ARC/02/INF/8






المؤتمر الإقليمي الثاني والعشرون لأفريقيا

القاهرة، مصر، 4-8/2/2002

برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية



 

بيان المحتويات
الفقرات  
1-3 أولا - مقدمة
4-5 ثانيا - برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية
6-7 ثالثا - حملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما في البلدان الأفريقية
8-9 رابعا- وضع الاستراتيجية
10-20 خامسا - توسيع نطاق منظور إدارة الآفات: المنهج المتكامل
21 سادسا - بعض الإنجازات الأخيرة
22-25 سابعا - الوفاق التعاوني المشترك بين الوكالات
26-27 ثامنا- الخطط للمستقبل
28-30 تاسعا- الاستنتاجات
31-34 عاشرا - التوصيات
  مرفق :
للوثيقة الإعلامية عن "برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية"
الخرائط 1  الزراعة المختلطة: العلاقة بين المحاصيل وتربية الحيوانات المزرعية
2  السكان، المحاصيل والثروة الحيوانية 3  النظم الرئيسية للخرائط
4  إدارة الآفات: أي التسي تسي/ التريبانوزوما
5  دعم القرارات: اختيار المناطق لاستئصال ذبابة التسي تسي
6  ايكولوجية الذبابة
7  التعرض للتسي تسي: المناخ والزراعة
8  أخطار إعادة التفشي

أولا - مقدمة

1 - تنفرد أفريقيا وحدها بمرض التريبانوزوما الذي تنقله ذبابة التسي تسي، ويصيب البشر والحيوانات على حد سواء. ويتفشى هذا المرض في مساحة تناهز 10 ملايين كيلومتر مربع في 37 بلدا من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أي بما يعادل قرابة نسبة الثلث من مجموع مساحة الأراضي في أفريقيا، ويتهدد ما يقدر بنحو 50 مليون شخص و48 مليون من الأبقار. ويؤثر مرض التريبانوزوما تأثيرا شديدا على الزراعة في أفريقيا، حيث تتراوح الخسائر في إنتاج الأبقار وحدها بين 1 - 1.2 مليار دولار. ويضاف إلى هذا، التأثيرات السلبية غير المباشرة التي يحدثها المرض في إجمالي الإنتاج المحصولي. وتشمل تأثيرات المرض الأماكن التي يختارها الناس لسكناهم، وأسلوب إدارتهم لحيواناتهم ومدى تكثيف زراعة المحاصيل. ويترتب على هذه التأثيرات مجتمعة تغييرات في استخدام الأراضي، والبيئة، وتضر برفاه الناس، وتزيد من تعرض النشاط الزراعي للتقلبات.

2 - وحددت منظمة الأغذية والزراعة تعزيز الزراعة بوصفه عنصرا هاما في المعركة ضد الفقر، وفي تحسين الأمن الغذائي في البلدان النامية. وأكدت ضرورة تدعيم الزراعة والصحة والأمن الغذائي، باعتباره شرطا أساسيا للتخفيف من وطأة الفقر، خلال مؤتمر القمة العالمي للأغذية الذي عقد عام 1996 في روما. وتتبدى الحاجة إلى تخفيف وطأة الفقر، بوجه خاص، في مناطق تفشي ذبابة التسي تسي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. إذ أن نصف سكان هذا الإقليم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. ويقطن قرابة 85 في المائة من السكان الفقراء في المناطق الريفية، كما أن أكثر من 80 في المائة يعتمدون في معيشتهم على الإنتاج الزراعي.

3 - ومن العناصر الأساسية في البرامج الرامية إلى تخفيف وطأة الفقر، التنسيق الفعال فيما بين الوكالات والمؤسسات التي تعمل في سبيل تحقيق نفس الغاية.

ثانيا - برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية

4 - بغية الاستجابة لضرورة تحقيق جهود منسقة فيما بين الوكالات المختلفة لأجل المعركة ضد التسي تسي والتريبانوزوما، في البشر وفي الحيوانات معا، وافق مؤتمر المنظمة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 1997، على برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية. ويسعى البرنامج إلى ضم قوى المنظمة، منظمة الصحة العالمية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمكتب الأفريقي للموارد الحيوانية التابع لمنظمة الوحدة الأفريقية، وجمعها معا لأجل:

  • ضمان اتباع منهج متسق ومستدام نحو تحسين صحة الإنسان، وتحقيق التنمية الاجتماعية الاقتصادية والزراعية المستدامة في المناطق الموبوءة بذبابة التسي تسي؛
  • تشجيع وتنسيق التحالفات الدولية والجهود التي تساعد على إنجاز تدخلات متسقة لمكافحة التسي تسي والتريبانوزوما؛
  • وإنجاز رقابة متكاملة للتريبانوزوما في أفريقيا
  • 5 - ويرمي البرنامج، من خلال أنشطته، إلى وضع إطار السياسات والاستراتيجيات والمبادئ التوجيهية لإدارة الآفات، والتي تشمل:

