CL 123/INF/19
أيلول / سبتمبر 2002


المجلس

الدورة الثالثة والعشرون بعد المائة

روما، 28/10-2/11/2002

تقرير عن مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة
(جوهانسبيرغ، 26/8 - 4/9/2002)


أولا - مقدمـة

1- نُظّم مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، وفقا لقرار الجمعية العامة 55/199، كاستعراض يجري كل عشر سنوات للتقدم المحرز في تنفيذ نتائج مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية لعام 1992. والهدف من الاستعراض هو التركيز بوجه خاص على تحديد الانجازات التي تحققت والمجالات التى تستدعي بذل مزيد من الجهود لتنفيذ جدول أعمال القرن 21 ونتائج المؤتمر الأخرى، وعلى القرارات ذات المنحى العملي في تلك المجالات. وتعّين على مؤتمر القمة أن يتصدى، في اطار جدول أعمال القرن 21، للتحديات والفرص الجديدة، وينتظر أن يؤدي المؤتمر الى تجديد الالتزام السياسي والدعم للتنمية المستدامة، بما يتماشى، ضمن أمور أخرى، مع مبدأ المسؤوليات المشتركة والمتباينة في آن واحد.

2- واستضافت جمهورية جنوب أفريقيا المؤتمر في مدينة جوهانسبيرغ خلال الفترة من 26/8/2002 الى 4/9/2002. والتقى في المؤتمر مشاركون ينتمون إلى جميع قطاعات المجتمع، من بينهم ممثلو المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ووفود البلدان (الحكومات) وممثلو المنظمات الدولية والاقليمية والوطنية والمحلية ووسائط الاعلام. وتركزت المفاوضات في مؤتمر القمة الذى استمر 10 أيام على وثيقتين أساسيتين من المنتظر أن يتم اعتمادهما في جوهانسبيرغ هما: الاعلان السياسي وخطة التنفيذ. واستنادا إلى مبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، ركز المؤتمر على خمسة مسائل هي: المياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجى بوصفها مجالات رئيسية ذات أولوية ينبغي دراستها في سياق السعي الحثيث إلى إيجاد سبل عيش أفضل والحفاظ على الموارد الطبيعية.

3- وحقق المؤتمر فئتين من النتائج: "الفئة الأولى" هى النتائج التى تم التفاوض بشأنها بين الدول، بينما تنتمي "الفئة الثانية" إلى النتائج التى لم يتم التفاوض بشأنها وساهم فيها شركاء من الحكومات والمنظمات الدولية والمجموعات الرئيسية والمجتمع. وتضمنت الفئة الأولى إعلانا سياسيا يعيد تأكيد الالتزام بتحقيق التنمية المستدامة على النحو المبيّن في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية وبتنفيذ جدول أعمال القرن 21؛ وإعداد خطة عالمية للتنفيذ باستثمار الانجازات المحققة منذ مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية وبتحديد التدابير والاجراءات العملية الواجب اتخاذها في كافة المستويات للاسراع بتحقيق أهداف جدول أعمال القرن 21. وتضمنت الفئة الثانية من النتائج شراكات طوعية ومبادرات أخرى تعبر عن التزامات مختلف الشركاء وتتضمن برامج ذات منحى عملي تركز على الأعمال الممكن تحقيقها والتي تساهم في ترجمة الالتزامات السياسية إلى أفعال.

4- وقد أُجريت إستعراضات وطنية واقليمية عديدة استعدادا لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة. فعلى الصعيد العالمي، عقدت لجنة التنمية المستدامة، بوصفها اللجنة التحضيرية لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، أربعة اجتماعات للجنة التحضيرية قبل انعقاد المؤتمر لتحديد عناصر الإعلان السياسي وصياغة خطة التنفيذ. وأُجريت المفاوضات بشأن مشروع خطة التنفيذ في جماعات عمل ومجموعات اتصال، بينما أسهمت الجلسات العامة والحوار بين الشركاء المتعددين والجزء الوزاري الرفيع المستوى من الاجتماعات (الذى عُقد أثناء اجتماع اللجنة التحضيرية الرابع) في إعداد مادة الإعلان وخطة العمل. وجرت أيضا مشاورات غير رسمية بشأن الشراكات والمبادرات. وخلال الاجتماع الأخير للجنة التحضيرية، تمكنت الوفود من الاتفاق على 80 في المائة من مشروع خطة التنفيذ، ولكنها اضطرت إلى إحالة المسائل الرئيسية المتبقية إلى قمة جوهانسبيرغ لإيجاد حل لها.

ثانيا - أهداف منظمة الأغذية والزراعة والرسائل الرئيسية لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة

5- تتمثل الأهداف التي تسعى منظمة الأغذية والزراعة لتحقيقها في القمة في تعميق الإدراك بما للزراعة من مساهمة مهمة محتملة في تحقيق أهداف مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة وفي عرض تصور منظمة الأغذية والزراعة لمساهمة المنظمة في المستقبل في التنمية المستدامة وفي الإسراع بتنفيذ جدول أعمال القرن 21. وسعى وفد المنظمة إلى استقطاب وكفالة الدعم لبرنامج مكافحة الجوع بوصفه مبادرة تندرج في سياق المياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجي وإلى زيادة الوعي بالمساهمة المهمة للتنمية الزراعية والريفية المستدامة وللأعمال التي تضطلع بها منظمة الأغذية والزراعة في التنمية المستدامة للجبال في تحقيق أهداف القمة؛ وإلى تحديد التحديات التي تواجها منظمة الأغذية والزراعة في متابعة مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة والفرص المتاحة لها في هذا الشأن.

