0.2%
برنامج تلافى خسائر الأغذية 0.02%
المجموع الفرعى لحسابات الأمانة العالمية 0.2%
حسابات الأمانة لبرنامج التعاون بين الحكومات والمنظمة بلجيكا 2.6%
فرنسا 1.2%
ايطاليا 7.0%
اليابان 1.2%
جمهورية كوريا 1.0%
هولندا 3.8%
اسبانيا 2.0%
المجموع الفرعى لحساب الأمانة 18.6%
حسابات أمانة أحادية منظمات التمويل الدولية 0.4%
برنامج الأمم المتحدة الانمائى البرنامج القطرى 4.3%
دعم تنمية السياسات والبرامج 2.1%
صندوق الأمم المتحدة للشراكات الدولية(صندوق تيرنر) 0.2%
المجموع الكلى 100.0%
المصدر: المنظمة/ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص.  
الجدول 3 - تمويل البرنامج الخاص من موارد من خارج الميزانية (صرفت من خلال المنظمة،
مبينا البلدان المستفيدة وميزانياتها، يناير/كانون الثانى 2002)
مصدر الأموال وبلدان البرنامج الخاص بملايين الدولارات مصدر الأموال وبلدان البرنامج الخاص بملايين الدولارات مصدر الأموال وبلدان البرنامج الخاص بملايين الدولارات
مؤسسات التمويل الدولية والأموال
بنك التنمية الافريقى 7.78 بنك التنمية الاسلامى 18.62 مدغشقر 0.25
الكاميرون 0.99 بوركينا فاصو 4.88 رواندا 0.72
الرأس الأخضر 0.97 تشاد 2.73 برنامج الأمم المتحدة الانمائى/
دعم وضع السياسات والبرامج
0.67
غانا 0.93 جزر القمر 2.00 تشاد 0.09
غينيا 0.99 جيبوتى 3.16 الصين 0.07
ملاوى 0.95 غامبيا 0.99 جيبوتى 0.03
موريتانيا 0.98 غينيا 2.66 غينيا- الاستوائية 0.03
موزامبيق 0.97 النيجر 2.20 اثيوبيا 0.10
تنزانيا 1.0 الاتحاد النقدى لغربى أفريقيا 1.8 الهند 0.15
مصرف التنمية لغربى أفريقيا 23.99 بينان 0.225 ليبيريا 0.06
بينان 2.40 بوركينا - فاصو 0.225 النيجر 0.14
بوركينا فاصو 2.53 ساحل العاج 0.225 صندوق الأمم المتحدة
للشراكات الدولية
1.59
ساحل العاج 3.34 غينيا- بيساو 0.225 كمبوديا 0.53
غينيا بيساو 2.20 مالى 0.225 نيبال 0.53
مالى 2.70 النيجر 0.225 زامبيا 0.53
النيجر 5.05 السنغال 0.225 برنامج الأغذية العالمى 2.80
السنغال 3.09 توغو 0.225 أنغولا 2.80
توغو 2.68 برنامج الأمم المتحدة الانمائى 8.37 البنك الدولى 1.94
الاتحاد الأوروبى 0.50 البانيا 0.35 بنغلاديش 0.94
غينيا (*) 0.50 بنغلاديش 3.14 السنغال (*) 1.00
الصندوق الدولى للتنمية الزراعية 2.38 بوركينا فاصو (*) 0.27 الكومنولث 0.06
أنغولا (*) 1.00 الكاميرون 0.10 غامبيا 0.06
السنغال (*) 0.30 الهند 0.81    
زامبيا 1.08 كينيا 2.73    
المصادر الثنائية - حسابات الأمانة
بلجيكا 2.54 غامبيا 0.61 موناكو 0.44
بوركينا فاصو 1.17 غينيا 1.00 مدغشقر 0.16
جمهورية الكونغو الديمقراطية الشعبية 1.37 غينيا- بيساو 0.50 موريتانيا 0.05
فرنسا 1.2 كوريا الديمقراطية الشعبية 1.00 النيجر 0.23
بينان 0.02 موزامبيق 1.76 المغرب 0.21
هايتى 0.55 السنغال 1.58 بوركينا فاصو 0.21
مدغشقر 0.51 اليابان 14.56 هولندا 2.1
موريتانيا 0.02 بنغلاديش 3.78 مالى 2.1
السنغال 0.10 كمبوديا 1.20 جمهورية كوريا 0.5
ايطاليا 13.68 اثيوبيا 1.00 جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية 0.5
أنغولا 1.12 اندونيسيا 2.98 سويسرا 0.05
كمبوديا 3.16 لاوس 3.10 النيجر 0.05
اريتريا 1.08 النيجر 0.45    
اثيوبيا 1.87 سرى لانكا 2.05    

(*) = الدعم عن غير طريق المنظمة.

المصدر: المنظمة/ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص








3 - تخطيط وتصميم البرنامج الخاص

3-1 دور الشركاء

3-1-1 الجوانب التنظيمية ودور المنظمة


36- تعرض تخطيط مشروعات البرنامج الخاص لتغييرات كبيرة منذ بداية البرنامج. فقد بدأ البرنامج فى أول الأمر بوحدة تنسيق فى مكتب المدير العام مع ترأس المدير العام شخصيا لجنة لتنفيذ البرنامج الخاص. ونظرا لأن التوجه الرئيسي للبرنامج كان على التكنولوجيا وخاصة على التكنولوجيات الملائمة للزراعة المروية، فقد اضطلع موظفو المنظمة بدور هام. ومع التوسع فى البرنامج الخاص، انتقلت وحدة التنسيق الى قسم العمليات الميدانية فى 1997 وحلت لجنة معنية بتنفيذ البرنامج الخاص برئاسة المدير العام المساعد لمصلحة التعاون التقنى مكان اللجنة الأصلية الا أنها لم تجتمع مؤخرا. وكان الغرض من هذه العملية هو أن يصبح البرنامج الخاص جهة الاتصال الخاصة بالبرامج الميدانية للمنظمة فى بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض. وبناء على ما قررته السياسات بتكليف مركز الاستثمار فى المنظمة بتصميم مشروعات التعاون التقنى فضلا عن مشروعات الاستثمار، أصبح هذا المركز الوحدة الرئيسية المسؤولة عن تصميم مشروعات البرنامج الخاص. وثمة سبب آخر وتبرير لاشتراك مركز الاستثمار من البداية يتمثل فى أن النتيجة المتوقعة للمشروعات التجريبية هى وضع استراتيجية قطرية للاستثمار يمكن أن يضطلع فيها مركز الاستثمار بدور تيسيرى كبير. وعلاوة على ذلك، فان ذلك يوفر الامكانية لمركز الاستثمار كى يرتكز على المعارف التى اكتسبها من خلال ما يوفد من بعثات لتصميم المشروعات الأخرى فى نفس البلدان. وقد أبلغ فريق التقييم بأن مركز الاستثمار شعر فى أول الأمر ببعض التقييد نتيجة للطابع الجامد للبرنامج الخاص فى البداية على الرغم من أن هذا الطابع قد أصبح أكثر مرونة بمرور الوقت (أنظر القسم 7-1).

37- وجرى التأكيد فى وثائق المنظمة على منهج العملية فى تصميم ووضع الصيغ النهائية للمشروعات. ومن المتوقع أن تشترك فى هذه العملية لا حكومات البلدان فقط بل وأصحاب الشأن الآخرين وخاصة المزارعين. فما أن يتم التوصل الى اتفاق بين البلد المضيف المحتمل والمنظمة حتى تبدأ عملية التخطيط على مستوى مركز الاستثمار بتشكيل فريق أساسى يتألف من موظفى المنظمة المعنيين من مختلف الادارات. ويعاون الفريق الأساسى لجنة صياغة البرامج القطرية فى تصميم المشروعات. ويميل دور مركز الاستثمار الى الانتهاء بمجرد استكمال من تصميم المشروعات. ونظرا لعدم وجود نظام فعال لتقييم ورصد البرنامج الخاص (أنظر القسم 4-1)، فانه لا يتلقى المعلومات المسترجعة اللازمة لمساعدته فى التعليم وتحسين تصميم المشروعات اللاحقة.

38- ومع التحرك نحو اللامركزية، اضطلعت المكاتب الاقليمية والقطرية للمنظمة بدور أكثر أهمية. وتوفر هذه المكاتب فى الوقت الحاضر الدعم الفنى فى مرحلة التنفيذ الا أنها عموما ليس لها رأى كبير فيما يتعلق بتصميم المشروعات على الرغم من وجود بعض الاستثناءات (مثل فى حالة اكوادور).

39- ويثنى فريق التقييم على الفلسفة التشاركية للبرنامج الخاص، واصراره على مشاركة أصحاب الشأن فى تصميم البرنامج. ولذا يتعين على المنظمة أن تتجنب التدخل بطرق تبطل منافع هذا المنهج. وقد عرض على فريق التقييم مثال على التدخل من القمة الى القاعدة فى السنغال. فبعد أن سمحت لروابط المزارعين بالمشاركة بصورة كاملة فى تحديد المشروعات ذات الأولوية من خلال عملية تشاور طويلة، تدخلت المنظمة بطريقة من القمة الى القاعدة فى عملية الموافقة. فبدون أية مبررات مقنعة كثيرا، من وجهة نظر فريق التقييم، رفضت الاقتراحات التى جاءت من مستوى القاعدة (مثل أدوات الدراس والطحن التى تخفف من أعباء العمل على النساء، وضغطت لادراج الحدائق الصغيرة الحافلة بالمشكلات والصوامع المعدنية بدلا من ذلك، وجاء التدخلات من الخبرات المكتسبة فى أمريكا اللاتينية. ويبدو أنه لم يحدث الا بعد احتجاج روابط المزارعين أن أدرجت بضعة مطاحن وأدوات دراس فى البرنامج. وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك مبرر لادراج التكنولوجيات التى اقترحتها المنظمة، فان العملية التى استخدمت تتعارض مع ادعاء المنظمة باشراك وشراكة أصحاب الشأن بصورة كاملة.

3-1- 2 دور البلد

40- ان عملية صياغة المشروعات المحددة فى "الخطوط التوجيهية لصياغة المرحلة الأولى من البرنامج الخاص للأمن الغذائى" تسند أولوية عالية جدا للملكية الوطنية للمشروعات. وذكرت بوضوح أن مسؤولية صياغة المشروعات هى مسؤولية قطرية (أى فريق صياغة البرامج القطرية) مع اضطلاع المنظمة أساسا بدور تحفيزى. ويبدو أن عددا قليلا فقط من بين البلدان التى زارها فريق التقييم (أى بلدان دراسات الحالة) هى التى قدمت مدخلات رئيسية فى مرحلة صياغة المشروعات (مثل الصين واكوادور والسنغال)، بل ان هناك أمثلة على عدم الانتهاء من وثائق الصياغة الا بعد بدء نشاطات تنفيذ البرنامج الخاص (مثل بنغلاديش وزامبيا).

41- وثمة شرط مسبق هام لفعالية مبادرات البرنامج الخاص يتمثل فى التوافق بين السياسات القطرية المعنية بالأمن الغذائى وأهداف البرنامج الخاص. وحيثما كانت هناك سياسة قطرية، لم تأخذ البلدان زمام المبادرة بصورة أكبر فى مرحلة الصياغة فقط بل وكان لها تأثير كبير فى تحديد وبلورة عناصر البرنامج الخاص، وفى اختيار التكنولوجيات الملائمة (مثل الصين). كذلك فانه تم فى أحد بلدان دراسات الحالة على الأقل (اكوادور) أن اضفاء الطابع المفاهيمى لقضية الأمن الغذائى ضمن اطار قطرى مما مكن من تصميم البرنامج الخاص بطريقة توافقية وبشكل متوافق مع السياسة القطرية للأمن الغذائى.

42- غير أن دور الحكومة فى تخطيط وتصميم البرنامج الخاص كان سلبيا فى كثير من البلدان التى زارها فريق التقييم. وربما يرجع ذلك الى عامل أو أكثر من العوامل الثلاثة التالية:

43- وقد تكون النتيجة الهامة لعدم مشاركة البلد بصورة كاملة فى مرحلة التصميم هى عدم الشعور الكامل بملكية البرنامج الخاص والمسؤولية عنه فيما يتعلق بالحكومات. وبدلا من ذلك، قد ينظر الى البرنامج الخاص على أنه مشروع خاص بالمنظمة وهو مشروع صغير فى هذا المستوى بالنظر الى المستوى الصغير للموارد المالية المستخدمة فيه. ولذا ينبغى أن يكون دور المنظمة هو دعم العمليات المؤسسية مثل ما يلى بدلا من تصميم البرنامج فى حد ذاته:


وحيثما التزمت المنظمة بهذا الدور المشار اليه أعلاه، كانت النتائج مرضية للغاية (مثل اكوادور).

3-1-3 دور الجهات المتبرعة الأخرى

44- باستثناء السنغال، لم تضطلع الوكالات الدولية الأخرى بأى دور فى مرحلة التصميم الأولية. ففى السنغال، شاركت الحكومة الايطالية فى تصميم مشروع للبرنامج الخاص قامت بتمويله فى وقت لاحق (1.8 مليون دولار خلال السنوات 1997-1999) كما قدمت الدعم المالى فى بداية نشاطات البرنامج الخاص فى اريتريا. وبصفة عامة، فان عناصر البرنامج الخاص "امتلكتها" أو ضمتها الجهات المتبرعة الأخرى فى مرحلة لاحقة. ويرد المزيد من المناقشات لمساهمة الجهات المتبرعة فى القسم 4-5.

3-2 عملية صياغة المشروعات

3-2-1 الاجراء

45- تؤكد "الخطوط التوجيهية لصياغة المرحلة الأولى من البرنامج الخاص للأمن الغذائى" مبدأين جوهريين يكمنان وراء صياغة مشروعات البرنامج الخاص هى الملكية الوطنية ومشاركة أصحاب الشأن. وتطبق الخطة التحضيرية العادية للبرنامج الخاص الخطوات التالية:

46- وعموما ينظر الى هذه الخطوات على أنها تحصيل حاصل. غير أن هناك نصين آخرين فى الخطوط التوجيهية لم يلتزم بهما دائما هما: كما أشير سلفا، لم يتم التركيز على التعاون مع الشركاء القطريين بدرجة كافية، ولم يكن هناك اهتمام كاف بالقدرات المحلية على تنفيذ مبادرات البرنامج الخاص. ومن الواضح أن هذه العيوب فى التصميم تصبح ظاهرة للعيان بمجرد بدء التنفيذ. وكثيرا ما تبين أن تصميمات المشروعات تنطوى على عيوب فيما يتعلق بالآتى:

47- كانت المشكلات ذات الصلة بواحد أو اكثر من تلك الواردة أعلاه واضحة تماما لفريق التقييم فى بلدان دراسات الحالة. فقد كان الفشل فى تقييم القدرات المؤسسية بصورة كافية يعنى أن المشروعات تميل الى أن تصبح مفرطة فى التفاؤل و/أو تطبيق نفس النموذج فى البلدان أو الأقاليم التى تمر بمراحل مختلفة من التنمية المؤسسية. ومن رأى فريق التقييم أن من الضرورى أن تكون الخطوة الأولى فى صياغة المشروعات هى تقدير القدرات البشرية والمؤسسية. ولسوف يساعد الاستعراض التحليلى للمشروعات المماثلة القطرية والممولة من جانب الجهات المتبرعة فى تحسين تصميم البرنامج الخاص والعائد المحتمل من تنفيذها. وعلاوة على ذلك، ستتعزز مصداقية البرنامج الخاص اذا جرى بانتظام تقييم التكاليف والمنافع الاقتصادية والاجتماعية المحتملة. وكما أشير فى أماكن أخرى من هذا التقرير، يعتقد فريق التقييم أن نقص التحليل الاقتصادى المنتظم يعتبر نقطة ضعف كبيرة فى جميع مراحل مشروعات البرنامج الخاص. ويسرى نفس الشئ على عنصر الرصد والتقييم فى تصميم المشروعات، وهو الأمر الذى بحث أيضا فى مكان آخر من التقرير. وأخيرا، نادرا ما جرى استكشاف آليات للتعاون مع المنظمات القطرية الأخرى (مؤسسات التدريب والبحوث ومنظمات المزارعين والمنظمات غير الحكومية وغير ذلك) التى تعتبر مهمة فى دعم/تعزيز تأثيرات نشاطات البرنامج الخاص المحتملة، أو التخطيط لهذه الآليات فى عمليات صياغة البرنامج الخاص. وثمة مثالين على الاستثناء من ذلك هما الاشارة الى المنظمات غير الحكومية فى التعبئة الاجتماعية فى بنغلاديش وحالة منظمات المزارعين فى السنغال.

48- على الرغم من أن المنهج الذى دعى اليه لتصميم مشروعات البرنامج الخاص هو طريقة العمليات، فكثيرا ما التزم به بصورة جامدة دون الكثير من الاهتمام بالتجديد، وحتى تعديله اعتمادا على التجربة. ولو كان قد اتبع فى تصميم المشروعات منهج الاطار التسجيلى الدينامى التشاركى، الذى يشمل أصحاب الشأن بطريقة تشاركية فى تحديد المشروعات والتعرف على الفرص والقيود والحلول المحتملة واقتراح المؤشرات لقياس المتغيرات الرئيسية لكان قد أمكن تجنب بعض السقطات المحتملة.

3-2-2 عناصر البرنامج

49- هناك أربعة عناصر رئيسية فى أى مشروع عادى للبرنامج الخاص هى: ادارة المياه/الرى، وتكثيف المحاصيل، والتنويع، وتحليل المعوقات. وفى البداية، كان الرى وتكثيف المحاصيل هما العنصران الرئيسيان. فقد كان من المنطقى، بحكم فلسفة البرنامج الخاص، أن يكون التركيز على المياه. فالاستخدام السليم للمياه يؤدى الى زيادة الغلات ويمكن من زراعة عدة محاصيل وكلاهما يكتسى أهمية فى عملية زيادة الانتاج من الحبوب الغذائية. فالمياه عنصر رئيسى فى التنمية الزراعية المستدامة فى معظم أنحاء العالم. ولذا فان التركيز على المياه لا فى مشروعات البرنامج الخاص فحسب، بل وفى أى استراتيجية شاملة للتنمية الزراعية له ما يبرره بصورة كاملة. وعلى ذلك كان من المعقول أن يقوم البرنامج الخاص، منذ البداية، بايلاء أهمية كبيرة لمجموعة أوسع من النشاطات ذات الصلة بالمياه (مثل صيانة الرطوبة، وتجميع المياه، وتنمية مستجمعات المياه) بدلا من التركيز أساسا على الرى. وحتى من حيث عنصر الرى، من المهم ادراك أن الرى على مستوى المزرعة (أى التركيز على نشاطات البرنامج الخاص) يتأثر بدرجة كبيرة بادارة النظم الأكبر (أى ما يفوق مستوى المزرعة) وأن هذه الأخيرة قد تصبح العائق الحقيقى كما اتضح فى بلدان غرب أفريقيا التى زارها فريق التقييم. كذلك فان الارتفاع النسبى فى تكاليف بعض المستحدثات الجديدة فى الرى على مستوى المزرعة من حيث البنية الأساسية والمعدات كان يعنى ضمنيا أن المنافع سوف تذهب بصورة غير تناسبية الى المزارعين الأكثر مواردا.

50- وقد وضعت مبررات نشاط تكثيف المحاصيل المرتبط بعنصر الرى على أساس الحاجة الى زيادة الانتاج. غير أن التكثيف المقترن بالادارة السليمة للمياه له فائدة اضافية تتمثل فى زيادة استخدام الأراضى (أى زراعة محصولين أو ثلاثة فى الوحدة من الأراضى سنويا بدلا من محصول أو اثنين). ويؤدى التركيز على التكنولوجيات المحايدة من حيث الحجم، وهى استخدام الأسمدة والسماد العضوى والأصناف وفيرة الغلة مقترنة بكفاءة نظم تسليم المياه الى أن يناسب البرنامج المزارعين من ذوى الموارد المحدودة فيما عدا الاقتصاديات التى تعانى من ندرة اليد العاملة. وتوجد القضايا التى ترتبط باستراتيجية التكثيف فى المستويين المتوسط والكبير. فهى ترتبط بقدرة نظم البحوث على انتاج أصناف أفضل وبنظام اكثار البذور وتوزيعها، وبنظام توزيع الأسمدة، وبتسليم القروض، وبتسويق المنتجات. كما أن هناك قضايا ترتبط بسياسات التسعير الزراعى وقضايا البيئة والصحة الأوسع نطاقا. وتبين وثائق البرنامج الخاص أن الكثير من هذه القضايا سوف يرجأ حتى المرحلة الأولى الموسعة أو عادة حتى المرحلة الثانية. غير أنه اذا كانت المرحلة الأولى من البرنامج الخاص مثقلة بهذه المعوقات، فان توقعات الانتقال الى المرحلة الثانية لا تبدو مواتية للغاية. والواقع أن من رأى فريق التقييم أنه كان لا بد من تناول القضايا التى نوقشت أعلاه فى نفس الوقت الذى أجريت فيه البيانات العملية والنشاطات الأخرى المدرجة فى المرحلة الأولى.

51- وقد جاء التنويع بوصفه أحد عناصر البرنامج الخاص فى مرحلة متأخرة قليلا. وربما يرجع ذلك الى أن فكرة الأمن الغذائى الأسرى، باعتبارها قضية فى حد ذاتها، لم تكن مفهومة بالقدر الكافى (أى أن الافتراض كان يتمثل فى أن تحقيق الأمن الغذائى القطرى سوف يضمن الأمن الغذائى الأسرى)، فبالنسبة للمزارعين الذين يعانون من نقص الموارد وخاصة العمال المعدمين والمزارعين الحديين، كانت نشاطات التنويع ضرورية لضمان سبل معيشة كافية. وكان عنصر التنويع فى التصميم الأصلى ينفذ من حيث تربية الحيوان مع تركيز محدد على نشاطات تربية الحيوانات الصغيرة. ومن حسن الحظ أنه قد تم تبنى منهج أكثر مرونة على المستوى الميدانى فى معظم بلدان دراسات الحالة. وكانت الأمثلة على حدائق الخضر والبستنة، ومصايد أسماك الأحواض الصغيرة (أى تربية الأحياء المائية) والجمع بين زراعة الأرز واستزراع الأسماك، وتربية الدواجن وغير ذلك عديدة مثلها مثل مشروعات تربية الخنازير أو المعز. وتعالج هذه النشاطات بصورة مباشرة قدرة ادرار الدخل لدى الأسر التى تعانى من انعدام الأمن الغذائى بشرط أن تركز هذه النشاطات عليهم بصورة محددة. ونظرا لأن النساء يدرن الكثير من هذه المشروعات التجارية، فان هذا العنصر يساعد أكثر من أى نشاط آخر فى اطار البرنامج الخاص على تمكين النساء.

52- وتحليل المعوقات هو العنصر الرئيسى الرابع فى البرنامج الخاص. ومن المهم فى هذه المناقشة المتعلقة بتصميم نشاطات البرنامج الخاص التأكيد بأنه لم يكن من المتوخى فى الوثائق الأصلية للبرنامج الخاص أن يكون لهذا العنصر أى دور فى مرحلة التصميم. ويعتقد فريق التقييم بصورة منطقية أنه كان ينبغى أن يسبق تحليل المعوقات بدء المشروعات (أى أن يستخدم فى تصميم نشاطات البرنامج الخاص) فضلا عن تكراره فى مراحل مختلفة لضمان عمليات التصحيح فى منتصف الطريق. ونظرا لأنه لم يجر ، بصفة عامة، فى بلدان دراسات الحالة على الأقل ، قبل بدء نشاطات البرنامج الخاص، فان تصميم البرنامج الخاص لم يستفد من تحليل المعوقات. غير أنه تتبقى بعض المنافع من تحليل المعوقات اذا أجريت، نتيجة لهذه العمليات التى تتم خلال تنفيذ البرنامج الخاص، تعديلات بناءة ومفيدة فى النشاطات اللاحقة. وقد صدرت بعض التأكيدات فى بعض الدوائر بأن تحليل المعوقات سوف يكون مفيدا بصورة خاصة فى المرحلة الثانية للبرنامج الخاص عندما تكون قضايا السياسات قد حلت متناسبة نقطة أن الكثير من المعوقات التى تواجه المنتجين توجد على المستويين الصغير والمتوسط ولا يشمل بالضرورة اجراء تغييرات رئيسية فى السياسات لحلها. وثمة نقطة أخرى جديرة بالاشارة فيما يتعلق بتحليل المعوقات؛ فعلى الرغم من أن فريق التقييم يقدر أن تحليل المعوقات قد أضيف كعنصر فى وقت ما بعد بدء البرنامج الخاص، فانه غير مقتنع بأن يعتبر تحليل المعوقات فى حد ذاته عنصرا من عناصر البرنامج الخاص. فالعناصر الأخرى تتعلق كلها بوسائل أو سبل انتاجية ملموسة لتحسين الأمن الغذائى. أما تحليل المعوقات فهو من ناحية أخرى منهجية أو ربما بأسلوب أكثر دقة، حزمة من المنهجيات للمعاونة فى تحديد ما ينبغى عمله. ولذا، وعلى الرغم من أن تحليل المعوقات أمر مهم فيما يتعلق بالبرنامج الخاص، لا ينبغى اعتباره عنصرا بالمعنى المستخدم فى البرنامج الخاص.

53- وعلى المستوى القطرى، وبغض النظر عن هذه العناصر، أصبح العديد من النشاطات الاضافية باطراد جزءا من سياق نشاطات المرحلة الأولى من البرنامج الخاص. وأخذ هذا الاتجاه لاضافة المزيد من العناصر فى المشروعات الأكثر جدة فى التزايد (أنظر القسم 7-1). وقد حظى عدد قليل من هذه النشاطات التابعة برعاية أو دعم برنامج تليفود، قد جاء بعضها فى صورة مشروعات اضافية لبرنامج التعاون الفنى والبعض الآخر بدأته الأفرقة القطرية ذاتها. غير أن هذه المشروعات بدأت عموما فى بلدان دراسات الحالة بعد نشاط التصميم الأصلى للبرنامج الخاص على الرغم من أن فريق التقييم يفهم أن الأمر الأكثر احتمالا الآن هو أن تدرج فى مرحلة التصميم فى البلدان التى بدأت فيها نشاطات البرنامج الخاص منذ فترة قصيرة (أنظر القسم 7-1).

54- ويقر فريق التقييم بأن هناك بعض البلدان (مثل كمبوديا واكوادور) كانت فيها العناصر المختلفة للبرنامج الخاص حسنة التزامن والتكامل. غير أن دمج العناصر المختلفة لخلق نوع من التكافل يظل قضية. فمن الناحية المفاهيمية، فان عناصر "الانتاج" الثلاثة متكاملة الا أنه لم يكن هناك الكثير من التكامل فى الواقع العملى، باستثناء المياه والتكثيف، بين العناصر الرئيسية، بل لم يكن هناك فى بعض الأحيان الا قدر ضئيل من التداخل الجغرافى. وكما أشير سلفا فى هذا القسم، فان ادخال العناصر المختلفة جاء فى أوقات مختلفة. فعلى سبيل المثال، فانه فى مشروع الصين، جاء التنويع فى مرحلة لاحقة كان يمكن لولا ذلك أن يكون قويا، ولم يدرج مع نشاطات ادارة المياه أو تكثيف المحاصيل فى نفس القرى.

3-2-3 المنهج المتبع فى توسيع نطاق البرنامج الخاص وادراجه فى المسار الرئيسى

55- وسع بلد واحد (السنغال) من المرحلة الأولى لتحقيق التغطية القطرية. وخلال المرحلة الأولى الموسعة، نفذت العناصر على النحو المناسب فى كل منطقة من المناطق الايكولوجية الزراعية مع تنفيذ عنصر واحد أو عنصرين فقط فى معظم المناطق. ويشير ذلك من وجهة نظر فريق التقييم الى درجة معقولة من المرونة فى تصميم المرحلة الأولى الموسعة. غير أنه كانت هناك فى معظم بلدان دراسات الحالة فجوة كبيرة فى البرنامج الخاص هى عدم وجود استراتيجية لتوسيع نطاق المشروعات الذى هو أحد الأسباب الجوهرية لامكانياته على التوسع أو التكرار. ويدرك فريق التقييم أن هناك فى عدد من البلدان اقتراحات تجرى دراستها لتوسيع نطاق عدد من المواقع. غير أن هذه الاقتراحات تتخذ فى كثير من الأحيان طابع "المزيد من نفس النوع" فى عدد اضافى من المواقع القليلة مما يستبعد معه أن تعالج تنوع البيئات (أى المادية الحيوية والاجتماعية الاقتصادية) للانتاج فى البلدان.