  • العوامل الاجتماعية الاقتصادية لمكافحة التريبانوزوما؛
  • تأثير التريبانوزوما على الزراعة الأفريقية؛
  • مشاركة المجتمعات المحلية؛
  • إدارة العقاقير؛
  • دمج تقنيات المكافحة؛
  • والاعتبارات البيئية.
  • ثالثا - حملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما في البلدان الأفريقية

    6 - إضافة إلى وضع برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية المذكور أعلاه، بادرت منظمة الوحدة الأفريقية مؤخرا في تنفيذ حملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما في البلدان الأفريقية. وأيد هذه المبادرة، في البداية، مؤتمر قمة منظمة الوحدة الأفريقية لرؤساء الدول والحكومات، الذي عقد في لومي، توغو، خلال يوليو/ تموز 2000. وأعقب ذلك موافقة مؤتمر القمة الذي عقد في لوساكا، زامبيا، في يوليو/ تموز 2001، على المخطط الأول للتنفيذ المقرر لحملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما.

    7 - وتؤكد فكرة تنفيذ هذه الحملة أنها تهدف، في خاتمة المطاف، إلى استئصال ذبابة التسي تسي ومرض التريبانوزوما من أفريقيا. وستعمل الحملة، تحقيقا لهذه الغاية، على تنظيم وتنسيق الحملة، وتعبئة الموارد البشرية والمالية والمادية اللازمة لإنجاز هذه المهمة.

    رابعا- وضع الاستراتيجية

    8 - تعني الحملة، في المقام الأول، بوضع وتطبيق معايير قائمة على العلم لتقدير المنافع والتكاليف الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الناشئة عن إدارة التسي تسي والتريبانوزوما. وتوازن الدراسات وأعمال التحليل في إطار الحملة، بين الاحتياجات البشرية فيما يتعلق بالأمن الغذائي واستمرارية سبل المعيشة، وصيانة الموارد الطبيعية وتلافي تدهور البيئة. وتبعا ذلك، صيغت التدخلات لمكافحة التسي تسي والتريبانوزوما في السياق الأوسع لتخفيف وطأة الفقر وتحسين الأمن الغذائي، مع جعل التنمية الزراعية والحيوانية المعززة مبدأ موجها لعملية وضع الاستراتيجية. وركزت معظم المناقشات التي دارت في إطار الحملة على ترتيب أولويات التدخلات المتعلقة بالتسي تسي، مع دمجها في الخطة العامة للإنتاج الزراعي في نخبة مختارة من المناطق المحددة جيدا. وأصبح هذا المبدأ يعرف بأنه الشرط اللازم لتحقيق النجاح. ويتيح دمج تدخلات مكافحة التسي تسي والتريبانوزوما في العملية العامة للتنمية الزراعية والإنتاج تعظيم المنافع العائدة على الفقراء في الريف، مع تقليل التأثيرات السلبية على البيئة. وستساهم من ثم في الإدارة المستدامة للآفات في نظم الزراعة المستهدفة، وتعزيز فرص تطبيقها من جانب مالكي ومنتجي الثروة الحيوانية.

    9 - وسعيا إلى التصدي بصورة شاملة لحجم وتعقيد مشكلة التسي تسي والتريبانوزوما ضمن سياق خطط العمل القطرية والإقليمية في مجال تخفيف وطأة الفقر، حلت الجهود متعددة التخصصات بصورة تدريجية محل الأساليب المعتمدة على التكنولوجيا في إدارة الآفات.

    خامسا - توسيع نطاق منظور إدارة الآفات: المنهج المتكامل

    10 - تصيب التريبانوزوما البشر (مرض النوم) والحيوانات (نقانا) على حد سواء. وكما ذكر أعلاه، فإن التريبانوزوما، إضافة إلى تأثيراتها السلبية على صحة الحيوان والإنتاج الحيواني، تؤثر أيضا على مواقع سكنى الناس وأين يحفظون حيواناتهم أو يزرعون محاصيلهم، وبالتالي تؤثر على استخدام الأراضي. وتظهر في كل مكان من شبه القارة الموبوء بذبابة التسي تسي، مستويات مختلفة من خصوبة التربة والمناطق الزراعية الايكولوجية، التي ترتبط بنظم زراعة مميزة وتوليفات محلية من أنماط التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. ومن شأن الضغوط على أي من عناصر النظم الزراعية الايكولوجية أن تؤثر على النظام برمته، مما يستوجب أخذها بعين الاعتبار في منهج إدارة الآفات.

