CFS/2003/INF 8





لجنة الأمن الغذائي العالمي

الدورة التاسعة والعشرون

روما، من 12 الى 16 مايو - أيار 2003

الأمن الغذائي وفيروس نقص المناعة البشرية/ متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز): معلومات مستكملة

 أولا- مقدمة
ثانيا- الاتجاهات الوبائية
ثالثا- أوجه الارتباط بين الإيدز والأمن الغذائي
رابعا- القضايا المتعلقة بتقدير تأثير الإيدز على الأمن الغذائي
خامسا- الأزمات الغذائية وتفشي الإيدز في الجنوب الافريقي
سادسا- استجابة المنظمة في مواجهة هذا الوباء
سابعا- الاستنتاجات والخطوات اللاحقة



أولا- مقدمة


1- يستجيب تحديث المعلومات هذا لطلب انبثق عن الدورة الثامنة والعشرين للجنة الأمن الغذائي والذي تضمن "إبلاغ لجنة الأمن الغذائي العالمي سنويا بأحدث الآثار الناجمة عن مرض فيروس نقص المناعة البشرية/ متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بالنسبة للأمن الغذائي في البلدان الأشد تضررا من هذا المرض". وتستند هذه الوثيقة على أحدث المطبوعات في هذا المجال وأيضا على توصيات اللجنة التي اقترحتها على المنظمة في دورتها السابعة والعشرين والتي تقضي بما يلي:

2- وفي العامين الماضيين ازداد بصورة مطردة الالتزام السياسي العالمي بشأن الاستجابة لوباء الإيدز. ومن بين هذه المؤشرات على الالتزام العالمي، انعقاد الدورة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة موضوع الإيدز عام 2001 وإنشاء صندوق عالمي لمكافحة الإيدز، ومرض السل، ومرض الملاريا. كذلك أصبح مرض الإيدز من إحدى القضايا الرئيسية في برامج العمل الإنمائية العامة للأمم المتحدة. وقد أدرج التصدي لانتشار الإيدز في الأهداف الإنمائية للألفية. وقامت وكالات الأغذية، التي يوجد مقرها في روما (منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي) ببلورة استراتيجيات إنمائية لمعالجة تأثير هذا الوباء على الأمن الغذائي أو هي في صدد سبب وضع هذه الاستراتيجيات تمهيدا لعرضها على أجهزتها الرياسية. كذلك فقد أدرج وباء الإيدز في مشروعات مصارف التنمية الإقليمية والمنظمات الاقتصادية الإقليمية. وعلى المستوى القطري، فقد أحرزت البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط بعض التقدم في وضع الخطط والبرامج لمكافحة مرض الإيدز .

3- وتوجز هذه الدراسة بعض أحدث اتجاهات هذا الوباء، كما تستعرض تأثير مرض الإيدز على الأمن الغذائي والأسري وتسلط الضوء على دور تخفيف حدة الفقر وتحسين الأمن الغذائي في التصدي لانتشار تأثير هذا الوباء والتخفيف من حدته. وقد أولت الدراسة اهتماما خاصا للأوضاع الراهنة في الجنوب الأفريقي حيث يتزامن النقص الحاد في الأغذية مع أحد أشد أوبئة الإيدز انتشارا.

1- This brief was prepared by Günter Hemrich, Food Security and Agricultural Projects Analysis Service, FAO Rome. The comments on the first draft by Marcela Villarreal and Carol Djeddah, SDWP; William Clay, Florence Egal and Karel Callens, ESNP; Richard China, TCER; Angela Hinrichs, TCEO; and Amde Gebre Michael, Marijke Drysdale, and Ana Carla Lopez, ESAF, are gratefully acknowledged.
2 -William McGreevey, Stefano Bertozzi, Juan-Pablo Gutierrez, Marjorie Opuni, Jose-Antonio Izazola (2002): Current and Future Resources for HIV/AIDS. In: State of the Art: AIDS and Economics.

ثانيا- الاتجاهات الوبائية


4- إن تأثيرات الإيدز بلغت من الشدة ما يكفي لكي تشكل تحديات خطيرة لأمن واستقرار عدد متزايد من الدول في شتى أنحاء العالم. وفي واقع الأمر، فإن مجلس الأمن في الأمم المتحدة عرّف مرض الإيدز بأنه قضية تتعلق بأمن الإنسان . وتشير التقديرات إلى وجود نحو 42 مليون شخص مصابين بمرض الإيدز من بينهم 5 ملايين شخص فقط أصيبوا بفيروس نقص المناعة المكتسبة عام 2002. وفي نفس الوقت، فقد أودى مرض الإيدز بحياة 3 ملايين شخص معظمهم من الشباب الذين يدرون دخلا .

