CCP/2003/10






لجنة مشاكل السلع

الدورة الرابعة والستون

روما، من 18 إلى 21 مارس/آذار 2003

بعض قضايا السياسات التجارية المتصلة بالاتجاهات الأخيرة في الورادات الزراعية في سياق الأمن الغذائي



[1] [1]

أولا - مقدمة

1 - تشير الاتجاهات والتوقعات الأخيرة إلى أن التجارة العالمية في الأغذية الأساسية، وخصوصاً واردات البلدان التي تعاني من العجز الغذائي، يمكن أن تطرأ عليها زيادة كبيرة في السنوات المقبلة. وقد تكون لهذه الاتجاهات نتائج إيجابية وأخرى سلبية على الأمن الغذائي. وبالإضافة إلى ذلك، فمن المتوقع أن تزداد وتيرة حدوث الصدمات الخارجية التي تأتي في صورة انخفاض في الأسعار وارتفاع حاد في الواردات كلما أصبحت البيئة التجارية أكثر انفتاحا في الوقت الذي يبقى فيه دعم الصادرات مرتفعا في بعض المناطق المنتجة الرئيسية. وقد استعرضت لجنة مشكلات السلع في دورتها الثالثة والستين تجربة تنفيذ اتفاقية الزراعة التي أسفرت عنها جولة أوروغواي، وأوصت بأن توالي الأمانة رصد الآثار المترتبة على تنفيذ اتفاقية الزراعة مع التركيز بصفة خاصة على نتائج ذلك بالنسبة للأمن الغذائي. وسوف تتاح الفرصة للجنة، بمساعدة هذه الوثيقة، لاستعراض التجارب والمشاكل الأخيرة ومناقشة آليات الرد عليها، سواء الآليات المرتبطة بمنظمة التجارة العالمية أو غير ذلك من تدابير السياسات.

2 - وتعد تجارة المنتجات الزراعية، وخصوصا المواد الغذائية، ذات أهمية كبيرة للبلدان المستوردة والمصدرة على السواء، كما أن دورها حيوي في تعزيز الأمن الغذائي. وعلى الرغم من أن البلدان النامية عموما، بما في ذلك بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، كانت في الماضي مصدرة صافية للمنتجات الزراعية، ظهر منذ أواخر سبعينات القرن العشرين اتجاه متزايد بشكل حاد في وارداتها الصافية من المواد الغذائية مما حولها إلى مستوردة صافية للمنتجات الزراعية. وتشير التوقعات متوسطة الأجل التي وضعتها منظمة الأغذية والزراعة حتى عام 2010 وكذلك التوقعات طويلة الأجل حتى عام 2030 إلى استمرار هذا الاتجاه المتزايد في الواردات الغذائية من جانب البلدان النامية [1]. وبالإضافة إلى ذلك، فمنذ عقد الثمانينات الذي شهد إصلاحات هيكلية مهمة في كثير من البلدان النامية. كان بينها اتخاذ إجراءات لتحرير التجارة من جانب واحد، ارتفعت وتيرة حدوث الزيادات الحادة في الواردات (وهي زيادات حادة مؤقتة تتجاوز مستويات الاتجاه). وقد ازدادت وتيرة حدوث هذه الزيادات الحادة في الواردات منذ 1995. وعلى الرغم من العجز المؤقت في الإنتاج نتيجة للظروف المناخية المحلية وغير ذلك من العوامل التي تربك الإنتاج الوطني قد يُفسّر حدوث زيادة حادة في ورادات بلد ما في بعض الحالات، تحدث هذه الزيادة الحادة في الواردات في حالات أخرى دون أن يسبقها حدوث عجز في الإنتاج أو غير ذلك من العوامل المؤثرة. وتمثل هذه التطورات - تزايد الواردات الغذائية والارتفاع الحاد في الواردات - مجموعتين من المشاكل بالنسبة للأمن الغذائي. أولاهما كيف يتسنى لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض بصفة خاصة تمويل الزيادة المتوقعة في وراداتها الغذائية، وهل ستكون قادرة على ذلك، والثانية هي تأثير الزيادة الحادة في الواردات على الجهود التي تبذل في هذه البلدان للنهوض بالإمكانيات الإيكولوجية الزراعية من أجل تحقيق إنتاج مستدام من المواد الغذائية.

3 - وتتضمن هذه الوثيقة تحليلا لهاتين القضيتين، بينما تتناول وثيقة أخرى (الوثيقة CCP 03/9) هاتين القضيتين فيما يتعلق بالصادرات. ويتضمن الجزء التالي تحليلا لوتيرة حدوث الزيادات الحادة في الواردات الغذائية، بينما يناقش الجزء الثالث قضايا السياسات المتصلة بذلك، ويتضمن الجزء الرابع تحليلا للتحولات التي طرأت على الواردات الغذائية في البلدان النامية، وخصوصا بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، ويناقش الجزء الخامس الآثار المترتبة عليها. ويتضمن الجزء السادس عرضا موجزا للقضايا التي يلزم إخضاعها لمزيد من الدراسة والتحليل.

ثانيا - تحليل الزيادات الحادة في الواردات الغذائية

4 - منذ منتصف التسعينات من القرن العشرين تتزايد التقارير التي تتحدث عن معاناة البلدان النامية، وخصوصا بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، من زيادات حادة في الورادات الغذائية وأن ذلك يؤدي إلى إرباك الأسواق المحلية، بما في ذلك انتقال تأثير الأسعار العالمية المنخفضة إلى الأسواق المحلية بما يترتب على ذلك من آثار سلبية على الإنتاج المحلي في كثير من الحالات. وقد وردت في دراسات الحالة التي أجرتها المنظمة عن تجربة تنفيذ اتفاقية الزراعة حالات كثيرة لحدوث زيادات حادة في الواردات الغذائية [2]. كذلك استطاع العديد من منظمات المجتمع المدني القطرية والدولية توثيق حالات من الزيادات الحادة في الواردات معتمدة في ذلك على الدراسات الميدانية التفصيلية[3].