56- وينبغى أن يكون أحد الأهداف الرئيسية للمشروعات التجريبية هو مراعاة منهج ومحتوى البرنامج الخاص وهو ما يحتاج الى منهج متعدد الاتجاهات. وهناك خمس مجموعات من العناصر الفاعلة مهمة فى هذا الجهد:

57- واذا كان البرنامج الخاص يعتبر لا برنامجا هاما فحسب بل ومنهج متميز وفائق المستوى، فينبغى تناول استراتيجية نشر أهدافه بصورة صريحة. ويفترض ذلك بالطبع معالجة الفجوات القائمة فى التصميم والتنفيذ، وأن مشروعا سليما سوف ينشأ، يستحق التوسع ويدرج فى المسار الرئيسى.








4 - تنفيذ وادارة البرنامج الخاص

4-1 دور المنظمة

4-1-1 ادارة المشروع

4-1-1-1 المفهوم

58- توجد ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص فى قسم العمليات الميدانية فى مقر المنظمة. وترد فى مكان آخر من هذا التقرير (أنظر القسم 3-1-1) تفاصيل تطور الانشاء التنظيمى والترتيبات الادارية. والواقع أن البرنامج الخاص قد أصبح الآن أكثر اندماجا فى المسار الرئيسى لأعمال وضع برامج المنظمة الميدانية بفضل نظام الدعم والادارة التالى:

59 - وقد تعرضت الطريقة التى تم بها تنفيذ النشاطات الثلاثة الأخيرة المشار اليها أعلاه لتغييرات كبيرة فى السنوات الأخيرة نتيجة لسياسات اللامركزية فى المنظمة. وعلى سبيل المثال، تم توزيع نشاطات قسم العمليات الميدانية على المكاتب الاقليمية فى 1996-1997 وانتهى العمل من تطبيق اللامركزية على مسؤولية التشغيل وتوزيعها على المستوى القطرى حيث أسندت الى المكاتب القطرية للمنظمة. كما وزعت المصالح الفنية للمنظمة أفرقة لامركزية على المكاتب الاقليمية والاقليمية الفرعية؛

60- وعلاوة على عمليات الرصد التى ستقوم بها ادارة التنسيق ورصد البرنامج الخاص والفريق الأساسى، هناك نشاطان آخران يتصلان بالرصد والاستعراض:

4-1-1-2 تقييم المنجزات

61- شهدت جميع بلدان دراسات الحالة بعثات رصد ومساندة فنية من المقر الرئيسى للمنظمة والموظفين العاملين من المكاتب الاقليمية و/أو المكاتب الاقليمية الفرعية على الرغم من أن التركيبة الفعلية لهذه البعثات ودرجتها وكثافتها تتباين بعض الشئ فيما بين البلدان. وقد تفاوتت المواقف فى الميدان بشأن فعالية وقيمة بعثات الرصد والمساندة الفنية الا أن الأفرقة المحلية كانت تشعر بالتقدير لها فى معظم الحالات.

62- يود فريق التقييم أن يشدد على أنه لم تتم أية عمليات استرجاع منظم للمعلومات الى البرامج القطرية للبرنامج الخاص على الرغم من أن أوراق المعلومات قد استخدمت كوسيلة للرصد وقدمت لأعضاء الفريق الأساسى. والواقع أن فريق التقييم يشعر ببعض القلق لعدم اسناد قدر أكبر من الاهتمام لعمليات الرصد وخاصة لتقييم برامج البرنامج الخاص بصفة عامة. ويتعلق هذا القلق بجانبين:
(أ) لا يتوافر تحليل مالى/اقتصادى كاف بصفة عامة للتكنولوجيات والمشروعات التى يجرى الترويج لها فى اطار البرنامج الخاص (أنظر القسم 5-4)؛
(ب) لا توجد أية تقديرات قابلة للقياس لدرجة استيعاب ونشر المبادرات. ولم ينجح فريق التقييم بصفة خاصة فى الميدان فى الحصول على تغييرات يعتد بها فى هذا المجال وكان عليه أن يكتفى بالمعلومات التى رويت له (أنظر القسم 5-5).
وتعالج الحلقات الدراسية العملية الخاصة بالتقييم القطرى، التى تعقد سنويا فى نهاية كل موسم، هذه القضايا فى بعض الأحيان، الا أن ذلك لا يتم دائما بطريقة كمية منتظمة.

63- تعتبر بعثات المفتش الميدانى أداة مفيدة لتحديد المشكلات واقتراح الحلول الممكنة ذات الصلة. وقد تعرضت ثمانية بلدان من البلدان التى زارها فريق التقييم لهذه البعثات. فقد تمت زيارة كل من النيجر والسنغال خمس مرات، وموريتانيا أربع مرات، وبلدان أخرى مرة واحدة أو اثنتين. وكانت هذه الزيارات التى قام بها عادة خبير استشارى أوموظف من المنظمة فى بعض الأحيان، متكررة بصورة خاصة خلال الفترة 1997-1999. وعلى الرغم من أن التقارير كانت حافلة بالمعلومات، فقد ركزت على المسائل التشغيلية بدلا من دراسة النتائج. ونظرا لأن المنظمة تقوم حاليا بوضع منهج لتخطيط وادارة البرامج موجه نحو النتائج، فسوف تكون هناك ميزة كبيرة فى مساهمة بعثات المفتش الميدانى فى المستقبل فى تقييم النتائج بطريقة منظمة، بالاضافة الى ابراز المسائل التشغيلية. ولم تجر فى بلدان البرنامج الخاص الستة وستين سوى استعراضين وثلاثة بعثات تقييم. وقد حاولت هذه تقييم النتائج/التأثيرات. ونظرا للأهمية التى يسندها فريق التقييم للنتائج/التأثيرات، وللأهمية التى جرى تأكيدها فى أجزاء أخرى من هذه التقرير، يوصى بتقديم نسخ من هذه الاستعراضات وعمليات التقييم لفريق الاشراف. اذ ينبغى لادارة البرنامج الخاص أن تبلغ فريق الاشراف بالقرارات والاجراءات التى تتخذ فيما يتعلق بالتوصيات الواردة فى هذه الاستعراضات وعمليات التقييم، وتلك التى أصدرها فريق الاشراف ذاته. اذ أن ذلك سوف يحسن من امكانيات تعزيز عمليات الرصد والشفافية والمساءلة بشأن هذه التوصيات.

64- ويشعر فريق التقييم بالانشغال أيضا لأن المعارف المتوافرة حاليا عن الخبرات المستمدة من تنفيذ البرنامج الخاص فى أكثر من 60 بلدان مبعثرة فيما بين عدد كبير من موظفى المنظمة (أى فى المقر الرئيسى والمكاتب الاقليمية والمكاتب الاقليمية الفرعية والمكاتب القطرية فضلا عن التعاون فيما بين بلدان الجنوب والمتعاونين فى البرامج القطرية). ولا شك أن فائدة كبيرة سوف تتحقق من تبادل الدروس المستفادة سواء الناجحة منها أو غير الناجحة حيث تساعد فى تجنب تكرار الأخطار والتقليل من دورات التعلم. وفى حين يعترف فريق التقييم بأن ترتيب عمليات التفاعل لمعالجة الشواغل المشار اليها أعلاه سوف يتطلب بعض الموارد، فانه يعتقد فى أن المكاتب التى تتحقق فى هذا النوع من المبادرات يمكن أن تكون كبيرة. وقد أحيط فريق التقييم علما بأن ادارة البرنامج الخاص تدرك الفائدة الكامنة من هذه العملية وتخطط للقيام ببعض المبادرات فى هذا المجال.

65- وأخيرا، يود فريق التقييم أن يشير الى شاغل آخر. فعلى الرغم من أن هناك مزايا كبيرة واضحة، اذا ظلت كل الأمور الأخرى على ما هى عليه، لنقل المسؤوليات الى مستوى المكاتب القطرية فيما يتعلق بطلب نشاطات الرصد والاستعراض والمساندة الفنية، فان لهذه العملية نقطة ضعف. فقد لا يكون لدى موظفى المنظمة "الخارجيين" (أى على المستويات الاقليمية الفرعية والاقليمية والمقر الرئيسى) فرصا مستقلة كبيرة لتقديم مساهمات. فهناك شكوى عامة فى المكاتب الاقليمية من عدم توافر موارد بشرية ومالية كافية (للسفريات مثلا) لاتاحة الفرصة لتقديم المساندة الكافية للنشاطات الميدانية للبرنامج الخاص. كما أن من الواضح أن بعض الموظفين الفنيين لا يشعرون بوجود صلة وثيقة لهم بالبرنامج الخاص. ونظرا لأن الميزة النسبية للمنظمة تكمن فى خبراتها الفنية الزراعية، فان هذا العيب الواضح غير مناسب وقد يؤثر تأثيرا سلبيا على فعالية البرنامج الخاص. ويعتقد فريق التقييم أن ثمة حاجة الى ايجاد بعض الوسائل الكفيلة بسد هذه الفجوة وزيادة التوافق بين البرنامج الخاص والمبادرات/البرامج الفنية الأخرى فى المنظمة.

4-1-2 الادارة التنظيمية والمالية

4-1-2-1 المفهوم

66- ينظم البرنامج الخاص بصورة عامة من خلال ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص، فى حين تتم عمليات التنظيم اليومية للبرامج القطرية الخاصة التابعة للبرنامج الخاص داخل البلدان ذاتها. وتأتى الموارد الخاصة بالبرنامج الخاص من الموارد القطرية للبلدان، وميزانية المنظمة، ومختلف الجهات المتبرعة (من الوكالات الثنائية بصورة رئيسية) ومنظمات التمويل الدولية مثل البنك الدولى ومن خلال المساهمات بالموظفين فى اطار ترتيبات التعاون فيما بين بلدان الجنوب.

4-1-2-2 تقييم المنجزات

67- يبدو أن تنظيم برامج البرنامج الخاص، فى معظم بلدان دراسات الحالة، وبصرف النظر عن المسائل ذات الصلة بالنواحى المالية، تسير سيرا عاديا ولم يواجه فريق التقييم أى مشكلات أو شكاوى كبيرة.

68- غير أن هناك مسائل ذات صلة بطريقة أو بأخرى بالنواحى المالية التى تتم مناقشتها فيما يلى، وقد عثر على مسألتين نوعيتين فى هذا المجال:
(أ) فى هايتى، كانت مرتبات موظفى وزارة الزراعة تستكمل فى بداية الأمر من خلال البرنامج الخاص، الا أن ذلك الأمر سحب فى وقت لاحق. وقد كان لالغاء هذه الاعانات تأثير محطم لمعنويات أولئك المعنيين. كما أن هذه المشكلة تسببت فى احداث تغييرات متكررة فى الموظفين وصعوبات فى تعيين الفنيين المؤهلين على الرغم مما تم فى وقت لاحق من حل هذه المشكلة بصورة جزئية بمساعدات من المنظمة والتعاون الفرنسى.
(ب) المسألة الرئيسية والأكثر انتشارا تتعلق بالشكوك التى تحيط بالتمويل الذى تقدمه المنظمة، والتى وصفت فى حالة كمبوديا بأعراض "المشروع الأعرج". وتشمل بلدان دراسات الحالة الأخرى التى أثيرت فيها هذه المسألة المحددة بوليفيا والصين واكوادور. وتتعلق هذه المسألة بصورة خاصة باجراءات التخصيص والصرف من ميزانية المنظمة العادية للبرنامج الخاص. ومن الواضح أن البرامج القطرية النوعية الخاصة بالبرنامج الخاص التى لا تعرف مقدما ماذا ستتلقى، تترك فى حالة شك وعدم يقين مما يؤدى الى ابرام العقود والالتزامات لفترات قصيرة مع وجود فجوات متكررة فيما بين العقود أو النشاطات مما يؤدى الى انخفاض معنويات الموظفين.

69- ويشعر فريق التقييم بقلق شديد ازاء الشكوك الواضحة بشأن التمويل الذى يتسبب بوضوح فى حدوث مشكلات فى الميدان تتعلق بكل من التوقعات والتنفيذ. وتتفاقم هذه الشكوك وعدم اليقين بالنظر الى الفترة القصيرة المتوقعة للمرحلة الأولى (المتوخى فى الأصل ألا تزيد على عامين). ويعتقد فريق التقييم أن من المهم بصورة رئيسية أن تعالج المنظمة هذه المشكلات حيث أن من الممكن أن تتسبب فى تأثيرات سلبية للغاية على سمعة المنظمة.
70- ويشعر فريق التقييم بالارتياح لما لاحظه من الابتكار الذى ابتدعته المنظمة فى استخدام الأموال من المصادر المختلفة لدعم المبادرات ذات الصلة بالبرنامج الخاص. فعلى سبيل المثال فان الأموال المتجمعة من برنامج تليفود وبرنامج 1% للتنمية المقدم من موظفى المنظمة استخدمت لدعم النشاطات ذات الصلة بالتنويع (متاجر الامدادات/التسويق الجماعية فى تنزانيا وتربية الحيوانات الصغيرة والدواجن فى اريتريا ونشاطات التصنيع والتسويق ذات القيمة المضافة فى اكوادور) حتى لو كانت هذه النشاطات ذات أبعاد صغيرة للغاية. كذلك تم فى السنوات الأخيرة، مع التوسع فى البرنامج الخاص فى المزيد من البلدان، زيادة استخدام التمويل من برنامج التعاون الفنى والتعاون التقنى فيما بين البلدان النامية لبدء وتنفيذ بعض النشاطات المحددة ذات الصلة بالبرنامج الخاص فى كثير من البلدان.

71- وفيما يتعلق باستخدام هذه الأنواع وغيرها من مصادر التمويل، يشعر فريق التقييم بأن من المستحسن تقديم بعض التوضيح فيما يتعلق بشروط استخدام هذه الأموال فى الميدان. فعلى سبيل المثال:

  • 1 فيما يتعلق بمشروعات برنامج التعاون الفنى، يشعر فريق التقييم بالانشغال لأن هذه المقترحات ذات تركيز مواضيعى ضيق (أى على العكس من البرنامج الخاص الذى يغطى طائفة عريضة من النشاطات) وتمول هذه النشاطات لمدة عام وان كان يمكن تمديدها الى عامين. كما أبديت وجهة نظر فى الميدان (مثل اكوادور والسنغال) ترى أنه بما أن برنامج التعاون الفنى يقدم فى شكل منحة، يتعين تقديم مدخلات للمزارعين دون مقابل بدلا من انشاء مشروعات للقروض. غير أن فريق التقييم أبلغ، فى مناقشات مع الموظفين فى المقر الرئيسى للمنظمة بأنه يمكن فى بعض الظروف، تصميم مشروعات برنامج التعاون الفنى بطريقة تتسم بقدر أكبر من المرونة وأن من الممكن انشاء مشروعات دوارة للقروض على أن يعاد استخدام عائدات هذه المشروعات لفائدة المزارعين. غير أن فريق التقييم مازال مقتنعا بأن مشروعات برنامج التعاون الفنى بالشكل المتوخى والذى ينفذ به فى الوقت الحاضر، ليست الطريقة المرضية للغاية لبدء نشاطات البرنامج الخاص.
  • 2 وفيما يتعلق بأموال برنامج تليفود، أحيط فريق التقييم علما بأنه لم يمكن استخدامها فى هايتى لاقامة متاجر امدادات المدخلات الجماعية للمزارعين على الرغم من أن فريق التقييم قد وجد أن ذلك قد تم بالضبط فى تنزانيا. ومرة أخرى من الواضح أن التصورات تختلف من بلد لآخر وأن من المستحسن للغاية تقديم بعض الايضاحات.

    4-1-3 الخطوط التوجيهية

    4-1-3-1 المفهوم

    72- كان من المقرر أن يقوم المقر الرئيسى للمنظمة باعداد خطوط توجيهية يمكن توزيعها على السكان فى الميدان تقدم عرضا عاما للبرنامج الخاص للأمن الغذائى ومبرراته واجراءات ادارته وتوفير ارشادات بشأن صياغته وتنفيذ مختلف عناصره الفنية. وكان من المقرر الاستعانة بالاخصائيين من مختلف الأقسام فى المقر الرئيسى للمنظمة للمساعدة فى اعداد الخطوط التوجيهية، وأن تتولى لجنة استعراض فنية استعراض هذه الخطوط قبل نشرها. وكان من المقرر أن تسترد الأقسام المقدمة للموظفين تكاليف الوقت الذى سيبذلونه فى وضع هذه الخطوط التوجيهية.

    4-1-3-2 تقييم الانجازات

    73- تم اعداد عدد من الخطوط التوجيهية يتوافر معظمها باللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية والى حد ما باللغة العربية. وتنقسم هذه الخطوط التوجيهية الى ثلاث مجموعات على النحو التالى:

    74- وتتوافر هذه الأوراق فى نسخ مطبوعة وعلى شبكة الانترنت. وفى حين زار فريق التقييم بلدان دراسات الحالة، فقد بذلت جهود واضحة للتأكد من المواقف بشأن الخطوط التوجيهية المختلفة ودرجة استخدامها. ويمكن فيما يلى تلخيص ثلاثة تعليقات رئيسية:

    1. كان من الواضح بصفة عامة أن الخطوط التوجيهية، وخاصة تلك الواردة فى المجلد الثانى الذى يتناول تنفيذ العناصر النوعية للبرنامج الخاص لم تستخدم أو لا يجرى استخدامها بالقدر الذى كان متوقعا (اريتريا والنيجر وموريتانيا وتنزانيا). وتشمل الأسباب التى قدمت فى بعض البلدان واحدا أو أكثر مما يلى: (أ) وصلت الخطوط التوجيهية متأخرة للغاية، أى أنها وصلت بعد أن بدأت النشاطات الميدانية (بوليفيا وهايتى)؛ (ب) أعتبر أنها ضخمة للغاية ومعقدة (بنغلاديش)؛ (ج) تتطلب الترجمة الى اللغات المحلية (ترجم بعضها الى لغة الخمير فى كمبوديا)؛ (د) لم تتوافر على الاطلاق لأولئك الذين يعملون فى الميدان؛ و(ه) يتعين مواءمتها أو تعديلها لتصلح للأوضاع المحلية (مثل اكوادور).
    2. وكان من الواضح أن بعض الخطوط التوجيهية قد استخدمت أكثر من غيرها. وعلى وجه الخصوص يبدو أن الخطين التوجيهين اللذين كانا أكثر شيوعا فى الاستخدام والتقدير هما التحكم فى المياه (الرى) (بنغلاديش وبوليفيا واكوادور) والخطوط التوجيهية الخاصة بتحليل المعوقات بتركيزها على المناهج التشاركية (كمبوديا واريتريا واكوادور وهايتى وتنزانيا). ويقوم خبراء استشاريون مستقلون فى كثير من الأحوال باجراء عمليات تحليل المعوقات ويستخدمون الخطوط التوجيهية عندما تتوافر.
    3. من غير الواضح لفريق التقييم المدى الذى وصل اليه توزيع الخطوط التوجيهية الخاصة بالخدمات الزراعية (مثل التسويق والقروض وغير ذلك التى أعدتها ادارة التسويق الزراعى والخدمات المالية فى الريف) حيث أن فريق التقييم لم يعثر على أية دلائل تشير الى أنها قد استخدمت على الاطلاق فى الميدان.

    75- وقد شعر فريق التقييم ببعض الدهشة لأنه لا يبدو أن الخطوط التوجيهية قد استخدمت بدرجة كبيرة فى بلدان دراسات الحالة وخاصة بسبب القدر الكبير من الجهد والوقت اللذين يبدو أنهما قد كرسا لوضع هذه الخطوط. غير أن من غير الصعب الاتفاق مع الأسباب التى أعطيت لنقص استخدام هذه الخطوط التوجيهية الواضح فى الزيارات القطرية. وعلى الرغم من أنه يبدو أنه هناك خطوطا توجيهية بشأن ادارة المياه وتنمية الرى ترجع الموافقة عليها الى مارس/آذار 1996، فمن الواضح أن الخطوط التوجيهية الخاصة بالعناصر الثلاثة الأخرى لم تتوافر حتى 1997 وما بعدها. ومن المهم فى الواقع معرفة ما اذا كانت الخطوط التوجيهية قد استخدمت بصورة أكثر كثافة فى برامج البرنامج الخاص التى بدأت فى غضون السنوات القليلة الماضية عندما أصبحت أكثر توافرا. كذلك فان فريق التقييم وافق على أن الخطوط التوجيهية تنطوى على تفاصيل كثيرة وتتسم بالتعقيد فى بعض الأماكن. كما أن الخطوط التوجيهية الخاصة بتحليل المعوقات على وجه الخصوص تنطوى على أسلوب "تحقيق كل شئ". ومن ناحية أخرى يبدو، فيما يتعلق بمواءمة الخطوط التوجيهية للتتوافق مع الأوضاع المحلية، أن هذا الأمر لا يمكن تحقيقه بسهولة على مستوى المقر الرئيسى. فالأحرى تحقيق ذلك على المستوى الميدانى ويفضل أن يتم على يد سكان محليين معروفين بمساعدة موظفي المنظمة (مثل أعضاء الفريق الأساسى، وموظفي المنظمة العاملين فى المكاتب الاقليمية الفرعية والاقليمية والمقر الرئيسى). ومما يدعو الى الارتياح، على الجانب الايجابى، ملاحظة أنه جرى مؤخرا، الاقرار بما اعترف به منذ فترات طويلة فى أماكن أخرى ألا وهو أن المسائل ذات الصلة بالقروض والامداد بالمدخلات والتسويق (أى قضايا المستوى المتوسط) تحتاج الى المعالجة حتى فى المرحلة الأولى بدلا من ارجائها الى المرحلة الأولى الموسعة أو المرحلة الثانية. ونتيجة لذلك وضعت خلال العام أو العامين الأخيرين خطوط توجيهية تحت عنوان "الخدمات الزراعية" لمعالجة هذه المجالات على الرغم، كما أشير فى الفقرة السابقة، من أن من غير الواضح المدى الذى وصل اليه توزيع هذه الخطوط.

    76- ويود فريق التقييم أن يدلى بنقطتين أخريين عن حالة الخطوط التوجيهية فى الوقت الحاضر:

    77- ومن الصعب تجنب الخروج بنتيجة ترى أن المنهج الذى اتبع فى وضع الخطوط التوجيهية كان منهجا مخصصا بعض الشئ لا من حيث تغطية مجالات الموضوعات فحسب، بل وكذلك من حيث التوقيت والتخطيط. وعلى الرغم من أن لجان الاستعراض الفنى قد اجتمعت للموافقة على محتويات الخطوط التوجيهية المختلفة، فيبدو أن كل خط قد عومل على أنه كيان منفصل وفريد قائم بذاته.

    78- ويشعر فريق التقييم بالاقتناع بأن بوسع البرنامج الخاص للأمن الغذائى أن يستفيد من القاء نظرة ثاقبة على كامل منهج اعداد الخطوط التوجيهية وتنظيمها وارشادها. ويوصى فريق التقييم بانشاء لجنة فنية معنية بالخطوط التوجيهية الخاصة بالبرنامج الخاص للأمن الغذائى يوكل اليها مسؤولية ترشيد المنهج المتبع ازاء تخطيط الخطوط التوجيهية بأسرها واعدادها وتحديثها فضلا عن وضع استراتيجية للاتصال واضحة وتتسم بالكفاءة.

    79- وفى الختام، يود فريق التقييم أن يحذر من اعداد الكثير من الوثائق. ويعتقد أن من المهم بدرجة كبيرة فرض درجة من الترشيد على النظام الحالى من حيث تحسين الفائدة المحتملة للخطوط التوجيهية. وثمة نقطة تحذيرية أخرى تتعلق بالنظام. اذ ينبغى النظر الى الخطوط التوجيهية على أنها "خطوط توجيهية" وليس أكثر من ذلك. فالالتزام الصارم بها يمكن أن يحقق عكس ما هو منتظر منها ويعوق الروح الخلاقة لتصميم ومواءمة المنهجيات لتناسب الأوضاع المحلية.

    4-2 هياكل التنظيم والادارة

    4-2-1 المفهوم

    80- كان من المتوخى أن يتولى منسق برنامج قطرى/رئيس فريق، تعينه عادة المنظمة متفرغا من الميزانية المخصصة، مسؤولية الادارة اليومية ومسؤول حكومى كبير يعين عادة بوصفه منسقا قطريا لتوفير التوجيه الشامل.

    81- وعلاوة على ذلك كان من المتوقع من البلدان، وفقا للاطار المقترح لتنفيذ البرنامج الخاص، أن تشكل لجنة توجيهية قطرية متعددة القطاعات ومتعددة التخصصات. وفى وقت لاحق فى عام 1997، أصدر المدير العام للمنظمة، بسبب الضعف الواضح فى التنسيق القطرى والأولويات المسندة للبرنامج الخاص، تعليماته بأن تسند اللجان العاملة أو الجديدة اهتماما خاصا للبرنامج الخاص للأمن الغذائى على المستويات التالية:

    1. على المستوى القطرى، تشكيل لجنتين احداهما للسياسات ويفضل أن تكون رئاستها على مستوى رئيس الوزراء، بمشاركة الوزراء الرئيسيين والأخرى على المستوى الفنى بمشاركة مديرى الزراعة ومصايد الأسماك والثروة الحيوانية وغير ذلك؛
    2. لجان مماثلة على مستوى المناطق/البلديات حيث ينفذ البرنامج الخاص؛
    3. لجنة محلية على مستوى كل مجتمع محلى من المجتمعات المشاركة فى البرنامج الخاص.

    وكان من المتوقع، الى أقصى حد ممكن، أن تتشكل اللجان من الترتيبات المؤسسية الخاصة بالأمن الغذائى والتنمية الزراعية والريفية القائمة.

    4-2-2 تقييم الانجازات

    82- كان منسقو البرنامج القطرى/رؤساء الأفرقة الخاصة ببرامج البرنامج الخاص يعملون، ومازالوا حتى الآن، فى معظم البلدان التى تمت زيارتها. وكان منسقو البرامج القطريين من كبار الموظفين نسبيا المحنكين والمؤهلين فنيا فى مجال الزراعة والذين كانوا يتمتعون فى كثير من الأحيان بخبرات فى مجالات الارشاد والمجالات الحكومية. وبصفة عامة، ونتيجة لذلك، كان منسق البرنامج القطرى، فى بلدان دراسات الحالة على الأقل، يبدو فى كثير من الأحيان من الناحية العملية بأنه يعمل بوصفه منسقا قطريا للبرنامج الخاص. غير أنه لم يكن هناك فى بلد واحد على الأقل سوى منسق قطرى (مثل اريتريا) فى حين كان المنسقان للبرامج القطرية فى بلدين (هايتى والسنغال) ممولين جزئيا أو كليا من الحكومة.

    83- وقد انتهى فريق التقييم الى نتيجة ترى أن هناك أربعة عوامل هامة فى تحديد مدى فعالية منسقى البرامج القطرية فى توجيه واثراء برامج البرنامج الخاص فى حدود بلدانهم، وهذه العوامل هى:

    1. صلة مهاراتهم وخبراتهم فيما يتعلق بالمبادرات ذات الصلة بالبرنامج الخاص وسيماتهم الشخصية والقيادية؛
    2. درجة الاستمرارية فى تولى منصب منسق البرنامج القطرى. فاكوادور تعتبر مثالا على البلد الذى اشترك فيه منسق البرنامج القطرى أيضا فى تصميم البرنامج الخاص، فى حين اشترك فى تنزانيا نفس الشخص فى جميع مراحل التنفيذ. وعلى العكس من ذلك، كانت بوليفيا تعانى من انعدام الاستمرارية حيث تقلد هذا المنصب أربعة أشخاص مختلفين.
    3. الدرجة التى يمكن بها لمنسق البرنامج القطرى أن يركز على البرنامج الخاص. ففى بعض البلدان، كانت بعض المسؤوليات الأخرى لبعض الوقت تقتطع من الوقت الذى يقضى فى المسائل ذات الصلة بالبرنامج الخاص، بل كانت فى بعض الأحيان تتسبب فى بعض الفوضى. فعلى سبيل المثال، نشأت مشكلة فى اريتريا حيث لم يكن هناك أى منسق للبرنامج القطرى معنى بالبرنامج الخاص وكان المسؤول الرسمى عن هذا البرنامج هو أيضا منسق مشروع ساساكوا العالمى لعام 2000 مما تسبب فى منح بعض الانطباع بأن البرنامجين مترادفين؛
    4. مدى اندماج منسقى البرامج القطرية مع نظام الزراعة القطرى واحترامه لهم ومدى ارتباطهم بالمكتب القطرى للمنظمة. ومن الواضح أن مكان المكتب الذى سيعملون منه يمكن أن يساعد فى تشجيع الصلات المتكررة ومن ثم التكامل المحتمل. ويحتفظ منسقو البرامج القطرية فى بلدان دراسات الحالة فى الوقت الحاضر بمكاتب لهم فى الادارات ذات الصلة بالارشاد والتنمية وهو الأمر الذى يعتبره فريق التقييم ايجابيا.