3- مجموعة الأزمات الدولية (2001): الإيدز كقضية أمنية. يستخدم مصطلح أمن الإنسان، الذي صكه، لأول مرة، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عدد متزايد من الخبراء والقادة ليؤكدوا أن الأمن هو أكثر من وجود أو غياب النزاعات المسلحة. فالأمن، في جوهره الأساسي، هو أمر شخصي - يعني حياة وصحة الفرد والأسرة والمجتمع، فالجوع والأمان وسلامة البيئة كلها لها دورها. وتشدد نظرية أمن الإنسان على اتخاذ الإجراءات الوقائية لتخفيف مدى التعرض وتقليص الأخطار المتعلقة بحقوق الإنسان، وأمان الإنسان وحياة الإنسان.

5- ويعيش نحو 70 في المائة من الأشخاص المصابين بالإيدز في افريقيا، حيث يعتبر مرض الإيدز حاليا السبب الرئيسي للموت. ومع أن انعكاسات هذا الوباء على الأمن الغذائي أشد بروزا في أفريقيا جنوب الصحراء إلا أن الاتجاهات في بقية أنحاء العالم لا تقل إنذارا بالخطر. وهناك نحو مليون شخص في آسيا والمحيط الهادي أصيبوا بالإيدز في العام الماضي حيث وصل عدد المصابين بهذا المرض في هذا الإقليم نحو 7.2 مليون شخص أي بزيادة بنسبة 10 في المائة عن عام 2001. ويتضمن الجدول رقم 1 نظرة عامة على الاتجاهات الإقليمية لهذا الوباء.

6- وما جلبه مرض الإيدز خلال السنوات العشرين الماضية من وفيات وشقاء تجاوزت بكثير ما تسببت فيه جميع الكوارث الطبيعية مجتمعة . وبالمقارنة مع النزاعات العنيفة، تشير التقديرات إلى أن ضحايا مرض الإيدز يزيد عددهم عن الجنود الذين قتلوا في الحروب الكبيرة في القرن العشرين . ومع أن هذه المقارنة يقصد بها إبراز خطورة الإيدز في المستقبل بالمقارنة مع بقية الصدمات والشدائد التي تحيق بحياة الشعوب، فإن الحروب والنزاعات المسلحة تسبب إساءة استخدام حقوق الإنسان وتعمق حالات بؤسه وهو ما يؤدي إلى استفحال وباء الإيدز

الجدول رقم 1: إحصاءات وسمات مرض الإيدز في نهاية عام 2002، على المستوى الإقليمي

الإقليمبداية الوباءالبالغون والأطفال المصابون بالإيدزالبالغون والأطفال الذين أصيبوا حديثا بالإيدزنسبة الإصابة بين البالغيننسبة النساء من مجموع البالغين المصابين بالإيدز (%)
افريقيا جنوب الصحراء الكبرىأواخر السبعينات وأوائل الثمانينات29.4 مليون3.5 مليون8.8 %5.8 %
شمال أفريقيا والشرق الأوسطأواخر الثمانينات550 00083 0000.3%55%
جنوب وجنوب شرق آسياأواخر الثمانينات6.0 ملايين700 0000.6%36%
شرق آسيا والمحيط الهاديأواخر الثمانينات1.2 مليون270 0000.1%24%
أمريكا اللاتينيةأواخر السبعينات، أوائل الثمانينات1.5 مليون150 0000.6%30%
البحر الكاريبيأواخر السبعينات وأوائل الثمانينات440 00060 0002.4%50%
أوروبا الشرقية وآسيا الوسطىأوائل التسعينات1.2 مليون250 0000.6 %27%

المصدر: معلومات مقتبسة من برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة مرض الإيدز، AIDS Epidemic Update, December 2002.