6- وأثناء القمة، طرحت منظمة الأغذية والزراعة أفكارا رئيسية تتمثل في الصلات بين الفقر والجوع وتدهور البيئة وفي الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به الزراعة في تخفيف وطأة هذه المشكلات. وفي هذا السياق، شددت المنظمة على الحاجة الملحة لزيادة الاستثمارات والإسراع في تنفيذ الإصلاحات المتعلقة بالسياسات المواتية للتنمية الزراعية والريفية بغية الحد من الجوع والفقر بدرجة كبيرة ومستدامة. وأبلغ المدير العام للمنظمة هذه الرسائل في مناسبات شتى، لاسيما في بيانه الاستهلالي في الجلسة العامة (الملحق الأول) وفي كلمات الافتتاح التي ألقاها في الأحداث الجانبية والموازية التى نظمتها وفي مؤتمر صحفي.

7- وصدر مشروع ثان لبرامج مكافحة الجوع بمناسبة القمة وقُدمت عناصره الرئيسية في حلقة نقاش عقدت في الجلسة العامة أثناء الجزء الخاص بالزراعة في دورة مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة.

ثالثا - مساهمة منظمة الأغذية والزراعة في العملية التحضيرية لمؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة وفى أنشطة القمة

الإعداد لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة

8- بدعوة من لجنة التنمية المستدامة، أعدت منظمة الأغذية والزراعة نصا يوثق المساعدات التى قدمتها المنظمة إلى الدول الأعضاء في تنفيذ جدول أعمال القرن 21 ومتابعة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية. وقدمت هذه الوثيقة المعنونة: "مساهمة منظمة الأغذية والزراعة في تنفيذ جدول أعمال القرن 21 ومتابعة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية" إلى الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية. وسلطت الوثيقة الأضواء أيضا على المساعدات التي قدمتها المنظمة لإدراج مسائل الاستدامة في العمليات الاستراتيجية والسياسات والتخطيط الوطنية في البلدان الأعضاء، وبينت ما اتخذته المنظمة من خطوات لتضمين هذه المسائل في استراتيجياتها الهيكلية والتنفيذية.

9- وإضافة إلى الاستعراض العام لتنفيذ جدول أعمال القرن 21، ساهمت المنظمة، بوصفها مديرا معينا للمهام للفصول 10، (التخطيط والادارة المتكاملين للموارد الأرضية) و 11 (مكافحة التصحر)، و13 (التنمية المستدامة للجبال) و14 (التنمية الزراعية والريفية المستدامة) من جدول أعمال القرن 21، فى التقارير التالية للعملية التحضيرية:

  1. تقرير مدير المهام عن "الزراعة والأراضي والتصحر" المقدم في اطار تقرير الأمين العام المتعلق بالفصول 10 و12 و14 (تم اعداده بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة بوصفه مدير مهام للفصل 12 من جدول أعمال القرن 21).
  2. تقرير مدير المهام عن "استعراض التقدم المحرز في الغابات منذ مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية" المقدم في اطار تقرير الأمين العام بشأن الفصل 11 من جدول أعمال القرن 21.
  3. 3- تقرير مدير المهام عن "التنمية المستدامة للجبال" المقدم في اطار تقرير الأمين العام بشأن الفصل 13 من جدول أعمال القرن 21.

10- وفضلا عن ذلك، ترأست منظمة الأغذية والزراعة، بوصفها شريكا رئيسيا في تنفيذ الفصل 17 (المحيطات والمناطق الساحلية) لثلاث سنوات متتالية اللجنة الفرعية المعنية بالمحيطات والمناطق الساحلية التابعة للجنة التنسيق الادارية؛ مساهمة بذلك في إعداد تقرير الأمين العام عن هذا الفصل وأعدت، نيابة عن اللجنة الفرعية المعنية بالمحيطات والمناطق الساحلية، أطلس الأمم المتحدة للمحيطات، وهو مدخل على شبكة الانترنت مشترك بين الوكالات يتناول التنمية المستدامة للمحيطات، بدأ يعمل بنجاح فى 5/6/2002.

11- ودعت هيئة مكتب لجنة التنمية المستدامة، في جلستها الخامسة المعقودة في نيويورك في 2/11/2001، الرؤساء التنفيذيين للأمم المتحدة المشاركين في الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية إلى تقديم عروض موجزة تتناول المسائل التالية:

12- وبناء على طلب من رئيس الدورة الثالثة للجنة التحضيرية، قدمت منظمة الأغذية والزراعة "نتائج ملموسة" من "الفئة الثانية" من النتائج للدورة الرابعة للجنة التحضيرية. ولدى إعداد العروض، تم توخي التوافق مع خطة الأجل المتوسطة المعتمدة لمنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج العمل والميزانية. وبما أن الزراعة قد حددت كإحدى الأولويات الخمسة للقمة المتعلقة بالمياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجي، فقد تم تقاسم مساهمة المنظمة مع جماعة العمل المعنية بالمياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجى.