    84- غير أنه فيما يتعلق بعملية التكامل مع نظام الزراعة القطرى أو، من حيث الجوهر، الدرجة التى تقبل بها الحكومة ملكية البرنامج الخاص، فان من الواضح أن المسائل تتجاوز مجرد موقع مكتب منسق البرنامج القطرى لتشمل تلك التى تتعلق بمدى نجاح البرنامج الخاص فى:

    1. الاعتماد على النظام الزراعى القطرى فى تنفيذ نشاطاته؛
    2. مدى توجيهه ورصده بفعالية من جانب اللجنة أو اللجان فى اطار المحيط القطرى.

    85- ويمكن القول بصفة عامة أن موظفى الارشاد الزراعى الممولين من الحكومات المركزية أو المحلية قد نفذوا نشاطات البرنامج الخاص. وفى أحد بلدان دراسات الحالة، استخدمت مصادر أخرى للأموال فى تعيين معظم موظفى الارشاد لتنفيذ النشاطات ذات الصلة بالبرنامج الخاص (مثل فى منطقة أمبوكوى فى جبال الانديز فى اكوادور بأموال من الصندوق الاكوادورى الكندى للتنمية الذى هو عبارة عن منظمة غير حكومية قطرية ممولة من كندا.) وفى حالة أخرى (السنغال)، كان موظفو منظمات المزارعين وفنيو التعاون فيما بين بلدان الجنوب ينفذون معظم النشاطات. ومن الواضح، أنه اذا ظلت جميع الأمور على ما هى عليه، فان من الأفضل استخدام المرشدين الحكوميين ومنظمات المزارعين حيث أن ذلك يؤدى الى الارتكاز على الخبرات المحلية ونقل خبرات البرنامج الخاص مباشرة الى البرنامج القطرى. غير أنه مما لا شك فيه أن قيود الاختصاصات والتوجهات المالية والمعنوية بل وحتى الفنية، والمرتبطة فى كثير من الأحيان بخدمات الارشاد القطرية قد أعاقت فى بعض الأحيان فعاليتها فى تنفيذ النشاطات ذات الصلة بالبرنامج الخاص. وعلى ذلك كان من الضرورى فى كثير من الأحيان تنفيذ تدابير علاجية بواسطة البرنامج الخاص لزيادة الحوافز على تنفيذ المبادرة ذات الصلة بالبرنامج الخاص. وتشمل هذه الحوافز العلاوات اليومية التى تقدم مقابل العمل الميدانى وتكاليف تشغيل المركبات، بل وحتى فى بعض الأحيان استكمال المرتبات وتوفير المركبات.

    86- وفيما يتعلق بلجان توجيه ورصد البرنامج الخاص، فان الأوضاع فى الموقع تبدو مختلطة للغاية على الأقل فيما يتعلق ببلدان دراسات الحالة. وبصفة عامة يبدو أن الوضع أفضل على المستوى المحلى بالمقارنة بالمستويات القطرية. فحتى عندما كانت اللجان موجودة على الورق فى جميع المستويات، فان درجة النشاط التى كانت تعمل به تبدو أكبر على المستوى المحلى وان كان هذا الأمر لا يبدو مستغربا بالنظر الى التركيز القطاعى المتوخى فى المرحلة الأولى من البرنامج الخاص. ويبدو أن هناك ثلاثة عوامل مهمة فى التأثير على الدرجة التى تعمل بها هذه اللجان والفعالية التى تبدو بها. وهذه العوامل هى:

    1. الأولوية المسندة لمفهوم الأمن الغذائى فى البلد؛
    2. تأثير وسمعة منسق البرنامج القطرى المعنى بالبرنامج الخاص؛
    3. ما اذا كان من الممكن ربط المسائل ذات الصلة بالأمن الغذائى بنجاح بهيكل احدى اللجان العاملة أو دمجها فيه. اذ يبدو أن صغر حجم المشروعات ذات الصلة بالبرنامج الخاص فى كثير من البلدان تستبعد امكانية منح المبادرة ذات الصلة بالبرنامج الخاص معاملة خاصة. وعلى أية حال، فانه نظرا للطابع متعدد الأبعاد ومتعدد القطاعات للقضايا ذات الصلة بالأمن الغذائى، فان هناك مبررات قوية لدمج القضايا ذات الصلة بالبرنامج الخاص فى هيكل اللجان القائمة وخاصة.اذا كانت تتناول قضايا ذات صلة بالأمن الغذائى أو يمكنها أن تدمجها فيها بسهولة. غير أنه يتعين التزام الحرص لضمان ادراج المسائل ذات الصلة بالبرنامج الخاص فى اللجنة الملائمة.

    87- وثمة مسألة أخرى ذات صلة بتنظيم وادارة البرنامج الخاص تتمثل فيما يحدث على مستوى القرى والمزارع. ففيما يتعلق بهذا الأمر، يستخدم البرنامج الخاص بصورة جيدة المجموعات الزراعية، بل وحتى منظمات المزارعين، كما هو الحال فى السنغال (أنظر القسم 5-4-2).

    88- وعلى الرغم مما أشير اليه أعلاه، فان عدد المكونات اللازمة لضمان وجود استمرارية تفاعلية سهلة فى البرنامج الخاص فيما بين المستوى القطرى ومستويات المناطق والمزارع، يعتقد فريق التقييم أن المكون الهام بصورة أساسية هو الذى لديه منسق برنامج قطرى معنى بالبرنامج الخاص مؤهل بصورة جيدة وقادر ومبدع ومؤثر، يحظى بالاحترام داخل البرنامج الخاص وخارجه. فبدون هذا ودعم المنسق القطرى قد لا يتم تفعيل الصلات والاندماج فيما يتعلق بالبرنامج الخاص سواء من حيث الكفاءة أو التأثير.

    4-3 فعالية المدخلات القطرية

    4-3-1 المفهوم

    89- تعتمد استدامة البرنامج الخاص ونموه على الملكية الوطنية التى لا يمكن أن تتحقق الا من خلال المسؤولية القطرية عن وضع هذا البرنامج الخاص، والى أقصى حد ممكن، التزام بالمهارات والموارد القطرية. غير أن ذلك لا يعنى، الى حد ما، أن المعارف والخبرات والقدرات والموارد القطرية يمكن أن تحد من البرنامج. فعلى الرغم من ذلك، رؤى أن من الضرورى للبرنامج الخاص أن يندمج منذ المرحلة الأولى، فى المسار الرئيسى للبرامج القطرية الحكومية وغير الحكومية الجارية.

    90- وتطلب منظمة الأغذية والزراعة فى الخطوط التوجيهية الخاصة بصياغة المرحلة الأولى من البرنامج الخاص للأمن الغذائى من الحكومات أن تقدم بعض الالتزامات فيما يتعلق بتصميم وتنفيذ البرنامج الخاص فضلا عن تقديم التزامات فى أربعة مجالات نوعية هى:

    4-3-2 تقييم الانجازات4

    91- كانت نقطة البداية بالنسبة للبرنامج الخاص فى بلدان محددة هى شرط أن يطلب البلد المضيف المحتمل الدعم من منظمة الأغذية والزراعة لبدء البرنامج. والواقع أن طلب أكثر من 80 بلدا حتى الآن هذه البرامج يدل دلالة واضحة على الاهتمام الذى أبدى به. وقد تم تقييم الانجازات ذات الصلة بالالتزامات القطرية المشار اليها أعلاه فى أجزاء أخرى من هذا التقرير. ولم ترد فى هذا القسم سوى ملخصات لها.

    92- المشاركة فى تصميم البرنامج الخاص. كما أشير أعلاه، فان حكومات البلدان، اضطلعت، لعدة أسباب، وبصورة شائعة على الأقل فى بلدان دراسات الحالة، بدور سلبى فى تصميم نشاطات البرنامج الخاص.

    93- توفير الموظفين. أوفت حكومات البلدان بصفة عامة بالالتزامات من حيث الموظفين (وخاصة موظفى الارشاد) على الرغم من أنه رؤى فى بعض الأحيان أن من الضرورى تقديم تكاليف الدعم/التشغيل من حيث الانتقالات وبدلات المعيشة فى الميدان بل وحتى تقديم مدفوعات تكميلية للمرتبات للتمكين من تنفيذ الأعمال الحقلية وتيسيرها وتوفير الحوافز المطلوبة. كما كانت برامج التدريب على التقنيات (أى التقنيات الفنية والتحليلية) مستحسنة ومطلوبة فى كثير من الأحيان.

    94- المساهمات المالية. من المتعذر اعطاء أرقام فعلية للمساهمات المالية المقدمة من الحكومات وخاصة أن الكثير منها قد أدرج ضمن الاعانات الحكومية المنتظمة لدعم البرنامج الخاص مثل توفير وصيانة مبانى المكاتب وتغطية مرتبات موظفى الدعم وتوفير المركبات وما يتصل بذلك من تكاليف التشغيل والبدلات وغير ذلك. ويبدو، بصفة عامة، أن الحكومات، فى حدود أوضاع كل منها، قد أوفت بالتزاماتها المالية من حيث المساهمات العينية. غير أنه كما أشير فى الفقرة السابقة، فان هذه الالتزامات قد تطلبت موارد مكملة مباشرة من مصادر خارجية وخاصة فيما يتعلق بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب وذلك نتيجة للصعوبات المالية التى تواجه الكثير من البلدان التى تستضيف البرنامج الخاص.

    95- وتعتبر تعبئة الموارد المالية لدعم تنفيذ البرنامج الخاص مؤشرا على الالتزام، ومن ثم فانها بهذا الشكل تستحق دراسة متأنية وعلى وجه الخصوص:

    1. فى السنغال، مولت الحكومة البرنامج الخاص بمستوى مرتفع بصورة استثنائية من ميزانيتها الخاصة وذلك أولا من خلال سداد التزاماتها بالكامل فى اتفاقية التعاون فيما بين بلدان الجنوب وهى الالتزامات التى بلغت نحو 1.5 مليون دولار، وثانيا والأكثر أهمية مساهماتها بمبلغ 5 ملايين دولار فى تمديد المرحلة الأولى. وقد أتاح هذا التمويل للبرنامج الانتشار فى جميع أنحاء البلد وهى الحالة الوحيدة المعروفة لفريق التقييم.
    2. وفى حالة اكوادور، كما أشير فى مكان آخر، أتاح الالتزام القطرى القوى لفريق التصميم والتنفيذ المضى قدما على الرغم من الحيرة التى سادت بشأن المساهمة المالية المحتملة من المنظمة. وكما أشير أيضا أعلاه (أنظر القسم 3-1-2)، قام فريق التصميم، بفضل مبادرته الخاصة، بصياغة مشروع يختلف بدرجة كبيرة عن التصميم الذى اقترح فى أول الأمر فى الخطوط التوجيهية الخاصة بالبرنامج والذى تضمن وضع هذا المشروع بما يتناسب مع الظروف القطرية مما أسهم دون شك فيما يعتقد فريق التقييم بأنه مشروع ناجح من مشروعات البرنامج الخاص.
    3. وفى الصين، استمرت النشاطات بعد انتهاء التمويل الخارجى وذلك بدعم مالى من مقاطعة شيشوان وحكومة الصين. غير أنه يتعين وضع هذا الالتزام غير المشكوك فيه فى اطاره الصحيح. فمن وجهة نظر الصين، كان أحد العوامل الرئيسية فى استمرار هذه النشاطات هو المساهمة المتوقعة من هيئة المعونة الاسترالية. غير أن هذا لم يتحقق نتيجة لانعدام التفاهم بين هيئة المعونة الاسترالية والمنظمة حيث أنه يبدو أن الأخيرة كانت لا تريد مشاركة هيئة المعونة الاسترالية فى اجراء استعراض تحليلى يعتمد على تقييم مفصل قبيل الموافقة على التمويل.
    4. كما رؤى أن ادراج نشاطات البرنامج الخاص ضمن اتفاقية قرض تمثل مساهمة قطرية مباشرة. فعلى سبيل المثال، نجحت الحكومة ومنظمة الأغذية والزراعة فى بنغلاديش فى اقناع البنك الدولى بتقديم نشاطين، فى اطار مشروع تجديد الخدمات الزراعية والاصلاح، يقعان خارج اطار البرنامج الخاص بصورة طفيفة أحدهما عن التنبؤ بالمحاصيل والآخر عن اختبارات التربة والذى رغم ذلك يعتبر ذو صلة مؤكدة بعنصر التكثيف فى البرنامج الخاص. وفى زامبيا، حصل مشروع الأمن الغذائى الأسرى فى المقاطعة الجنوبية المعان من الصندوق الدولى للتنمية الزراعية والذى بدأ فى 1995 بمساعدة من البرنامج الخاص فى تدريب المزارعين، فى حين استفاد البرنامج الخاص من الدعم المقدم لقوى الجر الحيوانية.

    96- دمج البرنامج الخاص فى البرنامج الزراعى القطرى. لقد تم ذلك بأحد الأشكال حيث أن المشروعات توجد عادة، من الناحية المؤسسية فى الادارات ذات الصلة بالارشاد. غير أنه بمعنى آخر، أى من حيث تغلغل مبادرات البرنامج الخاص وتأثيرها فى البرامج الزراعية القطرية الأخرى، فان القرائن تشير الى أن ذلك كان محدودا بدرجة كبيرة على الرغم من أن هناك بعض الاستثناءات (مثل فى حالة اكوادور والسنغال).

    97- توفير مهام الرصد والاستعراض والاشراف. للتيسير على البلدان فى توفير مهام الرصد والاستعراض والاشراف، نصت الخطوط التوجيهية لصياغة المرحلة الأولى من البرنامج الخاص على تشكيل لجان على المستوى القطرى وكذلك على مستوى المناطق حيث تنفذ نشاطات البرنامج الخاص. غير أنه يبدو، فى الواقع العملى، ولأسباب مختلفة نوقشت سلفا، أن ذلك نادرا ما حدث (القسم 4-2).

    98- وفيما يتعلق بالالتزام الحكومى، ثمة نقطة تستحق الاشارة تتعلق بمبادرات انشاء حسابات امانة أحادية باستخدام الموارد الخاصة لهذه الحكومات لاستخدامها مع المنظمة فى المبادرات ذات الصلة بالبرنامج الخاص (مثل المكسيك ونيجيريا وفنزويلا). ويرحب فريق التقييم بهذا التطور خاصة اذا كانت البلدان لديها من المرونة ما يجعلها تصمم برامج على نسق الخطوط المقترحة فى الفصل السابع من هذا التقرير.

    99- وفى الختام، يعتقد فريق التقييم أن بلدان دراسات الحالة قد بذلت محاولات حقيقية للوفاء بمساهماتها المتوقعة للبرنامج الخاص. غير أن فعالية مساهمات هذه البلدان والدرجة التى تكون فيها متأكدة من الالتزام بتقديم دعم آخر أوسع للحصول على دعم من العوامل التى تتأثر بدرجة كبيرة بالقدر الذى وصلت اليه فى ملكية البرنامج ذاته. ويبدو أن ذلك يتحدد بصورة جزئية من خلال القدر الذى تشارك به فى تصميم البرنامج وبدرجة كبيرة بالتأثيرات التى كانت للبرنامج فيما يتعلق بالنتائج فى الواقع العملى فضلا عن ما حققه من زيادة فى الوعى القومى بأهمية القضايا ذات الصلة بالأمن الغذائى ومدى ملاءمة أسلوب البرنامج الخاص فى معالجة هذه المسائل. ويتناول قسم آخر فى هذا التقرير (أنظر القسم 6-1) الدرجة التى أثر بها البرنامج الخاص فى الالتزام القطرى بسياسات الأمن الغذائى فى بلدان دراسات الحالة.

    4-4 مساهمة التعاون فيما بين بلدان الجنوب

    4-4-1 المفهوم

    100- أطلقت مبادرة التعاون فيما بين بلدان الجنوب عام 1996 فى اطار البرنامج الخاص للأمن الغذائى. ويتمثل الهدف من هذا التعاون فى تعزيز التضامن فيما بين البلدان النامية والتمكين من تسليم المساعدات الفنية من البلدان النامية الأكثر تقدما الى البلدان التى تنفذ البرنامج الخاص. ويهدف التعاون فيما بين بلدان الجنوب الى دعم عناصر البرنامج الأربعة وأن يكون جزءا أساسيا من البرنامج الخاص. ووفقا لما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة، فان المبادرة توفر دعما جديدا للتعاون بين البلدان النامية. وهو برنامج ثلاثى أو رباعى يموله ثلاثة أو أربعة شركاء يضم البلد المتعاون والبلد المتلقى والمنظمة واختياريا جهة متبرعة.

    101- ويتمثل منهج التعاون فيما بين بلدان الجنوب فى توفير فريق صغير من كبار الخبراء يقيم على مستوى البرنامج/مكتب ادارة البرنامج وعدد كبير من الفنيين الميدانيين من ذوى الخبرات العملية المتينة يعملون بصورة مباشرة مع المزارعين فى المجتمعات الريفية لفترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام. ومن المقرر ايفاد عدد كبير من الخبراء والفنيين الى كل بلد من البلدان المشاركة من أجل تكوين كتلة أساسية لتعظيم التأثيرات. ومن المتوقع أن تتولى هذه الأفرقة لا تطبيق وسائل محسنة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والقابلة للتكرار فحسب، بل العمل أيضا، من خلال الالتزام واعطاء النموذج، كحافز هام على التغيير فى اطار المجتمعات المحلية التى يعينون فيها. ومن المقرر تنفيذ التعاون فيما بين بلدان الجنوب على مراحل حيث سيتم زيادة أعداد المتعاونين بالتدريج الى أن تصل الى 100 متعاون حسبما تقتضيه الحاجة.

    102- ويقدم البلد المتعاون موظفى المساعدات الفنية ويواصل دفع المرتبات والضمان الاجتماعى وغير ذلك من البدلات التى يحصل عليها المتعاونون فى بلدهم وهى التكاليف للسفريات داخل البلد المتعاون.

    103- ويوافق البلد المضيف على موظفى المساعدات الفنية، ويقدم الموظفين النظراء ويسدد للمتعاونين اعانة شهرية تبلغ 300 دولار بالعملة المحلية ويسدد تكاليف السفريات المحلية والاقليمية ذات الصلة ويوفر أماكن كافية للاقامة تشمل المرافق ويجرى عملية الرصد واعداد تقارير الأداء.

    104- وتضمن منظمة الأغذية والزراعة فحص المرشحين واعداد اتفاقية الخدمات الخاصة لكل مساعدة فنية وتغطى تكاليف السفريات الدولية وتوفر عملية المساندة الفنية والاشراف والرصد وتدفع منحة اقامة لمرة واحدة قدرها 300 دولار وعلاوة شهرية قدرها 700 دولار للخبراء و300 دولار للفنيين وذلك بالنسبة للمجموعة الأولى من الخبراء والفنيين وذلك لمدة بضعة أشهر من أجل بدء المشروع. ثم تجرى المنظمة مفاوضات بشأن سداد هذه العلاوات من خلال الدعم الثنائى أو متعدد الأطراف.

    105- وقد طور التعاون فيما بين بلدان الجنوب، شأنه شأن جزء كبير من البرنامج الخاص، بمرور الوقت وكان بمثابة عملية تعلم لجميع الشركاء. وفى يوليو/تموز 2000 جرى تحديث الخطوط التوجيهية الخاصة بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب بادراج العناصر الرئيسية الجديدة التالية التى كانت غير موجودة فى الأصل:

    1. يخضع جميع المعينين لفحص طبى قبل الخدمة تدفع تكاليفه المنظمة؛
    2. يوقع كل شخص معين اتفاقية خدمات خاصة شخصية مع المنظمة؛
    3. تغطى المنظمة التكاليف الطبية لموظفى التعاون فيما بين بلدان الجنوب؛
    4. تسدد العلاوة البالغة 300 دولار التى يقدمها البلد المضيف بالعملة المحلية بدلا من الدولار كما كان مقررا فى الأصل.

    106- ويشكل تقرير بعثة الصياغة، الذى يعد لكل مبادرة من مبادرات التعاون، الأساس للتعاون فيما بين بلدان الجنوب الخاص بالشركاء المعنيين وتتضمن التصميم المفصل للبرنامج وينظم عملية التنفيذ.

    4-4-2 تقييم الانجازات

    107- بحلول نهاية أغسطس/آب 2001، كان قد تم توقيع 22 اتفاقية بين البلدان المتعاونة والمضيفة (أنظر الجدول رقم 4). وعلاوة على ذلك تمت صياغة 16 مشروعا من مشروعات التعاون فيما بين بلدان الجنوب الا أنها لم توقع بعد، فى حين أعرب 27 بلدا آخر عن اهتمامه باستقبال متعاونين. وقد تم ايفاد نحو 242 موظفا من موظفى التعاون فيما بين بلدان الجنوب الى البلدان المضيفة ويتوقع 94 موظفا آخر فى وقت قريب.

    الجدول 4 - حالة التعاون فيما بين البلدان النامية فى البلدان التى وقعت على اتفاقيات (فى 13/8/2002)(أ)
    تاريخ التوقيع البلد المستقبل البلد المتعاون عدد الخبراء المقرر عدد الخبراء الموظفين فى الميدان الخبراء/الفنيون المتوقع ارسالهم فى وقت قريب (ب)
    19/11/1996 السنغال فيتنام 100 100  
    12/2/1998 اثيوبيا الصين 30 7  
    31/3/1998 اريتريا الهند 104 23  
    10/8/1998 النيجر المغرب 98 7  
    10/10/1998 بوركينا فاصو المغرب 102 14 41
    11/12/1998 بينان فيتنام 19 18  
    10/5/1999 موريتانيا الصين 71 17  
    18/5/1999 تنزانيا مصر 100 12c  
    16/6/1999 غامبيا بنغلاديش 10 3  
    16/11/1999 جيبوتى مصر 29    
    29/11/1999 مدغشقر فيتنام 30 17 1
    6/12/1999 بنغلاديش الصين 80 15  
    14/3/2000 مالى الصين 94   10
    16/5/2000 ملاوى مصر 35    
    18/7/2000 غينيا الاستوائية كوبا 47   4
    22/8/2000 غانا الصين 51 5  
    22/8/2000 الرأس الأخضر كوبا 20 4 13
    5/10/2000 الكاميرون مصر 15   8
    23/11/2000 سوازيلندا باكستان 42    
    16/2/2001 هايتى كوبا 17    
    1/3/2001 موزامبيق الهند 94   17
    11/8/2001 فنزويلا كوبا 56    
    المجموع 1244 242 94
    مصدر المعلومات: ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص.
    (أ) زار فريق التقييم البلدان المتلقية المبينة بالخط الغامق.
    (ب) الخبراء/الفنيون فى هذا العمود ينتظرون الاجراءات الادارية مثل اصدار وثائق السفر والفحص الطبى وغير ذلك.
    (ج) علم فريق التقييم أنه يجرى سحب المتعاونين.

    4-4-2-1 التعاون فيما بين بلدان الجنوب: مبادرة سارة فى عالم يتحول الى العولمة

    108- تعتبر مبادرة التعاون فيما بين بلدان الجنوب فى منظمة الأغذية والزراعة مبادرة مهمة وسارة فى عالم يتحول الى العولمة. فالكثير من بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض يعانى من نقص العدد الكافى من الموظفين الفنيين اللازمين لتطبيق التكنولوجيات الملائمة والسليمة اقتصاديا والمبتكرة بطريقة تشاركية فى حقول صغار المزارعين. وتتيح مبادرة التعاون فيما بين بلدان الجنوب للبلدان النامية اقامة تفاعل طويل الأجل على المستوى العملى وتقاسم الخبراء الفنيين النادرين فيما بين بعضها البعض بتكاليف تقل كثيرا عن تلك المرتبطة ببرامج المساعدة الفنية العادية. وهى تتيح للبلدان المتلقية الحصول على الخبرات الاضافية التى تحتاج اليها بصورة أساسية مع العمل فى نفس الوقت على استغلال الوسائل والطرق الأخرى لبناء قدرات موظفيها ومؤسساتها. ومن الواضح تماما لفريق التقييم أن هناك دعم سياسى قوى على مستوى عال لهذه المبادرة فيما بين الكثير من البلدان المتعاونة والمتلقية.

    109- وقد وجد فريق التقييم أن موظفى التعاون فيما بين بلدان الجنوب قد قدموا مساهمات كبيرة فى عدد من البلدان التى تمت زيارتها، ويشمل ذلك المساعدات فى ادارة المياه وتصميم هياكل الرى وتحسين شبكات الرى على مستوى المزرعة بما فى ذلك البيانات العملية على اصلاح القنوات والتدريب على صيانة المضخات فضلا عن ادخال التكنولوجيا الخاصة بتربية الحيوانات الصغيرة "الدواجن والخنازير"، والحدائق المنزلية والزراعة البستانية وتربية الأرز الهجين. كما ساهموا فى نشاطات التدريب بما فى ذلك مدارس المزارعين الحقلية والبيانات العملية على تقنيات اكثار شتلات الأرز المفيدة ونقلها الى الحقول والخدمات المالية فى الريف والتسويق.

    4-4-2-2 عدم كفاية تقدير الاحتياجات وصياغة المشروعات

    110- يتطلب مفهوم التعاون فيما بين بلدان الجنوب تقديم طلب من البلدان المتلقى يعقبه عرض من بلد مساهم. ويفترض ذلك أن مشروعا لاحقا سوف يصاغ بصورة مشتركة لتلبية احتياجات البلد المتلقى والاستفادة من الميزة النسبية للبلد المساهم. أما فى الواقع العملى، فقد لاحظ فريق التقييم أن الاحتياجات غير محددة فى غالب الأحيان بصورة جيدة على الرغم من فحص السير الذاتية للمرشحين، كما أن مؤهلات الموظفين الذين توفدهم البلدان المساهمة لا تتوافق دائما مع الاحتياجات ذات الأولوية للبلد المتلقى. ويعزى ذلك لأن السير الذاتية لا تكشف بالضرورة عن طائفة القدرات اللازمة التى يمكن أن تكشف عنها الى حد كبير المقابلات الشخصية مع المرشحين المدرجين فى القائمة القصيرة.

    111- ويرى فريق التقييم فيما يتعلق بصياغة مشروعات التعاون فيما بين بلدان الجنوب أن المنظمة قد طبقت بدرجة مبالغ فيها منهجا من القمة الى القاعدة. فالاتصالات الأولية تتم فى غالب الأحيان على مستوى سياسى رفيع للغاية، وما أن تبرم الالتزامات عند هذا المستوى حتى يشعر مصممو المشروعات بأنهم مرغمون على التوصية بمشروعات للتعاون فيما بين بلدان الجنوب "بأى ثمن تقريبا". وقد أسفر ذلك فى بعض الأحيان عن عدم توقيع بعض الاتفاقيات الا بعد فترة طويلة من اعداد مقترحات المشروعات و/أو العزوف عن هذه المبادرة أو تقديم دعم ضئيل لها على المستوى الوزارى فى بعض البلدان. وفى بعض الحالات، كانت النتيجة هى اقتراح موظفى التعاون ووصولهم دون تزامن مع تنفيذ النشاطات الميدانية للبرنامج الخاص. ويتعارض منهج من القمة الى القاعدة بعض الشئ مع المنهج التشاركى الذى يعتبر المبدأ الكامن وراء جميع جوانب البرنامج الخاص بما فى ذلك التعاون فيما بين بلدان الجنوب.

    112- وقد وجد فريق التقييم فى عدد من البلدان التى زارها أن المتعاونين فى اطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب يحلون مكان الموارد البشرية المحلية لا يضيفون اليها. فحيثما كان الفنيون المدربون محليا بلا عمل، كان المتعاونون فى اطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب يجلبون لأداء الواجبات التى كان يمكن تعيين الفنيين المحليين وتدريبهم لأدائها مما يحقق نتائج ايجابية على استدامة المشورة الفنية المقدمة للمزارعين. وحتى عندما لا يتوافر الفنيون الضروريين، يشعر فريق التقييم بأن مصممى التعاون فيما بين بلدان الجنوب لم يستكشفوا بصورة كافية البديل الأقل تكلفة والأكثر استدامة من وجهة نظر البلد المضيف والمتمثل فى الحصول على عدد صغير من المتعاونين لتدريب أو اعادة تدريب وتعليم الفنيين المحليين الذين يمكن أن يعملوا بمرتبات أقل كثيرا حتى من الثلاثمائة دولار التى يدفعها البلد المضيف لكل فنى من فنيي التعاون فيما بين بلدان الجنوب.