    11 - وفي حين أن إنجازات تكنولوجيا مكافحة التسي تسي والتريبانوزوما ستتواصل، فمن المستبعد أن يوفر ذلك، في حد ذاته، ما يلزم لتنفيذ برامج تدخلات مجدية لمكافحة التسي تسي والتريبانوزوما. إذ يجب عند تصميم استراتيجيات للإدارة المستدامة للآفات، الأخذ بعين الاعتبار كامل أبعاد المشكلة.

    12 - وفي حين أن هناك تسليم بأن تحديد المناطق المناسبة التي يتم تطهيرها من وجود التسي تسي والتريبانوزوما مهمة تتسم بالتعقيد، فإن الحملة أرست المعايير التالية لتحديد الأولويات:

  • إن التريبانوزوما الحيوانية عائق رئيسي أمام تنمية نظم الزراعة المختلطة؛
  • إن مكافحة التسي تسي في كامل المنطقة يساعد على تحسن سريع مقبول في الأوضاع؛
  • وأن المنطقة تنطوي على إمكانيات زيادة مستدامة في مستويات الإنتاجية الزراعية.
  • 13 - وكانت المبررات لاختيار هذه المعايير أنه ما لم تكن الخريطة الزراعية في مرحلة تحول، وعلى الأخص فيما يتصل بالتغيير صوب التكامل المحصولي - الحيواني، فلا جدوى من الدعوة إلى مكافحة التسي تسي في كامل المنطقة. وترتبط أسباب ذلك بالتغييرات في استخدام الأراضي. إذ أن النمو السكاني يزيد من الضغوط على الأراضي الأمر الذي يؤدي، في المناطق المتضررة من التسي تسي، إلى تبدل البيئة البيولوجية المادية/ الريفية على نحو تصبح فيه الطبيعة أقل ملاءمة لاستمرارية ذبابة التسي تسي.

    14 - ويجب الاعتراف، عند اتخاذ الاستعدادات العملية لبرامج مكافحة التسي تسي، بأن تأثيرات توسع الأراضي الزراعية، وصيد الحيوانات، وجمع حطب الوقود وغيرها من تغييرات الطبيعة التي يرجع منشأها إلى الإنسان، تختلف من مكان إلى آخر وتبعا لاختلافات أنواع التسي تسي المعنية. ويصبح من ثم فهم عملية تفتت/ انعزال موائل التسي تسي، عنصرا هاما في صياغة برامج زراعية مجدية. وتتبدى عملية التغييرات في موائل الذبابة بفعل العوامل ذات المنشأ الإنساني، في أوضح صورها، في الحالات التي تكون فيها الضغوط على الأراضي عالية نسبيا. بيد أن انتشار التسي تسي إلى هذه المناطق كثيرا ما يعوق التكامل المحصولي - الحيواني، إذ يتعذر على المزارعين المقيمين استغلال قوة الجر الحيوانية بصورة كافية في أعمال الزراعة.

    15 - وبناء على ذلك، يتحقق النجاح لعملية مكافحة التسي تسي واستئصالها، في نهاية الأمر، في المناطق التي تكون فيها الضغوط على الأراضي عالية بقدر معتدل، كما أنها تعظم في الأرجح المنافع فيما يتصل بالتنمية الزراعية المستدامة. وتتحقق لجهود الحد من خطر التسي تسي والتريبانوزوما و/أو استئصاله الاستمرارية والتعزيز الذاتي المستقل. وتحقيقا لهذه الغاية، لابد أن تسبق عملية مكافحة الذبابة، وأن تستكملها، خطط تحسين الصحة الحيوانية وحزم متكاملة للزراعة المحصولية - الحيوانية المختلطة المستدامة. وتبعا لذلك، لربما تختفي ذبابة التسي تسي بصورة مطردة من الأراضي الزراعية، على حين تعزز ما يتبعها من الزيادة في نشاط الزراعة المختلطة، الظروف الجديدة التي تتميز بانخفاض خطر المرض. واستنادا إلى الاعتبارات آنفة الذكر، يصبح تحديد محاور التنمية النشطة للزراعة المختلطة نقطة البداية الرئيسية لأي تدخلات لمكافحة التسي تسي والتريبانوزوما.

    16 - ويبدو واضحا مما تقدم أن المكافحة الناجحة لذبابة التسي تسي تستوجب فهم عملية عزل الذبابة وتفتيت موائلها لأجل استغلال تأثير الضغوط على الأراضي. كما ينبغي مراعاة الاختلافات في ايكولوجية الذبابة في نقطة التقاء الذبابة - الزراعة بالنسبة لمختلف المناطق الجغرافية، وعلى الأخص التباين بين غرب وشرق أفريقيا. وهناك حاجة إلى تحليل عملية تفتيت موائل التسي تسي حالما بدأ تنفيذ العمليات، حرصا على ضمان استمرار اتساق التدخلات لمكافحة الذبابة مع تراجع الذبابة التلقائي أو المستقل.