5 - وللتوسع في تقدير مدى حدوث هذه الظاهرة، علقت الأمانة على إجراء دراسات أخرى الهدف منها تحديد طبيعة ومدى حدوث الزيادات الحادة في الواردات في أسواق البلدان النامية. واعتمادا على بيانات الواردات والإنتاج الخاصة بالمواد الغذائية الأساسية خلال الفترة 1980-2000، حاول التحليل توثيق عدد من حالات الزيادة الحادة في الواردات والنقص في الإنتاج في عينة من بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض.

6 - ولأعراض هذا التحليل، تم تعريف الزيادة الحادة في الواردات بأنها تمثل انحرافا (إيجابيا) بنسبة 20 في المائة من متوسط متحرك لواردات كل سلعة/بلد خلال خمس سنوات [4]. ويلخص الجدول 1 عدد حالات حدوث ارتفاع حاد في الواردات خلال الفترة 1984-2000. ويتضح من البيانات الواردة بالجدول أن وتيرة حدوث الزيادات الحادة في الواردات ملحوظة، حيث حدثت في المتوسط في ثلث الفترة التي تغطيها البيانات. ولقد كانت هذه الظاهرة كثيرة الحدوث بالنسبة لبعض مجموعات المنتجات، ولا سيما اللحوم والزيوت النباتية. كذلك فعلى الرغم من أن جميع البلدان قد تعرضت لحدوث زيادات في الواردات، كان تأثيرها على بعض البلدان، مثل غينيا، وملاوي، والنيجر والفلبين وتنزانيا، أكثر مما حدث في البلدان الأخرى. وأخيرا، كانت وتيرة حدوث الزيادات الحادة في الواردات أسرع، عموما، في الفترة التالية لسنة 1994.

الجدول 1: عدد حالات حدوث زيادات حادة في الواردات
(في بعض البلدان وبعض المنتجات الغذائية،
1984-2000)

 

القمح

الأرز

الذرة

الزيت النباتي

اللحم البقري

لحم الخنزير

لحم الدجاج

ألبان

بنغلاديش

5

6

9

7

5

6

2

3

بنين

6

4

3

3

6

7

8

7

بوتسوانا

6

4

0

6

4

9

7

7

بوركينا فاسو

6

9

4

3

8

8

6

4

الرأس الأخضر

3

6

3

5

7

11

10

3

جزر القمر

4

5

4

6

5

3

11

4

كوت ديفوار

1

4

0

9

7

7

10

3

الجمهورية الدومينيكية

2

-

0

3

8

6

6

3

غينيا

6

5

8

9

7

5

9

6

غينيا بيساو

6

10

2

6

6

5

9

4

هايتي

1

2

4

7

4

9

8

5

هندوراس

8

5

0

8

6

8

11

3

جامايكا

3

4

3

9

3

6

3

1

كينيا

11

3

5

7

4

6

5

4

مدغشقر

8

5

7

5

3

8

5

5

ملاوي

7

3

9

7

5

7

10

2

مالي

4

5

5

8

8

8

5

7

موريتانيا

5

2

4

5

4

5

9

2

موريشيس

2

0

2

1

7

9

6

0

المغرب

6

4

10

0

5

-

13

0

النيجر

8

7

9

8

5

6

5

6

بيرو

3

4

4

4

4

9

9

6

الفلبين

7

9

7

9

12

9

14

5

توغو

6

8

7

7

3

3

8

5

أوغندا

10

4

8

11

4

3

2

1

جمهورية تنزانيا المتحدة

8

5

6

10

6

7

4

5

زامبيا

4

2

4

4

8

8

5

6

ملحوظة: تم تعريف حدوث زيادة حادة في الواردات بأنه حدوث انحراف إيجابي بنسبة 20 في المائة من المتوسط المتحرك لمدة خمس سنوات. وتدل العلامة (-) على أن البلد لا يعد منتجا لهذه السلعة أو أن البيانات ليست متوافرة.

المصدر: حسبت الأرقام من واقع البيانات المدرجة في قاعدة البيانات الاحصائية (FAOSTAT)  التي تحتفظ بها منظمة الأغذية والزراعة.


 

7 - ونظرا لضخامة عدد حالات حدوث زيادات حادة في الواردات، وتزايد التقارير التي تتحدث عن هذه الظاهرة من مختلف أنحاء العالم، ربما تمثل هذه الظاهرة مشكلة خطيرة. وكجزء من الدراسات الإضافية التي أجريت حول هذا الموضوع، تم أيضا توثيق حالات العجز في الإنتاج خلال نفس الفترة - ونتائج هذه الدراسات، أي عدد حالات حدوث عجز في الإنتاج خلال نفس الفترة (1984-2000) ترد في الجدول بالملحق [5]. ويوضح الشكل 1 بعض الأمثلة على حدوث زيادات حادة في الواردات وحدوث عجز في الإنتاج، في صورة بيانية، بينما يتضمن الإطار 1 عددا من الحالات التوضيحية. وبالتالي، فعلى الرغم من وجود شواهد قوية على هذه الظاهرة، وعلى الرغم أيضا من حدوث تأثيرات سلبية في كثير من الحالات، يبقى هذا الموضوع من الموضوعات التي تستوجب إجراء دراسات دقيقة بشأنه. ومن اليسير نسبيا توثيق عدد حالات حدوث الارتفاع الحاد في الورادات وحالات العجز في الإنتاج، ومن الأصعب التوصل إلى وجود علاقة سببية بين حدوث زيادات حادة في الورادات وعجز في الإنتاج من ناحية والآثار السلبية من ناحية أخرى [6].

الإطار 1 - حالات لتوضيح الزيادات الحادة في الواردات واتجاهات الإنتاج الطماطم

ارتفعت واردات السنغال من عجينة الطماطم بمقدار 15 ضعفا، حيث ارتفعت من 400 طن في المتوسط سنويا خلال الفترة 1990-1994 إلى 000 6 طن تقريبا في الفترة 1995-2000. وانخفض متوسط الإنتاج السنوي، فيما بين الفترتين بنسبة 50 في المائة من 000 43 طن إلى نحو 000 20 طن. ويعزى الارتفاع الكبير في الواردات والآثار السلبية على الإنتاج إلى تحرير الواردات من عجينة الطماطم بعد عام 1994. وقد لوحظت ظاهرة مماثلة في بلدان أخرى بالإقليم. وعلى سبيل المثال، ارتفعت واردات بوركينا فاسو من عجينة الطماطم بمقدار أربعة أمثال ما كانت عليه فيما بين الفترتين، فقد ارتفعت من 400 طن إلى 400 1 طن، بينما انخفض إنتاج الطماطم بنسبة 50 في المائة من نحو 000 22 طن إلى 000 10 طن.