13- وكان مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد، الذى عقد في روما فى الفترة من 10 الى 13 يونيو/حزيران خطوة ساندت الإعداد لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة. وكان تأكيده على أن القضاء على الفقر والجوع شرط لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة مطابقا لما ارتآه مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة من ارتباط لا تنفصم عراه بين أركان التنمية المستدامة الثلاثة وهى: حماية البيئة والتنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية العادلة على المستويات المحلية والوطنية والاقليمية والعالمية.

14- وفى مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد، قدمت منظمة الأغذية والزراعة مسودة أولى للورقة المعنونة "برنامج مكافحة الجوع". وأوصى برنامج مكافحة الجوع بإتباع نهج ذي شقين للحد من الجوع هما: الجمع بين الاستثمار في التنمية الزراعية والريفية وبين المساعدات الغذائية المباشرة الموجهة لأشد الناس حاجة. وللتعجيل بعملية الحد من الجوع وتحقيق هدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية المتمثل في تخفيض عدد الجوعى بمقدار النصف بحلول عام 2015، حددت الورقة خمسة مجالات لتنفيذ أنشطة على سبيل الأولوية هي: (1) زيادة الانتاجية الزراعية فى المجتمعات الريفية الفقيرة؛ (2) تنمية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها؛ (3) توسعة البني التحتية الريفية وفرص الوصول الى الأسواق؛ (4) انتاج المعرفة ونشرها؛ (5) تعزيز فرص حصول أشد الناس حاجة على الأغذية. وأظهر المشروع الثانى من برنامج مكافحة الجوع بشكل أكثر وضوحا الروابط بين أهداف منظمة الأغذية والزراعة وأهداف مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة واقترح أيضا اتجاهات عامة للسياسات فى مضمار الزراعة والتنمية الريفية. وبفضل مشاركة المنظمة مشاركة فعالة في إعداد الوثائق المتعلقة بمبادرة المياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجي، أُدرجت الأعمال ذات الأولوية في برنامج مكافحة الجوع في المكون الزراعي لهذه المبادرة. كما تضمنت وثيقة المياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجي توجهات السياسة العامة الواردة فى برنامج مكافحة الجوع.

15- وأثناء العملية التحضيرية، شاركت منظمة الأغذية والزراعة أيضا مشاركة نشطة في المناقشة العالمية بشأن الغابات، لاسيما فى منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات الذى أعدت دورته الثانية الإعلان الوزاري بشأن الغابات والذى اتخذ أساسا لنتائج مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة في مجال الغابات. ويتبين من خطة تنفيذ مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة أهمية دور الشراكة التعاضدية بشأن الغابات في الاسهام في تحقيق الادارة المستدامة للغابات. وتتألف الشراكة من أمانات ثلاث عشرة منظمة واتفاقية دولية ترأسها منظمة الأغذية والزراعة.

16- وتعاونت منظمة الأغذية والزراعة كذلك مع الحكومة السويسرية لتركيز الاهتمام على التنمية الزراعية في المناطق الجبلية. وتم الاعداد لمؤتمر عُقد بشأن هذه المسألة وتمخض عن إدراك أعمق وقدم توصيات للعمل.

17- وحرصت منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع الحكومات والمجموعات الرئيسية والمجتمع المدنى، على إرساء الأسس اللازمة لثلاث مبادرات عُرضت في القمة من خلال حدثين جانبين وثلاثة أحداث موازية هى: مبادرة الزراعة والتنمية الريفية المستدامة - المشاركة في تنفيذ الفصل 14، والشراكة الدولية من أجل التنمية المستدامة للمناطق الجبلية، والبرنامج الرئيسي المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة اليونسكو بشأن التعليم لسكان المناطق الريفية. وعرضت منظمة الأغذية والزراعة والجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية مبادرة أعلن عنها للمرة الأولى في مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد ترمي إلى إنشاء صندوق إستئماني عالمي للمحافظة على الموارد الوراثية للنباتات.

أنشطة القمة

18- في 27 أغسطس/آب، انصب تدخل منظمة الأغذية والزراعة، أثناء الجزء المعني بالزراعة من الجلسة العامة المكرسة للمياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجي، على موضوعين رئيسيين هما: (أ) دور الحد من الفقر والجوع في تحقيق التنمية المستدامة؛ (ب) ضرورة وضع الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين في قلب كل استراتيجية إنمائية ترمي الى تقليص الجوع والفقر على نحو كبير ومستدام. وأُعدت عناصر كفيلة بتهيئة بيئة مواتية للزراعة والتنمية الريفية. ولم تقتصر هذه العوامل على زيادة الاستثمارات، بل تضمنت أيضا إطارا للسياسات يشجع على إحداث زيادات كبيرة في الانتاجية الزراعية، لاسيما بالنسبة لصغار المزارعين والمنتجين في مجالي الغابات والأسماك. وتم لفت الانتباه أيضا إلى التدابير والسياسات التي تضمنها برنامج مكافحة الجوع الذي أعدته منظمة الأغذية والزراعة.