1 مجموعة الأزمات الدولية (2001): الإيدز كقضية أمنية. يستخدم مصطلح أمن الإنسان، الذي صكه، لأول مرة، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عدد متزايد من الخبراء والقادة ليؤكدوا أن الأمن هو أكثر من وجود أو غياب النزاعات المسلحة. فالأمن، في جوهره الأساسي، هو أمر شخصي - يعني حياة وصحة الفرد والأسرة والمجتمع، فالجوع والأمان وسلامة البيئة كلها لها دورها. وتشدد نظرية أمن الإنسان على اتخاذ الإجراءات الوقائية لتخفيف مدى التعرض وتقليص الأخطار المتعلقة بحقوق الإنسان، وأمان الإنسان وحياة الإنسان.
2 UNAIDS/WHO (2002): AIDS Epidemic Update, December 2002

ثالثا- أوجه الارتباط بين الإيدز والأمن الغذائي


7- هناك علاقة ثنائية الاتجاه بين الإيدز والأمن الغذائي. فمرض الإيدز هو عامل يحتم انعدام الأمن الغذائي فضلا عن كونه نتيجة لانعدام الأمن الغذائي والتغذية. ويبين الرسم البياني رقم 1 هذه العلاقة.

الشكل 1: العلاقة ثنائية الاتجاه بين الإيدز والأمن الغذائي

المصدر: Save the Children and Oxfam: HIV/AIDS and Food Security in Southern Africa, December 2002

8 - ويؤدي الفقر وانعدام الأمن الغذائي إلى استفحال وباء الإيدز، ذلك لأن الناس يضطرون إلى إتباع استراتيجيات محفوفة بالمخاطر لكي يضمنوا سبل معيشتهم. فانفصام الأواصر الأسرية بسبب هجرة اليد العاملة في أوقات انعدام الأمن الغذائي، وأيضا ممارسة الجنس مقابل النقود والأغذية خلال الأزمات كلها تؤدي إلى زيادة مدى التعرض للاصابة وتكون النساء والأطفال، على وجه الخصوص، أشد هذه الفئات تعرضا. إضافة إلى ذلك، فإن سوء التغذية الناجم عن الفقر يحتمل أن يؤدي إلى التعرض المبكر للإصابة بالإيدز وذلك بسبب زيادة الحساسية للعدوى بالصدفة. وهكذا، فإن تدخلات الأمن الغذائي إذا ما نفذت من منظور نقص المناعة البشرية/ متلازمة نقص المناعة المكتسبة، واستكملت بتدخلات تخص نقص المناعة البشرية، يمكنها أن تسهم في تقليص عدوى نقص المناعة البشرية.

9 - وتتضمن تأثيرات الإيدز على الأمن الغذائي انعكاسات قصيرة وطويلة الأمد. ففي الأجلين القصير والمتوسط، يؤدي هذا الوباء إلى إفقار الأسر عن طريق ما يلي:

1- نقص الأيدي العاملة في الزراعة وغيرها من أنشطة سبل المعيشة؛
2- زيادة تكاليف الرعاية الصحية والمآتم؛
3- تضاؤل قدرات رعاية الأطفال وغيرهم من الأفراد المعرضين؛
4- تدهور قاعدة الممتلكات.

10 - كذلك يزيد الإيدز من مدى التعرض في الأجل الطويل من خلال تأثيره المنتظم على النظم الاجتماعية والاقتصادية والمؤسسات في البلدان المنكوبة به، ذلك لأنه يؤدي إلى إقرار استراتيجيات تصدي يتعذر تفاديها. فالإيدز يضطر الأطفال وخصوصا الفتيات الى ترك الدراسة بحثا عن العمل أو رعاية ذويهم. وذلك يقلل من انتقال الخبرات والمعارف بين الأجيال في مجالات الزراعة وسبل المعيشة. وفي الوقت ذاته، يؤدي إلى تدهور قاعدة الموارد البشرية في المؤسسات اللازمة لمعالجة تأثيرات هذا الوباء على المستوى القطاعي والمشترك بين القطاعات. وبكلمة أخرى، يقلل وباء الإيدز من توافر اليد العاملة والمعارف وهو ما يؤثر، بدوره، في إمكانية حصول الأسر على الأغذية .

11 - وأخيرا، فإن الإيدز يتداخل مع الكثير من العوامل الأخرى التى تحد من الأمن الغذائي. ونظرا للارتباطات ذات الاتجاهين بين الإيدز والأمن الغذائي التي أشير إليها آنفا، فإن استجابة الأمن الغذائي للتدخلات القصيرة والطويلة الأجل المرتبطة بالوباء تعد أمرا حتميا.