الزيوت النباتية

شهدت جامايكا ارتفاعا حادا ملحوظا في وارداتها من الزيوت النباتية منذ 1994. فقد بلغ متوسط الواردات السنوية 000 29 طن خلال الفترة 1995-2000، أي أنها ازدادت بأكثر من ضعف ما كانت عليه في 1990-1994. وفيما بين الفترتين، انخفض الإنتاج بنسبة 68 في المائة ليصل إلى 000 5 طن. كذلك شهدت شيلي وضعا لا يختلف عن ذلك كثيرا، فقد ارتفعت وارداتها من الزيوت النباتية من 000 58 طن في 1985-1989 إلى 000 173 طن في 1995-2000. وفي نفس الفترة، انخفض متوسط الإنتاج المحلي من 500 54 طن في 1985-1989 إلى 200 25 طن.

الأرز

ارتفعت واردات هايتي من الأرز من نحو 000 17 طن في المتوسط سنويا (بما يعادله من الأرز المضروب) في 1984-1989 على 000 226 طن في 1995-2000، أي بمقدار 13 ضعفا. ومع ذلك، فقد كان الانخفاض في الإنتاج فيما بين هاتين الفترتين متواضعا، إذ انخفض من 000 84 طن إلى 000 78 طن. وعلى الرغم من صعوبة تقدير مدى الزيادة التي كان من الممكن أن تطرأ على الإنتاج في حالة عدم حدوث واردات كبيرة، يعتقد المحللون أن الواردات لعبت دورا كبيرا في احداث تأثير سلبي على إنتاج الأرز.

منتجات الألبان

تعتبر حالة كينيا من الأمثلة الجيدة على الارتباط بين الزيادة الحادة في الواردات من منتجات الألبان والإنتاج المحلي للألبان. ففي الفترة 1980-1990، ارتفع حجم الألبان المصنفة بشكل مضطرد من 000 179 طن إلى 000 392 طن، أي بأكثر من مائة في المائة. واعتبارا من سنة 1990، بدأ حجم الألبان المصنعة ينخفض بشكل ملموس، إلى أن بلغ 000 126 طن من الألبان في 1998. وفي نفس الوقت، ارتفعت الواردات من الألبان المجففة من 48 طنا إلى 500 2 طن (أي أنها ارتفعت من 000 408 لتر إلى 21 مليون لتر بما يعادلها من اللبن الطازج). وقد أدى تدفق واردات الألبان المجففة وغيرها من منتجات الألبان إلى كبح الطلب من جانب مصانع الألبان على الألبان الطازجة المحلية. وتحمل صغار منتجي الألبان بصفة خاصة الجانب الأكبر من هذا التأثير. كذلك تأثرت قدرة كينيا على تنويع أنشطتها في مجال تصنيع الألبان.

لحوم الدواجن

ارتفعت واردات بينان من لحوم الدواجن في الفترة 1995-2000 بمقدار 17 ضعفا مما كانت عليه في الفترة 1985-1989 حين كان متوسط الواردات في حدود 000 1 طن. وخلال تلك الفترة، أصيب النمو في الإنتاج المحلي بالركود فلم تطرأ عليه إلا زيادة طفيفة من 000 25 طن إلى 000 27 طن. وتعرضت هايتي لوضع مماثل. فقد كان متوسط وارداتها 500 طن في الفترة 1985-1989، ولكن وارداتها ارتفعت بمقدار 30 ضعفا في الفترة 1995-2000. وعلى النقيض من ذلك، أصيب الإنتاج المحلي بالركود، بل إنه انخفض من 200 7 طن إلى 500 6 طن.

ثالثا - قضايا السياسات المتصلة بحدوث زيادة حادة في الواردات

8 - لجأت البلدان التي تواجه زيادة حادة في الواردات إلى عدد من الأدوات لمواجهة الآثار السلبية التي من الممكن أن تتعرض لها الجهود التي تبذلها من أجل تنمية قدراتها الخاصة في مجال تحقيق إنتاج مستدام من المواد الغذائية، أو أن هذه البلدان تستطيع من حيث المبدأ اللجوء إلى استخدام هذه الأدوات. وتشمل التدابير العلاجية، في إطار منظمة التجارة العالمية، أعمال التدابير الوقائية الخاصة التي تنص عليها اتفاقية الزراعة، وتدابير مكافحة الإغراق، والتدابير التعويضية في حالة الصادرات المدعمة والضمانات الوقائية في حالات الطوارئ (بموجب اتفاقية الضمانات التي أبرمتها منظمة التجارة العالمية). وتسمح هذه التدابير للبلدان المستوردة باتخاذ تدابير علاجية (مثل رفع الرسوم الجمركية، أو تقييد الواردات، وغيرهما) عندما تتوافر شروط معينة لمواجهة هذه الأوضاع والشروط التي ينبغي توافرها، ومع ذلك، فإن معظم التدابير العلاجية تقوم أساسا على حقيقتين رئيسيتين هما: (1) حدوث ارتفاع حاد في الواردات؛ (2) وأنها تحدث تأثيرا سلبيا على الإنتاج المحلي. ويقتضي تطبيق التدابير العلاجية الثلاثة العامة توافر هذين الشرطين، وإن كان الشرط الثاني (وهو حدوث الضرر) غير مطلوب في حالة الضمانات الوقائية الخاصة في تجارة المنتجات الزراعية.