19- وقُدمت مبادرة الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين بوصفها حدثا جانبيا وإعلانا عن الشراكة في الجلسة العامة المعقودة في مركز الاجتماعات الرسمي وكحدث مواز خارج مكان الاجتماعات. وشاركت في جميع هذه الأنشطة الحكومات والمجتمع المدني والشركاء الآخرون. ويكمن الهدف الرئيسي للأنشطة المتعلقة بالزراعة والتنمية الريفية المستدامتين، وهي أنشطة شارك فيها شركاء عدة، في تعميق الوعى بالالتزام بمبادرة الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين وتنشيط هذا الالتزام وتنفيذ الفصل 14 المتعلق بالزراعة والتنمية الريفية المستدامتين. ومن النتائج المنتظرة من ذلك، تنقيح إطار المبادرة من خلال تحديد الموارد وحالات النجاح ونتائج البحوث والمشروعات والتكنولوجيات والشبكات والمبادرات والدراية الفنية. وكان من المنتظر أن يعبر الشركاء عن التزامات جديدة و/أو أن يقوموا باضفاء الطابع الرسمي على البيانات التي أبدوا فيها اهتمامهم بالمبادرة بسبل ذات طابع عملي.

20- وبدأ الحدث الجانبي ببيانات افتتاحية أدلى بها كل من المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة والمستشار الخاص لنيجيريا بشأن الزراعة ووكيل وزارة الخارجية في الفلبين وسفير سويسرا وممثل للمنظمات غير الحكومية. وترأس الحدث الادارة الوطنية للزراعة والأراضي في جنوب أفريقيا وممثل للسكان الأصليين. وقدم الحدث استعراضا عاما لمبادرة الشركاء المتعددين الرامية إلى دعم الانتقال إلى الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين اللتين يتم التركيز فيهما على السكان وتعزيز المشاركة في إعداد البرامج والسياسات. وتسعى المبادرة إلى تحقيق الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين بدعم الجهود الرائدة وبناء قدرات المجتمعات الريفية والمجموعات المحرومة وغيرها من الشركاء، وذلك بغية تحسين الحصول على الموارد (الموارد الوراثية والتكنولوجية وموارد الأراضي والمياه والأسواق والمعلومات) ودعم الممارسات الحسنة المواتية للزراعة والتنمية الريفية المستدامتين وإيجاد ظروف عمل أكثر عدلا في مجال الزراعة.

21- وافتتح الحدث الموازي بشأن الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين مساعد الأمين العام لإدارة التنمية المستدامة في منظمة الأغذية والزراعة ووزير البيئة والعلوم في غانا وممثل كيني للاتحاد الدولي للمنتجين الزراعيين. وبعد بيانات التأييد الموجزة التي أدلى بها ممثلو المجموعات الرئيسية وممثلو وسائط الإعلام، أجريت مشاورة قدمت لها التسهيلات الفنية وشارك فيها قرابة 200 مشارك. وأعقب ذلك عرض ومناقشة بشأن المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة بغية الدعوة للتصديق على المعاهدة بين وفود البلدان. وخلال هذه الأحداث الجانبية والموازية، أعربت 44 حكومة عن اهتمامها بمبادرة الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين وعن دعمها لها.

22- وقُدمت الشراكة الدولية من أجل التنمية المستدامة في المناطق الجبلية أولا أثناء الحدث الجانبي في مركز المؤتمرات وعرضت من بعد رسميا في الحدث الموازي (الذى شارك فيه المجتمع المدني والشركاء الآخرون). وتضمن العرض الرسمي للمبادرة كلمات أدلى بها كل من المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة ووزير خارجية سويسرا ووزراء ينتمون إلى عدة حكومات ورؤساء لمنظمات دولية. ونظمت منظمة الأغذية والزراعة، بالتعاون مع حكومة سويسرا وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، هذا الحدث لوضع لبنات تحالف جامع يهدف الى تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الجبليــة ويسهــم فـي تنفيــذ الفصــل 13 مــن جدول أعمال القرن 21 بقدر أكبر من الفعالية. وأشار المدير العام، أثناء الملاحظات التي أبداها عند عرض الشراكة الخاصة بالجبال، إلى أن منظمة الأغذية والزراعة ستدرس استضافة أمانة صغيرة لدعم الشراكة بالتعاون التام مع الشركاء الآخرين الرئيسيين، إذا طلب منها ذلك. وأبدت الحكومة الإيطالية استعدادهــا لدعم هذا الترتيب. وتضمنت مشاركات أخرى عديدة بيانات أشادت بالدور الرائد الذي تضطلع به منظمة الأغذية والزراعة في تنفيذ الفصل 13 من جدول أعمال القرن 21 وتطرقت الى الاحتفال بالسنة الدولية للجبال لعام 2002.