    4-4-2-3 مؤهلات وخبرات المتعاونين

    113- لاحظ فريق التقييم أن مؤهلات التعليم الرسمى لموظفى التعاون فيما بين بلدان الجنوب تتوافق بصورة عامة مع احتياجات العمل الذى يقومون به. ولقد كان التعيين ناجحا نسبيا فى حالة المتعاونين الصينيين المعينين فى بنغلاديش والفيتناميين المعينين فى السنغال. غير أن المتعاونين كانوا فى كثير من الأحيان من ذوى الخلفيات البحثية و/أو الأكاديمية المتخصصة الضيقة بدلا من تمتعهم بخبرات عملية واسعة حسبما تطلب البلدان المضيفة فى كثير من الأحيان كما لم يكونوا فى غالب الأحيان على دراية بالمناهج أو الطرق والتشاركية. وقد تسبب ذلك فى بعض الأحيان فى خلق صعوبات أمام قيام الخبراء والفنيين بأداء واجباتهم بصورة كافية فى المجالات المعينين فيها على الرغم من خبراتهم العملية الطويلة فى بلدانهم. فعلى سبيل المثال، فان خبير الدواجن المعين فى أحد البلدان كان من الواضح أنه يتسم بكفاءة عالية فى تقديم المشورة لمزارع الدواجن الكبيرة، الا أنه يفتقر الى الخبرة فيما يتعلق بمشروعات الدواجن المنزلية التى هى العادة فى البلد المضيف. وفى حالة أخرى كان أخصائيو الرى موفدين أساسا من مؤسسات للرى على المستوى القطرى متخصصين فى المشروعات الكبيرة وليس فى مشروعات الرى صغيرة النطاق أو الرى على مستوى المزرعة التى تحتاج الى تصميم بأقل قدر ممكن من الوسائل المعقدة. وعلى مستوى الفنيين، كان يتم فى غالب الأحيان اختيار أناس ناضجين نسبيا ممن وجدوا صعوبات فى العيش فى المنازل المتوافرة للفنيين الميدانيين فى البلدان المضيفة. كما كان هؤلاء الفنيون عازفون أو عاجزون عن السفر على نطاق واسع بالدراجات البخارية.

    114- أدى فهم المتعاونين الطفيف للظروف الاقتصادية والاجتماعية فى البلد المضيف الى الحد من فعالية تنفيذ المشروع. ففى معظم الحالات لم تنظم الدورات الاستهلالية للمتعاونين الجدد لمساعدتهم فى التغلب على هذه الصعوبات. وعلاوة على ذلك، كان المتعاونون يفتقرون الى اللغة المحلية أو حتى الرسمية للبلد والى مهارات الاتصال التى تعتبر أساسية للتفاعل بين الفنيين والمجتمعات الريفية. وتسببت المشكلات اللغوية فى الحد بشدة من فعالية المتعاونين فى بعض البلدان لدرجة أنه كان يتعين استخدام مترجمين فنيين لهذا الغرض. وينبغى للتعاون بين بلدان الجنوب أن يضمن المام المتعاونين بالقدرات اللغوية اللازمة لأداء واجباتهم. ويعتقد فريق التقييم أن استخدام عدد صغير من الفنيين يتمتعون بمهارات لغوية كافية أكثر مردودية للتكاليف من الأعداد الكبيرة التى تتطلب استخدام مترجمين فوريين لأداء واجباتهم.

    4-4-2-4 قضايا التنفيذ

    115- عدم كفاية الموارد: تفترض مشروعات التعاون فيما بين بلدان الجنوب عادة أن البلد المضيف سوف يكون قادرا على تحمل أعباء الالتزامات بالموارد الوارد تفاصيلها فى الاتفاقية. وعلى الرغم، كما أشير أعلاه، أن تكاليف المرتبات تقل كثيرا عادة عن تلك الخاصة ببرامج المساعدات الفنية العادية، فان الأعداد المشاركة تعنى عادة أعباء ثقيلة على خزانة الحكومة. وقد أصبح واضحا بالفعل الآن أن أكبر مشكلة وحيدة تواجه تنفيذ التعاون فيما بلدان الجنوب تتعلق بالصعوبات التى تواجه البلدان المضيفة فى الوفاء بالتزاماتها من الموارد. ومن المتوقع أن يتفاقم هذا الوضع فى المستقبل بل مع زيادة عدد المتعاونين.

    116- قضايا التمايز بين الجنسين: لم يتبين لفريق التقييم أن الاهتمام بأبعاد التميز بين الجنسين فى البرنامج من حيث، مثلا، استخدام الخبراء والفنيين من الرجال والنساء، موضع تركيز كبير فى التعاون فيما بين بلدان الجنوب. ولم يعثر فريق التقييم على الكثير من الأدلة على الاهتمام بهذا الموضوع سواء فى الوثائق أو خلال المناقشات مع موظفى المنظمة فى الميدان أو فى المقر الرئيسى. وقد قابل فريق التقييم فنيات فى بلد واحد فقط من البلدان التى زارها. غير أن البعثة علمت من ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص أن بعض المتعاونين فى البلدان الأخرى هم من النساء على الرغم من أن الاحصاءات لم تورد تفاصيل موظفى التعاون فيما بين بلدان الجنوب حسب الجنس.

    117- انعدام ترتيبات زيارة الوطن : لا توجد أية نصوص فى معظم اتفاقيات التعاون فيما بين بلدان الجنوب بشأن اجازات زيارة الوطن للمتعاونين الذين يتوقع أن يقضوا ما بين عامين وثلاثة أعوام دون رؤية أسرهم الذين لم ينضموا اليهم فى البلد المضيف. ويرى فريق التقييم أن هذا الأمر يدعو الى الدهشة بالنظر الى توقع أن يكون المتعاونون من ذوى الخبرات الكبيرة ومن ثم فان الأرجح أنهم من الفنيين فى منتصف السلم الوظيفى ولديهم أسر. وقد أثبت انعدام النص على أجازة زيارة الوطن أنه يمثل مشكلة لمعظم موظفى التعاون فيما بين بلدان الجنوب الذين أجرى فريق التقييم مقابلة معهم وخاصة الخبراء الأقدم فضلا عن موظفى ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص فى روما. وسوف يتعين على منظمة الأغذية والزراعة أن تجد حلا لهذه المشكلة أو تغيير صفات المتعاونين المتوقعين ليصبحوا من الموظفين الشبان غير المتزوجين الذين من المستبعد أن يشعروا بالكثير من الضغط للعودة الى بلادهم خلال تعييهم عبر البحار لمدة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات.

    118- انعدام التزامن مع النشاطات الميدانية الأخرى : لم يتوافر بعض المتعاونين فى بعض البلدان فى الأوقات الحرجة من تنفيذ المرحلة التجريبية وذلك نتيجة لعملية التعيين المضيعة للوقت و/أو تأخر وصول اتفاقية التعاون فيما بين بلدان الجنوب. ففى بنغلاديش واريتريا والنيجر وتنزانيا وصل المتعاونون عندما كانت المرحلة التجريبية فى مرحلة متقدمة مع نقص التمويل و/أو عدم وصول التمويل الخاص بأعمال المتابعة. فمن البديهى أن العمل بتمويل محدود له تأثير على الروح المعنوية لموظفى التعاون فيما بين بلدان الجنوب وهو الأمر الذى ظهر فى النتائج النهائية. وأدى تنفيذ التعاون فيما بين بلدان الجنوب بما لا يتوافق مع فترة تنفيذ عناصر البرنامج الخاص الى اعاقة تعظيم التأثيرات.

    119- التعاون فيما بين بلدان الجنوب بوصفه عملية تعلم: تعتبر منظمة الأغذية والزراعة التعاون فيما بين بلدان الجنوب عملية تعلم، وان كان لا يبدو أنه قد حدث استخدام كامل للدروس المستفادة من البرامج المماثلة. فقد كان هناك فى الماضى أنواع كثيرة من برامج المساعدات الفنية. وكان لدى الكثير من البلدان برامج للمتطوعين، وكانت المنظمات غير الحكومية ترصد العديد من فئات الموظفين الى البلدان النامية.وكان لدى الأمم المتحدة ذاتها برنامج لمتطوعى الأمم المتحدة. لقد كانت هناك خبرات طويلة كان من الممكن أن يستفيد منها التعاون فيما بين بلدان الجنوب (مثل ضرورة أن يكون لدى الفنيين على المستوى الميدانى المام كاف باللغة المحلية وأن يمروا بعملية توجيه صارمة). وتشمل المشكلات الأخرى ذات الصلة بالتعاون فيما بين بلدان الجنوب التى كان يمكن توقعها استنادا الى تجارب الآخرين ضرورة وجود عقد شخصى لكل متعاون وضرورة وضع ترتيبات للأجازة السنوية بطريقة أو بأخرى والمسائل الطبية مثل الفحص قبل بداية الخدمة وضرورة تحديد مسؤوليات التكاليف بصورة جيدة.

    4-4-3 التقييم الشامل

    120- لاحظ فريق التقييم أن نتائج مبادرة التعاون فيما بين بلدان الجنوب مهمة بصفة عامة. غير أنها متواضعة نسبيا عندما تقارن بالجهود الكبيرة التى بذلتها المنظمة لاقامة برامج التعاون فيما بين بلدان الجنوب والوقت الذى وظفته جميع الأطراف المعنية فضلا عن التكاليف ذات الصلة. ولقد كان يمكن أن تكون عائدات هذه الأخيرة كبيرة وتحقق تأثيرات أكثر استدامة اذا كانت قد أنفقت على الوطنيين الذين يعانون فى كثير من الأحيان من البطالة والذين على استعداد للعمل على مستوى القواعد. وينبغى الاشارة هنا الى أن الغالبية العظمى من التقنيات التى عرضها فنيو التعاون فيما بلدان الجنوب ليست مبتكرة بصورة خاصة وهى معروفة بصفة عامة للباحثين القطريين فى البلدان المتلقية. غير أن فريق التقييم يرى أنه لا ينبغى تقييم التعاون فيما بلدان الجنوب على أساس نسبة التكلفة الاقتصادية للمنافع التى حققها فقط بل وكذلك على أساس المساهمة فى تعزيز العلاقات بين بلدان الجنوب وهى قضية تقع خارج نطاق هذا التقييم.

    121- ونظرا للدعم السياسى الرفيع الذى يتمتع به هذا البرنامج فلا بد له من أن يستمر. غير أنه يتعين على المنظمة أن تتخذ الخطوات لتصحيح العيوب المشار اليها أعلاه. ويوصى فريق التقييم باجراء استعراض سياسى للبرنامج فى كل بلد. وينبغى أن يكون التركيز على اجراء تقييم دقيق للاحتياجات الفعلية لكل بلد من البلدان المضيفة لتحديد مستوى الخبرة اللازمة (أى منخفضة، متوسطة أو عالية) ومواكبة هذه الاحتياجات بالموارد الفنية والبشرية المتاحة فى البلدان المساهمة. ويرى فريق التقييم أن الأمر الأكثر مردودية للتكاليف فى معظم الأحيان هو استخدام عدد صغير من المتعاونين ممن يتمتعون بمهارات لغوية كافية لتدريب ورصد الخبراء والفنيين المحليين بدلا من المنهج الحالى المتمثل فى محاولة نشر عدد كبير من المتعاونين للعمل بصورة مباشرة مع المزارعين.

    4-5 دور الوكالات الدولية والجهات المتبرعة الأخرى

    4-5-1 المفهوم

    122- فيما يتعلق بالتمويل، تتصور المنظمة دورها المالى فى شكل دور تحفيزى أساسى يساعد على بدء نشاطات البرنامج الخاصة فى مختلف بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض. وسوف تكون بعد ذلك، فى أعقاب النجاح الواضح، فى موقع يسمح لها باجتذاب أموال الجهات المتبرعة لتوسيع نطاق المرحلة الأولى حيث يمكن توسيع نطاق النشاطات ذات الصلة بالبرنامج الخاص لتشمل جميع المناطق الايكولوجية فى البلد ثم بعد ذلك المرحلة الثانية حيث يمكن معالجة القضايا المرتبطة بالسياسات على المستوى الكلى ذات الصلة بالأمن الغذائى. غير أنه كان هناك ترحيب بالمساهمات ذات الصلة بالجهات المتبرعة عندما تكون ممكنة حتى عند بداية نشاطات البرنامج الخاص.

    4-5-2 تقييم الانجازات

    123- يمكن تقسيم أدوار الوكالات الدولية والجهات المتبرعة الأخرى فيما يتعلق بنشاطات البرنامج الخاص فى حالة بلدان دراسات الحالة الى ثلاثة فترات هى عند بداية البرنامج الخاص وخلال التنفيذ وتوقعات المستقبل:

    124- على الرغم مما لاحظه فريق التقييم من أن هناك بعض التعاون مع الوكالات الدولية والجهات المتبرعة الأخرى فى عدد من بلدان دراسات الحالة، فقد شعر بأن هناك بعض الفرص الانتقائية. فمن الواضح لفريق التقييم أن مبادرات الجهات المتبرعة الأخرى فى بعض البلدان كانت مكملة لتلك الخاصة بالبرنامج الخاص. ويبدو أن هذه الفرص قد حدثت بالمصادفة وليست نتاج بحث منظم وصريح وعملية اثراء واستفادة. ويعتقد فريق التقييم أن هناك ميزة من البحث المنظم وحيثما يكون ملائما اقامة علاقات وصلات عمل عملية مع الوكالات الدولية الأخرى (بما فى ذلك المنظمات غير الحكومية) من بداية التخطيط للبرنامج الخاص. فلن يؤد ذلك الى تحسين الأثر المضاعف للبرنامج الخاص فحسب، بل وسوف يزيد من امكانية تحديد مصادر للتمويل لمواصلة البرنامج الخاص.

    125- ويعتقد فريق التقييم أنه لا قيمة لبدء البرنامج الخاص فى بلد اذا كانت توقعات استمراره تبدو ضئيلة. وقد كشفت المناقشات مع ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص أن المنظمة قد وقعت أو فى طريقها الى التفاوض على مذكرات تفاهم مع عدد من الوكالات الدولية (مثل البنك الدولى ومصرف التنمية الآسيوى وبنك التنمية الاسلامى والصندوق الدولى للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمى وبرنامج الأمم المتحدة الانمائى ومصرف التنمية لغرب أفريقيا وصندوق المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا) لدعم المبادرات من نوع البرنامج الخاص فى عدد من البلدان. وعلى الرغم من أن ذلك يبدو تطورا مشجعا فى تحسين استدامة تمويل البرنامج الخاص، فان فريق التقييم يعتقد أنه قد يكون من الأفضل لتوقعات التمويل، بدلا من أن يطلب من الجهات المتبرعة المساهمة فى مبادرات البرنامج الخاص، الموجودة فى الواقع بالفعل، أو تقديم الدعم لها، يلتمس منها تحديد أفضل الأماكن التى يمكن ادراج التمويل الذى تقدمه المنظمة للبرنامج الخاص فى برامجها فى البلد المتلقى. فسوف يشجع ذلك الجهات المتبرعة على تقديم الدعم لمبادرات الأمن الغذائى التى تقترحها المنظمة. ومن الواضح أن من الضرورى التزام جانب الحرص لدى تطبيق هذا المنهج بمعنى أن من الضرورى أن يعكس أيضا مصالح البلد المتلقى الذى يتعين اشتراكه فى الموافقة على هذه الترتيبات وتنفيذها. فعلى كل حال فان المنظمة وكالة فنية بالدرجة الأولى وليست جهة متبرعة. وقد يكون الالتزام باختصاصاتها وخبراتها أكثر فائدة. وكما أشير أعلاه فان فريق التقييم مقتنع بأن التقييم وتقدير التأثيرات من العناصر الهامة بصورة أساسية فى تحديد ما اذا كانت الجهات المتبرعة ستهتم بتمويل المبادرات ذات الصلة بالبرنامج الخاص فى المستقبل.

    126- وهناك نقطتان أخريان يود فريق التقييم أن يشير اليهما فيما يتعلق بالتمويل الذى تقدمه المنظمة والأموال الموجهة من خلال المنظمة:








    5 - العمليات الميدانية التجريبية

    5-1 اختيار المواقع

    5-1-1 المفهوم

    127- تنص الخطوط التوجيهية للبرنامج الخاص على التركيز فى البداية على المناطق عالية الامكانيات التى عرفت بأنها تلك التى تنطوى على امكانيات جيدة لزيادات الانتاج وامكانيات اقتصادية جيدة من حيث فرص الوصول الى الأسواق وغير ذلك. وقد فسرت المناطق بصفة عامة على أنها المناطق التى توجد بها امكانيات رى جيدة وقد منحت الأفضلية لهذه المناطق. وقد وجه بعض الاهتمام مؤخرا الى الزراعة الحضرية وشبه الحضرية.

    128- وقد أكد الكثير من بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض أنه فى حين أن التركيز على المناطق عالية الامكانيات يمثل استراتيجية متسقة للتنمية، فانها لا توفر استجابة مبكرة لاحتياجات غالبية الأسر التى تعانى من انعدام الأمن الغذائى فى الريف الذين هم من الفقراء والذين يوجدون بصفة أساسية فى المناطق الحدية. وقد اعترفت وثائق البرنامج الخاص مؤخرا بالحاجة الى اجراء بعض التوجهات نحو المناطق منخفضة الامكانيات ويعتزم اجراء تجارب لتحسين الامكانيات فى جميع المناطق الايكولوجية الزراعية فى البلد. (أى المعروفة بالمرحلة الأولى الموسعة).

    5-1-2 تقييم الانجازات

    129- من الواضح أن التركيز الأولى على تحقيق نتائج سريعة فى المناطق ذات الامكانيات العالية قد أثر فى عملية اختيار مواقع البرنامج الخاص فى بلدان دراسات الحالة. وقد وجد فريق التقييم أن واحدا أو أكثر من معايير الاختيار التالية قد استخدمتها البلدان المشاركة وخاصة فيما يتعلق بعنصرى المياه والتكثيف:

    1. وجود مشروع للرى بما يشمله من بنية أساسية للرى. ويبدو أن ذلك كان معيارا للاختيار الرئيسى فى معظم البلدان التى زارها الفريق؛
    2. سهولة الوصول - أى سهولة الوصول الى المواقع من خلال الطرق مما ييسر عملية زيارة المرشدين والمزارعين (الصين) أو سهولة الوصول الى الأسواق (اكوادور وبوليفيا)؛
    3. تغطية مختلف المناطق الايكولوجية الزراعية فى البلد (مثل اكوادور والسنغال) على الرغم من أن المواقع المختارة قد ظلت الى حد كبير قاصرة على المناطق الأكثر انتاجا؛
    4. بعض المواقع المختارة كانت من المناطق التى تلقت مشروعات انمائية سابقة مما دفع فريق التقييم الى أن يتساءل عما اذا كان ذلك قد استخدم فى بعض الأحيان كمعيار لاختيار الموقع.

    130- ولا يبدو أن انعدام الأمن الغذائى على مستوى الأسرة قد استخدم باعتباره معيارا لاختيار المواقع فى معظم بلدان دراسات الحالة وذلك لأن درجة انعدام الأمن الغذائى الأسرى فى المواقع المختارة كانت، رغم وجوده، أقل بلا منازع مما هو عليه فى المناطق الحدية (أنظر القسم 7-1).

    131- وكانت المواقع المختارة لعنصر التنويع فى بلدان دراسات الحالة تتوافق فى كثير من الأحيان مع المواقع الخاصة بعنصرى الرى والتكثيف (مثل بوليفيا واكوادور). غير أنه بدلا من استخدام معيار الموقع النوعى، بدا فى كثير من الأحيان أن معايير الاختيار قد تركزت على المجموعات النوعية من سكان الريف (المجموعات النسائية لزراعة البساتين وتربية الحيوانات الصغيرة أو نشاطات ما بعد الحصاد ذات القيمة المضافة). وكان ذلك يعنى فى بعض الأحيان أنها توجد فى مواقع أخرى وليست متطابقة بالضرورة مع المواقع المختارة لنشاطات الرى والتكثيف.

    132- وقد انتهى فريق التقييم الى أن معظم المناطق المختارة لنشاطات البرنامج الخاص قد تكون هى الأفضل فيما يتعلق بامكانيات زيادة الاكتفاء الذاتى القطرى الا أن تأثير البرنامج الخاص، فيما يتعلق بتحسين الأمن الغذائى الأسرى، قد يكون أكبر فى المناطق ذات الامكانيات المنخفضة (أنظر القسم 7-1).

    133- ويعتقد فريق التقييم أن عملية اعادة التوجيه التى تمت مؤخرا فى البرنامج الخاص لكى يشمل بعض المناطق ذات الامكانيات المنخفضة أمر يحظى بالترحيب لأن احتياجات الأسر الأكثر تعرضا أمامها فرصة أفضل لأن تلبى بواسطة البرنامج الخاص (أنظر القسم 7-1)، بل لأن احتمال النجاح فى نقل المناهج والنتائج بصورة خاصة من المناطق ذات الامكانيات العالية الى بيئات الانتاج الهامشية قد يكون حافلا بالمشكلات.

    134- وفيما يتعلق بالصلاحية للنقل عبر المناطق الايكولوجية الزراعية، قد يكون عنصر التنويع أكثر مرونة ومواءمة من نشاطات الرى والتكثيف. وبهذا المعنى فان هناك ميزة من عدم تطابق نشاطات التنويع دائما (أى بمعنى تنفيذها فى نفس المواقع) مع نشاطات الرى والتكثيف. غير أن لذلك عيبا بمعنيين هما:

    5-2 اختيار المنتفعين المستهدفين

    5-2-1 المفهوم

    135- كان المنتفعون الرئيسيون فى البرنامج الخاص للأمن الغذائى هم المزارعون "الصغار والناشئون" وأسرهم. كما شدد مفهوم البرنامج الخاص على أنه مستمد من الطلب ويتعين تعديله ليتفق مع احتياجات وتجارب كل بلد. وكانت الفكرة هى أن يكون البرنامج الخاص عملية تعلم مستمرة تتطور وتتواءم وفقا للتجارب والنتائج التى تتحقق خلال التنفيذ.

    5-2-2 تقييم الانجازات

    136- نظرا لأن البرنامج الخاص يعترف بالمنهج الموجه نحو الطلب واستحسان التعديل وفقا للاحتياجات والتجارب المحلية فى استهداف المنتفعين المحتملين، من المتوقع أن تتباين الطرق التى سيختارون بها. وقد استخدمت فى بلدان دراسات الحالة ثلاثة مناهج مختلفة لاختيار منتفعين مباشرين للاشتراك فى نشاطات البيانات العملية هى:

    137- ويرى فريق التقييم أنه اذا ظلت جميع الأمور الأخرى على ما هى عليه، فان اختيار المزارعين التشاركى لمزارعى البيانات العملية هو أفضل وسيلة من حيث الحوافز التى تقدم للمنتفعين أنفسهم، ويعتقد أن من الممكن ربما استخدام هذا المنهج على نطاق أوسع مما كان عليه الحال حتى الآن، وعلى الرغم من أنه مازالت هناك قضية تتعلق بالطريقة التى يمكن بها اشراك المزارعين الآخرين الذين يحضرون نشاطات البيانات العملية ويشاركون فى مجموعات القروض والدورات التدريبية. ويبدو أنهم فى معظم الحالات، وان لم يكن فى كلها، أعضاء فى المجتمع المحلى الذى توجد فيه مزارع البيانات العملية وينضمون اليها نتيجة لدوافع واهتمامات شخصية. وهكذا تم استهداف عدد أكبر من المزارعين بصورة غير مباشرة عن طريق نشاطات التدريب فى معظم مواقع المشروع الا أن فريق التقييم لديه بعض الشك فى فعالية هذه النشاطات عندما لا ترتبط بصورة مباشرة بمبادرات التنفيذ (أنظر القسم 5-5-1).

    138- يؤيد فريق التقييم بشدة التوسع فى استخدام مجموعات ومنظمات المزارعين لا للمشاركة فى نشاطات البرنامج الخاص فحسب، بل ولنشر المعلومات الخاصة بالنتائج. غير أن من المهم تفهم طريقة العمل فى التشكيل الناجح لهذه المجموعات وطريقة عملها واستدامتها وفهم الظروف التى قد تعمل أو لا تعمل فيها هذه المجموعات (أنظر القسم 5-4-2-1).

    139- كان الكثير من مزارعى البيانات العملية، فى بلدان دراسات الحالة، من المزارعين الموجهين نحو السوق الذين يبيعون منتجاتهم لتجار الجملة مباشرة فى السوق وشراء جزء كبير من المواد الغذائية التى يستهلكونها. وكان من الواضح بصفة عامة أنهم من المستوى فوق المتوسط لا من الناحية الاقتصادية فحسب بل ومن زاوية أوضاعهم السياسية والتعليمية والاجتماعية مما يعنى أنه كان من المستبعد اختيار المزارعين الأقل حظا بواسطة المزارعين أنفسهم أو فريق المشروع. غير أن استهداف المزارعين الصغار وان كانوا ناشئين وخاصة فى المناطق عالية الامكانيات، يعطى نتائج سريعة وملموسة بصورة أكبر من حيث الانتاج ومن ثم زيادة الدخل. غير أنه كان من الممكن اشراك المزارعين الهامشيين الأقل امكانيات من حيث تحسين الانتاجية فى الترويج للنشاطات الأخرى المدرة للدخل (أى التنويع).

    140- وقد مثلت المرأة الى حد ما فى البيانات العملية غير أنه من المرجح أن يكون الوضع كذلك فى التنويع أكثر منه فى عنصر التكثيف. وعلى الرغم من أنها غير ممثلة بنفس درجة الرجال، فان فريق التقييم شعر بأنه كان هناك تمثيل معقول للنساء بعد مراعاة السياق الاجتماعى والثقافى والاقتصادى السائد. وثمة استثناء ممكن وحيد هو فى حالة اريتريا حيث أن عددا يصل الى 30 فى المائة من الأسر ترأسها النساء بحكم الواقع (نتيجة للحرب والقضية ذات الصلة بالحدود) الا أن النساء لا يشكلن سوى نحو 15 فى المائة من مزارعى البيانات العملية.

    141- ولم تكن هناك قرائن كثيرة فى بلدان دراسات الحالة على بذل جهود نوعية لتحديد المجموعات المعرضة (أى الأسر التى تعانى من انعدام الأمن الغذائى) أو وجود مبادرة استهداف خاصة بهم. ونظرا لأن من المعتقد أن النساء يشكلن هذه المجموعة، فقد تم استهدافهن بصورة خاصة. وكما أشير سلفا، فان النساء يملن فى الواقع الى أن يكن ممثلات بصورة جيدة على وجه الخصوص فى نشاطات التنويع أو تلك الخاصة بالقيمة المضافة التى يدعمها البرنامج الخاص بصورة مباشرة وغير مباشرة من خلال مشروعات برنامج تليفود والتى هى صغيرة الحجم للغاية.

    5-3 اختيار التكنولوجيا لتجربتها

    5-3-1 المفهوم

    142- كانت الفكرة منذ البداية هى أن تعتمد البيانات العملية على الطرق والتقنيات التى يمكن استدامتها بعد انتهاء المشروع والتى لا تتطلب عوامل مثل المدخلات التى لا يمكن تعبئتها من خلال السوق أو التى تحتاج الى كميات اضافية بصورة غير معقولة من اليد العاملة.

    143- كما لا ينبغى للتكنولوجيات التى أجريت عليها البيانات العملية أن تكون، وفقا للخطوط التوجيهية للبرنامج الخاص، مقبولة وجذابة للأسر الزراعية (أى ممكنة فنيا وسليمة اقتصاديا ومقبولة اجتماعيا) فحسب، بل لا يكون لها تأثيرات سلبية على البيئة، بل يفضل أن يكون لها تأثيرات ايجابية. وفيما يتعلق بالاعتبارات الايكولوجية، تضمنت الموضوعات مناهج التكثيف غير الضارة بالبيئة مثل الادارة المتكاملة للآفات والنظم المتكاملة لتغطية النباتات ودمج الأشجار وغيرها من المحاصيل لحماية التربة والمياه وتوفير الأعلاف والوقود، فى نظم الزراعة.