رابعا- القضايا المتعلقة بتقدير تأثير الإيدز على الأمن الغذائي

12 - إن أوسع المؤشرات استخداما في وصف شدة وباء الإيدز حتى الآن هو مدى انتشاره. لكن معدلات انتشار الإيدز، وإن كانت تقدم تقديرا لتهديده للمجتمعات، إلا أنها لوحدها ليست معيارا كافيا لقياس تأثيراته. فهي على وجه الخصوص لا تميز بين الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس حديثا وأولئك الذين هم في مرحلة متقدمة من المرض . إضافة إلى ذلك، فإن معظم الأشخاص في العالم النامي ليسوا على دراية بدرجة المناعة التى يتمتعون بها وبالتالي فقد لا يتخذون أية إجراءات على المستويين الفردي أو المجتمعي.

13 - وفي الآونة الأخيرة، تزايدت الطلبات لإدماج اعتبارات الإيدز في التقييمات متعددة القطاعات لمدى التعرض وفي تحليل الأمن الغذائي ونظم الإنذار المبكر . وسوف يساعد هذا في تحديد جوانب تأثيرات الإيدز التي يجب معالجتها من خلال السياسات والبرامج التي تهدف إلى توفير الأمن الغذائي وتخفيف وطأة الفقر وتكون جيدة الإعداد وطويلة الأجل وموجهة نحو التنمية مقابل الجوانب التي تلزم فيها التدخلات الإنسانية قصيرة الأمد.

14 - ولاستنباط استراتيجيات استجابة متكاملة تجمع بين التدخلات القصيرة والطويلة الأمد بأساليب جديدة (متوازية وليست متتالية) يلزم تنقيح مفهوم تأثير الإيدز فيما يتعلق بالأمن الغذائي، وتحسين الإطارات الراهنة لتقييم هذا الأثر. وسوف يضمن هذا الأخير استجابة الأمن الغذائي على نحو أكثر فعالية للوباء حيث يؤخذ في الحسبان التأثير المنتظم والتراكمي لهذا الوباء.

15 - ويتضمن الإطار الشامل لتقييم الآثار عددا من المؤشرات الحساسة للإيدز والأمن الغذائي على السواء إضافة إلى معدلات الانتشار. ومن الأمثلة على ذلك:
1- انتشار المرض بين البالغين ومعدلات الوفيات؛
2- نسبة اليتامى الذين فقدوا أحد الأبوين أو كليهما في مجموع السكان؛
3- نسبة الأسر التي تعيل أيتاما؛
4- نسبة ما ينفق من دخل الأسرة على الرعاية الصحية ؛
5- نسبة الإعالة الفعلية (معادلة لنسبة البالغين المرضى إلى البالغين الأصحاء) ؛
6- متوسط عمر رب الأسرة.

16 - ويجب مراعاة الجوانب التالية عند تنقيح هذه المؤشرات لتوفير المعلومات بشأن وضع السياسات والبرامج المتصلة بالأمن الغذائي في المناطق الموبوءة بالإيدز.

الشكل رقم 2: تأثير الإيدز ومصفوفة الاستجابة

  تأثير الإيدز
ضئيل واسع
انتشار الإيدز ضئيل (1) الوقاية (4) إعادة التأهيل
واسع (2) تخفيف الآثار (3) مكافحة الآثار

المصدر:.Adapted from Topouzis (2001): IFAD HIV/AIDS Strategy for East and Southern Africa

خامسا- الأزمات الغذائية وتفشي الإيدز في الجنوب الافريقي


17- عند تقييم الأزمة في الجنوب الأفريقي في سبتمبر/ أيلول 2002 أكد الموفد الخاص للأمم المتحدة المعنى بالاحتياجات الانسانية فى الجنوب الافريقي، أن وباء الإيدز سبب أساسي وجذرى لمدى التعرض في الإقليم وهو يمثل التهديد الأخطر لشعوب ومجتمعات الإقليم باعتباره عاملا يسهم في حدة مدى التعرض . وبالمثل فإن أحدث تقرير للاجتماع الوزاري للجماعة الإنمائية للجنوب الافريقي حول الأمن الغذائي يشير إلى أن الإيدز يسهم بصورة مباشرة ومركبة في انعدام الأمن الغذائي، كما ينوه إلى أن ارتباطات انعدام الأمن الغذائي ربما تكون عديدة وطويلة الأمد . فوباء الإيدز بوجه خاص، وتأثيراته على الأمن الغذائي، تتداخل مع جوانب الإدارة وأداء القطاع الاجتماعي ومهام القطاع الخاص وأداء الاقتصاد الكلي .