23- وبالاقتران مع هذا الحدث، شاركت منظمة الأغذية والزراعة في الاعلان عن "البرنامج الرئيسي لتعليم سكان المناطق الريفية المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة اليونسكو". وأعد برنامج رئيسي جديد هو التعليم والغذاء للجميع في اطار برنامج التعليم للجميع بهدف المساهمة في تحقيق هدفين من الأهداف الانمائية للألفية هما: التعليم للجميع الذى ترعاه اليونسكو، والغذاء للجميع الذى ترعاه منظمة الأغذية والزراعة. وأدلى المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة بالكلمة الافتتاحية لهذا الحدث. وشارك في المداولات ممثلون لعدة هيئات تابعة للأمم المتحدة وعدد من الحكومات.

24- وشاركت منظمة الأغذية والزراعة فى حدث مواز نظمه المعهد الدولى للموارد الوراثية النباتية يهدف الى اعلان مبادرات ترمي الى انشاء صندوق اسئتماني عالمى للمحافظة على الموارد الوراثية يكون بمثابة مؤسسة لحفظ تنوع المحاصيل بشكل دائم فى بنوك الجينات. وسييسر هذا الصندوق حماية التنوع البيولوجى الزراعى فى العالم الذى يتقلص بسرعة وذلك فى الاطار المتفق عليه فى المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة التى اعتمدها مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة فى نوفمبر/تشرين الثانى 2001 وأصبحت الآن مفتوحة للتوقيع والتصديق عليها. وأثناء عملية انشاء الصندوق، ستتولى منظمة الأغذية والزراعة دراسة المسائل المتعلقة بالادارة السليمة للصندوق وتشغيله.

25- وفي إطار الأنشطة التى تضطلع بها وكالات الأمم المتحدة بشأن المياه، قدمت منظمة الأغذية والزراعة الى المشاركين فى مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة أطلس الأمم المتحدة للمحيطات والمدخل المشترك بين الوكالات عن التنمية المستدامة للمحيطات الذى أعدته منظمة الأغذية والزراعة نيابة عن وكالات الأمم المتحدة المهتمة بالمحيطات، وشاركت في تمويله مؤسسة الأمم المتحدة.

26- وأعدت منظمة الأغذية والزراعة عدة وثائق معلومات لتوزيعها في مجموعة اعلامية فى القمة. وتضمنت الوثائق الصحائف الوقائعية الخمسة التالية:


ووُزع أيضا منشور إعلامي بعنوان أعمال منظمة الأغذية والزراعة - المساعدات فى اقامة عالم خال من الجوع.

27- وأعدت منظمة الأغذية والزراعة، فى اطار فريق العمل المشترك بين الوكالات عن التصحر وبالتعاون مع وزارة البيئة الايطالية، وثيقة معلومات وزعت فى مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة عنوانها "السعي لإيجاد سبل عيش مستدامة فى المناطق الجافة" تدرس الترابط بين الفقر وتدهور الأراضي والتصحر. وستعكف منظمة الأغذية والزراعة وشركاؤها على دراسة هذا الموضوع بالتفصيل.

28- ووزع الاعلان الصادر عن الحدث الجانبي لمؤتمر القمة العالمى للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد، الحدث الجانبي بشأن المرأة الريفية: الشريك الحاسم فى مكافحة الجوع والفقر، في الحدث الجانبي وفي الحدث الموازي بشأن الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين، كما وزعت مذكرة معلومات عن الدعم الذى تقدمه منظمة الأغذية والزراعة للشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا.

29- وعُرضت مواد اعلامية إضافية صادرة من الإدارات الفنية فى Sandton Convention Centre فى الجناح المخصص لمنظمة الأغذية والزراعة في معرض Ubuntu Village وفي الأحداث الجانبية والموازية ذات الصلة.

وأغلب هذه المواد والأوراق الاعلامية والصحائف الوقائعية متاحة أيضا على موقع منظمة الأغذية والزراعة والمؤتمر العالمي للتنمية المستدامة على شبكة الانترنت.

رابعا - نتائج القمة

30- التقى في القمة أكثر من 000 21 مشارك ينتمون الى ما يزيد عن 190 بلدا من بينهم رؤساء دول وحكومات ووفود وطنية وقادة منظمات غير حكومية وقادة من القطاع الخاص ومجموعات رئيسية أخرى.

31- وفيمـا يلـي النتائـج الرئيسيـة فـى مجال الزراعة ذات القاعدة العريضة التى حققها مؤتمر القمة فى اطار "الفئة 1" من النتائج:

32- أما بشأن النتائج "الفئة 2"، فقد أطلقت بنجاح مبادرات منظمة الأغذية والزراعة للشراكة فى إطار الأحداث الجانبية للقمة بشأن الزراعة والتنمية الريفية المستدامتين، والتنمية المستدامة للمناطق الجبلية والتعليم للسكان الريفيين (بالتعاون مع اليونسكو). وقد حضر هذه الأحداث المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة وممثلون لوزارات من البلدان النامية والبلدان المتقدمة وموظفون كبار من وكالات الأمم المتحدة وممثلون للمجتمع المدنى وشركاء آخرون. وتم ابداء الدعم السياسي، وفي بعض الحالات المالي، كما أن التخطيط للمضي قدما في تنفيذ هذه المبادرات قد قطع أشواطا بعيدة.