9 - وخلال الفترة 1995-2001، لم تستخدم التدابير العلاجية التي تنص عليها منظمة التجارة العالمية كثيرا في تجارة المنتجات الزراعية على الرغم من أنه كان من الممكن استخدامها. وعلى سبيل المثال، استفاد عشرة أعضاء فقط من أعضاء منظمة التجارة العالمية من التدابير الوقائية الخاصة (من بين 38 عضوا كان بوسعهم الاستفادة من هذه الأداة)، منهم عضوان فقط من البلدان النامية. وبمقارنة الاستفادة الفعلية بالاستفادة القصوى الممكنة من هذه التدابير من جانب جميع الأعضاء الذين تنطبق عليهم الشروط في السلع المختلفة، يتبين أن الاستفادة من هذه التدابير كانت بنسبة 3.4 في المائة في حالة البلدان المتقدمة و0.3 في المائة في حالة البلدان النامية. وكانت أربع مجموعات من السلع - هي الحبوب، واللحوم، والألبان، والبذور الزيتية ومنتجاتها - تمثل نسبة 64 في المائة من الاستفادة من التدابير الوقائية الخاصة في تلك الفترة. كذلك فإن سبعة بلدان فقط من البلدان النامية هي التي شرعت في تنفيذ، أو نفذت، التدابير الوقائية في حالات الطوارئ (وهي أكثر التدابير العلاجية شيوعا في تجارة المنتجات الزراعية بعد التدابير الوقائية الخاصة) في نفس هذه الفترة في 16 منتجا من المنتجات الزراعية. وكانت الاستفادة من تدابير مكافحة الإغراق والتدابير التعويضية أقل من ذلك.

10 - وهناك بعض الأسباب الوجيهة التي تفسر ذلك، أي قلة حالات لجوء البلدان إلى الاستفادة من التدابير العلاجية التي وضعتها منظمة التجارة العالمية رغم وجود عدد كبير من حالات حدوث زيادات حادة في الواردات التي تتحدث عنها التقارير في المحافل الأخرى، على الرغم من عدم إجراء تحليل شامل حول هذه القضية حتى الآن. أولا، أن عشرين بلدا فقط من البلدان النامية هي التي تستطيع الاستفادة من التدابير الوقائية الخاصة بالنسبة لبنود معينة من بنود التعريفة الجمركية. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تنطبق على هذه الحالات معايير التدابير الوقائية الخاصة المتعلقة بحدوث ارتفاع حاد في الواردات لكي يمكن اللجوء رسميا إلى الاستفادة منها، في حين يختلف تعريف وفهم الزيادات الحادة في الواردات في الأدبيات المختلفة. وفي حالة التدابير الوقائية التي تطبق في حالات الطوارئ (وغير ذلك من التدابير العلاجية العامة)، قد تكون هناك حالات لحدوث زيادات حادة في الواردات ولكنها لا تتسبب بالضرورة في إحداث آثار سلبية على الحد الذي يستدعي التعامل معها طبقا للقواعد. وبالإضافة إلى هذه الجوانب الفنية، فمن المعروف أن كثيرا من البلدان النامية، وخصوصا البلدان ذات الدخل المنخفض، تفتقر إلى القدرات المؤسسية اللازمة للإقدام على التدابير الإجرائية المعقدة اللازمة لإعمال التدابير الوقائية، بل ان كثيرا من هذه البلدان لا يوجد لديها الإطار التشريعي الذي يمكنها من اللجوء إلى هذه التدابير.

11 - وتوضح التقارير الكثيرة عن هذه الحالات، والتي تكاد تحتل العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام يوميا، أن هذه الحالات تمثل مصدرا لقلق شديد وأنها يمكن أن تمثل مشكلة خطيرة. والمشكلة لا تكمن في عدم وجود آليات في منظمة التجارة العالمية لمواجهة هذه الأوضاع، ولكنها تكمن في قدرة البلدان كل على حدة على الاستفادة من هذه الآليات (وتعد القدرة على الاستفادة من التدابير الوقائية الخاصة في حالة الزراعة قضية أخرى). فبالإضافة إلى الأدوات التجارية، تشمل آليات المواجهة والاستجابة أيضا مجموعة كبيرة من التدابير المحلية (مثل أدوات إدارة المخاطر، وخطط التأمين على المحاصيل، والمدفوعات الحكومية، وغير ذلك)، ولكن هنا أيضا كثيرا ما لا يكون من السهل على المزارعين في البلدان ذات الدخل المنخفض الاستفادة من هذه التدابير نظرا لقلة التمويل أو لعدم وجود هذه الأدوات. ونتيجة لذلك، فعلى الرغم من أن معظم الأدوات من الممكن أن تستفيد منها جميع البلدان يصادف الكثير منها معوقات شديدة عندما تجد نفسها أمام تلك المجموعة الكبيرة من الأدوات التي يمكن تطبيقها.

12 - وتنطبق أحكام التدابير الوقائية الخاصة في تجارة المنتجات الزراعية أو الأحكام المماثلة لها على البلدان التي تفتقر إلى القدرات المؤسسية وغيرها من المواد اللازمة للاستفادة من أحكام التدابير الوقائية [7]العامة في منظمة التجارة العالمية. وعلى الرغم من أن ذلك يمثل مشكلة مباشرة، فمن اللازم بذل جهود لتحسين القدرة على الاستفادة من التدابير العلاجية العامة في تجارة المنتجات الزراعية. ومن الأدوات الوقائية التي اقترحت أيضا ربط التعريفات التجارية في مستوى أعلى أو في المستوى الملائم ولكن القدرة على الاستفادة من أحكام التدابير الوقائية ستنفي الحاجة، بقدر كبير، إلى استمرارية التعريفات العالمية بغرض الوقاية. والاعتبار المهم الثالث هو التقليل من بعض الأسباب التي تؤدي إلى حدوث زيادة حادة في الواردات، سواء في ذلك الممارسات التجارية غير المنصفة (مثل الإغراق) والممارسات التي تجيزها حاليا اتفاقية التجارة، ولكنها على الرغم من ذلك يمكن أن تؤدي إلى إحداث زيادات حادة في الواردات (مثل دعم الصادرات، ودعم الإنتاج المحلي). وهناك دراسات عديدة أجريت في الفترة الأخيرة، وخصوصا من جانب منظمات المجتمع المدني، تقول إن المشكلة ترجع إلى هذه الممارسات. وفي الحقيقة، يبدو أن حدوث زيادات حادة في الواردات أكثر شيوعا في مجموعات المنتجات التي تطبق عليها مستويات مرتفعة من الدعم في البلدان المصدرة، وخصوصا منتجات الألبان والمنتجات الحيوانية (الألبان المجففة وأجزاء الدواجن)، وبعض مستحضرات الفواكه والخضر، والسكر.