    17 - وتأتي منافع مكافحة/ استئصال ذبابة التسي تسي بسلسلة واسعة من النتائج الإيجابية، على المناطق المجاورة لتلك التي اختيرت لحملة المكافحة/ الاستئصال. ويمكن النظر في مكافحة ناقل المرض في المنطقة الوقائية أو الوسيطة في مرحلة متأخرة، حالما أصبحت الظروف الزراعية وناقل المرض مواتية. ومن المهم من ثم أن ينبني الإنهاء التدريجي للمكافحة النشطة للذبابة في كامل المنطقة، والتي تهدف إلى التوسع المطرد والتدريجي لمناطق انخفاض خطر المرض، على المعلومات الملائمة عن النمط المكاني الدينامي للمكافحة "الطبيعية"، "المستقلة" أو "الزراعية" لذبابة التسي تسي.

    18 - ومن الدوافع الأخرى لإيلاء اهتمام أكبر للعملية الطبيعية لتغير موائل الذبابة، ارتباط ذلك بإدارة المرض. ولابد للمزارعين الذين لن ينتفعون من المكافحة الواسعة النطاق للذبابة من أن يعتمدوا على الوسائل والأدوات المتاحة محليا لحماية حيواناتهم المعرضة للخطر. ويستخدم مالكو الحيوانات المبيدات على الحيوانات أو المعالجة بالعقاقير المضادة للتريبانوزوما بوصفها تدابير الحماية الرئيسية، إلا أن تكلفتها عالية ويتعذر اقتصاديا على النظم الزراعية التقليدية، في أغلب الأحيان، الاستمرار في استخدامها. وتتخذ الطرق الأقل تكلفة لحماية الحيوانات، في بعض الأحيان، شكل تحاشي الاحتكاك المباشر مع الذبابة من خلال تكييف ممارسات إدارة المراعي. ومن تدابير المكافحة التكميلية، وخاصة في غرب أفريقيا، استغلال المجترات المستأنسة المقاومة للتريبانوزوما، على الأخص في مناطق الحظر الشديد في الإصابة بالتريبانوزوما، حيث لا ينصح بعمليات المكافحة نظرا للظروف الزراعية المناخية غير المواتية.

    19 - ومع ذلك، فإن برامج التنمية ذات الطابع العام، التي لا تستهدف التسي تسي والتريبانوزوما، يمكن أن تسهم في تبدل الظروف الزراعية الايكولوجية المحلية وتعزيز احتمالات نجاح برامج مكافحة التسي تسي. ويفضي التغير الدينامي في الطبيعة الزراعية في مساحات شاسعة من الأراضي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلى اختلافات واسعة في المرض من مكان إلى آخر، كما يختلف خطر الإصابة بالتريبانوزوما، حتى على مستوى القرى، بدرجات متفاوتة عديدة. وتتيح هذه الظاهرة من ثم احتمالات التوسع التدريجي في خطة تدخلات مكافحة التسي تسي والتريبانوزوما، ولكن لابد لها من أن تعتمد على رصد التغيرات في الطبيعة مترافقة مع رصد موائل الذبابة، الاحتكاك بين الذبابة والحيوانات ومستويات نقل المرض.

    20 - كذلك توجد بيئات شبه حضرية ملائمة لذبابة التسي تسي والتريبانوزوما، وهي تستوجب اهتماما خاصا بالنظر إلى السمات البيئية النوعية الخاصة بالموقع. والزيادة في استهلاك البروتين في المدن الكبرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، جنبا إلى جنب مع عملية التوسع العمراني التدريجي والمطرد، أديا إلى زيادة كبيرة في الطلب على المنتجات الحيوانية، بما فيها الألبان. وحفزت تلبية الطلب على الألبان بتكاليف مقبولة من خلال زيادة الإنتاج المحلي في المناطق المحيطة بالمراكز الحضرية، تكثيف الإنتاج الحيواني في أوساط أصحاب الحيازات الصغيرة من منتجي قطاع الثروة الحيوانية. وتعد الأبقار الهجين المحسنة أكثر تعرضا، كما أنها - تعاني أكثر، فيما يتصل بالصحة والإنتاجية، من التأثيرات السلبية للتريبانوزوما مقارنة مع الأبقار المحلية. وبناء على ذلك، تستلزم هذه الأوضاع الخاصة المحيطة بالمدن الكبرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مراعاة الصحة البشرية والبيطرية، والتخطيط الحضري وتخطيط التسويق، وإدارة الموارد الطبيعية الريفية - شبه الحضرية - الحضرية.