خامسا - متابعة مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة

33 - وسوف تتخذ المنظمة الاجراءات عقب مؤتمر القمة لتنفيذ عدد من البرامج التى تسهم بصورة مباشرة فى تحقيق أهداف مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة. وسوف تتحقق الاتفاقيات فى نطاق مجالات الأولوية الخمس المتعلقة بالمياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوع البيولوجى وغيرها من المجالات من خلال المشروعات الجارية وسوف تقدم مدخلات للمبادرات الجديدة. ويتوافق تنفيذ المنظمة لأهداف مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة أيضا مع الالتزامات التى أعلنت خلال مؤتمر القمة العالمى: خمس سنوات بعد الانعقاد. ويربط برنامج مكافحة الجوع لدى المنظمة بين زيادة الانتاجية والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية والفرص الخاصة بخفض أعداد الجياع الى نصف عددهم الحالى بحلول عام 2015 ويوفر اطارا للكثير من المبادرات ذات الصلة بمؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة.

34 - وسوف تواصل المنظمة، بوصفها مدير مهام للفصول 10 و11 و13 و14 من جدول أعمال القرن 21 تقديم مساعدتها الفنية وتوجيهاتها فى مجال السياسات والتخطيط وتقديم الدعم للتدريب وبناء القدرات لبلدانها الأعضاء. وسوف يعقب ذلك تدابير أخرى فيما يتعلق المبادرات التى أعلنت خلال مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة:

35 - ستواصل المنظمة عملها باعتبارها شريكا رئيسيا فى تنفيذ فصول جدول أعمال القرن 21 ذات الصلة بالتصحر والجفاف (الفصل 12) والتنوع البيولوجى (الفصل 15) والمحيطات والبحار (الفصل 17) والمياه العذبة (الفصل 18) والكيماويات السامة (الفصل 19). وسوف توفر الالتزامات التى قدمت فى الخطة العالمية للتنفيذ أثناء مؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة الاطار للبرامج المقبلة بالتعاون مع البلدان الأعضاء.

36 - وفى قطاع مصايد الأسماك، سوف تزيد المنظمة من اهتمامها بالأنشطة ذات الصلة بتطبيق مدونة السلوك الخاصة بالصيد الرشيد وخطة العمل الدولية ذات الصلة ومنهج النظم الايكولوجية. وعلاوة على ذلك، سوف تواصل المنظمة توفير المشورة فى مجال السياسات للبلدان الأعضاء وتقديم الدعم، بين جملة أمور، لمصايد الأسماك الصغيرة فضلا عن تعزيز أجهزة المصايد الاقليمية. كما تتحمل المنظمة المسؤولية عن تقديم ونشر وتحديث "أطلس الأمم المتحدة للمحيطات". وسوف تتطلب الاحتياجات من الموارد لمعالجة الهدف الخاص بالمخزونات السمكية المستنفدة الاهتمام، فضلا عن الدعوة الى تعزيز قدرة المنظمة على بناء القدرات القطرية والمحلية فى مجال العلوم البحرية والادارة.

37 - وقد يكون لنتائج مؤتمر القمة عددا من الانعكاسات على بعض الأنشطة الأخرى للمنظمة مثل:



 

الملحق الأول

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة


 

بيان
السيد جاك ضيوف
المدير العام

الموجه لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة
جوهانسبيرغ، جنوب أفريقيا
30 أغسطس/آب 2002

السيد رئيس مؤتمر القمة،
السيد أمين عام مؤتمر القمة،
حضرة السيدات والسادة،

اسمحوا لي بداية، السيد الرئيس، أن أشكركم على الفرصة التي منحتموني إياها اليوم بمخاطبة المشاركين في مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة.

لقد شهد الاقتصاد العالمي نمواً ملحوظاً في البلدان المتقدمة وفي بعض البلدان النامية في العشر سنوات التي أعقبت انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية. ومع ذلك، لا يزال 1.2 مليار نسمة يعيشون بدولار واحد في اليوم فقط ويعاني 815 مليوناً منهم من نقص التغذية. ويعيش القسم الأكبر منهم في البلدان النامية، لذا فهم معرّضون على الدوام لتدهور مواردهم الطبيعية وبيئتهم. كما أنّ مؤسساتهم ضعيفة؛ وبناهم الأساسية وفي طليعتها الأسواق، غير كافية؛ والتقانات غير ملائمة. فيما تساهم النزاعات في تفاقم الفوارق الاجتماعية وتعيق السير باتجاه تحقيق أهداف مؤتمر ريو.