    5-3-2 تقييم الانجازات

    5-3-2-1 ادارة الرى والمياه

    144- حظيت البيانات العملية للهياكل المحسنة لاستخراج المياه، والبوابات، وأكشاك توزيع المياه، والقنوات الفرعية ذات التربة المتراصة أو المكسوة بالأسمنت بدلا من الخنادق التقليدية المؤقتة، بتقدير وطلب واسعى النطاق من جانب المزارعين فى معظم بلدان دراسات الحالة. غير أن فريق التقييم وجد أنه نتيجة لضعف موارد المشروع الشديد، لم يمكن تقييم هذه التحسينات الا فى نطاق محدود للغاية ثم فقط بمساهمات عينية من جانب منتفعين أنفسهم أو بمساعدات المشروعات الكبرى الأخرى. وكثيرا ما حدث أن كانت التكنولوجيات، حتى لو كانت منخفضة التكلفة نسبيا، بعيدة عن متناول القدرات المالية للمزارعين فى عدم وجود القروض التى يمكن أن تقدم لهم.

    145- ومن الأنسب أن ترتبط البيانات العمليات لتقنيات الرى المحسنة على مستوى المزرعة (مثل رى الأخاديد، والحدود، والحياض واستخدام السيفونات من مختلف الأبعاد لمختلف المحاصيل، والأنابيب ذات البوابات التى تناسب بصورة خاصة أراضى المنحدرات) والتى تختلف عن الرى التقليدى بالغمر المستخدم حاليا، بنشاطات برنامج التعاون الفنى. ويعارض فريق التقييم بشدة استراتيجية تقديم المعدات والمواد (الأنابيب ذات البوابات والأسمنت) لمزارعى البيانات العملية بشكل منحة حيث أن الهدف من البيانات العملية هو تشجيع المزارعين على تطبيق التقنيات (أنظر القسم 5-4-2-3). ومن الواضح أنه لا يمكن تقديم المنح لجميع المزارعين ومن ثم لا يمكن أن تنتشر هذه التقنيات الا بالترافق مع برنامج للقروض.

    146- وفى بلدان السهل التى تمت زيارتها (أى موريتانيا والنيجر والسنغال) لم يعالج عنصرا ادارة الرى والمياه والتكثيف فى المواقع المروية أهم مسألة ألا وهى الأعطال المتكررة التى تتعرض لها المضخات القديمة التى تم شراؤها بأسعار مدعمة للغاية والتى لم يرصد لها اعتمادات للصياغة والاحلال. وينبغى معالجة هذه المسألة من جانب البرنامج الخاص من خلال الحوار بشأن السياسات على المستويين الكلى والمتوسط مع مؤسسات الائتمان ومنظمات المزارعين ومنظمى المشروعات من القطاع الخاص فضلا عن الجهات المتبرعة ممن لديها خبرات بشأن هذه المشكلة المتكررة ووسائل علاجها.

    5-3-2-2 التكثيف

    147- تم فى معظم بلدان دراسات الحالة اجراء تقييم أو بيانات عملية للحزم التكنولوجية الكاملة بما فى ذلك تجهيز الأراضى وادارة المياه بصورة ملائمة لأغراض الرى، والأنواع المحصولية، وتحديد المسافات بين المحاصيل، والأسمدة وتدابير مكافحة الآفات/الأمراض بالنسبة للمحاصيل المستهدفة. وقد وجد فريق التقييم دلائل على أنه قد أسند بعض الاهتمام فى بعض الأحيان لترشيد استخدام المدخلات وخاصة من خلال الحد من استخدام الكيماويات التى تستخدم فى بعض الأحيان بصورة مبالغ فيها (وخاصة فى الخضر)، بمساعدة الادارة المتكاملة للآفات. كما تم بعض العمل فيما يتعلق بالدورات المحصولية على الرغم من أن الدورات المعمول بها كانت تعتبر فى كثير من الأحيان مرضية.

    148- كانت المحاصيل التى أجريت عليها البيانات العملية هى المحاصيل التى تزرع عادة فى المنطقة على الرغم من أنه كان يجرى فى بعض الأحيان ادخال نماذج من محاصيل جديدة من خارج المنطقة (الخضر فى بوليفيا وأشجار الفاكهة فى موريتانيا). ومن الواضح أنه كان من المهم فى هذه الحالات، لأغراض تبنى هذه المحاصيل على نطاق واسع، لو كانت هذه البيانات العملية الموجهة نحو "الانتاج" قد استكملت بحملة تثقيف/توعية للمستهلكين تبين مزايا الانتاج الجديد ومعلومات عن الطريقة التى يمكن بها اعداده للاستهلاك.

    149- كانت معظم التكنولوجيات التى تم اختيارها لاجراء التجارب الحقلية عليها بواسطة البرنامج الخاص ملائمة بصورة معقولة. غير أنه كان من الواضح لفريق التقييم أنه كان من الأفضل اجراء عملية فحص لبعض التكنولوجيا المختارة للبيانات العملية قبل ادراجها. فعلى سبيل المثال، كان من الواضح تماما فى زامبيا بالنظر الى أسعار الذرة والأسمدة أن الذرة الهجين فى المقاطعة الجنوبية والذرة المحسنة فى المقاطعة الغربية قد لا تحقق العائد الاقتصادى المطلوب. كما كان من المستبعد تماما أن يكون نشر الجير عاملا اقتصاديا بالنظر الى تكاليف النقل كما أن مشكلة الطيور المرتبطة بانتاج الدخن كانت معروفة تماما. وفى النيجر كانت الدورة المحصولية المكونة من محصول واحد التى أدخلت فى احد المواقع ضد الأساليب المستخدمة وأدت الى نتائج رديئة. ولقد كانت هذه التقنية معروفة الا أنه لم تكن تطبق لأسباب معقولة. ولقد كان من الممكن باتباع منهج تشاركى تجنب مثل هذه المواقف. وفى هايتى، أثبتت بعض الأنواع عدم صلاحيتها (مثل الأرز من حيث مستويات الأسمدة وتكوينها وأنواع الذرة) وكان من الضرورى اجراء بعض التعديلات. وعلى ذلك فان فريق التقييم يشعر بأنه لم يراع الحرص بصورة كافية فى بعض الأحيان فى الاختيارات الأولى للتكنولوجيات لاجراء البيانات العملية عليها.

    150- وقد حظيت البيانات العملية الخاصة بأساليب الزراعة العضوية بالتقدير فى بعض البلدان (مثل فى اكوادور وهايتى). غير أنه لم تكن هناك محاولة متعمدة لمعالجة سوق المنتجات "العضوية" بالنظر الى أنه لم تكن هناك أى شكل من أشكال اعتماد المنتجات العضوية سواء فى اكوادور أو هايتى أو فى الواقع أى سوق واضحة للمنتجات "العضوية" حيث تدفع علاوة سعرية لهذه المنتجات. وعلى ذلك فقد كانت جاذبية "الانتاج العضوى" بالنسبة للمنتجين تقتصر على القناعات الايديولوجية والوفورات المحتملة فى التكاليف من حيث عدم شراء الأسمدة غير العضوية والكيماويات الأخرى.

    5-3-2-3 التنويع

    151- نفذت طائفة واسعة من النشاطات من بينها:


    وكان التدريب، الذى يشمل فى بعض الأحيان وان لم يكن فى جميعها للأسف، التحليل الاقتصادى نشاطا هاما فى تيسير انتاجها والمساعدة فى قبولها.

    152- وثمة نشاط، قد لا يكون من أنشطة التنويع بالمعنى الدقيق، يبدو واعدا بصورة خاصة فى بعض البلدان من حيث تيسير هذه النشاطات ويتمثل فى اقامة متاجر للامداد بالمدخلات ومنافذ لتسويق المنتجات، ضمن شكل من أشكال ملكية مجموعات المزارعين وادارتها. وفيما يلى المزايا المحتملة لهذه النشاطات:

    153- وتشمل الأمثلة على ما تقدم فى بلدان دراسات الحالة ما يلى:

    154- وتم تمويل بعض النشاطات الخاصة بالتنويع من مصادر أخرى. ومن الأمثلة على ذلك مشروعات برنامج تليفود ذات الصلة بتربية الحيوانات الصغيرة (مثل اريتريا)، المتاجر (مثل تنزانيا) ونشاطات مجموعة الانتاج (مثل نشاطات تربية الدواجن البياضة وصنع المربى فى اكوادور). كما اشتركت الجهات المتبرعة من آن لآخر فى هذه العمليات (مثل الوكالة الدانمركية فيما يتعلق بانتاج البيض فى اريتريا).

    5-3-3 قضايا عامة

    155- يبدو أن مسألة السلامة المالية لحزمة البيانات العملية لم تعالج عموما بالقدر الكافى فى معظم البلدان. ويتساءل فريق التقييم عن جدوى اجراء البيانات العملية على التكنولوجيات التى قد لا تكون مربحة و/أو تسلم للمزارعين فى شكل منح أو بتكاليف مدعمة ضمنيا أو صراحة بواسطة البرنامج الخاص. ومن الواضح أن احتمال التطبيق التلقائى من جانب المزارعين يبدو أمرا مستبعدا للغاية.
    156- حصل فريق التقييم على انطباع بأنه يوجد نقص عام فى التكنولوجيات المحسنة المبتكرة التى قدمت لها بيانات عملية. ويعنى ذلك والمشكلة التى أشير اليها فى الفقرة السابقة أن على البرنامج الخاص أن يجرى اتصالات أفضل لا مع المشروعات الارشادية وغيرها من المشروعات الموجهة نحو التنمية فحسب، بل وكذلك مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية داخل البلدان. ولم يؤد ذلك الى ضمان دراسة جميع التكنولوجيات التى يحتمل توافرها بل وأن تقدم المؤسسات مساعدات كافية فى تقييم سلامتها الاقتصادية المحتملة المتوقعة. وعلاوة على ذلك، يمكن ادراج الخبراء فى هذه المنظمات للمساعدة فى فحص أية مواد/نشرات يعدها فريق مشروعات البرنامج الخاص والموافقة عليها للنشر.

    157- وكما أشير فى فقرات لاحقة من هذا التقرير (أنظر القسم 7-3-3)، يعتقد فريق التقييم أنه نتيجة لتركيز البرنامج الخاص على الأمن الغذائى الذى له، وخاصة على مستوى الأسرة، أبعاد موسمية كبيرة، فان من المهم لدى اختيار التكنولوجيات لتقديم البيانات العملية الخاصة بها، التركيز باهتمام خاص على تيسير مسار الدخل والانتاج طوال العام. ويعتقد فريق التقييم أن هذا الجانب لم يحظ بالاهتمام الكافى حتى الآن.

    158- ويعتقد فريق التقييم أنه لا بد للبرنامج الخاص أن يركز الى أقصى حد ممكن على اجراء بيانات عملية على خيارات يمكن للمزارعين أن يختاروا من بينها بدلا من محاولة تسليم حزمة تكنولوجية كاملة من التكنولوجيا المحسنة التى قد يكون عنصر أو أكثر منها غير قابل للاستمرار.

    159- وعلى الرغم من أنه قد تم توجيه بعض الاهتمام الى القضايا ذات الصلة بالبيئة، فان فريق التقييم يعتقد بأن ذلك كان ينطوى على عيوب كبيرة (أنظر القسم 7-3-3). فلا شك فى أن منهج النظم وليس مجرد السلع مهم فى المساعدة فى معالجة القضايا ذات الصلة بالبيئة بصورة أكثر صراحة.

    5-4 منهج البرنامج الخاص

    5-4-1 المفهوم

    160- لقد صمم البرنامج الخاص للأمن الغذائى لاستخدام البيانات العملية والدورات التدريبية كوسيلة لا لتزويد المزارعين ومنظمى المشاريع بأفكار متعمقة عن التغييرات التكنولوجية المستحسنة الممكنة فقط، بل وكذلك تهيئة الفرصة للعمل بطريقة تشاركية مع المزارعين على استكشاف المعوقات ذات الصلة بجوانب القصور فى التكنولوجيات التى يجرى تقديم البيانات العملية عنها والطريقة التى يمكن بها التغلب على هذه الجوانب. والهدف من هذه العملية التشاركية الرفيعة التى تعترف بالدور المحورى للمزارع باعتباره صانع قرار، هو تمكين المزارعين وتحسين فائدة وجاذبية التكنولوجيات التى يجرى تقديم البيانات العملية عنها.

    5-4-2 تقييم الانجازات

    5-4-2-1 تعزيز مشاركة وتمكين أصحاب الشأن المحليين

    161- يعترف الآن بالمشاركة بصفة عامة على أنها عنصر رئيسى فى أية سياسة انمائية لا باعتبارها وسيلة لتعزيز المداولات الديمقراطية وتشجيع الروح الخلاقة، بل وكذلك على أسس تتعلق بالكفاءة حيث يتعين اشراك أصحاب الشأن فى القرارات التى تؤثر فى حياتهم ومن ثم تشجيعهم على الالتزام بتحقيق الأهداف التى تحددت بصورة مشتركة. وعلى الرغم من خصائص التصميم الجامدة فى الأيام الأولى من عمر البرنامج الخاص، استطاعت السلطات القطرية أن تعدل منها عندما كانت تتوافر ظروف ترتيب أولويات قضايا الأمن الغذائى فى البلد. وعلى المستوى المحلى، كان مدى المشاركة، ولا سيما مدى تمكين النساء، يعتمد على التوجهات السياسية العامة فى البلد وعلى الثقافة الادارية للمنظمات المعنية، وعلى الظروف الاجتماعية الثقافية السائدة محليا. وقد أتاح عنصر تحليل المعوقات، فى عدد قليل من البلدان، بعض المشاركة المحلية فى التصميم، غير أن ذلك كان يتركز بالدرجة الأولى على اعادة تصميم النشاطات التى كانت قد نفذت الى حد ما. ففى اكوادور، تجاوزت هذه العملية مجرد وضع قائمة بسيطة بالمعوقات من خلال استخدام تقنيات جوانب القوة ونقاط الضعف والفرص المتاحة والتهديدات فى اعادة تصميم وتنفيذ مبادرات البرنامج الخاص.

    162- وثمة أربعة أمثلة هامة على الطرق التى استطاع بها المزارعون أن يصبحوا أكثر مشاركة (بطريقة تشاركية) وتمكينا فى نشاطات البرنامج الخاص فى بلدان دراسات الحالة وكان ذلك من خلال استخدام:

    1. منظمات المزارعين؛
    2. مجموعات المزارعين؛
    3. مدارس المزارعين الحقلية؛
    4. روابط مستخدمى المياه.

    163- منظمات المزارعين . يتعين أن تكون مشاركة المزارعين فى البرنامج الخاص فى السنغال نموذجا يحتذى فى البرنامج الخاص حتى فى البلدان التى تكون فيها هذه المنظمات أقل قوة. وينبغى أن تشجع المنظمة وتدعم عمليات مناقشة هذا النموذج فى الاقليم الفرعى وعبر الأقاليم الفرعية. فمنذ بداية البرنامج، أوكلت مسؤولية التشغيل الكاملة لمنظمتين للمزارعين على المستوى دون الاقليمى هما: (منظمة شباب المزارعين فى كولى فيرنيدى) فى وادى نهر السنغال (ولجنة العمل من أجل مقاطعة فونى) فى كاسامانسى السفلى، وكلاهما ينتمى الى نفس الاتحاد وهو الاتحاد الوطنى للمنظمات غير الحكومية فى السنغال. وبعد توسيع نطاق البرنامج ليشمل مواقع اضافية، أوكلت مسؤولية تشغيله وادارته المالية الى مجموعة تشغيلية وتنفيذية هى (الرابطة السنغالية للترويج للمشروعات الصغيرة على مستوى القاعدة/وكالة تنفيذ المشروعات التابعة لمنظمة مركزية) و (المركز الوطنى للتنسيق والتعاون الريفى) الذى يتألف فى الوقت الحاضر من 19 اتحادا. وقد قامت المنظمات بنفسها بصياغة المشروعات والنشاطات الصغيرة على مستوى القاعدة بالتشاور مع السلطات المحلية ووفقا للخطوط التوجيهية العامة للبرنامج الخاص ثم تم فحصها على المستوى الاقليمى قبيل تقديمها الى لجنة الموافقة الوطنية. وتضم هذه الأخيرة ممثلين عن وزارة الزراعة ووزارة المالية والمجلس الوطنى للأمن الغذائى فى مكتب رئيس الوزراء والرابطة السنغالية للترويج للمشروعات الصغيرة على مستوى القاعدة ومنظمة الأغذية والزراعة. ولا شك فى أن تكليف منظمات المزارعين بصياغة وتنفيذ المشروعات أمر يستحق الثناء الكبير. ويمكن تكرار هذه العملية فى أماكن أخرى حيثما يكون ممكنا بشرط أن تقاوم المنظمة اغراء التدخل فى الاحتياجات التى يتم التعبير عنها على النحو الذى نوقش فى فقرات سابقة.

    164- مجموعات المزارعين. بالاضافة الى الحالة الفريدة المتعلقة باستخدام منظمات المزارعين فى السنغال، استفاد البرنامج الخاص على نحو جيد من مجموعات المزارعين فى كثير من البلدان لا كوسيلة لتحسين الكفاءة من حيث تركيز النشاطات على عدد من المزارعين فى وقت وموقع واحد، بل كوسيلة لتمكين المزارعين لمساعدة أنفسهم ولطلب مساعدتهم فى تحسين تأثيرات نشاطات البرنامج الخاص وتأثيراته المضاعفة من خلال نشر المبادرات الواعدة. وفى بعض البلدان (مثل اكوادور وهايتى، كان لمجموعات المزارعين داخل المجتمعات المحلية أو ذات الصلة بروابط مستخدمى المياه فى القنوات الفرعية ممثلين لهم فى لجان المزارعين المركزية التى أنشأها البرنامج الخاص والتى توفر أساسا مهام التنسيق والاشراف من حيث عمل لجان المزارعين فى منطقة نوعية وتمثيل مصالحهم بالاتصال مع المنظمات الخارجية. ولا شك فى أن هذه المجموعات قد اضطلعت وما زالت بأدوار هامة مثل الحد من النزاعات المتعلقة بالحصول على المياه وتوفير طرق عمل لتطبيق متاجر المدخلات الزراعية المملوكة للمجموعات. ويؤيد فريق التقييم بقوة فكرة مجموعات المزارعين المستخدمة على نطاق واسع فى تنظيم وتنفيذ النشاطات ذات الصلة بالبرنامج الخاص الا أنه يعترف بأن من الضرورى فهم الأوقات التى لا تكون فيها هذه المجموعات صالحة أو مناسبة. وهناك وضعان نوعييان أو مثاليان فى هذا الشأن يردان فيما يلى:

    165- مدارس المزارعين الحقلية. كانت مدارس المزارعين الحقلية فى كمبوديا وزامبيا نماذج ممتازة على المزارعين الذين يختارون من بين الخيارات التى تقدم اليهم، أفضل ما يصلح لتلبية احتياجاتهم وقدراتهم. ويصبح دور موظفى الارشاد فى هذه الحالة هو دور الميسر لبناء المعارف، وبدلا من نقل الرسائل الارشادية المعدة مركزيا، يرتبطون بالمشكلات ذات الصلة بالواقع المحلى والناشئة عن الدراسات الميدانية التى تجريها مدارس المزارعين الحقلية. ويجتمع المشاركون فى مدارس المزارعين الحقلية (25 الى 30 شخصا) بصورة منتظمة خلال الموسم ابتداء من فترة ما قبل الزراعة حتى الحصاد لتعلم الدروس عن مختلف النشاطات والبت فى الكيفية التى يمكن بها ادارة النشاطات المختارة. ففى كمبوديا، تشارك النساء بصورة نشطة فى مدارس المزارعين الحقلية وتذكر بصورة واضحة أنهن وجدن المعارف المكتسبة لا مفيدة لنشاطهن فحسب، بل وحسنت من مراكزهن الاجتماعية.

    166- روابط مستخدمى المياه. على الرغم من أنه كان هناك فى بعض بلدان دراسات الحالة، قبل البرنامج الخاص، بعض السيطرة المحلية على استخدام المياه، فقد اضطلع البرنامج الخاص بدور هام فى دعم وتحسين كفاءة هذا المنهج وفى المساعدة فى تطبيقه فى بلدان أخرى. وتتوافق هذه الاستراتيجية مع الفلسفة الانمائية الجارية الخاصة باعادة مسؤولية ادارة الموارد ذات الملكية المشاع الى المجتمعات المحلية. وفى حالة المياه، يجرى، بفضل الدعم الذى قدمه البرنامج الخاص للتدريب على الادارة وتسوية المنازعات، التشجيع على تحمل المزارعين مسؤولية تخصيص وتوزيع المياه من خلال روابط مستخدمى المياه المحلية. وفى العديد من البلدان، أدخل البرنامج الخاص هذه الروابط كوسيلة لضمان الملكية المحلية لهياكل الرى والصرف التى تم بناؤها وضمان المشاركة فى تشغيلها وصيانتها. وتعتمد استدامة روابط مستخدمى المياه على سداد رسوم المياه بصورة منتظمة وتجميع أموال كافية للصيانة والاصلاح. ويجرى توعية الأعضاء بعدم الاعتماد بعد ذلك على الأموال العامة فى هذه الأغراض و/أو التسلسل المعتاد لمشروعات الاصلاح. ويتضح ذلك فى أفضل صورة فى حالة كمبوديا حيث لا يوجد لدى المزارعين ثقافة توكل نتيجة للاضطرابات التى تعرضوا لها. غير أن هناك قضايا كامنة تحتاج الى تفهم وربما معالجة لدى التشجيع على هذه المبادرات "الجماعية". وفيما يلى ثلاثة أمثلة على ذلك:

    5-4-2-2 خدمات الارشاد والرى

    167- كانت خدمات الارشاد والدعم الأخرى التى تقع الى حد كبير ضمن القطاع العام، تضطلع حتى وقت قريب بأدوار هامة بصورة أساسية فى تيسير التنمية الزراعية. غير أن العقد الأخير أو نحو ذلك شهد تغييرين جوهريين فى المنهج ازاء التنمية فى شكل تحجيم للخدمات الحكومية والانتقال الى تطبيق اللامركزية على المبادرات الانمائية والمصحوبة بالتشجيع على المسؤوليات المحلية والتمكين. وقد تأثر البرنامج الخاص بهذه التحولات الأساسية واستجاب، كما أشير فى القسم السابق، بطريقة بناءة. وثمة مؤسستان تقعان تحت رعاية الحكومات تأثرتا بشدة بهذه التغييرات نتيجة لذلك هما الاداراتان المسؤولتان عن الخدمات الارشادية والرى. وتتضمن الفقرات التالية أمثلة نوعية عن الطريقة التى أثرت بها هذه الأنماط من التغييرات فى عمل وفعالية نشاطات البرنامج الخاص.

    168- نظم الارشاد. يتعين على موظفى الارشاد الذى تدعمهم الحكومات أن يطبقوا طرق عمل أقل توجيها وأكثر مشاركة. غير أن هناك فى كثير من الأحيان مقاومة ذاتية فيما بين موظفى الارشاد وخاصة عندما يدير المزارعون، بطريقتهم التلقائية الخاصة، بيئات انتاج معقدة فى حين تدرب موظفو الارشاد بطريقة مجزأة وخطية حيث يسندون أولوية كبيرة لتعظيم الغلات وأولوية أقل بكثير لتحليل ادارة المزرعة. وفى أحد البلدان التى زارها فريق التقييم، لوحظ أن موظفى الارشاد يقبلون عدم اتباع المزارعين لكل ما يقدمونه من مشورة لأسباب اقتصادية معقولة للغاية. غير أن لموظفى الارشاد مواقف واضحة من القمة الى القاعدة ازاء تطبيق التوصيات التى لا يسألون هم أنفسهم بطريقة كافية عن سلامتها (مثل التوصيات الخاصة بالأسمدة) فى سياق التغييرات فى الأسعار النسبية والاعانات وفى ضوء التجارب المحلية المحددة. ولا غرابة اذن أن فريق التقييم قد لاحظ أن بعض موظفى الارشاد على المستوى الميدانى الذى تم تقييمهم بمقتضى التعاون فيما بين بلدان الجنوب لديهم أيضا توجهات أو مواقف من القمة الى القاعدة. ولا شك أن هذا الاتجاه قد تعزز فى بعض الحالات نتيجة للحواجز اللغوية والثقافية الأمر الذى زاد من صعوبة تطبيق المناهج التشاركية حتى فى حالة استحسانها.

    169- ادارات الرى. لقد تعين على ثقافة الهندسة التى تسيطر على معظم ادارات الرى ذات الصلة بالحكومات وذلك فى ضوء التغييرات البارزة التى أشير اليها أعلاه. وكان يتعين على هذه الادارات أن تنقل السيطرة على المشروعات الى المجتمعات/المجموعات المحلية لتصبح أكثر حساسية للقضايا ذات الصلة بالمشاركة المحلية. ويتعين على هذه الادارات بصورة مطردة أن تسند اهتماما أكبر للقضايا ذات الصلة باستخدام المياه بدلا من مجرد الاهتمام بنظم تسليم المياه فى حد ذاتها. وقد يسر البرنامج الخاص، فى بعض بلدان دراسات الحالة، هذا التغيير فى التركيز.

    5-4-2-3 استخدام الاعانات

    170- يوجد لدى البرنامج الخاص طريقان لاستخدام الاعانات على نطاق واسع هما من خلال توفير المدخلات وخدمات التسويق دون مقابل للمزارعين المشاركين واعطاء المدخلات بأسعار وأسعار فائدة مدعمة.

    171- توفير المدخلات ومنافذ التسويق تضطلع الحكومات عادة بأدوار معاونة كبيرة فى توزيع المدخلات وتسويق المنتجات. وللأسف أن القطاع الخاص قد فشل بصورة عامة فى ملء الفراغ الذى تركته الحكومات التى أصبحت لا تقدم هذه الخدمات. وقد ساعد البرنامج الخاص عن طريق مثلا التمويل من برنامج تليفود فى بعض الأحيان فى ملء الفراغ من خلال مختلف أنواع مبادرات مجموعات المزارعين. وتقدم المدخلات دون مقابل لمزارعى البيانات العملية بصفة عامة عندما تكون المدخلات الرأسمالية المطلوبة من المزارعين كبيرة. وهذا هو الوضع مثلا فى كثير من الأحوال فى حالة هياكل الرى حيث تقدم المعدات الرأسمالية التى تتراوح بين 30 فى المائة و60 فى المائة من مجموع تكاليف الاستثمار دون مقابل فى حين يساهم المزارعون بالنسبة الباقية عينا بالجهود المتوافرة محليا مثل الرمال والأحجار واليد العاملة غير المهرة. كما تقدم المدخلات دون مقابل أيضا فى كثير من الأحوال فى عنصر التكثيف لشراء الأدوات الزراعية ومعدات ما بعد الحصاد بل وحتى شراء المدخلات السنوية مثل الأسمدة والكيماويات وخاصة فى غرب أفريقيا. ويعتقد فريق التقييم أن تقديم مثل هذه الهبات دون مقابل للمزارعين يحقق عكس ما هو مرجو منه بالنسبة للاستدامة طويلة الأجل للمشروع. وبدلا من ذلك يوصى فريق التقييم بتقديم جميع المدخلات بما فى ذلك المدخلات الرأسمالية فى صورة قرض. وبهذه الطريقة سيتعين على جميع المزارعين بما فى ذلك مزارعى البيانات العملية اتخاذ القرارات بشأن ما اذا كانوا سيتحملون مخاطر تجربة التكنولوجيا الجديدة. ويمكن بالطبع اقامة آلية "تأمين" ملائمة فى النشاطات التجريبية لتعويض المزارعين الذين، نتيجة لأخطاء ليست من صنعهم، يتحملون خسائر بدلا من تحقيق المنافع التى توقعها البرنامج الخاص.

    172- تقديم القروض. لا يحبذ فريق التقييم، كما أشير أعلاه، تقديم المنح، ولكن المعضلة تنشأ عندما لا تسمح أوضاع التدفقات النقدية والمدخرات لدى المزارعين توظيف الاستثمارات اللازمة وعدم وجود أى شكل من أشكال القروض المؤسسية. وعلى ذلك، يقدم البرنامج الخاص فى بلدان دراسات الحالة القروض سواء على أساس فردى أو جماعى. ومن الصعب التوصل الى أى نتيجة مؤكدة بشأن فعالية هذه الجهود على الرغم من أنه يبدو، استنادا الى المناقشات التى جرت والكمية المحدودة المتوافرة من الوثائق:

    173- وتنشأ الاعانات فى مشروعات القروض فى البرنامج الخاص عن عنصرين: أسعار شراء أو بيع أقل من أسعار السوق (مثل هايتى واريتريا) وأسعار فائدة أقل من أسعار السوق، وهو الوضع القائم دائما. وقد نشأت أسعار المدخلات المدعمة فى اريتريا وهايتى عن تقديم الجهات المتبرعة الأسمدة والمدخلات للحكومة التى قامت بتمريرها الى جميع المزارعين. وفى هذه الحالات، يدرك فريق التقييم أن من المستحيل تقريبا لمشروع مثل البرنامج الخاص الأ يقدم المدخلات لمزارعيه بأسعار مدعمة. غير أنه يتعين استخدام أسعار السوق "الحقيقية" لتحليل الحساسية الخاصة بالنتائج عندما يجرى تقييم السلامة الاقتصادية للتكنولوجيات التى أجريت عليها التجارب.55)

    174- ويخضع استخدام أسعار الفائدة المدعمة فى الوقت الحاضر للكثير من المناقشات بين ممارسى التنمية الريفية. ففى حين أن خبراء الاقتصاد التقليديين، بما فى ذلك معظم وكالات المعونة متعددة الأطراف، لا يزالون يرون عدم تقديم هذه الاعانات بسبب ما تنطوى عليه من تشويه لأسواق الائتمان من القطاع الخاص، ثمة عدد متزايد من خبراء الاقتصاد يرى امكانية تبرير هذه الاعانات بسبب فشل السوق الذى يميل الى دفع أسعار الفائدة السائدة فى السوق الى ما يتجاوز معدلات التوازن ناهيك عن النقص الشديد فى هذه القروض فى معظم المناطق الريفية على الرغم من التقدم فى اقامة مؤسسات الائتمان الصغيرة فى كثير من البلدان النامية. ويعتقد فريق التقييم أن فى الامكان تبرير أسعار السوق المدعمة لمشروع مثل البرنامج الخاص عندما يكون جزءا من سياسة قطرية.