    سادسا - بعض الإنجازات الأخيرة

    21 - انطوى العمل الذي نفذ من خلال برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية عند بدايته، على أنشطة معيارية وأنشطة لتعزيز المؤسسات. وعقدت خلال الفترة 2000-2001 سلسلة من الاجتماعات الفنية والحلقات العملية التي ضمت مجتمع برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية وممثلي حملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما من البلدان الأفريقية، أسفرت عن الاتفاق على المعايير والخطوات المعيارية التي ينبغي اتباعها في تصميم الخطط الاستراتيجية واختيار مناطق الأولوية لتدخلات مكافحة التسي تسي والتريبانوزوما في كامل المنطقة، مثل حزام السافانا الرطب في غرب أفريقيا ومنظومة وديان إثيوبيا. وأعدت خرائط جغرافية توضح كثافة وتوزيع التجمعات الإنسانية والحيوانية، والمحاصيل، وأوضاع التسي تسي والتريبانوزوما في غرب أفريقيا، واستراتيجية التدخلات المحتملة والمنافع المنتظرة. ويورد المرفق بعض النماذج.

    سابعا - الوفاق التعاوني المشترك بين الوكالات

    22 - تعتبر مشكلة التريبانوزوما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أولوية في نطاق برامج استئصال الفقر. ويؤكد ذلك تسليط الضوء على كل من برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية وحملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما من البلدان الأفريقية، في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، الذي عقد في يوليو/ تموز 2001 في جنيف. وهناك حاجة ملحة لتوحيد وتعزيز المبادرات المختلفة صوب اتخاذ عمل منسق في تخطيط مكافحة التسي تسي والتريبانوزوما. ويستلزم ذلك، إضافة القبول المذكور أعلاه، مواصفات معيارية وتوجيه فيما يتعلق بإدارة الآفات، وتطابق مؤسسي وهيكلي كبير في كافة المجالات القطاعية الشاملة والمختلفة للتخفيف من وطأة الفقر.

    23 - وبرنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية هو برنامج شراكة يهدف إلى تمهيد الطريق لحملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما في البلدان الأفريقية. وسيعمل التحالف الدولي الجماعي معا، في إطار برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية، والذي يضم كل من منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمكتب الأفريقي للموارد الحيوانية التابع لمنظمة الوحدة الأفريقية. ويضم قواه لأجل التوصل إلى عمل ملموس خلال العشر سنوات القادمة. ولابد لخطط التدخلات من أن تتضمن ضرورة التصدي لمرض النوم باعتباره أولوية عليا. وهو ما يؤكد الدور الهام لمنظمة الصحة العالمية في تعزيز المراقبة الوبائية الميدانية للشكل الإنساني للمرض وتحسين المعالجة بالعقاقير. من جهة أخرى، تسعى المنظمة إلى توجيه استخدام الأراضي، وأبعاد الزراعة وإدارة الآفات. وتساعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في، نطاق هذا المفهوم المتكامل لمكافحة الآفات، الاستخدام الموجه لتقنيات الحشرة العقيمة بما يتسق مع العوامل الايكولوجية الجغرافية والوبائية. وتتولى منظمة الوحدة الأفريقية، من خلال المكتب الأفريقي للموارد الحيوانية، "المسؤولية" العامة للتنسيق وجمع المكونات المختلفة تحت مظلة سياسية واحدة.

    24 - وستساعد الوكالات الأربع معا، من ثم، في التنفيذ العملي لأعمال مختارة موجهة في البلدان المتضررة. وينبغي على المستوى القطري والمحلي أن يتخذ أصحاب الشأن في الموقع هذه التدخلات بأنفسهم مباشرة. ويشكل تطابق برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية وحملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما في البلدان الأفريقية مجرد نقطة البداية، ويوفر الخطوط التوجيهية الملائمة، والمعايير وغيرها من وسائل دعم القرارات، للسلطات القطرية والشركاء في التنمية. ويتبدى التحدي في تنسيق القوى والأولويات المختلفة لكل وكالة من الوكالات لأجل تحقيق الهدف الأساسي المنشود في المكافحة الفعالة لذبابة التسي تسي والتريبانوزوما وتخفيف وطأة الفقر في عموم أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

    25 - وبإيجاز، فلابد من التوحيد المستمر للبرنامج والحملة معا لتحقيق مزيد من التقدم وضمان ما يلي:

    1. تحقيق واضح للهدف النهائي المتمثل في تخفيف وطأة الفقر من خلال الاستخدام المستدام للأراضي؛
    2. أن يصبح تنفيذ برنامج مكافحة الذبابة والتريبانوزوما مرتكزا على أصحاب الشأن الأفريقيين؛
    3. الالتزام التام بمبادئ الإدارة المتكاملة للآفات؛
    4. أن يشمل البرنامج مكافحة التريبانوزوما البشرية والحيوانية معا؛
    5. وأن تلتزم الأساليب الفنية المتبعة بالمعايير والمبادئ العلمية الدولية.