إنّ المهام الموكلة إلى المنظمة في مجالات الزراعة والمصايد والغابات والأمن الغذائي والقطاع الريفي تعطي الأولوية للأنشطة التى ترمى إلى تحقيق التنمية المستدامة على المستويات القطرية والإقليمية والعالمية. وكانت المنظمة قد ساهمت بفعالية كبيرة في التحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية الذي أفضى عام 1992 إلى إقرار جدول أعمال القرن 21 وتوقيع اتفاقات متعددة الأطراف في مجال البيئة واعتماد مبادئ خاصة بالغابات في مؤتمر قمة الأرض عام 1992 في ريو. واختيرت المنظمة فى تلك المناسبة لتكون مدير مهام الفصول 10 (نهج متكامل لتخطيط وإدارة موارد الأراضي) و11 (مكافحة إزالة الغابات) و13 (التنمية المستدامة للجبال) و14 (النهوض بالزراعة والتنمية الريفية المستدامة). كما أنها أحد الشركاء في تنفيذ الفصول 12 (مكافحة التصحر والجفاف) و15 (التنوع البيولوجي) و17 (المحيطات والبحار) و18 (المياه العذبة) و19 (المواد الكيمائية السامة).

وإنّ المنظمة، إعمالا لتوصية صادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية بشأن تعزيز التدابير المؤسسية، عمدت عام 1995 إلى إنشاء مصلحة التنمية المستدامة وقررت إدراج موضوعات التنمية المستدامة في إطار الأنشطة البيئية المتصلة بالموارد الطبيعية والمسائل الاجتماعية والاقتصادية. وانصب التركيز بنوع خاص على تعزيز وإدماج المبادئ والأساليب والاستراتيجيات والنهج الكفيلة بضمان استدامة الأنشطة القطاعية لمختلف الوحدات الفنية في المنظمة، وكذلك تقديم المشورة في مجال السياسات الإنمائية للدول الأعضاء.

  • نهج متكامل لتخطيط وإدارة موارد الأراضي
  • في إطار تنفيذ جدول أعمال القرن 21، شاركت المنظمة في تقييم موارد الأراضي لا سيما في إطار مبادرة خصوبة التربة التي ساعدت نحو عشرين بلداً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على تحسين إنتاجيتها وتشجيع الزراعة التى تحافظ على الموارد الطبيعية بغية الحد من تدهور التربة وزيادة احتباس الكربون. وقد أولت عناية خاصة بصيانة الموارد المائية وكفاءة استخدامها، لا سيما إدارة محيطات الريّ ومساحات الصرف وتجمعات المياه.

  • مكافحة إزالة الغابات
  • إنّ المنظمة تدعم وتشجّع أيضاً المبادرات التشاركية في الإدارة المستدامة لشتى أنواع الغابات من خلال برنامج الغابات والأشجار والمجتمعات المحلية وإعداد مدونة ممارسات نموذجية لاستغلال الغابات. كما ترأس المنظمة الشراكة والتعاون في مجال الغابات التابع لمنتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات.

  • التنمية المستدامة للغابات
  • ساهمت المنظمة في زيادة التوعية بأهمية النظم الإيكولوجية الجبلية والعوائق التي تحول دون التنمية والتي يعاني منها سكان الجبال لا سيما من أجل صيانة مخزونات المياه العذبة والتنوع الحيوي على وجه الأرض. وتساهم المنظمة، التى تضطلع بدور القيادة فى أسرة منظمات الأمم المتحدة لمناسبة السنة الدولية للجبال 2002، في إطلاق مبادرة الجبال في إطار مؤتمر القمة هذا.

  • التنمية الزراعية والريفية المستدامة
  • تجلّت جهود المنظمة في سبيل تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في تنظيم مؤتمر القمة العالمي للأغذية ودعم تنفيذ خطة العمل الصادرة عن مؤتمر القمة. كما أنها تساعد بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض على زيادة إنتاجها الزراعي بشكل مستدام من خلال البرنامج الخاص للأمن الغذائي الذي ينفّذ في 69 بلداً، أكثر من نصفها موجود في أفريقيا. وإنّ الوقاية المتكاملة للزراعة والزراعة الحيوية وإدراج القضايا الجنسانية في عملية التنمية، فضلاً عن تعزيز صيانة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة واستخدامها المستدام، إنما هى بعض الأمثلة عما تقوم به منظمة الأغذية والزراعة بصفتها مدير مهام الفصل 14. وقد أثمرت هذه الجهود إقرار المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية للأغذية والزراعة التي أقرّت في نوفمبر/تشرين الثاني 2001 والتي هي حالياً قيد التصديق.

    ولا بد لي هنا أن أخص بالذكر مدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد التي أعدتها المنظمة والتي تشكل إسهاماً كبيراً في تطبيق الفصل 17 (المحيطات والبحار).

    السيد الرئيس،

    إنّ الكثيرين ممن هم حاضرون اليوم في هذه القاعة شاركوا أيضاً في مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد. وهذا مدعاة فخر لنا. ذلك أنّ غايات مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة ومؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد تكمّل بعضها وتهدف جميعاً إلى استئصال الفقر على اعتباره الهدف الأهمّ للعالم أجمع والشرط الأساسي اللازم للتنمية المستدامة، لا سيما في البلدان النامية.

    ولقد انكبّت الأسرة الدولية خلال مؤتمر القمة في روما على دراسة جذور الفقر المدقع ألا وهي الجوع ونقص التغذية المزمنين اللذين ما زال يعانى منهما 800 مليون شخص، يعيش معظمهم في المناطق الريفية.