18- وقد توصلت بعثة مشتركة من الموفد الخاص للأمم المتحدة بشأن الاحتياجات الإنسانية في الجنوب الافريقي والموفد الخاص بشأن وباء الإيدز في يناير/ كانون الثاني 2003 إلى ما مؤداه أن العنصر الرئيسي لوقف انتشار الإيدز هو تحسين الأمن الغذائي لدى السكان وهو ما يعتمد بصورة كبيرة على منهج متعدد القطاعات . ويشير تقريرهما إلى أن العلاقة ثنائية الاتجاه بين الأمن الغذائي ووباء الإيدز يجب الإقرار بها في جميع الجهود لمعالجة حالات طوارئ الأغذية بين السكان المنكوبين بمرض الإيدز.

19- ويوجد في البلدان الستة الأشد تضررا بالأزمة الغذائية في الجنوب الافريقي، وهي زمبابوي وملاوي وزامبيا وليسوتو وسوازيلندا وموزامبيق، نحو 15 مليون نسمة اعتبروا بحاجة إلى معونات غذائية. وفي هذه البلدان تشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز أن أمراض تتصل بالايدز تسببت فى وفاة نصف مليون نسمة عام 2001 وخلف هؤلاء 2.5 مليون يتيم. وتشير التقديرات في ثلاثة من هذه البلدان (وهي زمبابوي وليسوتو وسوازيلندا) الى أن معدلات انتشار الإيدز تقارب أو تزيد عن ثلث الأشخاص البالغين، وهو ما يعني أن الأيام القادمة سوف تكشف عن تأثيرات أكبر لهذا المرض على الأمن الغذائي. ويتضمن الجدول 2 بعض السمات البارزة لمرض الإيدز في البلدان الأشد تضررا بالأزمة الغذائية الراهنة في الجنوب الافريقي.

الجدول 2: مؤشرات الإيدز في بعض بلدان الجنوب الافريقي

البلدمجموع عدد السكان (المليون)(صندوق الأمم المتحدة للسكان)السكان (البالغون والأطفال) المصابون بالإيدزنسبة إصابة البالغين بالإيدز (%)الوفيات الجديدة عام 2001 بسبب الإيدزاليتامى الجدد في عام 2001 بسبب الإيدزنسبة ناقصي التغذية (%) (المنظمة، 2002)
سوازيلندا0.9 (المنظمة)000 17033000 12000 3512
ليسوتو2.1000 36031000 25000 7326
ملاوي11.8000 85015000 80000 47033
موزامبيق19.0000 100 113000 60000 42055
زامبيا10.9000 200 122000 120000 67050
زمبابوي13.1000 300 234000 200000 78038

المصدر: برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الأغذية والزراعة، 2002.

20 - ولقد اتخذ مرض الإيدز في ضوء نطاقه واستمرار وجوده ما بين 15 و20 سنة في افريقيا الشرقية والجنوبية والوسطى، شكلا جديدا من الأزمات يغير معايير انعدام الأمن الغذائي في البلدان الأشد تضررا. وعلى هذا النحو، يجب تمييز الاحتياجات في ظل مرض الإيدز ومن ثم دراسته في سياق غيره من الظروف الطارئة والتحديات الإنمائية. كذلك يجب التمييز بين تأثيراته الهيكلية والنسقية على الأمن الغذائي عن بقية أسباب انعدام الأمن الغذائي بما فيها الجفاف والكوارث الطبيعية الأخرى والحروب والنزاعات المدنية وغيرها. ويرجع هذا إلى أن الإيدز:

21 - ولا توجد هناك إجابة بسيطة على ما إذا كان لمرض الإيدز تأثيرات أشد خطورة على الأغذية والأمن الغذائي في افريقيا جنوب الصحراء مما تسببه حالات الجفاف المتكررة والعوامل الأخرى. وبدون وجود الإيدز يظل هناك انعدام في الأمن الغذائي بسبب الفقر المزمن وتدهور الموارد الطبيعية والجفاف والسياسات غير الملائمة وتدهور الإدارة والنزاعات الأهلية. بيد أن هذا الوباء في تلك البلدان والمجتمعات التي تضررت بشدة منه في جنوب افريقيا قد أدى إلى تفاقم نقص الأغذية وتضاؤل قدرة التكيف مع الجفاف. ونظرا لأن عدوى الإيدز آخذة في الاتساع وتزايد عدد المرضى بالايدز الذى يؤدى بهم الى الوفاة فإن تأثيره على الأمن الغذائي يحتمل أن يزداد ويبرز أهميته النسبية العوامل الأخرى. وعلى هذا النحو، فإن تأثير الإيدز على مقدرة السكان في الحصول على الأغذية والاستفادة منها يمكن أن يتباين داخل البلد الواحد وذلك بسبب الاختلاف في مدى شدة المرض وأيضا تداخله مع العوامل الأخرى التي تؤثر على تغذية الأسرة وأمنها الغذائي.