    ثامنا- الخطط للمستقبل

    26 - ستقوم المنظمة بعقد حلقات عملية أخرى لوضع الخطوط التوجيهية لدعم التخطيط الاستراتيجي لمكافحة التسي تسي والتريبانوزوما التي ترتبط بمختلف الأقاليم الفرعية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتغطي المناطق الايكولوجية المناخية، والاقتصادية والزراعية في كل منها. ومن شأن هذه الخطوط التوجيهية أن تيسر إعداد البرامج الإقليمية الفرعية.

    27 - وسيركز، في سياق توحيد البرنامج والحملة، على قيام التعاون بين المنظمة ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمكتب الأفريقي للموارد الحيوانية، وتعزيز هذا التعاون عن طريق تحديد أفضل للمهام والصلات بين المنظمة.

    تاسعا- الاستنتاجات

    28 - بالنظر إلى عواقب التسي تسي والتريبانوزوما على التنمية الزراعية والريفية وصحة البشر، فإن التحركات الحالية نحو عمل منسق تستحق أكبر الاهتمام من جانب المجتمع الدولي. ولابد من النظر إلى الجهود الرامية إلى مكافحة مشكلة التريبانوزوما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، باعتبارها أولوية عليا في تخفيف وطأة الفقر. ونظرا للاهتمام الذي لقيه برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية وحملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما من البلدان الأفريقية، على أعلى المستويات داخل منظومة الأمم المتحدة، بات ضروريا وضع تفصيل عملي بقدر أكبر لشتى استراتيجيات إدارة الآفات وللتنمية الزراعية والبشرية في المناطق الموبوءة بذبابة التسي تسي. وستقوم القوى المتعددة التخصصات، بفضل الجهود المشتركة للتحالف الدولي، بالتصدي لمشكلة التسي تسي والتريبانوزوما بدءا بمناطق أولوية مختارة ومحددة جيدا. وسيولى اهتمام خاص للمنافع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لإدارة التسي تسي والتريبانوزوما وتكاليفها في نهاية المطاف. والسبيل الوحيد لضمان التوازن بين الاحتياجات الإنسانية المباشرة من غذاء وسبل معيشة، ومتطلبات الاستغلال المستدام للموارد الطبيعية والنظم الايكولوجية الزراعية، هو صياغة استراتيجية شاملة من هذا الطابع.

    29 - توفر مساحات شاسعة من المناطق الموبوءة بذبابة التسي تسي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (زهاء 10 ملايين كيلومتر مربع) إمكانيات هائلة للإنتاج الحيواني والزراعي المستدام، إلا أن تحقيق هذه الغاية يستوجب ضرورة أن تركز السياسات القطرية والدولية والتدابير المالية على تحسين رفاه الإنسان في المناطق الريفية. وكما ذكر أعلاه، فإن 85 في المائة من سكان البلدان الموبوءة بالذبابة يعيشون في المناطق الريفية، كما أن أكثر من 80 في المائة من مجموع السكان يعتمدون في معيشتهم على الإنتاج الزراعي.

    30 - وتبعا لما تقدم من ملاحظات، فإن برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية بتدعيمه لبرامج التدخلات الاستراتيجية المتكاملة لمكافحة التسي تسي والتريبانوزوما، سيكون حافزا على التنمية الزراعية المستدامة لصالح الفقراء.

    عاشرا - التوصيات

    31 - توصيات موجهة إلى الحكومات

    1. ينبغي للبلدان الموبوءة بذبابة التسي تسي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أن تعيد النظر في دور التسي تسي والتريبانوزوما وتأثيراته على الصحة البشرية والإنتاج الزراعي، وعلى الأخص فيما يتصل بسياسات كل منها لأجل تخفيف وطأة الفقر.
    2. ينبغي أن تضمن تدخلات مكافحة التسي تسي والتريبانوزوما، حيثما يكون ملائما، في خطط التنمية الزراعية باعتبارها أولوية ومساهمة رئيسية في تحقيق الأمن الغذائي وتخفيف وطأة الفقر.
    3. ينبغي أن تضطلع الحكومات بدور القيادة في الصياغة النهائية للبرامج القطرية لتدخلات مكافحة التسي تسي والتريبانوزوما، بدعم من كل من برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية "حملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما من البلدان الأفريقية، على المستوى الدولي".