رابعا - الاتجاهات الأخيرة في الواردات الغذائية

13 - ارتفعت واردات البلدان النامية من المنتجات الغذائية بدرجة ملموسة. قد ارتفعت وارداتها من الأغذية الأساسية بمعدل 5.6 في المائة سنويا في عقد التسعينات من القرن العشرين، بالأسعار الثابتة في الفترة 1989-1991، وهو معدل يتجاوز ضعف معدل النمو السكاني. وضمن هذه البلدان، ارتفعت واردات بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض ككل بمعدل 6.9 في المائة سنويا، بينما كان معدل الزيادة بالنسبة لبقية البلدان النامية هو 4.5 في المائة (الجدول 2). كذلك تدل البيانات على أن الواردات من الأغذية الأساسية (بالأسعار الثابتة) كانت أعلى بنسبة 40 في المائة في الفترة 1995-2000 مقارنة بالفترة 1990-1994 بالنسبة للبلدان النامية، وبنسبة 47 في المائة بالنسبة لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض وبنسبة 31 في المائة بالنسبة لبقية البلدان (الجدول 3). وتوضح التحليلات الأخرى أن الواردات الغذائية في 1995-2000 كانت أيضا أعلى من المستويات المستقرأة المستخلصة من الاتجاه في الفترة 1986-1994، مما يدل على أن الاتجاه في تصاعد.

الجدول 2: معدل النمو في اتجاه الواردات الغذائية

(كنسبة مئوية في السنة، 1995-2000)(1)

 

البلدان النامية

 

 

مجموعات المنتجات الغذائية

جميع البلدان النامية

بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض

البلدان النامية الأخرى(2)

البلدان الأقل نموا

البلدان المتقدمة

العالم

الحبوب ومنتجاتها

3.9

2.1

5.5

3.7

-3.3

1.4

البذور الزيتية والزيوت

10.0

12.4

7.4

8.6

2.6

6.0

منتجات الألبان

3.0

4.6

2.0

0.2

3.7

3.2

اللحوم ومنتجاتها

8.5

14.1

3.9

6.6

5.3

6.6

الفواكه والخضر

4.8

7.1

3.3

4.7

1.8

2.6

مجموع السكر (بما يعادله من السكر الخام)

4.7

8.0

1.3

10.0

1.3

3.0

 

 

 

 

 

 

 

المجموع

5.6

6.9

4.5

5.2

1.9

3.6

(1) حسبت معدلات النمو باستخدام تحليل الانحدار اللوغاريتمي الخطي عن البيانات الدالة على الكمية في حالة المنتجات الغذائية المنفردة، وعن القيم الإجمالية (باستخدام الأسعار الثابتة في 1989-1991) في حالة مجموع الأغذية.

(2) البلدان النامية الأخرى بخلاف بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض.

المصدر: حسبت من واقع البيانات المسجلة في قاعدة البيانات الإحصائية التي تحتفظ بها المنظمة (FAOSTAT) والمجاميع الفرعية الدالة على البلدان النامية والعالم لا تشمل التجارة البينية فيما بين بلدان الاتحاد الأوروبي.

 


الجدول 3: الواردات الغذائية في 1990-1994 و1995-2000

(بالأسعار الثابتة في 1989-1991)(1)

 

متوسط القيمة

 

النسبة المئوية للتغيير

 

1990-1994

 

(أ)

1995-2000

 

(ب)

الاتجاه في

1995-2000

(ج)

 

(ب-أ) (أ)

(ب-ج) (ج)

 

بملايين الدولارات

 

%

%

مجموع البلدان النامية

58

81

70

 

40

17

بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض

26

38

32

 

47

19

بقية البلدان النامية

32

42

38

 

31

10

 

 

 

 

 

 

 

البلدان الأقل نموا

4.8

6.4

5.5

 

33

16

مجموع البلدان المتقدمة(3)

88

98

101

 

11

-3

مجموع العالم(3)

146

179

171

 

23

5

(1) الأغذية المبينة في الجدول 2.

(2) متوسط القيم المستقرأة للفترة من 1995 إلى 2000، استنادا على الاتجاه الخطي مع تعديله طبقا لبيانات الفترة 1986-1994.

(3) لا تشمل التجارة البينية فيما بين بلدان الاتحاد الأوروبي

المصدر: حسبت من واقع البيانات المسجلة في قاعدة البيانات الإحصائية التي تحتفظ بها المنظمة (FAOSTAT).

14 - وكانت اتجاهات الواردات مرتفعة بصفة خاصة في حالة البذور الزيتية والزيوت، واللحوم ومنتجاتها، والسكر. فعلى سبيل المثال، ارتفع حجم واردات البلدان النامية من السكر بمعدل 4.7 في المائة سنويا في التسعينات، وارتفعت هذه النسبة إلى 8 في المائة في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض إلى 10 في المائة إذ تبلغ نحو أربعة أمثال معدل النمو السكاني. وعلاوة على ذلك، كانت الواردات أعلى من ذلك بدرجة ملحوظة في 1995-2000 مقارنة بالفترة 1990-1994 (بنسبة 60 في المائة لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض وبنسبة 80 في المائة للبلدان الأقل نموا)، وعلى الرغم من صعوبة تحديد درجة التأثير الإيجابي أو السلبي على الزراعة والأمن الغذائي لهذه الواردات على البلدان كل على حدة، فمن المؤكد أن هذه الاتجاهات تستحق الاهتمام كما تتطلب إجراء بحوث متعمقة فيما يتعلق بتأثير الزيادة في الواردات.