    175- وكانت القروض تقدم مباشرة من المشروع بدلا مما يرى فريق التقييم أنه منهج أكثر تفوقا وهو توجيه القروض من خلال الوكالات المالية المعنية. ويؤيد فريق التقييم فكرة المسؤولية الجماعية عن القروض الا أنه يشعر بالقلق لأن البرنامج الخاص لم يربط عموما فكرة المدخرات الالزامية بالقروض الصغيرة. ويمثل النجاح المحدود الذى حققه البرنامج الخاص فيما يتعلق بمبادرات القروض نقطة ضعف. ويرجع ذلك لا الى أنه يعوق الاستدامة المحتملة للنتائج التى تحققت فى المواقع المختارة فحسب، بل لأنه كذلك يحد من تمديد الحزم التكنولوجية والترتيبات المؤسسية التى روج لها المشروع لتصل الى الأسر الزراعية الأقل ثراء فى المناطق التى لا توجد بها مؤسسات مالية ريفية أو أن هذه المؤسسات ضعيفة فيها. ويتعين فى المستقبل تشكيل مجموعات القروض العاملة بالجهود الذاتية فى شراكة مع الوكالات القطرية والدولية الشريكة التى تتمتع بالخبرات والموارد فى مجال الادخار والتسليف، والتى يرى فريق التقييم أنها عنصر أساسى فى الاستراتيجية الرامية الى التخفيف من انعدام الأمن الغذائى وخاصة على مستوى الأسرة.

    5-5 النتائج التى تحققت فى العمليات الميدانية التجريبية

    176- نظرا لأن مختلف عناصر الانتاج الخاصة بالبرنامج الخاص (أى ادارة المياه والتكثيف والتنويع) كانت تنفذ معا فى بعض الأحيان، فان من الصعب فصل النتائج النوعية لكل عنصر وخاصة فيما يتعلق بنشاطات ادارة المياه والتكثيف. ولذا فقد نوقشت النتائج مجتمعة فى هذا القسم وان كانت قد بذلت محاولات للفصل بينها حيثما كان ذلك ممكنا من أجل توضيح تأثيراتها المختلفة.

    5-5-1 تطبيق التكنولوجيات المحسنة التى أجريت عليها البيانات العملية

    177- بالنسبة لبرنامج مثل البرنامج الخاص الذى يحاول أن يدفع المزارعين الى تبنى التكنولوجيات المحسنة من خلال اجراء بيانات عملية عليها أمام مجموعة صغيرة (أى مزارعى البيانات العملية)، يمكن أن يميز المرء أربع فئات من مطبقى هذه التكنولوجيات:

    178- ولا تتوافر قرائن منظمة عن درجة تطبيق/استيعاب التكنولوجيات التى أجرى لها البرنامج الخاص بيانات عملية، وذلك جزئيا لأن البرنامج الخاص لم يجمع هذه المعلومات بصورة منتظمة وجزئيا لأن الكثير من المشروعات مازالت جارية أو انتهى العمل منها مؤخرا. ولذا كان على فريق التقييم أن يكون انطباعاته من المقابلات الشخصية مع أصحاب الشأن خلال الزيارات الميدانية. وينبغى للبرنامج الخاص أن يبذل جهدا لاجراء عملية توثيق منظمة للقرائن الخاصة باستيعاب تكنولوجياته وفقا لفئات المطبقين الأربع المشار اليها أعلاه.

    179- لقد استرعى نظر فريق التقييم الى النوع الأول من مطبقى التكنولوجيا فى ثلاثة بلدان على الأقل هى على وجه التحديد:

    180- وفى كثير من البلدان الأخرى التى تمت زيارتها، أوضح المزارعون أنهم تعلموا الكثير خلال الدورات التدريبية. غير أن فريق التقييم وجد عموما أن عددا قليلا جدا من المزارعين الذين لم يحصلوا على مدخلات المشروع، استطاعوا أو مستعدين لوضع ما تعلموا موضع التنفيذ العملى بالنظر الى أنهم لا يستطيعون شراء المدخلات اللازمة. وينطبق ذلك بصورة خاصة حيث يتطلب الأمر مدخلات رأسمالية كبيرة نسبيا (مثل تحسين شبكات الرى وادارة المياه وشراء معدات تمهيد الأرض أو لعمليات ما بعد الحصاد). كذلك فان التطبيق سوف تواجهه عقبات واضحة حيث لا توجد منافذ للتسويق أو أن هذه المنافذ محدودة للغاية (مثل منطقة نووق نام فى السنغال).

    181- وعلى الرغم من أن فريق التقييم قد أبلغ فى مناسبات قليلة أن هناك بعض حالات النوع الثانى من مطبقى التكنولوجيا فلن يمكن التحقق من ذلك. غير أن من المهم ملاحظة أن هذا النوع من الاستيعاب قد يسره عنصر الرى فى البرنامج الخاص. فالمزارعون الذين لم يشاركوا بصورة مباشرة فى نشاطات المشروع قد يستفيدوا من زيادة امدادات المياه نتيجة للتحسينات فى شبكة الرى بما فى ذلك تحسين كفاءة استخدام المياه فيما بين مزارعى المشروع. ولذا قد يكون أكثر استعدادا لتكثيف أو تنويع نظم انتاجهم بطرق مماثلة لتلك التى دعا اليها البرنامج الخاص.

    182- وقد عثر على قرائن على النوعين الثالث والرابع من مستوعبى التكنولوجيا فى زامبيا حيث انتهت نشاطات المشروع رسميا عام 1998 فضلا عن غرب أفريقيا. وقد لاحظ فريق التقييم أن المزارعين يطبقون التكنولوجيات التى تبين أنها قابلة للاستمرار بدون اعانات المشروع. فعلى سبيل المثال:

    5-5-2 التأثيرات على الأمن الغذائى الأسرى

    183- يمكن القول بصفة عامة أن الأسر التى تأثرت بصورة مباشرة من نشاطات ميدانية للبرنامج الخاص كانت محدودة فى عددها حيث لم تزد عادة عن بضعة مئات (أنظر الملحق الثالث). ويمكن فهم هذا الانخفاض فى الأعداد بالنظر الى أن البرنامج الخاص لم يتجاوز المرحلة الأولى التجريبية بعد فى جميع البلدان باستثناء بلد واحد (السنغال).

    184- وقد تحققت فى جميع البيانات العملية تقريبا زيادات كبيرة فى غلات المحاصيل من الحزم التى تم اختبارها. غير أنه تجدر الاشارة، كما ذكر سلفا، أن هذه الزيادات فى الغلات قد عرضت قبل ذلك داخل البلدان فى كثير من الحالات، وأن التكنولوجيات المعروضة لم تكن مبتكرة بصورة خاصة الا فى حالات قليلة. ولم تكن الفروق فى الغلات، فى حالات قليلة (مثل عندما حدث خطأ فى تركيبة الأسمدة المستخدمة فى الأرز المروى فى هايتى) لم تكن تختلف كثيرا عن الناجمة عن الأساليب التى يمارسها المزارعون فى الوقت الحاضر.

    185- وقد أسهمت نشاطات الرى التى كانت تنطوى على استثمارات فى الهياكل وفى تعزيز روابط مستخدمى المياه، بالاضافة الى مساهماتها فى زيادة غلات المحاصيل/الانتاج المرتبط بعنصر التكثيف، فى زيادة امدادات المياه للمزارع فى الموسم الجاف نتيجة لزيادة تجميع المياه وزيادة كفاءة استخدام المياه بواسطة المزارعين. وقد أدى ذلك الى الزيادة فى المساحات المزروعة بواسطة المزارعين المشاركين وزيادة تكثيف المحاصيل (من محصولين الى ثلاثة محاصيل سنويا فى شمالى هايتى)، فضلا عن تنويع الانتاج بزراعة خضر الموسم الثانى (مثل بنغلاديش وتنزانيا) واستزراع الأسماك (كمبوديا والصين). وعلى ذلك فان التأثيرات قد تكون احداث زيادة ايجابية فى دخل الأسر.

    186- على الرغم من عدم توافر الحسابات المنظمة للعائدات المالية والاقتصادية الفعلية من التكنولوجيات المحسنة التى تم تجربتها، من الواضح أن مزارعى البيانات العملية قد حصلوا على الأقل، فى معظم الحالات، على زيادات فى دخل أسرهم نتيجة لزيادة الغلات، فضلا عن الاعانات التى تنطوى عليها عملية تلقى المدخلات والتى كانت كبيرة فى حالة مزارعى البيانات العملية الخاصة بالرى. غير أن هناك بالنسبة لهؤلاء الأخيرين قضايا واضحة تتعلق بالاستدامة بعد انتهاء المشروع ترتبط بتوافر المدخلات والاعانات والقروض والدعم الفنى. وكما أشير قبل ذلك فان فريق التقييم وجد دلائل قليلة للغاية على استيعاب المزارعين ممن لم يشاركوا فى البيانات العملية ونتائج العائدات الاقتصادية والمالية التى حصلوا عليها.

    187- وفى بعض الأحيان ذكر المزارعون أن الزيادات الكبيرة فى الغلات لم تترجم الى زيادات مقابلة فى دخل الأسرة. فعلى سبيل المثال:

    188- لقد كان لعنصر التنويع تأثيرات واسعة النطاق بصورة خاصة على الأمن الغذائى الأسرى. فقد استطاعت الأسر المستفيدة تحسين أمنها الغذائى من خلال تحسين الدخل الأسرى من بيع المنتجات و/أو من خلال تحقيق تحسينات مباشرة فى الأغذية والتغذية الأسرية ولاسيما بالنسبة للفئات المعرضة مثل الأطفال والنساء بفضل زيادة الامدادات من المنتجات الغنية بالبروتين مثل الألبان والبيض والخضر.

    5-5-3 التأثيرات على المساواة بين الجنسين

    189- هناك حالات لاحظ فيها فريق التقييم أن النساء يستفدن من نشاطات البرنامج الخاص ولا سيما تلك المعنية بعنصر التنويع. فعلى سبيل المثال:

  • فى اكوادور، كانت النساء والمجموعات النسائية محور التركيز الرئيسى بل والوحيد تقريبا لنشاطات التنويع. فنظرا لأن النساء عنصر هام فى مناولة الجوانب التغذوية للأسر، فان تحسين امكانيات الدخل لديهن حرى بتحسين المحتوى التغذوى للوجبات التى تتناولها أسرهن. وكما يرد فى مكان آخر من هذا التقرير (أنظر القسم 5-3-2-3)، نفذت طائفة عريضة ومؤثرة من النشاطات من بينها الحدائق المنزلية والنشاطات ذات الصلة بالصحة والتغذية. ويبدو أن الكثير من نشاطات التنويع مجزى للغاية؛

    190- وعلى الرغم من الأمثلة المشار اليها أعلاه، فان من رأى فريق التقييم أن البرنامج الخاص لم يبذل جهدا أكيدا لمراعاة المساواة بين الجنسين بصورة صريحة فى برامجه ومشروعاته القطرية. وتقدم خطة عمل المنظمة بشأن المساواة بين الجنسين والتنمية للفترة 2002-2007 اطارا مناسبا لمراعاة المساواة بين الجنسين فى البرنامج الخاص. وتهدف هذه الخطة، اعمالا لرسالة المنظمة فى المساعدة على بناء عالم ينعم بالأمن الغذائى، الى ازالة العقبات التى تواجه مشاركة الرجال والنساء بصورة فعالة وعلى قدم المساواة فى التنمية الزراعية والريفية والتمتع بمنافعها. وتؤكد أن الشراكة المحولة المستندة الى المساواة بين الرجال والنساء تعتبر شرطا أساسيا للتنمية الزراعية والريفية المستدامة التى محورها الناس. وهناك ثلاثة أهداف فى خطة العمل تتصل اتصالا خاصا بتحقيق أهداف البرنامج الخاص وهى: (أ) الترويج للمساواة بين الجنسين فى الحصول على الغذاء الكافى والآمن والملائم من الناحية التغذية؛ (ب) الترويج للمساواة بين الجنسين فى الحصول على الموارد الطبيعية وخدمات الدعم الزراعى والسيطرة عليها وادارتها؛ (ج) الترويج للمساواة بين الجنسين فى عمليات رسم السياسات وصنع القرارات على جميع المستويات فى القطاع الزراعى والريفى.

    5-5-4 التأثيرات على الفئات المعرضة

    191- أدت معايير اختيار مواقع البرنامج الخاص، كما أشير سلفا، (أنظر القسم 5-1-2) الى بدء نشاطات البرنامج فى مناطق من البلدان المشاركة لا تضم بالتأكيد أكثر الأسر الريفية تعرضا أو معاناة من انعدام الأمن الغذائى. وحتى فى مناطق الامكانيات العالية التى نفذت فيها المشروعات، لم تستهدف نشاطات البرنامج الخاص الفئات المعرضة بصورة خاص (أى العمال المعدمين). ونتيجة لذلك فان من رأى فريق التقييم أن البرنامج الخاص لم يكن له الا تأثير طفيف على الفئة المعرضة فى البلدان التى عمل فيها. وفى حالة واحدة (بنغلاديش) حدد فريق التقييم وضعا قد يكون قد حدث فيه تأثير ايجابى على الفئات المعرضة. اذ أشارت تعليقات بعض المزارعين الى أن معدل الأجر اليومى خلال موسم نقل الشتلات قد زاد زيادة كبيرة نتيجة لنشاطات التنويع فى البرنامج الخاص. ويمكن زيادة هذا التأثير من خلال تأثيرات التوسع فى زراعة الأراضى فى روابط مستخدمى المياه (أنظر القسمين 5-4-2-1 و5-5-5). ومن الواضح أن هذه الزيادة فى الأجور سوف تفيد العمال المعدمين بصورة مباشرة.

    5-5-5 التأثيرات على مستويات المجتمع المحلى والمناطق والبلد

    192- كما أشير أعلاه، فان نسبة الأسر الريفية التى استفادت من نشاطات البرنامج الخاص فى جميع بلدان دراسات الحالة كانت نسبة ضئيلة للغاية. ولذا لم يكن هناك سوى تأثير محدود فقط على الأمن الغذائى على مستوى المجتمع المحلى وعدم وجود أى تأثير على الاطلاق تقريبا على مستوى المناطق أو البلد. واستطاع فريق التقييم أن يلحظ تأثيرات محدودة على مستوى المجتمع المحلى فى عدد قليل من البلدان التى زارها مثل:

    193- وأخيرا فانه نتيجة لنشاطات تنمية الموارد البشرية فى اطار البرنامج الخاص مثل مدارس المزارعين الحقلية والأيام الحقلية وغير ذلك من نشاطات التدريب التى تشمل عادة المزارعين الآخرين بالاضافة الى أولئك الذين يرتبطون أو لهم صلة بالبيانات العملية، من المحتمل أن تكون قد حدثت بعض التأثيرات على مستوى المجتمع المحلى والمناطق بل وحتى البلد بأكمله على الرغم من أنها تأثيرات ضئيلة. ومن المتوقع أن يزداد حجم هذه التأثيرات حيثما تصبح جزءا رسميا من نشاطات الارشاد العادية (مثل مدارس المزارعين الحقلية فى زامبيا وكمبوديا).








    6 - التأثيرات والقضايا العامة الأخرى ذات الصلة بالبرنامج الخاص

    6-1 التأثيرات على السياسات القطرية

    194- لا شك فى أن مؤتمر القمة العالمى للأغذية قد أثار الوعى بالأهمية الحاسمة للأمن الغذائى. وقد حمل البرنامج الخاص قوة الدفع هذه خطوة أخرى بالمساهمة فى اعداد صكوك جديدة للسياسات الغذائية فى بعض البلدان التى زارها فريق التقييم وخاصة فى اكوادور وتنزانيا وبدرجة أقل فى السنغال وبنغلاديش. ويعتمد تباين درجات مساهمة البرنامج الخاص على التزام الأفراد أو المجموعات وحالة بناء التوافق فى الآراء على مستوى السياسة القطرية والأوضاع الغذائية الناشئة فى البلد و/أو التغييرات السياسية التى حدثت منذ عام 1996.

    195- وكان للبرنامج الخاص فى مجموعة من البلدان التى تمت زيارتها تأثير كبير على سياسة الأمن الغذائى مثل:

    196- وفى مجموعة أخرى من البلدان التى زارها فريق التقييم، لم يكن للبرنامج الخاص أى تأثير على السياسة الغذائية أو الزراعية الشاملة فى حد ذاتها، بل أسهم فقط فى بعض عناصرها:

    197- وفى بلدان دراسات الحالة الأخرى، لم يكن للبرنامج الخاص أى تأثير ملموس على السياسات القطرية التى لم تدرج بعد أى تركيز رئيسى أو محدد على الأمن الغذائى فى المدى الطويل.

    6-2 التأثيرات على دوائر المتبرعين

    198- يرى فريق التقييم أن البرنامج الخاص لم يكن له أى تأثير ملحوظ على استراتيجيات الجهات المتبرعة بهذا الشكل. فربما كان لبعض المبادرات والمناهج تأثير قليل الا أنه لم يكن الى الحد الذى أدى الى تعديل استراتيجيات الجهات المتبرعة.

    199- ويتمثل أكثر التفاعلات كثافة حتى الآن بين المنظمة وجهة متبرعة فى الدراسة التحليلية المشتركة بين المنظمة ووزارة التنمية الدولية فى المملكة المتحدة/المنظمة بشأن تطبيق مناهج سبل العيش المستدامة فى البرنامج الخاص. وقد انتهت هذه الدراسة الى أن المفاهيم والمبادئ الكامنة فى منهج سبل المعيشة المستدامة لدى وزارة التنمية الدولية قد تجسدت فى تنفيذ البرنامج الخاص فى تنزانيا وتوصى هذه الدراسة بالتوسع فى ادراج هذا المنهج فى البرنامج الخاص. ولم ينظر الى البرنامج الخاص على أنه له تأثيرا على استراتيجية وزارة التنمية الدولية بل العكس هو الصحيح. وقد تصورت الدراسة امكانية زيادة التعاون بشرط أن يعمل البرنامج الخاص على:


    وسوف يكون لهذه التوصيات وغيرها من التوصيات اذا ما اتبعتها المنظمة تأثير على توسيع نطاق استراتيجية البرنامج الخاص.

    200- ويتوافق منهج وزارة التنمية الدولية فى المملكة المتحدة مع وجهات نظر الجهات المتبرعة الأخرى التى تشعر، عموما، بأن من الضرورى توسيع نطاق المنهج المتبع فى البرنامج الخاص. فمعظم الجهات المتبرعة المشتركة فى قضايا الأمن الغذائى، توجه تدخلاتها الى أكثر المناطق والأسر بل وحتى الأفراد معاناة من انعدام الأمن الغذائى. فتعالج النشاطات المدرة للدخل أو حتى، وان لم يكن بصورة صريحة، نظم كسب العيش. وقد استمر، فى معظم الحالات، التصور الأولى الذى كونته هذه الجهات عن البرنامج الخاص باعتباره جامدا فى تصميمه، وذا توجه من القمة الى القاعدة، ويتركز بصورة ضيقة على غلات المحاصيل، ولا يعالج أكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائى، بل يركز على المناطق ذات الامكانيات العالية لكى يحقق نتائج سريعة مما يؤدى الى بلوغ الاكتفاء الذاتى من الأغذية على النطاق القطرى، وقد استمر هذا التصور على الرغم من أن السنوات الأخيرة قد شهدت تطبيق البرنامج الخاص لمنهج أكثر مرونة واتساعا. وما أن تتكون تصورات معينة حتى يصعب تغييرها، لا سيما فى عدم وجود نظام موثوق به لاعداد التقارير واجراء عمل التقييم. ولذا فان تصورات الجهات المتبرعة تعتمد اعتمادا كبيرا على الاتصالات الشفهية بكل ما تنطوى عليه من جوانب قوة ونقاط ضعف، ما لم تقم بنفسها بزيارات ميدانية كما كان الحال مثلا بالنسبة لوزارة التنمية الدولية فى المملكة المتحدة والوكالة الدانمركية للتنمية الدولية ومؤسسة التعاون البلجيكية.

    201- وعندما كانت الجهات المتبرعة تعرف على الاطلاق عن البرنامج الخاص، فان ممثليها الذين اجتمعوا مع فريق التقييم على المستوى القطرى يميلون الى تصور بأنه صغير للغاية بالمقارنة بالبرامج التى ينفذونها. وتتعارض وجهات النظر هذه مع الهدف الطموح للبرنامج الخاص بأن يستحدث مناهج جديدة تطبقها برامج الاستثمار الكبيرة والمشروعات الصالحة للتمويل. وتميل منظمة الأغذية والزراعة والمسؤولون الحكوميون الى النظر الى البعد المالى بطريقة مختلفة بعض الشىء. فعلى سبيل المثال، فان الدعم المقدم من الحكومة اليابانية للبرنامج الخاص فى بنغلاديش، والبالغ 3.3 مليون دولار على فترة خمس سنوات (2001-2006) تعتبره المنظمة انجازا كبيرا للبرنامج الخاص. غير أن هذا الدعم السنوى البالغ 0.66 مليون دولار ليس سوى جزء ضئيل من البرنامج السنوى للوكالة اليابانية للتنمية الدولية فى بنغلاديش والذى بلغ 226 مليون دولار عام 1999 فى شكل منح فقط. وثمة مثال آخر فى نفس البلد هو عنصر اختبار التربة وادارة الخصوبة فى البرنامج الخاص (0.33 مليون دولار للفترة من مارس/آذار 2000 الى ديسمبر/كانون الأول 2002) والذى يعتبر جزءا من برنامج كبير للغاية يموله البنك الدولى/رابطة التنمية الدولية ووزارة التنمية الدولية فى المملكة المتحدة. ومن بين المنظمات الست التى تنفذ نشاطات اختبار التربة، هناك منظمة غير حكومية واحدة هى لجنة تقدم الريف فى بنغلاديش تبلغ ميزانيتها المتوقعة لعام 2001 مقدار 152 مليون دولار. غير أنه لا ينبغى للمساهمات المالية النسبية للوكالات الشريكة أن تكون، من حيث المبدأ، عائقا أمام التأثير فى الاستراتيجيات على المستوى النوعى. غير أن حدوث ذلك يقتضى وجود انجازات ملحوظة.

    202- وعلى الرغم من أنه لا يبدو أن انجازات البرنامج الخاص قد أثرت فى استراتيجيات الجهات المتبرعة، فانها رغم ذلك حققت بعض الدعم من الجهات المتبرعة فى البلدان التى تمت زيارتها كما أشير الى ذلك سلفا (الجدول رقم3).

    6-3 مردودية تكاليف البرنامج الخاص على المستوى القطرى

    203- لا تتوافر أية تحليلات للمنافع مقابل التكاليف أو معدلات العائد على مستوى المشروعات. ويرى فريق التقييم أن عدم توافر الرصد والتقييم على مستوى المشروعات، والذى قيل للفريق أنه يحول الموارد بعيدا عن التنفيذ، يعتبر نقطة ضعف فى المشروع التجريبى. وتتطلب عمليات الارشاد وتكرار الحزم التكنولوجية والترتيبات المؤسسية، بالاضافة الى النشر التلقائى، وجود سياسة نشطة للنشر تؤيدها بيانات اقتصادية ومالية يعتد بها وخاصة اذا كانت هناك رغبة فى اكتساب التمويل من الجهات المتبرعة.

    204- وفى مثل هذه الأوضاع، لا يوجد الكثير الذى يمكن أن يقوله فريق التقييم بشأن مردودية تكاليف البرنامج الخاص. ومن المتعذر تقدير التكاليف بالنسبة لكل مزارع، ويتعين الانتظار للتأكد مما اذا كانت المنافع المتحققة للمزارعين المشاركين مستدامة، ولأى فترة من الوقت. وعلاوة على ذلك، لا تتوافر بيانات عن عدد المزارعين غير المشاركين الذين يطبقون التقنيات حتى ولا بالأرقام النسبية. وكما أشير فى القسم 5-5-5، يرى فريق التقييم أنه لم يكن للبرنامج الخاص تأثير كبير على مستوى المجتمع المحلى ولا أى تأثير على الاطلاق على المستوى القطرى باستثناء، كما أشير أعلاه، اثارة الوعى، فى بعض الحالات، بالأهمية الرئيسية لقضايا الأمن الغذائى طويلة الأجل.








    7 - خيارات للبرنامج الخاص فى المستقبل

    7-1 الدروس المستفادة من الماضى

    205- عندما بدأ البرنامج الخاص كان تصميمه جامدا كما يشعر بذلك فريق التقييم. كما كان يتطلب فى البداية أن ينفذ فى تلك المناطق التى تنطوى على امكانيات تحقيق زيادة سريعة فى الانتاج. وكانت هذه المناطق تتسم بتوافر امكانيات الرى. وكان من المتوخى أن يساعد التركيز على الانتاج فى حل مشكلات الأمن الغذائى على مستوى الأسرة ومستوى البلد.

    206- وسرعان ما أصبح واضحا أن التركيز الأولى على الانتاج الموجه نحو المستوى الصغير كان غير كاف لضمان تحقيق التقدم فى خل مشكلة الأمن الغذائى وأن القضايا على المستويين الصغير والمتوسط تكتسى أهمية فى التمكين من تحقيق الزيادات فى الانتاج وفى ضمان المنافع التى تتحقق للمنتجين. وبمرور الوقت، أصبح تنفيذ البرنامج الخاص أقل جمودا وأكثر مرونة كما يتضح من الشكل التطورى الذى قدمه المكتب الاقليمى للمنظمة فى أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى (أنظر الجدول رقم 5). وعلى ذلك فان الحقائق العملية التى ظهرت خلال التنفيذ أجبرت برامج البرنامج الخاص على ادراج عناصر فى الجزء الأول من المرحلة الأولى كان من المتصور فى السابق معالجتها فى المرحلة الثانية أو فى وقت مبكر خلال جزء التوسع فى المرحلة الأولى. وقد وجد أن هذه المبادرات ملائمة بصورة خاصة عندما يمكن معالجتها على المستوى المحلى دون أن يتطلب ذلك تغييرات فى السياسات.