    32 - توصيات موجهة إلى المنظمات الدولية

    1. ينبغي أن تواصل المنظمات الدولية الأربع، وهي منظمة الأغذية والزراعة، منظمة الصحة العالمية، الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمكتب الأفريقي للموارد الحيوانية التابع لمنظمة الوحدة الأفريقية، التوحيد الفعال والكفوء لبرنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية وحملة استئصال التسي تسي والتريبانوزوما في البلدان الأفريقية.
    2. ينبغي للمنظمات أن توضح على نحو أفضل أدوار ومسؤوليات كل منها فيما يتصل ببرامج تدخلات مكافحة التسي تسي والتريبانوزوما، بغرض تعظيم التجانس والتكامل وتقليل الازدواجية.
    3. تتمتع منظمة الأغذية والزراعة بمركز مثالي للقيام بمزيد من صياغة المبادئ المعيارية والخطوط التوجيهية للتخطيط الاستراتيجي لتدخلات المكافحة في كامل المنطقة. ويوفر أسلوب المنهجية المبنية على العلم الذي صمم، بالفعل، لغرب أفريقيا وحظي نجاحه باعتراف واسع، مجالا كبيرا لتطبيقه في مناطق أخرى ذات اهتمام.

    34 - توصيات موجهة إلى أصحاب الشأن الآخرين

    1. ينبغي تعزيز الوعي بمشكلة التسي تسي والتريبانوزوما من خلال شتى القنوات والتغطية الإعلامية.
    2. ينبغي إيلاء اهتمام أكبر لإشراك مجموعات المجتمع المحلي، المنظمات غير الحكومية، القطاع الخاص والإدارات العامة المحلية، في تخطيط وتنفيذ برامج التدخلات المتكاملة وضمان استمراريتها.

    مرفق "للوثيقة الإعلامية عن "برنامج مكافحة التريبانوزوما الأفريقية"

    البشر، المحاصيل والحيوانات: اختيار مناطق الأولوية للتخطيط الاستراتيجي للمكافحة المتكاملة للتسي تسي والتريبانوزوما: دراسة حالة غرب أفريقيا*

    يتوقف وجود وتنمية النظم الزراعية في نطاق أوضاع ايكولوجية جغرافية بعينها على ثلاثة عوامل رئيسية هي: التجمعات البشرية والحيوانية (الكثافة والتوزيع)، والزراعة المحصولية. ومكونات النظم الزراعية هذه، والإنتاج الزراعي بصفة عامة، تؤثر على، وتقوم بدور هام في، عملية اختيار مناطق الأولوية حيث تقوى احتمالات نجاح التدخلات الاستراتيجية المتكاملة لمكافحة التسي تسي والتريبانوزوما، وتحقيق منافع اقتصادية وإنسانية.

    وبغرض التبسيط والتوضيح، فإن وصف النظم الزراعية (السكان، المحاصيل والحيوانات)، وتوزيع التسي تسي والتريبانوزوما، ودعم قرارات إدارة الآفات (التعرض لخطر التسي تسي وخطر عودة الغزو)، يتم توضيحها من خلال سلسلة من الخرائط التي استخلصت باستخدام تكنولوجيا نظام المعلومات الجغرافية. ويصحب كل خريطة نص تفسيري.

    * استنادا إلى ورقة بعنوان "البشر، المحاصيل والحيوانات في غرب أفريقيا: محاور التنمية وانعكاساتها على مكافحة الآفات" (G. Hendrickx, J. Slingenbergh, R. C. Mattioli, W. Wint) قدمت في مؤتمر دولي عن "الإنتاج المحصولي - الحيواني المستدام لتحسين سبل المعيشة وإدارة الموارد الطبيعية في غرب أفريقيا"، عقدت في الفترة 19-22/11/2001، في عبادان، نيجيريا.

    الخريطة 1

  • ألف - توجد نظم تكثيف منخفض للحبوب والحيوانات في حزامين منفصلين:
    1. الشمال الجاف (رمادي خفيف)؛
    2. الجنوب الرطب والمنطقة الساحلية (رمادي غامق).
  • في حين يشكل المناخ العائق الرئيسي لزراعة المحاصيل في الشمال، فإن المحاصيل المعمرة ومناطق الغابات (مثلا ليبيريا وكوت ديفوار) تسود الجنوب الرطب.
  • باء - يتميز الحزام الجنوبي والساحلي، خارج منطقة الغابات، بنظم تسودها محاصيل الحبوب والتي تتفاوت بين التكثيف الزراعي المتوسط والعالي (أزرق خفيف وداكن. وتوجد أعداد قليلة من الأبقار في هذه المناطق. وتغطي هذه النظم معظم الأجزاء الجنوبية من غانا، توغو، بينان، ونيجيريا).
  • جيم - تتركز نظم الزراعة المختلطة (الأصفر) حيث توجد المحاصيل والأبقار جنبا إلى جنب، بصورة رئيسية، حول مناطق التكثيف الزراعي العالي (الأحمر) في حزام التكثيف المحصولي المتوسط إلى عالي: هضبة جوس ومنطقة الاستيطان القريبة في نيجيريا، جنوب النيجر، وسط بوركينا فاصو (أوغادوغو) ومنطقة داكار في السنغال. وتحيط بهذه المناطق رقع مميزة بنظم الزراعة المختلطة التي تسودها المحاصيل أو الأبقار: حيث توجد الأولى في جنوب النيجر (أخضر داكن: نظم الزراعة المختلطة ذات المساحة الواسعة - الإنتاجية المنخفضة) وتتأثر الأخيرة في نيجيريا وبوركينا فاصو (أخضر خفيف).
  • دال - توجد النظم التي تسودها الأبقار مع مستويات محصولية منخفضة (بني) على أطراف نظم الزراعة المختلطة في الحزام الأوسط. وهي تعادل، في المناطق الأكثر جفافا، المناطق الرعوية التقليدية، على حين أن معدلات تكوين القطعان زادت كثيرا نحو الجنوب وفي المناطق الأكثر رطوبة، في أعقاب فترات الجفاف في السبعينات والثمانينات. وأصبحت معظم هذه المناطق الآن خالية من مرض العمى النهري مما زاد أكثر من حركة وفود المزارعين إليها. ومن المناطق "الريادة الحدودية" النموذجية (أ) جنوب مالي، جنوب بوركينا فاصو وشمال كوت ديفوار؛ (ب) شمال غرب غانا؛ (ج) وشمال وشرق بينان.
  • هاء - توجد نظم التكثيف الحيواني العالي المميزة في هضبتي أداماوا ومامبيلا في الكاميرون ونيجيريا.