15 - كذلك تشير إحصاءات الواردات الغذائية في التسعينات إلى حدوث بعض التحولات نحو استيراد المواد الغذائية في صورتها الأولية، والابتعاد عن استيرادها في صورة مصنعة، بالنسبة لبعض مجموعات المنتجات. وعلى سبيل المثال، كان معدل النمو في واردات البذور الزيتية، من حيث الحجم، من جانب البلدان النامية ضعف معدل وارداتها من الزيوت النباتية (14 في المائة مقابل 6 في المائة سنويا). وفي الفترة 1995-2000، كانت واردات البلدان النامية من البذور الزيتية أعلى بنسبة 114 في المائة مما كانت عليه في الفترة 1990-1994 (46 في المائة بالنسبة للزيوت)، وكان التغيير بالنسبة لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض بنسبة 155 في المائة (76 في المائة بالنسبة للزيوت). وحدثت تحولات مماثلة بالنسبة للسكر. فقد كان معدل النمو في واردات البلدان النامية من السكر الخام، من حيث الحجم ضعف معدل وارداتها من السكر المكرر (6 في المائة مقابل 3 في المائة سنويا، على التوالي). ونتيجة لذلك، كانت واردات السكر الخام في الفترة 1995-2000 أعلى بنسبة 54 في المائة مما كانت عليه في الفترة 1990-1994 (أعلى من واردات السكر المكرر بنسبة 22 في المائة). وتعد البيانات الدالة على البلدان الأقل نموا مثيرة للانزعاج - فقد ازدادت وارداتها من السكر الخام بما يتجاوز ثلاثة أمثال فيما بين الفترتين بينما ارتفعت وارداتها من السكر بنسبة 56 في المائة فقط. وبقدر ما تساهم هذه التحولات في أنماط الاستيراد في صافي القيمة المضافة في البلدان المستوردة، بقدر ما يعد ذلك تطورا إيجابيا بالنسبة للبلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي. ومع ذلك فمن الممكن أن تكون الواردات الغذائية التي يتم استيرادها في صورة أولية مفيدة أساسا للصناعة على حساب المزارعين. ويعد تحليل أثر هذه الاتجاهات على الأمن الغذائي من الأعمال التي ينبغي أن تعطى لها الأولوية.

16 - والحقيقة هي أن الزيادة في الواردات الغذائية تعد إضافة إلى الإمدادات المحلية وإلى الاستهلاك، كما أنها - تبعا لتوزيع الاستهلاك - تساعد على الحد من الجوع. وهذه المساهمة المباشرة من جانب التجارة في تحقيق الأمن الغذائي معترف بها جيدا في العديد من الوثائق، ومن بينها إعلان روما بشان الأمن الغذائي العالمي. ومع ذلك، فإن اتجاه الواردات الغذائية نحو التزايد يمكن أيضا أن يكون مسألة مثيرة للقلق في ظروف معينة.

17 - وتشير الاتجاهات الأخيرة من التوقعات متوسطة الأجل وطويلة الأجل الخاصة بنمو حصيلة صادرات بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض إلى أن حصيلة الصادرات ليس من المرجح أن تواكب النمو في وارداتها الغذائية، بل أنها ستكون أقل كثيرا من تغطية قيمة هذه الواردات. وبالتالي، كيف تستطيع هذه البلدان تمويل وارداتها الغذائية الصافية المتزايدة، في الوقت الذي يبدو فيه أن الاتجاهات الحالية في الواردات لا تعد مستدامة لأن الواردات الغذائية لا يتم تمويلها من حصيلة الصادرات الجارية بل عن طريق الاقتراض من الخارج [8]. والسيناريو الثاني تكون فيه الواردات بكميات لها تأثير سلبي على الإنتاج المحلي للأغذية، بحيث أنها تؤدي إلى الإضرار بالقطاعات الإنتاجية المحلية التي كان من الممكن أن تصمد لولا تدفق الواردات بهذه الكميات. كذلك يمكن أن تسهم الواردات في تحقيق النمو الاقتصادي إذا كانت من المواد الخام اللازمة لتغذية الصناعات المحلية. وهكذا يوجد العديد من قضايا السياسات التجارية المرتبطة بهذه الاتجاهات والظواهر - ومن اللازم الاعتراف بوجودها لكي يمكن مواجهة هذه المشكلة حيثما تكون قائمة.

خامسا - قضايا السياسات المتصلة باتجاهات استيراد الأغذية

18 - إن السياق الذي نوقشت في إطاره الواردات الغذائية والزيادات الحادة التي طرأت عليها، في هذه الوثيقة، هو الأمن الغذائي، وليس نمو التجارة أو عدم نموها في حد ذاته. وكما يتضح من تقرير "حالة انعدام الأمن الغذائي العالمي سنة 2002"، لا يعد الوضع طيبا بالنسبة للأمن الغذائي العالمي. وهذه النتيجة هي ذاتها في الإصدارات الثلاثة السابقة. وعلاوة على ذلك، يتضح من التقرير الأخير أن التقدم في سبيل تقليل عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية في أنحاء العالم قد توقف تقريبا.

19 - والربط بين هذه الاتجاهين (أي الواردات الغذائية والحد من الجوع) لا يضيف كثيرا إلى جوهر المناقشة. فمن الناحية الحسابية، يساعد التوسع من جانب البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في استيراد الأغذية على الحد من عدد من يعاونون من نقص التغذية، ولكن من الواضح أن الوضع أكثر تعقيدا من ذلك بكثير. ففي عقد التسعينات، كانت البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي هي مصدر الجانب الأكبر من الزيادة في الواردات الغذائية، وكان النمو في الدخل والنمو السكاني هما اللذان يحركان الزيادة في الواردات، وكانت الزيادة في حصيلة الصادرات تعزز ذلك الاتجاه. ومثل هذا الاتجاه لا يمكن أن يكون مدعاة للقلق عموما بل انه في حقيقة الأمر يعد تطورا إيجابيا - فهو مثال جيد على مساهمة التجارة في تحقيق الأمن الغذائي. وفي كثير من الحالات، تعكس هذه الاتجاهات نوعا من التكيف مع المزايا النسبية المتغيرة - وهذه أيضا نتيجة إيجابية. وربما كانت هناك بعض الاستثناءات من وصف الأوضاع على هذا النحو، وفي الحقيقة فإن قراءة المقترحات التي تقدمت بها البلدان النامية التي تتمتع بأمن غذائي نسبي لمناقشتها في مفاوضات منظمة التجارة العالمية تشير إلى إحساس معين بالقلق إزاء ارتفاع اتجاهات الواردات الغذائية، وإن كان هذا القلق كثيرا ما يكون نتيجة للمشاكل المتصلة بالفترة اللازمة للتكيف مع النظم التجارية الجديدة.