    الجدول 5 - تطور البرنامج الخاص للأمن الغذائى بمرور الوقت فى أمريكا اللاتينية
    وفقا للبيانات المقدمة من المكتب الاقليمى للمنظمة فى أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى

    1995

    بداية 1998

    نهاية 1998

    2000

    بوليفيا اكوادور أمريكا الوسطى فنزويلا
  • نقل التكنولوجيا
  • المحاصيل الغذائية
  • المحاصيل والحيوانات الصغيرة
  • المحاصيل والحيوانات وتربية الأحياء المائية والاستزراع البحرى ومصايد الأسماك الحرفية
  • المحاصيل الغذائية
  • الرى
  • نظم الانتاج
  • نظم الانتاج
  • الرى
  • النظم الفرعية
  • الرى
  • الرى
  •  
  • الصلات:الأسواق والصناعات الزراعية
  • الصلات: الأسواق والصناعات الزراعية
  • الصلات: الأسواق والصناعات ازراعية
  •    
  • تحليل المعوقات
  • تحليل المعوقات
  •    
  • صيانة التربة
  • صيانة مستجمعات المياه الصغيرة
  •    
  • موارد المياه وصيانة مستجمعات المياه
  • التوعية التغذوية
  •    
  • التوعية التغذوية
  • الترويج والتنظيم
  •    
  • الترويج والتنظيم
  • ادارة التنمية
  • ملاحظة: الواقع أن فريق التقييم رأى، نتيجة لزيارته لاكوادور، أن الوضع هناك يقترب من الوضع المحدد لأمريكا الوسطى.
  • 207- وعلاوة على العيوب فى التصميم التى أصبحت واضحة خلال تنفيذ نشاطات البرنامج الخاص، فقد برزت أمام فريق التقييم خلال الزيارات التى قام بها لبلدان دراسات الحالة، مشكلة أخرى ذات طابع مفاهيمى أكبر. وتتصل هذه المشكلة بالمبادلات المحتملة بين تحقيق الأهداف المشار اليها فى الخطوط التوجيهية للبرنامج الخاص لمعالجة الأمن الغذائى على المستويين القطرى والأسرى. فالنص على بدء نشاطات البرنامج الخاص فى المناطق ذات الامكانيات العالية، قد يكون أفضل بصورة عامة فى معالجة قضية تحسين الأمن الغذائى على المستوى القطرى. وقد يوجد الفقر ومن ثم انعدام الأمن الغذائى الأسرى فى هذه المناطق الا أن من المحتمل بنفس المنطق أن يكون أقل حدة من المناطق الزراعية الأقل حظا منها66). ولذا فان المناطق المختارة عموما للبرنامج الخاص فى بلدان دراسات الحالة كانت ذات انتاجية عالية نسبيا بالمقارنة بالمناطق الحدية حيث ترتفع درجة سوء التغذية فى المناطق الريفية وتقل امكانيات زيادة الانتاجية الزراعية. وهكذا وعلى الرغم من رأى فريق التقييم بأن المناطق المختارة لنشاطات البرنامج الخاص قد تكون أفضل المناطق من حيث امكانياتها على تحسين الأمن الغذائى القطرى، فان تأثير البرنامج الخاص كان يمكن أن يصبح أكبر من ذلك، من حيث تحسين الأمن الغذائى الأسرى، فى المناطق الحدية. ويشير ذلك الى عملية المبادلات بين الأهداف المحبذة المعلنة لتحسين كل من الأمن الغذائى الأسرى والقطرى.

    208- وللتصميم الجامد الذى كان يتسم به البرنامج الخاص فى بدايته عيب آخر بمعنى أنه نتيجة لعدم مرونته، كان يصعب تعديله ليتوافق مع الأولويات وجوانب القوة النوعية فى البلدان ومن ثم أعاق على الأرجح فى بعض الأحيان اقامة علاقات التعاون والشعور بالملكية من جانب بعض البلدان التى ينفذ فيها. كما أنه طبق باعتباره برنامجا قائما بذاته لا يرتبط بأية نشاطات جارية أو مقررة للوكالات الأخرى بما فى ذلك المنظمات غير الحكومية.

    209- وثمة مسألة أخرى أصبحت واضحة خلال الزيارات لبلدان دراسات الحالة تتمثل فى أن الوقت الذى تقرر فى البداية للجزء التجريبى من المرحلة الأولى للبرنامج الخاص كان قصيرا للغاية وهو سنتين أو ثلاث سنوات، كما كان عدد المواقع المختارة صغيرا جدا مما لا يمكن معهد احداث أى تأثير كبيرة على استراتيجيات الانتاج والأمن الغذائى. فالمناهج التشاركية تحتاج، لكى تكون فعالة، لبعض الوقت. ويشير ذلك مقترنا بالتقلبات السنوية فى الأحوال المناخية والاجتماعية والاقتصادية والوقت اللازمة لاقامة منافذ مستدامة لتوزيع المدخلات وتسويق المنتجات الا أن الفترة الزمنية المتوقعة كانت بوضوح قصيرة للغاية. والواقع أنه تبين فى البلدان التى تمت زيارتها وحيث كانت نشاطات البرنامج الخاص تمثل بوضوح (باستثناء زامبيا)، أن التركيز الرئيسى، باستثناء فى السنغال، كان لا يزال على المواقع والمجتمعات المحلية التى بدأت فيها النشاطات منذ 5 أو 6 سنوات. فنجاح منهج البرنامج الخاص يعتمد بصورة كبيرة على قوة الهياكل المؤسسية بما فى ذلك الارشاد وتوزيع المدخلات ونظم التسويق والائتمان. وحيثما توجد عيوب فى ذلك، تستبعد تماما أن تكون فترة السنتين أو ثلاث سنوات كافية لاظهار التأثير. ولم يعثر على قرائن على تنفيذ جزء التوسع فى المرحلة الأولى (أى توسيع نشاطات البرنامج الخاص الى جميع المناطق الايكولوجية الزراعية فى البلد الا فى السنغال) على الرغم من وجود خطط بالفعل على الورق لذلك فى البلدان الأخرى. ولم يدخل أى بلد المرحلة الثانية للبرنامج الخاص.

    210- وأمام هذه القضايا المشار اليه أعلاه، ماذا يمكن عمله لتحسين وتصميم نشاطات البرنامج الخاص فى المستقبل مما يحسن من فعاليتها المحتملة وتأثيرها وقبولها لدى البرامج القطرية والجهات المتبرعة المحتملة¿ لمعالجة هذا الأمر، قام فريق التقييم أولا بتقييم جوانب القوة الحالية فى البرنامج الخاص مما يساعد على توفير أساس مفيد للمبادرات التى يمكن اتخاذها فى المستقبل. واستنادا الى ذلك، وافق فريق التقييم بعد ذلك على ما ينبغى أن يكون عليه التركيز الرئيسى للبرنامج الخاص. وأدى ذلك الى دراسة الاستراتيجية المثلى التى يمكن أن يطبقها البرنامج الخاص.

    7-2 جوانب القوة فى البرنامج الخاص

    211- ينطوى البرنامج الخاص، بالصورة الموجود بها حاليا، على عدد من الخصائص الايجابية أو جوانب القوة التى لا توجد دائما فى البرامج الأخرى المعانة من الجهات المتبرعة والمنظمة والتى تستحق الاشادة والتى يمكن الاعتماد عليها بصورة مفيدة فى تصميم وتنفيذ المبادرات ذات الصلة بالبرنامج الخاص فى المستقبل. والخصائص الرئيسية هى كالآتى:

    212- يجرى فى الوقت الحاضر تنفيذ البرنامج الخاص فى 62 بلدا. غير أن الشاغل الرئيسى لفريق التقييم هو ما اذا كان هذا البرنامج، بالنظر الى الموارد المحدودة (المالية والبشرية) المتاحة للمنظمة، قادر على التعامل بصورة كافية مع جميع البلدان المؤهلة فى الوقت الحاضر لتنفيذ البرنامج الخاص فيها. وفى الوقت الحاضر يعتمد معيار أهلية الاشتراك والاستفادة من البرنامج الخاص، بصورة عامة، على كون البلد من بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض على الرغم من أنه هناك عدد قليل من البلدان المدرجة حاليا فى البرنامج الخاص لا تستوفى هذا المعيار.

    213- وتتمثل مزايا استخدام هذا المعيار فيما يلى:

    214- ومن ناحية أخرى فان المشكلات التى تنطوى على استخدام هذا المعيار هى ما يلى:

    215- وبعد دراسة العوامل المشار اليها أعلاه، انتهى فريق التقييم الى نتيجة مفادها أن من الضرورى اجراء ترتيب للأولويات فيما يتعلق ببلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض لتلافى بعثرة موارد المنظمة المحدودة على مجالات واسعة، ولتحسين توقعات تأثير البرنامج الخاص. والمسألة المهمة هى المعايير التى يتعين استخدامها فى عمليات وضع الأولويات. ويرى فريق التقييم أن المعايير سوف تختلف وفقا لما اذا كان البلد يخطط لتنفيذ مشروع من مشروعات البرنامج الخاص أو ما اذا كان يرغب فى مواصلة نشاط للبرنامج الخاص كان قد بدأ فى وقت سابق.

    216- فبالنسبة لبلد يريد بدء نشاط للبرنامج الخاص يقترح فريق التقييم دراسة المعايير الأربعة التالية فى حالة اعراب أحد البلدان (من بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض عادة) عن رغبته فى تنفيذ نشاط من نشاطات البرنامج الخاص:

    217- بالنسبة لبلد يريد دعما لمواصلة نشاط من نشاطات البرنامج الخاص كان قد بدأ فى وقت سابق سوف يعتمد ذلك على نفس المعايير التى ستستخدم فى بدء نشاط من نشاطات البرنامج الخاص الواردة فى الفقرة السابقة بالاضافة الى ثلاثة معايير أخرى هى على وجه التحديد ما اذا كان:

    218- ونظرا لمركز المنظمة باعتبارها منظمة عالمية يتعين أن تكون حساسة وعادلة فى معاملاتها للبلدان الأعضاء فيها وخاصة البلدان الفقيرة منها، يقترح فريق التقييم عدم النظر الى عملية ترتيب الأولويات هذه على أنها تعنى استبعاد بعض البلدان، بل يقترح أن يترجم خفض الأولوية فيما يتعلق بمبادرات البرنامج الخاص التى تدعمها المنظمة الى زيادة الأولوية فى مبادرات المنظمة الأخرى (المساعدة فى تحسين و/أو النهوض بخدمات الارشاد) وخاصة بالنسبة لتلك التى يمكن أن تساعد فى تصحيح العيوب المحددة نتيجة لانخفاض أولوية البلد فيما يتعلق بالبرنامج الخاص. كما قد يكون من المناسب فى أوضاع أخرى، قبيل المضى أكثر فى مواصلة المبادرات ذات الصلة بالبرنامج الخاص (أى بالتعبيرات المستخدمة فى البرنامج الخاص، توسيع نطاق المرحلة الأولى) أن تساعد المنظمة فى تعزيز الأمن الغذائي بطرق أخرى بما فى ذلك وضع السياسات وبناء القدرات المؤسسية لتنمية المناطق الحدية، والمساعدة فى بعض المجالات مثل الانذار المبكر والاستعداد لمواجهة الكوارث وتنظيم البرامج الصافية الموجهة نحو ضمان سلامة الأغذية.

    7-3-2 ضرورة أن يمنح البرنامج الخاص قدرا أكبر من الأولوية للأمن الغذائى الأسرى

    219- يؤيد فريق التقييم بصورة كاملة التأكيد الذى وضعه البرنامج الخاص على الأمن الغذائى الا أنه يشعر بالانشغال، كما أشير الى ذلك أعلاه، ازاء المبادلات المحتملة بين الأمن الغذائى الأسرى وذلك الخاص بالبلد. ولحل هذه المشكلة، يقترح فريق التقييم مراعاة الاعتبارات التالية:

    7-3-3 بعض العوامل التى ينبغى دراستها لدى تصميم مبادرات البرنامج الخاص النوعية

    220- استنادا الى ملاحظات فريق التقييم الواردة فى مكان سابق من هذا التقرير، يوصى بتأكيد ثلاثة مبادئ أساسية لدى بدء أو توسيع نطاق مبادرات البرنامج الخاص فى بلدان معينة هى:

    221- وهناك فى عملية التصميم ذاتها، ست مجالات نوعية يعتقد فريق التقييم فى ضرورة أن تحظى بقدر أكبر من الاهتمام حيث أنها تؤثر لا على طريقة وضع استراتيجيات الأمن الغذائى الأسرى فحسب، بل وعلى الدرجة الممكنة للاستدامة والتأثير المضاعف للنشاطات ذات الصلة بالبرنامج الخاص. وقد نوقشت هذه المجالات فيما يلى.

    222- مراعاة الطابع الموسمى بصورة صريحة. فبالنسبة للأسر الفقيرة التى تعتمد اعتمادا كبيرا على الزراعة كوسيلة لكسب العيش، تتفاوت درجة الأمن الغذائى بحسب المواسم. ويتعين على التوصيات التكنولوجية أن تراعى "الطابع العادى" للسنوات الجيدة والرديئة. فبالنسبة للأسر الريفية الفقيرة، يتأثر الأمن الغذائى بدورة الانتاج الزراعى، وكمية الأغذية المخزنة، والتدفق النقدى. ويبدو هذا التجميع للعوامل فى أوضح صوره فى المناطق الحدية المعتمدة على الأمطار الموسمية بل وحتى فى المناطق المروية، فهى مسألة حاسمة بالنسبة للأسر الزراعية ذات الموارد المحدودة للغاية. ففى كل من المناطق المطرية وتلك المروية، تكتسى نشاطات التنويع التى لا تعتمد كثيرا على توافر المياه، أهمية فى التخفيف من تعرض الأسر للتأثيرات السلبية للطابع الموسمى للانتاج، ويزيد من تحملها للصدمات والاتجاهات السلبية من خلال تنويع نظم انتاجها ومصادر دخلها. ويعتقد فريق التقييم أن من المهم للغاية استخدام الطابع الموسمى للأمن الغذائى باعتباره نقطة بداية منطقية منظمة لتصميم الاستراتيجيات الرامية الى تحسين الأمن الغذائى الأسرى خلال جميع فترات العام. وتتكون عناصر الاستراتيجيات التى من الأنسب أن يطلق عليها اسم "استراتيجيات مواجهة الطابع الموسمى" من:

    223- وقد عالج البرنامج الخاص فى البلدان التى زارها فريق التقييم استراتيجيات مواجهة الطابع الموسمى رقم 1 أساسا، ولم يتناول رقم 2 بدرجة كبيرة، وتناول رقم 3 أ الى حد ما (ولكن ليس فى أكثر المناطق معاناة من انعدام الأمن الغذائى)، وبصورة متفرقة فقط رقم 3 ب (بضعة نشاطات لتصنيع الأغذية)، وفى حالات قليلة دعم خدمات القروض الصغيرة (رقم 4). ويتعين لكى يكون للمبادرات المقبلة ذات الصلة بالبرنامج الخاص هوية بارزة بوضوح وحدودا مرسومة بدقة حول قضايا الجوع الموسمى، واستراتيجيات مواجهة الطابع الموسمى، مواصلة الجهود لزيادة الانتاج الغذائى فى أوقات مختلفة من العام، وتحسين تنفيذ الاستراتيجيات ذات الصلة بتخزين الأغذية، وخسائر ما بعد الحصاد، وبنوك الحبوب، والتسويق، والتصنيع، والقروض، والدخول فى شراكات مع الوكالات الأخرى التى تتمتع بخبرات وتجارب ذات صلة مثل فى مجال النشاطات المدرة للدخل (بما فى ذلك النشاطات غير الزراعية)، ومؤسسات التمويل الريفية. وتستوجب الشراكات المرضية على نحو متبادل، مع وكالات أخرى، ألا تطالب المنظمة بالملكية وألا تحتل مركز الصدارة، كما أنها تساعد المنظمة على التركيز على المجالات التى تتمتع فيها بخبرات أكبر. كذلك ينبغى أن تبذل جهود أكبر للعمل مع منظمات المزارعين (أى كما فى السنغال)، جماعات المزارعين ومجتمعاتهم المحلية.

    224- مراعاة القضايا البيئية وضمان التوافق بين الانتاج والاستدامة الايكولوجية بصورة أكثر صراحة. فعلى الرغم من أن مفهوم البرنامج الخاص يركز على أهمية زيادة الانتاج دون تقويض الاستدامة الايكولوجية، فان فريق التقييم يعتقد، على الأقل بالنسبة لبلدان دراسات الحالة، أن هذه المسألة لم تلق دائما الكثير من الاهتمام الواضح. فقد اتجه التركيز الصريح الى تكنولوجيات زيادة الغلات بدرجة كبيرة للغاية. وعلى الرغم من أنه كان هناك فى بضعة بلدان (مثل اكوادور وكمبوديا) بعض الاهتمام بالادارة المتكاملة للآفات، وطرق الانتاج العضوية، فان الاهتمام بالقضايا البيئية كان أقل مما كان يتوقع فريق التقييم. ولذا يوصى فريق التقييم بالاهتمام فى المستقبل بتصميم الاستراتيجيات التى تضمن التوافق بين الانتاج والاستدامة التكنولوجية بصورة أوضح مما هى عليه الآن. وسيكتسى مراعاة هذه المسألة قدر أكبر من الأهمية مع توسيع نطاق النشاطات ذات الصلة بالبرنامج الخاص لتشمل المناطق الحدية.

    225- توجيه المزيد من الاهتمام الصريح للمساواة بين الجنسين. يعتقد فريق التقييم أن مراعاة المساواة بين الجنسين بطريقة حساسة للموقع، فى البرامج القطرية للبرنامج الخاص، تحتاج الى مزيد من الاهتمام الواضح. وتوفر خطة عمل المنظمة المعنية بالمساواة بين الجنسين والتنمية التى وضعت مؤخرا، خطوطا توجيهية يمكن أن يستخدمها البرنامج الخاص فى مراعاة المساواة بين الجنسين بالاشتراك مع سياسات المساواة بين الجنسين التى تتبعها حكومات البلدان.

    226- زيادة الاهتمام الصريح بالصلات. أشار فريق التقييم فى أوائل هذا التقرير الى استحسان استخدام البرنامج الخاص لمنهج مرسوم وصريح وأكثر انتظاما ازاء اقامة الصلات لا مع الوكالات المتبرعة فحسب، بل ومع العناصر الفاعلة والوكالات الانمائية (مثل المنظمات غير الحكومية). ويتعين أن يبدأ التحرك نحو هذا الأمر حتى فى مرحلة التصميم حيث يمكنها أن تضطلع بدور يتسم بالأهمية الكامنة فى تحديد الطابع النوعى للاستراتيجيات المخططة والممكنة، وفى زيادة نطاق النشاطات ذات الصلة بالبرنامج الخاص التى تنفذ وتأثيراتها الممكنة. وثمة مثالين على الصلات المفيدة للغاية والمحددة هما الصلات مع المنظمات غير الحكومية الموجهة نحو التنمية ومنظمات البحوث. فبامكان المنظمات غير الحكومية الموجهة نحو التنمية أن توفر فى بعض الأحيان الدعم لتنفيذ خطط الادخار والتسليف، وبنوك الحبوب، ومرافق التسويق والتصنيع المجتمعية، ودعم التنويع من حيث نوع النشاطات غير المدرجة فى مبادرات التنويع فى اطار البرنامج الخاص (مثل الحرف اليدوية وفرص العمل غير الزراعى). ويتعين على منظمة الأغذية والزراعة، بحكم اختصاصاتها، أن تركز على النشاطات ذات الصلة بالزراعة، وان كانت مساهمة هامة فى الأمن الأسرى، أو على سبل المعيشة المستدامة للأسر الفقيرة ذات مصادر الدخل غير الزراعى والتى يمكن تيسيرها من خلال اقامة الصلات المبدعة مع الوكالات الأخرى التى تركز على هذه النشاطات. وسوف يتسق ذلك مع حق الغذاء على النحو المشار اليه فى الوثائق المقدمة لمؤتمر القمة العالمى للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد.

    227- زيادة الاهتمام الصريح بالقضايا المتعلقة بالسياسات والمؤسسية على المستويين الكلى والمتوسط. يتعلق ذلك على المستوى الكلى على وجه الخصوص بالتوزيع العام للأغذية والسياسات السعرية والاعانات وقضايا منظمة التجارة العالمية. وتشمل قضايا المستوى المتوسط القروض والاهتمام وتوزيع المدخلات وتحديد الأسواق والتنمية والمفاوضات المجتمعية والاتفاقيات والاجراءات ذات الصلة بتنمية مستجمعات المياه والقضايا ذات الصلة بحيازة الأراضى. ويتعين معالجة جميع هذه القضايا فى شراكة مع الوكالات الأخرى.

    228- القبول بفترة زمنية أطول لتحقيق التأثيرات. يتطلب الأمر فترة زمنية أكثر واقعية (تصل الى خمس سنوات) لوضع وادراج الاعتبارات المشار اليها أعلاه بصورة كافية.

    7-3-4 تنفيذ التصميم المقترح لمبادرات البرنامج الخاص

    229- نظرا للتعليقات المشار اليها سابقا بشأن التصميم الأكثر مرونة فيما يتعلق بمبادرات البرنامج الخاص، يعتقد فريق التقييم أن هناك ميزة، قبيل عملية التصميم فى حد ذاتها، من تنفيذ نشاط أو اثنين هما:

    230- يتعين التفكير مسبقا فى استراتيجية للخروج فيما يتعلق بالمنظمة من حيث تسليم المسؤوليات عند نهاية فترة التنفيذ، على أن تنفذ هذه الاستراتيجية بالتدريج. فيوصى باستخدام منهج تسجيلى تشاركى فى عملية التصميم وأن يصبح هذا المنهج، خلال مرحلة التنفيذ، اطارا تسجيليا ديناميا يقوم على المشاركة ويجرى تعديله بصورة دورية لتيسير عمليات الرصد والتقييم فيما يتعلق بالأهداف والمؤشرات ووسائل التحقق والقياس والافتراضات والمخاطر المرتبطة بالمشروع. فيكتسى العمود الأخير أهمية خاصة حيث أنه يرتبط ببيئة السياسات ويوفر جسرا الى تحليل المعوقات.

    231- وأخيرا، يتعين وضع أربع استراتيجيات تكميلية هى:








  • الملحق الأول : اختصاصات تقييم البرنامج الخاص للأمن الغذائى

    ألف - الغرض من التقييم

    1. تجرى عملية التقييم استجابة لطلب من الأجهزة الرياسية وكذلك لتلبية احتياجات الادارة الداخلية. وسيحقق التقييم الخارجى المستقل هدفين:

    باء - القضايا التى يغطيها التقييم

    1. سيغطى التقييم الجوانب الرئيسية التالية اتساقا مع منهج التقييم الموحد:
      1. استعراض كفاءة وكفاية عملية تنفيذ البرنامج خلال الفترة حيث يغطى:

          أ- تخطيط وتنسيق البرنامج داخل المنظمة؛
          ب- المساندة الفنية والدعم الادارى للتنفيذ فى المنظمة (بما فى ذلك الخطوط التوجيهية والمذكرة الارشادية وغير ذلك؛
          ج- دور ومشاركة بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض المستهدفة؛
          د- التعاون مع الوكالات الدولية والجهات المتبرعة؛
          ه- تعبئة الموارد المالية (القطرية ومن منظمة الأغذية والزراعة ومن المصادر الخارجية الأخرى)؛
          و- الرصد والاستعراض والاشراف (بواسطة المنظمة والبلدان المشاركة)؛
      2. تحليل وتقييم الانجازات والنتائج الشاملة، بما فى ذلك:

          أ- عدد البلدان المشاركة ووضعها بما فى ذلك جوانب العملية التجريبية (المحاصيل المستهدفة ونظم الزراعة وأنواع المزارعين وتكامل عناصر البرنامج الأربعة وغير ذلك)؛
          ب- النتائج التى تحققت فى البلدان المشاركة من حيث:

            - عدد المواقع المشمولة بما فى ذلك العناصر التى نفذت فى كل موقع؛
            - عدد وطبيعة المزارعين والمجتمعات المحلية المشاركة فى كل موقع بما فى ذلك التزاماتهم بالموارد؛
            - تطبيق طرق وممارسات الانتاج المحسنة فضلا عن تأثيراتها على الانتاجية على مستوى المزرعة؛
            - مساهمة العمليات التجريبية فى توفير واتاحة الأغذية للمزارعين والمجتمعات المحلية (لا زيادة الامدادات فقط، بل الحد من التقلبات فى الامدادات السنوية)؛
            - مساهمة العمليات التجريبية فى الأمن الغذائى لمجموعات السكان الريفيين المعرضة؛
            - تعزيز مشاركة المزارعين وأصحاب الشأن المحليين الآخرين ولاسيما النساء، بما فى ذلك الترتيبات المؤسسية؛
            - التحسينات فى خدمات الارشاد والدعم الأخرى المقدمة للمنتجين الريفيين فى سياق العمليات التجريبية؛
            - تعزيز القدرات والالتزامات القطرية بالأمن الغذائى بما فى ذلك السياسات والتدابير المؤسسية؛
            - التأثيرات والآثار على تعبئة المعونة والموارد الخارجية لأغراض الأمن الغذائى فى البلدان المشاركة بما فى ذلك المساعدات لدعم العمليات التجريبية؛
            - خطط الحكومات ازاء العمليات فى المستقبل.

          ج- نوعية تصميم وتنفيذ العمليات التجريبية بما فى ذلك:

            - استخدام عناصر البرنامج الأربعة (المياه والتكثيف والتنويع وتحليل المعوقات) والتعاون فيما بين بلدان الجنوب؛
            - فعالية ادارة البرنامج القطرى (بما فى ذلك التنسيق والرصد واعداد التقارير وحل المشكلات)؛
            - مشاركة وتعبئة المزارعين والعناصر الفاعلة المحلية والوكالات الحكومية؛
            - الدعم من الحكومات والمنظمة والتعاون فيما بينها؛

          د - المعوقات الرئيسية التى ووجهت أثناء العمليات التجريبية حتى الآن
      3. تقييم سلامة واستدامة النتائج المتحققة فى البلدان المشاركة وامكانية تكرارها بما فى ذلك:

          أ- التوقعات بالنسبة لمختلف البلدان وخاصة تلك التى ينفذ فيها البرنامج منذ فترة طويلة؛
          ب- العوامل الايجابية والسلبية الرئيسية التى تؤثر فى سلامة النتائج (من حيث التكليف والمنافع على مستوى المزرعة) والاستدامة العريضة وصلاحية تكرار المنهج ككل؛
          ج- الدروس الرئيسية والقضايا ذات الصلة بالمستقبل.
      4. التقييم الشامل للبرنامج بما فى ذلك التعاون فيما بين بلدان الجنوب حيثما يكون ذلك مناسبا بما فى ذلك:

          أ- مردودية تكاليفه وسلامته فى ضوء أداء التنفيذ والانجازات؛
          ب- جوانب القوة ونقاط الضعف فى التصميم والتنفيذ والادارة؛
          ج- القضايا الرئيسية التى تتطلب تدابير وخاصة من حيث:

            - زيادة تحسين العمليات التجريبية وفعاليتها واستدامتها؛
            - دراسة الانتقال من المرحلة التجريبية الى مرحلة التمديد فى البرنامج والى مرحلة التوسع؛

          د- التوقعات والخيارات الخاصة بالمستقبل (بواسطة مجموعات البلدان فى المراحل المختلفة من التقدم).
      5. استنادا الى ما ورد أعلاه، اعداد توصيات بشأن الطريقة التى يمكن بها تحسين البرنامج (يمكن توجيهها الى المنظمة والبلدان المشاركة ودوائر الجهات المتبرعة الدولية).

    جيم - اجراء التقييم

    1. يشارك فى الوقت الحاضر ما مجموعه 86 بلدا فى البرنامج الخاص للأمن الغذائى فى مراحل مختلفة بما فى ذلك 60 بلدا فى مرحلة التشغيل (نحو 30 بلدا ينفذ فيها البرنامج منذ 3 سنوات أو فترة أطول من ذلك). وسيستند التقييم الى حد كبير الى الزيارات الميدانية فى بلدان مختارة حيث ينفذ البرنامج الخاص. وبغية ابقاء العملية فى حدود التحكم من الناحية المادية والمالية، ستقتصر الزيارات الميدانية على 12 بلدا معظمها لديه برامج أكثر نضجا.
    2. ولتيسير التحليل المتعمق وضمان تطبيق منهج موحد فى الزيارات الميدانية، ستعد خلال المرحلة الأولية من التقييم معايير وطرق أكثر تفصيلا وعملية لتقييم العمليات التجريبية المختلفة. وسوف تستند المعايير والطرق الى المنهجية المستخدمة فى عمليات تقييم المشروعات الميدانية فى منظمة الأغذية والزراعة (الأطر المنطقية والمنهج الموجه نحو النتائج بما فى ذلك اذا تطلب الأمر تعاريف للمؤشرات الخاصة بقياس الانجازات والنتائج الرئيسية).

    دال - الجدول الزمنى للتنفيذ

    1. ستنفذ عملية التقييم خلال عام 2001 على النحو التالى:
      1. المرحلة التمهيدية (من الوقت الحاضر حتى مارس/آذار 2001) وتشمل:

        • - اعداد الاختصاصات النهائية ومنهجية التقييم المفصلة للزيارات الميدانية؛
          - تحديد أفراد الفريق المحتملين واختيارهم وتعيينهم؛
          - جمع الوسائل والمعلومات لأغراض التقييم؛
          - اعداد خطة العمل المقترحة.
      2. استعراض نظرى (مارس/آذار-مايو/أيار 2001) لاعداد الدراسات التى سيستخدمها فريق التقييم بما فى ذلك:
        - ملخص موجز للبرنامج؛
        - دراسات مكتبية للأداء والانجازات فى البلدان التى ينفذ فيها البرنامج. وسوف تستفيد الدراسات من المعلومات المتوافرة بما فى ذلك تقارير المفتش الميدانى؛
        - تحليل موجز للانجازات المتصورة والقضايا الناشئة فى اطار البرنامج؛
        - مقترحات بشأن اختيار البلدان للزيارات الميدانية والتى سيوافق عليها فى نهاية الأمر الفريق الأساسى للتقييم.