    وناشد إعلان مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد كل الفرقاء - من حكومات ومنظمات دولية ومنظمات غير حكومية والقطاع الخاص - إلى مضاعفة الجهود والعمل في إطار تحالف دولي ضد الجوع في سبيل تحقيق هدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية الوارد أيضاً في إعلان الألفية للأمم المتحدة. كما طالب الإعلان باتخاذ تدابير محددة لتعزيز الإرادة السياسية وتعبئة الموارد الكافية لخفض عدد ناقصي الأغذية إلى النصف بحلول عام 2015.

    وتعيد خطة التنفيذ لمؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة تأكيد هدف التنمية للألفية من جديد. كما يشدد على أهمية الدور الذي تلعبه التنمية الزراعية والريفية المستدامة من أجل اعتماد استراتيجية متكاملة لمضاعفة الإنتاج الغذائي بهدف تحسين الأمن الغذائي وسلامة الأغذية بشكل مستدام.

    فكيف السبيل إلى بلوغ هذه الأهداف المترابطة؟ أو بعبارة أخرى: أي التزامات عملية نحن اليوم على استعداد لاتخاذها تحقيقاً لهذه الأهداف؟

    الإرادة السياسية أولاً:

    إنّ الحكومات هي المسؤولة عن الأمن الغذائي على المستوى القطري، بالتعاون مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، وبدعم من الأسرة الدولية. وهذا يستدعي خفض عدد الجياع في العالم بأكثر من 22 مليون شخص كل سنة إذا ما أردنا تحقيق هدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية قبل عام 2015. ويجدر في موازاة ذلك العمل مع الشركاء في التنمية على تحقيق تحسّن في مؤشرات رصد وقياس التقدم المحرز باتجاه بلوغ هذا الهدف.

    ويتعيّن على الحكومات والمنظمات الدولية والمؤسسات المالية زيادة كفاءة استخدام مواردها وتحسين إنجازاتها وتعزيز التعاون في ما بينها من خلال تنسيق جهود مكافحة الجوع وتعزيز الدور الحيوي للزراعة والتنمية الريفية المستدامة بالنسبة إلى الأمن الغذائي. ولا بد هنا من الإشادة بدور المؤسسات الثلاث المعنية بالتغذية والزراعة التي اتخذت من روما مقراً لها ألا وهى منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية.

    الموارد:

    لن يكون لمكافحة الجوع والفقر أى تأثير ما لم نحرص على وضع المرأة، وعلى الأخص المرأة الريفية، في قلب هذه العملية. وهذا تحديداً ما آلت إليه إحدى الأحداث الموازية الأهم في مؤتمر القمة العالمي للأغذية: خمس سنوات بعد الانعقاد بعنوان المرأة الريفية: شريك حيوى فى مكافحة الجوع والفقر.

    وأعدّت المنظمة مشروع برنامج لمكافحة الجوع يشمل خمسة مجالات من مجالات الأولوية: 1) تحسين الإنتاجية الزراعية في المجتمعات الريفية الفقيرة؛ 2) تنمية الموارد الطبيعية وصيانتها؛ 3) تقوية البنية الأساسية الريفية وتوسيع فرص الوصول إلى الأسواق؛ 4) تعزيز القدرة على توليد المعارف ونشرها؛ 5) ضمان حصول أشدّ الناس احتياجاً على الأغذية.

    ويحتاج تنفيذ هذا البرنامج إلى استثمارات عامة إضافية قدرها 24 مليار دولار. ويسرني أن ألاحظ أنّ مجالات الأولوية الأربعة الأولى في برنامج مكافحة الجوع تماثل مكوّن الزراعة في مبادرة المياه والطاقة والصحة والزراعة والتنوع الحيوي التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة. ومن شأن الاستثمارات اللازمة في مجالات الأولوية الأربعة هذه والبالغة 18.5 مليار دولار خفض الجوع والفقر المدقع بسرعة وبشكل ملحوظ. لكن لا بد من التذكير بوجوب اقتسام الاستثمارات الإضافية اللازمة بالتساوي بين حكومات البلدان النامية والجهات المانحة. وتقدّر أرباح الاقتصاد العالمي ككلّ من تحقيق هدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية بنحو 120 ملياراً في السنة.

    وختاماً، السيد الرئيس، أطلقت المنظمة بالتعاون مع شركائها مبادرتين في سياق التحضير لمؤتمر القمة هذا: من أجل تنمية زراعية ريفية مستدامة ومن أجل شراكة دولية للتنمية المستدامة في المناطق الجبلية. وكلاهما تحالف يشمل جميع الشركاء الذين يعود لهم اختيار الشراكات المحددة التي يرغبون في المساهمة فيها. وقد أبدى عدد من الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني اهتمامها ودعمها المطلق لهاتين المبادرتين. وآمل أن تترجم العمليات التي أطلقناها هنا، في الخمس سنوات القادمة، تحسناً ملحوظاً وملموساً لتنفيذ جدول أعمال القرن 21 وتحقيقاً لأهداف إعلان الألفية.

    وشكراً على حسن إصغائكم.