20 - ومع ذلك، توجد بعض جوانب القلق التي لها ما يبررها في حالة البلدان التي تعاني نسبيا من انعدام الأمن الغذائي. أولا يعد نقص الطلب الفعال على الأغذية على مستوى الأسرة وضعف القدرة على استيراد الأغذية على المستوى القطري بالنسبة لكثير من هذه البلدان هو المشكلة الرئيسية، أي أن المشكلة هنا ليست الزيادة في الواردات الغذائية ولكنها عدم القدرة على الاستيراد. ومع ذلك فبالنسبة لبلدان أخرى كثيرة، يمكن أن تؤدي اتجاهات الحادة في الواردات الغذائية إلى مشاكل، وهناك بعض القرائن التي تدل على الإحساس بالضغوط المترتبة على ذلك. وهذا يتأتى أساسا في شكلين هما: ارتفاع نسبة الواردات الغذائية إلى مجموع الصادرات، والآثار السلبية التي تتعرض لها الزراعة من جراء ذلك على المستوى المحلي. وتعد هذه المشكلة أشد خطورة في البلدان التي ترتبط فيها زيادة الواردات الغذائية بركود الإنتاج المحلي أو انكماشه، والتي يكون المجال ضيقا فيها أمام إيجاد استخدامات بديلة لمواردها الإنتاجية. وقد أكد العديد من المقترحات التي عرضت للمناقشة في مفاوضات منظمة التجارة العالمية إمكانية حدوث هذا الأثر السلبي، وهذا أيضا هو مبرر وجود المعاملة الخاصة والتفضيلية في قواعد منظمة التجارة العالمية والتزاماتها.

21 - وتوضح وثيقة برنامج مكافحة الجوع التي أصدرتها منظمة الأغذية والزراعة في سنة 2002 أن تدابير المواجهة المستخدمة في التعامل مع مشكلة الأمن الغذائي تتجاوز السياسات التجارية كثيرا. ويحدد هذا البرنامج مجالات العمل الخمسة التالية التي أعطيت لها الأولوية، بما في ذلك متطلبات الاستثمار:

22 - وعلى الرغم من أن السياسات التجارية وحدها لا تعد علاجا لمشكلة الأمن الغذائي، فإنها يمكن أن تسهم كثيرا في تحسين الأوضاع. وعلى سبيل المثال، فإن الأسواق العالمية للمنتجات الزراعية، وخصوصا أسواق المنتجات الغذائية، تظل تعاني من التشوهات وتتحمل تكاليف باهظة فيما يتعلق بالإنتاج الذي يضيع على البلدان التي لا تدعم الزراعة، بما في ذلك البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي. ويتضمن جدول أعمال المفاوضات التي تجري في منظمة التجارة العالمية الحد من هذه التشوهات بدرجة كبيرة. والأمر الذي لا يقل عن ذلك في الأهمية ضمان ألا تؤدي القواعد والالتزامات الجديدة الجاري التفاوض بشأنها إلى إعاقة قدرة البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي على تحقيق امكانياتها الإنتاجية، لأن ذلك هو العامل الأساسي في تحسين الأمن الغذائي. ثالثاً، أنه لما كانت الاتجاهات الحالية فيما يتعلق بنسبة الواردات الغذائية إلى الصادرات غير مستدامة، فمن اللازم حدوث نمو جوهري في الصادرات، من خلال تحسين شروط وصول الصادرات إلى الأسواق، بما في ذلك المنتجات ذات القيمة المضافة. وأخيراً فمن المهم بنفس الدرجة القضاء على التحيز ضد الزراعة، إن وجد، في البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي. ولكل هذه الأسباب، تنطوي المفاوضات الجارية في منظمة التجارة العالمية بشأن الزراعة على الكثير مما ينبغي عمله من أجل تحسين الأمن الغذائي العالمي.

سادسا - ملخص وبعض المجالات التي لزمها مزيد من الدراسة

23 - يمكن تلخيص الاستنتاجات الرئيسية التي أسفر عنها التحليل المعروض في هذه الوثيقة، في سياق الأمن الغذائي، فيما يلي. وفيما يتعلق بالزيادات العامة في الواردات، كانت الاستنتاجات الرئيسية كما يلي:

24 - وفيما يتعلق باتجاهات الواردات الغذائية، كانت الاستنتاجات الرئيسية كما يلي:

25 - تشمل تدابير المواجهة للتعامل مع مشكلة انعدام الأمن الغذائي في هذه المجموعة الفرعية من البلدان، كما هي واردة في برنامج مكافحة الجوع الذي وضعته المنظمة، تدابير تجارية وأخرى غير تجارية منها على سبيل المثال:

26 - وقد ترغب اللجنة في النظر في الاستنتاجات التي توصل إليها التحليل المعروض في هذه الوثيقة، وتقديم توجيهات إلى الأمانة بشان إجراء المزيد من البحوث والتحليلات.

ملحق الجدول 1: عدد حالات العجز في الإنتاج (بلدان مختارة ومواد غذائية مختارة، 1984-2000)

 