    الخريطة 2

    الخريطة 3

    تؤكد مقارنة متوسط الكثافة السكانية (الخريطة 2) ثلاثة أحزمة مستقلة لنظم سائدة (الخريطة 3)..

    الخريطة 4

    تظهر الخريطة 4 كيف ترتبط النظم التي حددت بشتى جوانب مركب التسي تسي - التريبانوزوما. ففي الأراضي التي تقع شمال منطقة الذبابة، كل الأبقار من فصيلة زيبو. وهذه الحيوانات تهاجر موسميا إلى الحزام الشمالي لمنطقة انتشار التسي تسي (الحزام الأصفر). ويمثل الحزام الشمالي مجموعة من الفرص التي تهم بوجه خاص جهود استئصال التسي تسي.

    الخريطة 5:

    تمثل الخريطة بشكل تخطيطي نموذج دعم القرارات.

    الخريطة 6

    الخريطة 7

    Undisplayed Graphic

    تؤثر أنماط المناخ التي تشابه الحزام، على ايكولوجية التسي تسي بصورة قوبة. إذ يصبح المناخ، نزولا من الشمال إلى الجنوب، رطبا بصورة متزايدة. وتبعا لذلك، تصبح تجمعات الذبابة، في الأرجح، أكثر تشتتا، وأكثر تعرضا للمكافحة ويسهل إزالتها بصورة مستديمة من الشمال. كما تقل احتمالات الغزو نظرا لفجوات الظروف المعاكسة التي تحول دون انتشار الذبابة. وعلى النقيض، فإن الضغوط العالية لعودة الغزو في الجزء الجنوبي، حيث تنتشر التسي تسي على نطاق واسع، ستضر في الأرجح بصورة مستديمة بمحاولات إخماد و/ أو استئصال الذبابة. وفي مثل هذه الظروف، لربما تقتضي الضرورة اتباع تقنيات الإدارة المتكاملة للمرض والتي تجمع بين استراتيجيات تكييف الرعي، استخدام السلالات المقاومة للتريبانوزوما، المتابعة البيطرية ومكافحة ناقل المرض في مناطق التحدي الكبير/ المناطق الساخنة، لأجل تحقيق إدارة مستدامة وطويلة الأجل للآفات.

    الخريطة 8

    تستخلص تنبؤات خطر عودة الغزو في غرب أفريقيا من تطبيق نماذج تتضمن أنماط المناخ والزراعة المختلطة التي توجد في المنطقة.

    الاستنتاجات

    قدمنا نموذجا (مبسطا) هنا للأسلوب المنهجي للتخطيط الاستراتيجي للإدارة المتكاملة للتسي تسي - التريبانوزوما في كامل المنطقة. ويدمج هذا المنهج الاستراتيجي العناصر المختلفة والقوى المتأصلة التي تشكل وتحفز تطور نظم الزراعة (السكان، الحيوانات، المحاصيل) في كيان فريد. كما تراعي، إضافة إلى ذلك، العوامل المناخية الرئيسية التي تؤثر على النظم، وتؤثر على كثافة ناقل المرض وانتشاره. ويتيح أسلوب إدارة الآفات الوارد وصفه، اختيار مناطق الأولوية حيث يرجح تحقيق نجاح أكبر للإجراءات المتوازنة والمركزة، وتنتج عنها منافع عظمى لرفاه السكان، مع الحفاظ على البيئة في ذات الوقت.