      3. اجراء أربع زيارات ميدانية (يونيو/حزيران - أكتوبر/تشرين الأول 2001) الى بلدان البرنامج الخاص الاثنى عشر المختارة. وينبغى أن يزور الفريق، الى أقصى حد ممكن، المكاتب الاقليمية أو المكاتب الاقليمية الفرعية المعنية. وقد تستغرق كل زيارة، تغطى نحو ثلاثة بلدان، فترة تبلغ نحو ثلاثة أسابيع بما فى ذلك كتابة التقرير.
      4. اعداد تقرير تقييم جامع (نوفمبر/تشرين الثانى - ديسمبر/كانون الأول 2001 خلال فترة تبلغ نحو أسبوعين بواسطة أعضاء الفريق الأساسيين فى روما). وسيقدم الفريق ملخصا للمدير العام وغيره من موظفى المنظمة.
      5. اعداد تعليقات المدير العام على النتائج والتوصيات الواردة فى تقرير التقييم لتقديمها للأجهزة الأساسية من خلال لجنة البرنامج (مايو/أيار 2002).
    2. هاء - تكوين فريق التقييم

    3. سوف يتألف الفريق من عدد يتراوح بين 9 و10 من الخبراء الاستشاريين الخارجيين بما فى ذلك رئيس الفريق الذى تعينه المنظمة. وسوف يتحمل رئيس الفريق المسؤولية الشاملة عن اعداد تقرير التقييم وضمان أن يعبر عن وجهات نظر أعضاء الفريق. وستعد كل بعثة تقريرا عن نتائج زيارتها القطرية.
    4. يتعين أن يكون أعضاء الفريق من ذوى السمعات الدولية ولم يشاركوا فى أى تخطيط أو تنفيذ للبرنامج. كما ينبغى أن يجمعوا، بوصفهم فريقا، الطائفة من الخبرات اللازمة لمعالجة الجوانب والقضايا الموضوعية التى سيتم تغطيتها.
    5. وسيقدم الدعم لفريق التقييم رئيس ادارة التقييم طوال العملية بأسرها وسيصاحب موظف من ادارة التقييم كل بعثة تزور الأقاليم ويشارك فى كتابة التقرير حسب توجيهات رئيس البعثة.








    الملحق الثانى : موجز للسير الذاتية لأعضاء فريق التقييم

    Dunstan S.C. SPENCER (سيراليون) - رئيس الفريق المعنى بتقييم البرنامج الخاص للأمن الغذائى، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه فى الاقتصاد الزراعى من جامعة الينوى، شامبين - أوربانا، مع التدريب فى علم الحيوان بعد التخرج. وقد حصل على البكالوريوس فى علوم الزراعة (بمرتبة الشرف) من كلية واى، جامعة لندن. وقد قام بتدريس الاقتصاديات الزراعية والانمائية للطلبة الجامعيين فى سيراليون وطلبة الدراسات العليا فى الولايات المتحدة. وقد ترأس مشروعات رئيسية لبحوث نظم الزراعة فى المنظمات البحثية الدولية التابعة لشبكة الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية بما فى ذلك المعهد الدولى للزراعة الاستوائية حيث كان مديرا لقسم ادارة الموارد والمحاصيل، والمعهد الدولى لبحوث المحاصيل فى المناطق الاستوائية شبه القاحلة، ورابطة تنمية الأرز فى غرب أفريقيا. ويعمل فى الوقت الحاضر خبيرا استشاريا مستقلا من مقره فى فريتاون فى سيراليون حيث تولى بهذه الصفة عضوية ورئاسة عدد من بعثات تحديد المشروعات الزراعية وتصميمها والاشراف على تقديرها وتقييمها نيابة عن المنظمات الدولية مثل مصرف التنمية الأفريقى ومنظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولى للتنمية الزراعية والبنك الدولى وبرنامج الأمم المتحدة الانمائى فضلا عن عدد من المؤسسات مثل مؤسسة روكفلر وفورد. كما أنه خبير فى دور النساء فى التنمية والتقييم البيئى وعملية تقدير التأثيرات وقضايا التخفيف من حدة الفقر.

    Pierre SPITZ (فرنسا) - رئيس بعثة لتقييم البرنامج الخاص للأمن الغذائى فى آسيا وغرب أفريقيا. وقد تخرج من المعهد الوطنى للزراعة (باريس) فى الاقتصاد الزراعى. وقد أجرى بوصفه زميلا باحثا فى معهد الاحصاءات الهندى، بحوثا عن نظم كسب العيش فى مجموعة من القرى فى بيهار. ثم عين بعد ذلك مستشارا لوزارة التخطيط والاقتصاد والمالية فى تونس. وأصبح زميلا للمراجعة فى صندوق الكومنولث، نيويورك، وزميل بحوث فى مركز الدراسات الدولية وجامعة هارفارد (مركز الشؤون الدولية). فقد اشترك فى تأسيس المجموعة البحثية المعنية بالعلاقات الاقتصادية الدولية فى المعهد الوطنى للبحوث الزراعية ثم أصبح مديرا مشاركا للنظم الغذائية والمجتمع/الأمن الغذائى فى برنامج العالم الحديث فى معهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية (1977-1985). ثم تولى بعد ذلك منصب منسق بحوث فى الهيئة المستقلة للقضايا الانسانية الدولية، ومدير التقييم، فى الصندوق الدولى للتنمية الزراعية. وكان رئيسا لمجموعة خبراء الرصد والتقييم فى اللجنة الفرعية المعنية بالتنمية الريفية التابعة للجنة التنسيق الادارية فى الأمم المتحدة. وقد عمل مع العديد من الوكالات الثنائية ومتعددة الأطراف بالاضافة الى منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولى للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمى. ويتولى فى الوقت الحاضر منصب مدير البحوث (الاقتصاديات العامة فى المعهد الوطنى للبحوث الزراعية الموجود فى المعهد الوطنى للزراعة فى باريس. وتتعلق كتاباته بسياسات الأغذية والتنمية الريفية والحق فى الغذاء وتحليل النظم ومنهجية التقييم.

    Frank Malcolm ANDERSON (استراليا) - حصل على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد الزراعى من جامعة ولاية أوريجون عام 1972. وكان رئيسا لفريق برنامج بحوث المرتفعات فى المركز الدولى للثروة الحيوانية فى أفريقيا. وكان أستاذا مؤسسا لادارة النظم الزراعية والبستانية، جامعة ماساى، نيوزيلندا، وخبير الاقتصاد الزراعى فى مشروع البحوث الزراعية فى تركيا وكبير مستشارين فى مشروع احياء مستجمعات المياه فى شرقى أناطوليا، تركيا. كما قام بالعديد من الخدمات الاستشارية فى آسيا وأفريقيا لكل من منظمة الأغذية والزراعة ومصرف التنمية الآسيوى والبنك الدولى للانشاء والتعمير والمركز الاسترالى للبحوث الزراعية الدولية. والموضوعات المهنية الرئيسية التى يضطلع بها هى البحوث الزراعية وادارة الموارد الطبيعية والتكامل بين البحوث الزراعية والارشاد.

    Manuel CONTIJOCH ESCONTRIA (المكسيك) - وقد حصل على درجة فى الهندسة المهنية من الجامعة الوطنية فى المكسيك ودرس التخطيط الانمائى فى كلية يونيفيرستى فى لندن. ويتمتع بخبرة تبلغ 28 عاما مع الحكومة المكسيكية حيث شارك فى تجميع خطة المياه القطرية، وتولى منصب منسق برنامج التنمية الريفية فى المناطق الاستوائية فى المكسيك، وكان مسؤولا عن مركز بحوث الرى والصرف فى المعهد المكسيكى لتكنولوجيا المياه، والمدير الاقليمى لهيئة المياه الوطنية فى الاقليم الجنوبى الشرقى من المكسيك، ونائب مدير عام هيئة المياه الوطنية، والمدير العام ل FIRCO وهى الوكالة المسؤولة عن التحالف الزراعى وبرنامج العمل الريفى فى المكسيك. وتولى مهاما دولية فى مجالات المياه والتنمية الريفية فى البنك الدولى والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وSUEZ والمجموعة الاستشارية لوكالة PA ومنظمة الأغذية والزراعة.

    Antanas MAZILIAUSKAS (ليتوانيا) - حصل على درجة الدكتوراه فى الهندسة الهيدرولوجية ويعمل فى الوقت الحاضر عميدا لكلية ادارة المياه والأراضى فى جامعة ليتوانيا الزراعية ورئيس اللجنة الوطنية الليتوانية المعنية بالرى والصرف. وقد عمل مديرا للتنمية الزراعية والغذائية فى وزارة الزراعة فى جمهورية ليتوانيا ويتمتع بخبرات دولية فى كل من الجزائر وساحل العاج وكازاخستان ونيجيريا وأوغندا بما فى ذلك العمل فى وضع وتقييم المشروعات فى منظمة الأغذية والزراعة والبنك الدولى والاتحاد الأوروبى والمجلس البريطانى والوكالة الدنماركية للمساعدات الدولية. وموضوعاته المهنية الرئيسية هى ادارة موارد الأراضى والمياه، والرى والصرف، ووضع السياسات فى قطاعى الأغذية والزراعة.

    David W. NORMAN (الولايات المتحدة الأمريكية) - هو أستاذ الاقتصاد الزراعى فى جامعة ولاية كنساس حيث يدرس دورات عن الفقر والتنمية الزراعية الدولية. وقد حصل على البكالوريوس فى مادة الزراعة من كلية واى، جامعة لندن، المملكة المتحدة، والماجستير والدكتوراه فى الاقتصاد الزراعى من كلية أنتاريو الزراعية جامعة تورنتو، كندا وجامعة ولاية أوريجون، الولايات المتحدة. وقد قضى 20 عاما فى العمل فى نظم البحوث الزراعية القطرية فى أفريقيا بما فى ذلك رئيس وحدة بحوث الاقتصاد الريفى التى ترعاها مؤسسة فورد، فى نيجيريا ورئيس قسم الاقتصاد الزراعى وعلم الاجتماع الريفى فى جامعة أحمد بيللو نيجيريا ورئيس فريق المجموعة الزراعية الدولية لأمريكا الوسطى ومشروع تحسين التكنولوجيا الزراعية الذى ترعاه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تحت اشراف وزارة الزراعة فى بوتسوانا. ويتولى فى الوقت الحاضر مهاما قصيرة المدد (معظمها كرئيس فريق) وقد عمل فى أكثر من 60 بلدا فى أفريقيا وآسيا وجنوب المحيط الهادى فى خدمة الكثير من الوكالات المختلفة بما فى ذلك برنامج الأمم المتحدة الانمائى ومنظمة الأغذية والزراعة وشبكة الجماعة الاستشارية الزراعية الدولية ووزارة التنمية الدولية فى المملكة المتحدة والمديرية العامة للتعاون الدولى فى هولندا ومؤسستى روكفلر وفورد. وقد اضطلع بدور بارز فى وضع والترويج لمنهج بحوث النظم الزراعية بما فى ذلك انشاء الرابطة الدولية للنظم الزراعية التى كان رئيسا لها. وقد ألف واشترك فى تأليف نحو 185 مطبوعا.

    Maija SALA (فنلندا) - تتمتع بخلفية فى ادارة الأعمال والاقتصاد. وقد عملت لأكثر من 20 عاما كأخصائية لتعليم الكبار فى الحركات التعاونية فى أفريقيا مع العمل لمدة 10 سنوات فى العديد من البرامج الكبرى على المستويات القطرية. وخلال الأحد عشر عاما الماضية، تولت مجموعة عريضة من المهام قصيرة الأجل فى مختلف جوانب التنمية الريفية وكعضو بعثة ورئيسة فريق فى نحو 20 بلدا ناميا بتمويل من البنك الدولى والوكالة الدنماركية للتنمية الدولية والاتحاد الأوروبى والوكالة الفنلندية للمعونة الدولية ومنظمة العمل الدولية والوكالة السويدية للتنمية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائى والصندوق الدولى للتنمية الزراعية ومنظمة الأغذية والزراعة.

    Vijay Shankar VYAS (الهند) - هو أستاذ فخرى فى جامعة جايبور وحصل على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد. وقد درس فى جامعة بومباى وجامعة سردار باتيل والمعهد الهندى للادارة فى أحمد أباد وشغل مناصب كبرى فى الأجهزة الأكاديمية وصنع القرار فى بلده وفى الخارج. وكان عضوا فى هيئة الأسعار الزراعية فى الهند، ومدير المعهد الهندى للادارة، أحمد أباد وكبير المستشارين فى التنمية الزراعية والريفية فى البنك الدولى، فى واشنطن العاصمة. وقد عمل استشاريا مع الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائى وغيرها من الوكالات الثنائية ومتعددة الأطراف. وكان عضوا فى مجلس أمناء المعهد الدولى للموارد الوراثية النباتية والمركز الدولى للزراعة الاستوائية وعضو فى مجلس محافظى IDS، ساسكس. ويتولى فى الوقت الحاضر عضوية المجلس المركزى لبنك الاحتياط فى الهند. وقد كتب بتوسع فى السياسات الزراعية والتنمية الريفية وتم تكريمه فى بلده وفى الخارج لما قدمه من مساهمات. ويتولى فى الوقت الحاضر رئاسة الرابطة الآسيوية لخبراء الاقتصاد الزراعى.

    محجوب زروق (السودان) - هو محاضر متعاون ومشرف على الدراسات العليا فى جامعتى الخرطوم وأم درمان الأهلية. وقد حصل على درجة بكالوريوس فى الزراعة من جامعة الخرطوم والماجستير فى ادارة المراعى ودرجة الدكتوراه فى الايكولوجية من جامعة كاليفورنيا، ديفيس. وقد ترقى فى خدمة حكومته الى أن وصل الى مركز المدير العام للمراعى والأعلاف. وعمل كخبير ايكولوجى فى المراعى وكبير المستشارين الفنيين لمنظمة الأغذية والزراعة فى مجال المراعى والغابات فى عمان. وبالاضافة الى عمله الجامعى يتولى فى الوقت الحاضر مهام استشارية بما فى ذلك مع منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة الانمائى ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، والجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية وأوكسفام والهيئة العربية للتنمية الزراعية والمصرف العربى للتنمية الزراعية فى أفريقيا واليونيسيف ورابطة التنمية الدولية والصندوق الدولى للتنمية الزراعية.








    الملحق الثالث : موجز البيانات الأساسية للبرامج القطرية للبرنامج الخاص

    البلد تاريخ بدء البرنامج الخاص مصادر التمويل من خارج الميزانية عدد المواقع العاملة حاليا عدد المزارعين

    المجموع منها - عناصر المجموع منهم من النساء
    المياه التكثيف التنويع

    البانيا

    04/98

    برنامج الأمم المتحدة الانمائى

    8

    8

    8

    1

    461

    20

    أنغولا

    01/98

    ايطاليا

    13

    5

    13

    13

       

    بنغلاديش

    08/98

    اليابان، برنامج الأمم المتحدة الانمائى، البنك الدولى

    6

    6

       

    727

     

    بينان

    05/99

     

    13

    13

    13

    13

       

    بوليفيا

    10/95

     

    13

    1

    13

    13

    1870

     

    بوركينا فاصو

    01/95

    برنامج الأمم المتحدة الانمائى

    34

    34

    34

    16

    7615

    792

    كمبوديا

    10/97

    صندوق الأمم المتحدة للشراكات الدولية

    43

    41

    41

    43

    1491

     

    الرأس الأخضر

    06/99

     

    10

    10

    10

    10

       

    الصين

    05/95

     

    22

    2

    2

    20

    1500

    600

    جمهورية كوريا الديمقراطية

    09/98

    جمهورية كوريا

    3

    2

    2

    2

    2315

     

    اكوادور

    11/97

    المنظمات غير الحكومية الكندية

    7

    4

    7

    5

    910

     

    اريتريا

    08/95

    ايطاليا

    26

    12

    17

    5

    4010

     

    اثيوبيا

    03/95

    ايطاليا، برنامج الأمم المتحدة الانمائى

    29

    7

    29

    0

    30000

    50

    جورجيا

    12/98

     

    n.a

         

    815

    171

    غامبيا

    06/00

     

    2

    0

    1

    2

       

    غانا

    11/97

    صندوق الأمم المتحدة للشراكات الدولية

    6

    6

    0

    0

    270

    140

    غينيا

    05/95

     

    12

    10

    12

    12

    242

     

    غواتيمالا

    10/99

    اسبانيا

    3

    3

    3

    3

       

    هايتى

    06/97

    فرنسا

    5

    4

    5

     

    3786

    530

    الهند

    05/99

    برنامج الأمم المتحدة الانمائى

    9

    0

    9

    0

       

    ساحل العاج

    01/99

     

    3

    0

    3

    0

       

    كينيا

    05/95

    نامج الأمم المتحدة الانمائى

    119

    38

    119

    54

       

    ليسوتو

    11/97

     

    5

    5

    0

    0

       

    مدغشقر

    08/98

    فرنسا، برنامج الأمم المتحدة الانمائى

    13

    8

    13

    10

    82

     

    ملاوى

    11/97

    آيسلندا

    8

    8

    0

    0

       

    ملديف

    03/00

     

    n.a

         

    300

     

    مالى

    05/98

    هولندا

    7

    7

    7

    7

    386

    30

    موريتانيا

    06/95

     

    33

    20

    23

    29

    1945

     

    منغوليا

    11/97

     

    4

    4

    4

    4

    33

    12

    المغرب

    02/99

     

    1

    1

    1

    0

    290

     

    موزامبيق

    03/97

    ايطاليا

    17

    0

    14

    17

    212

     

    نيبال

    11/95

    صندوق الأمم المتحدة للشراكات الدولية، حساب أمانة أحادى

    12

    0

    12

    12

       

    النيجر

    08/95

    بلجيكا،

    اليابان

    سويسرا
    برنامج الأمم المتحدة الانمائى
    المنظمات غير الحكومية الكندية

    52

    17

    52

    5

    369

    140

    نيجيريا

    03/99

     

    3

    3

    3

    0

    4000

     

    باكستان

    06/98

     

    2

    2

    2

    2

    327

     

    بابوا غينينا الجديدة

    07/96

     

    7

    7

    7

    5

    700

     

    رواندا

    12/96

    برنامج الأمم المتحدة الانمائى

    4

    4

    4

    0

    170

     

    السنغال

    01/95

    فرنسا، ايطاليا

    52

    29

    23

    38

    1200

    319

    سورية

    02/99

     

    8

    8

    8

    0

    32

     

    تنزانيا

    05/95

     

    19

    3

    8

    19

    1141

    388

    زامبيا

    08/95

    صندوق الأمم المتحدة للشراكات الدولية، الصندوق الدولى للتنمية الزراعية

    16

    12

    16

    n.a.

    730

     

    زمبابوى

    04/99

     

    6

    3

    6

    0

    94

    32

    ملحوظة: البلدان المبينة بالخط الغامق زارها فريق التقييم.
    المصدر: ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص، المنظمة.
    ملحوظة من فريق التقييم: تم الحصول على البيانات فى هذا الجدول بواسطة ادارة تنسيق ورصد البرنامج الخاص من أوراق المعلومات المقدمة من المشروعات القطرية. وينبغى معاملتها بحذر حيث أنه لا يوجد اتساق فى تعريف "المواقع" و"عدد المزارعين" فيما يتعلق بمختلف البلدان.

    استجابة الإدارة العليا

    1. إننا نشيد بجهود فريق التقييم الخارجي المستقل لاعداده استعراضا نقديا وبنّاء ومفيدا للبرنامج الخاص للأمن الغذائي. وقد أدركنا، منذ البداية عند إطلاق البرنامج عام 1994، الحاجة إلى تكييفه ليواكب الدروس المستخلصة من التجربة المكتسبة من تنفيذه ومن ما يطرأ من تغيرات على مناخ التنمية الأوسع. ونحن نرحّب بهذا التقرير باعتباره أهمّ مساهمة في سياق عملية التعلّم هذه.
    2. ويتضمّن التقرير ذخيرة غنية من الملاحظات المفيدة بشأن البرنامج الخاص تعين لجنة البرنامج على اجراء مناقشات مبنية على المعلومات الوافية للإنجازات التي تحققت ومستقبل البرنامج. وينتظر أن يكون لدى ممثلي البلدان التي تستضيف أنشطة البرنامج الخاص للأمن الغذائي، سواء كانت تموّل تلك الأنشطة أو تساهم في تنفيذها من خلال مبادرة التعاون بين بلدان الجنوب، الكثير مما تضيفه فى هذا الصدد؛ ويهمنا على وجه خاص الاستماع إلى ملاحظاتهم.
    3. لقد تعمّد فريق التقييم التركيز على الدول التي انضمت الى البرنامج الخاص للأمن الغذائي في بداياته، إذ أنها ذات السجل الأطول الذى يستحق الاستعراض. وفى اعتقادنا أن الكثير من المخاوف التي أعرب عنها في التقرير بشأن تصميم المشروعات الأولى للبرنامج وتنفيذها، قد عولجت المشروعات اللاحقة التي لم يشملها التقييم، وفي حالات توسع المرحلة الأولى من البرنامج الخاص للأمن الغذائي. لكننا نقبل بأن المجال لازال مفتوحاً لتحسين البرنامج وتطويره. فيتمّ مثلاً سد الفجوة - الموجودة في أي برنامج إنمائي واسع النطاق وليس البرنامج الخاص للأمن الغذائي بمنأى عنها - بين النوايا كما حددت الخطوط التوجيهية وما يجري فعلاً على الأرض. كما أن هناك ضرورة إدخال تعديلات هيكلية على البرنامج.
    4. ونحن في استجابتنا لا نرغب فى إثقال كاهل لجنة البرنامج بتعليقات تفصيلية عن التحليل الذي أجراه الفريق، بل سنركز بشكل أساسي على توصيات التقرير بشأن سُبل تحقيق مزيد من تحسين البرنامج الخاص للأمن الغذائي في المستقبل. إذ من واجبنا اليوم صبّ جهودنا على المستقبل، انطلاقاً من الدروس المستفادة من الماضي ومن ملاحظات الفريق، لا سيما المتعلق منها ببعض الجوانب الجوهرية للبرنامج. لكننا مستعدون لإبداء وجهة نظرنا بشأن أي ملاحظات أو بيانات وردت في الأقسام التحليلية من التقرير إذا رغب أعضاء اللجنة في ذلك.
    5. بيد أننا نشير إلى ثلاثة موضوعات أساسية لا نتفق تماماً وفريق التقييم المستقل بشأنها.
    6. إننا نوافق الفريق تماماً بشأن جوانب القوة في البرنامج الخاص للأمن الغذائي والتوصية القاضية بأن تستفيد الأنشطة المستقبلية من جوانب القوة هذه. وتتفق مع رأى الفريق حول أهمية البرنامج والحاجة إلى ايجاد التوازن بين التدابير على المستوى المحلى من أجل تحسين الانتاج وسبل المعيشة من طريق معالجة القضايا الوسيطة والكلية التى يمكن أن تضر بالانتاج وبتوزيع المنافع. ونوافق على إعطاء مهلة زمنية أكبر للأنشطة الرائدة في المرحلة الأولى ولمواقع أكبر وأكثر، تمثّل جميع المناطق الزراعية الأيكولوجية في البلد المعني. ومن الواضح الآن أنّ آخر المبادرات في البرنامج الخاص للأمن الغذائي، بما فيها تلك المموّلة من البلدان النامية من مواردها الخاصة، تسير بهذا الاتجاه كلما سمحت الموارد بذلك.
    7. كما نوافق الفريق على الحاجة إلى تحديث وتحسين الخطوط التوجيهية والحرص على إطلاع الجميع عليها واستعمالها. وسيتم إنشاء لجنة فنية للخطوط التوجيهية للبرنامج الخاص للأمن الغذائي تمشيا مع اقتراح الفريق. وقد بدأ العمل بالفعل على تطوير منهجيات ذات مردودية للتكاليف لرصد التأثيرات، تشمل المكاسب في الإنتاج وأثرها على دخل الأسر والأمن الغذائي. كما توافق إدارة المنظمة على ضرورة تجنّب الإعانات، سواء للمدخلات أو لأسعار الفائدة، إلا إذا اتسقت مع السياسات القطرية أو كانت ضرورية لتعويض المشاركين عن مخاطر الريادة فى هذا المجال (والتى تتولى الدولة بخلاف ذلك تغطيتها من خلال تمويل المزيد من الأبحاث الميدانية). فاللجوء الواسع النطاق إلى الإعانات، كما أشار اليه التقرير، يتعارض والمفهوم الأساسي للبرنامج، ألا وهو تشجيع الابتكارات التي يمكن تكرارها. لكن إحدى المشاكل العملية التي يواجهها العديد من المزارعين المهتمين بأساليب العمل الجديدة كان انهيار الإئتمانات والإمدادات بالمدخلات ونظم التسويق في العديد من البلدان النامية. وكان لا بدّ من التدخل بشكل حازم لسد الفجوة القائمة بين ما يجدر وما يمكن القيام به لتمكين المبتكرين من الحصول على المدخلات والتجهيزات اللازمة.
    8. في ما يخصّ الخيارات للبرنامج الخاص في المستقبل، نبدي الملاحظات التالية:
    9. لقد شهد سياق التنمية وبيئتها التي يعمل فى اطارهما البرنامج الخاص للأمن الغذائي تغيرات جذرية منذ بدايته قبل ثماني سنوات. فالإعلان عن أهداف التنمية للألفية وتوسيع نطاق برامج الإعفاء من الديون وبدء إطار التنمية الشاملة وأوراق استراتيجية الحد من الفقر والبحث عن اشكال جديدة لتمويل التنمية التى انبثقت عن المؤتمر الدولي المعنى بتمويل التنمية، تطرح جميعها الكثير من التحديات وتعطي فرصاً جديدة للبرنامج الخاص للأمن الغذائي ستعمل المنظمة على معالجتها.

    1 اشترك كل من السادة Spencer, Maziliauskas, Norman, Spitz والسيدة Sala فى بعثتين، فى حين شارك السيد Vyas فى بعثة واحدة، واشترك الستة جميعا فى كتابة التقرير الشامل. واشترك السادة Anderson وزروق وcontijoch فى بعثة واحدة، الا أنهم لم يحضروا كتابة التقرير.

    2 تشير جميع الأرقام الخاصة بنقص الأغذية الى نشرة "حالة انعدام الأمن الغذائى فى العالم لعام 2001"، المنظمة، روما.

    3 تعرف بأنها تلك البلدان التى تعانى عجزا فى الميزان التجارى فى الحبوب والدخل الفردى الذى يؤهلهم للاقتراض من البنك الدولى على أساس شروط رابطة التنمية الدولية (أى البلدان التى كان نصيب الفرد فيها فى 1999 يعادل 445 1 دولارا أو أقل من ذلك.

    4 لم تناقش القضايا ذات الصلة بالتعاون بين بلدان الجنوب هنا نظرا لتناولها بالتفصيل فى مكان آخر من هذا التقرير (أنظر القسم 4-4).

    5 كما أشير أعلاه (5-3-3) فان التحليل الاقتصادى كان غائبا بصورة واضحة دائما فى بلدان دراسات الحالة.

    6 فى حين أن أعداد من يعانون من الفقر نسبيا قد تكون مرتفعة فى المناطق ذات الامكانيات العالية، فان نوع الاستراتيجية التى يركز عليها البرنامج الخاص وهى تحسين الانتاجية الزراعية، قد لا تفيد هذه الأسر، فى أحسن الأحوال، الا بصورة غير مباشرة (أى من خلال توفير فرص العمل الموسمى نظرا لأن من المحتمل أن يكون الكثير منها من الأسر المعدمة). كما توفر بعض أنواع نشاطات التنويع بعض المنافع المباشرة الا أن أكثر الاستراتيجيات فائدة لمساعدة هذه الأسر توجد على الأرجح خارج نشاطات البرنامج الخاص النوعية، أى توفير فرص العمل غير الزراعى.

    7 غير أن هذه البيانات لا تغطى جميع البلدان ولا يمكن الاعتماد عليها باعتبارها بيانات خاصة ببلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض ولا تخضع لقبول واسع النطاق باعتبارها بيانات عن هذه الفئة.

    8 إنّ الطلب الكبير على المشاركة في البرنامج الخاص للأمن الغذائي وعدم اقتصاره على بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، قد يدعو إلى التساؤل حول بعض ما ذكره الفريق بشأن الافتقار إلى ملكية قطريّة.