قمح

أرز

ذرة

زيوت نباتية

لحوم أبقار

لحوم خنزير

لحوم دواجن

ألبان

بنغلاديش

2

0

4

0

0

-

0

0

بينان

-

0

1

7

0

3

1

0

بوتسوانا

5

-

0

5

4

4

0

2

بوركينا فاسو

-

2

2

2

0

0

1

0

الرأس الأخضر

-

-

9

-

3

3

1

1

جزر القمر

-

0

3

0

0

-

0

1

كوت ديفوار

-

2

0

0

3

3

0

0

الجمهورية الدومينيكية

-

-

4

0

1

0

0

4

غينيا

-

5

3

1

2

4

0

0

غينيا بيساو

-

3

3

1

0

0

0

0

هايتي

-

4

1

5

1

2

2

0

هندوراس

0

-

0

0

5

3

0

0

جاميكا

-

8

4

7

0

2

1

4

كينيا

7

0

4

1

0

0

1

0

مدغشقر

3

0

2

1

0

0

0

0

ملاوي

4

3

3

5

3

0

0

4

مالي

5

1

2

1

0

0

0

2

موريتانيا

3

3

10

4

4

4

0

0

موريشيوس

-

-

-

7

2

4

0

-

المغرب

15

11

10

1

5

-

0

0

النيجر

5

4

3

7

5

0

0

3

بيرو

1

-

3

3

0

0

1

0

الفلبين

0

1

1

5

1

1

3

11

توغو

1

1

1

0

1

2

0

0

أوغندا

3

0

1

0

3

0

0

0

جمهورية تنزانيا المتحدة

3

4

2

0

0

0

0

0

زامبيا

2

5

6

3

2

2

1

2

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملحوظة: تم تعريف الزيادة الحادة في الواردات بأنها تمثل انحرافا سلبيا بنسبة 10 في المائة من متوسط متحرك لواردات سلعة معينة خلال خمس سنوات. وتدل العلامة (-) على أن البلد لا ينتج هذه السلعة أو أن البيانات غير متاحة.

المصدر: حسبت الأرقام من واقع البيانات المدرجة في قاعدة البيانات الإحصائية (FAOSTAT) التي تحتفظ بها منظمة الأغذية والزراعة.


[1] أنظر منظمة الأغذية والزراعة، التوقعات متوسطة الأجل لأسواق السلع الزراعية في العالم (الوثيقة CCP 03/8)، منظمة الأغذية والزراعة، الزراعة عام 2015/2030، تقرير موجز، روما، 2002.

[2]أجرت المنظمة، في سنة 1999، 14 دراسة حالة عن تجربة تنفيذ اتفاقية الزراعة، ثم توسعت في إجراء التحليلات التي أصبحت الآن تشمل 23 بلدا. وتشير هذه الدراسات إلى حالات عديدة لحدوث ارتفاع حاد في الواردات بمستويات متفاوتة من التأثيرات السلبية على الإنتاج المحلي. وتشمل الأمثلة تجربة جامايكا فيما يتعلق بالدواجن، وكينيا فيما يتعلق بمنتجات الألبان، والسنغال فيما يتعلق بعجينة الطماطم، وبلدان أخرى كثيرة منها شيلي، والمغرب، وبيرو، والهند. وقد جاء في جميع دراسات الحالة أن من المحتمل أن تواجه هذه البلدان زيادات حادة في الواردات - ما لم تكن هذه الزيادات تمثل مشكلة بالفعل - نظراً لانفتاح الاقتصاديات بخطى سريعة في الوقت الذي لا توجد فيه أشكال جديدة لتوفير الضمانات للمزارعين. أنظر: الزراعة والتجارة والأمن الغذائي، المجلد الثاني: دراسات الحالة القطرية، نظم الأغذية والزراعة، 2000.

[3] من بين هذه الدراسات: The Developmental Impact of Agricultural Subsidies, 2002, Action Aid, www.actionaid.org; Cultivating Poverty: The Impact of US Cotton Subsidies on Africa, Oxfam Briefing Paper Number 30, 2002, http://www.oxfam.org.uk/policy/papers/30cotton/index.htm and Rigged Rules and Double Standards: Trade, Globalization and the Fight Against Poverty, 2002, OXFAM, http://www.maketradefair.com/.

[4]لا يوجد في الاتفاقيات التي أبرمتها منظمة التجارة العالمية بشان التدابير العلاجية العامة في مجال التجارة (أي اتفاقية مكافحة الاغراق، واتفاقية التدابير التعويضية واتفاقية الضمانات في حالات الطوارئ) أي تعريف محدد للزيادة الحادة في الواردات، أي لا يوجد أي تعريف يشير إلى حدوثها بمستوى معين. ويعبر عن هذه الظاهرة بعبارة عامة على أنها حدوث زيادة كبيرة في الواردات، أو حدوث زيادة في كمية الواردات بشكل مطلق أو قياسا على الإنتاج أو الاستهلاك. ومع ذلك ففي حالة اتفاقية الزراعة (المادة 5) يوجد تعريف محدد - أي أن يتجاوز حجم الواردات مستوى معينا يبدأ عنده تطبيق القواعد.
وعلى الرغم من أن التعريف والحد الأقصى الذي يبدأ عنده تطبيق القواعد في هذه الوثيقة قد وضعا بطريقة تعسفية، فإنهما يعدان معقولين في حدود الغرض المنشود وهو توثيق هذه الظاهرة. واستخدام متوسط متحرك على مدى خمس سنوات يأخذ في الاعتبار، إلى حد كبير، الاختلالات التي تحدث بسبب التغيرات المناخية أو غير ذلك من العوامل التي لا تحدث بشكل منتظم. وفي جميع الحالات تقريبا تشمل البيانات الخاصة بالواردات كميات المعونة الغذائية.

[5]تم تعريف حدوث عجز في الإنتاج بطريقة مماثلة لتعريف حدوث زيادة حادة في الواردات، بحدوث انحراف سلبي في الإنتاج بنسبة 10 في المائة فقط عن المتوسط المتحرك. ويدل تقليل مستوى النسبة على هذا النحو على الحجم النسبي للمتغيرين./p>

[6] ينبغي أن يكون حدوث زيادات حادة في الواردات من شأنها إلحاق أضرار بالإنتاج المحلي أو التهديد بإحداث هذه الأضرار سابقا على حدوث العجز في الإنتاج وليس لاحقا له. ومع ذلك، فإذا حدث العجز في الإنتاج قبل حدوث الزيادة الحادة في الواردات، أو تصادف حدوثهما معا، عندئذ يمكن أن يكون العجز في الإنتاج هو "السبب" في حدوث الزيادة الحادة في الواردات.

[7] تقدم العديد من أعضاء منظمة التجارة العالمية بهذا الاقتراح لمناقشته في المفاوضات الجارية، وخصوصا في سياق الأمن الغذائي و/أو صندوق التنمية.

[8] قد تكون هناك بعض المبررات للاقتراض من أجل تمويل الواردات الغذائية الاستهلاكية، فبدون ذلك تتحمل البلدان المعنية أعباء باهظة، مثل المشاكل الصحية والغذائية، تقلل في آخر الأمر من قدرتها على القيام بالأنشطة الإنتاجية.