22 - ويلزم تطبيق مناهج جديدة لمعالجة الأزمة المزدوجة التي تتكون من حالة طوارئ الإيدز طويل المدة وانعدام الأمن الغذائي المزمن والحاد. ويجب أن ينظر إلى هذه المناهج "عبر منظور الإيدز" وإجراءات الطوارئ المشتركة مع مبادرات طويلة الأجل من شأنها أن تعزز الأمن الغذائي والتغذية والصحة وتخفف من أعباء المرأة والأسرة وتعالج قضايا الأيتام. وسوف تترتب على هذه المناهج الجديدة تبعات هامة على الجهات المانحة ذلك لأنه من الأمور الملحة الآن التغلب على العجز المزمن في تمويل التدخلات الطارئة الغذائية وغير الغذائية وأيضا في تمويل البرامج القصيرة والطويلة المدى. ويتضمن الجزء الأخير من هذا التقرير بعض الإجراءات الخاصة في هذا السياق.

سادسا- استجابة المنظمة في مواجهة هذا الوباء


23- اتخذت المنظمة، منذ الدورة السابعة والعشرين للجنة الأمن الغذائي العالمي، عددا من الإجراءات بالتعاون مع الأطراف الرئيسية سواء من حيث الدراسات المعيارية في المقر الرئيسي للمنظمة أو بصدد الاستجابة المباشرة لمواجهة أزمات الجنوب الافريقي. ومن بعض المعالم البارزة ما يلي:

من حيث الدراسات المعيارية:

أما المعالم البارزة من حيث العمليات الميدانية فهي ما يلي:

سابعا- الاستنتاجات والخطوات اللاحقة


24- يؤدي انعدام الأمن الغذائي والفقر إلى تفاقم وباء الإيدز، في حين أن سوء التغذية الناجم عن الفقر يمكن أن يسهم في القدوم المبكر لهذا المرض وذلك نتيجة لزيادة إمكانية التعرض للعدوى. فاستجابة الأمن الغذائي للوباء وما يرتبط بها من تدخلات قصيرة وطويلة الأمد أمر حتمي نظرا للعلاقات ذات المسارين بين مرض الإيدز وانعدام الأمن الغذائي. وتستلزم هذه الاستجابة معالجة الجوانب المتعلقة بالإنتاج الغذائي والتغذية والحصول على الأغذية. ويمكن لسياسات وبرامج الأمن الغذائي إذا ما صممت من منظور وباء الإيدز واستكملت بتدخلات موجهة نحو هذا الوباء خصيصا، أن تسهم في تلافي انتشار عدوى الإيدز وبالتالي التخفيف من آثار هذا الوباء.

25- ونظرا لأن وباء الإيدز أزمة طويلة المدى فإن على الحكومات والجهات المانحة أن تتبنى منهجا طويل الأجل وموجها نحو التنمية يعالج تأثيرات هذا الوباء على الأمن الغذائي بدلا من تطبيق منهج يقتصر على الإغاثة في حالة الكوارث. وقد أظهرت طوارئ المعونة الإنسانية في الجنوب الأفريقي أن وباء الإيدز ومعه انعدام الأمن الغذائي الحاد قد أسهما في نشوء نوع جديد من الأزمات يتطلب: (أ) استجابة جديدة لانعدام الأمن الغذائي؛ (ب) أساليب جديدة ومبتكرة للربط بين الاستجابات القصيرة والطويلة الأمد؛ (ج) زيادة الالتزام بمعالجة إمكانيات التعرض الهيكلية التي تكمن وراء حالات الأزمة الحادة. ويتعين على الحكومات ومنظمة الأغذية والزراعة والجهات المانحة، على وجه الخصوص، أن تضمن توازنا بين تمويل الاستجابات قصيرة الأجل التي تعتمد على الأغذية والتدخلات طويلة الأجل التي لا تعتمد على الأغذية.

26- ويلزم تعديل السياسات والبرامج المتعلقة بالأمن الغذائي بحيث تعزز الإمكانات الأسرية والمحلية والقطرية لمواجهة الصدمات بما في ذلك مرض الإيدز. فالآليات التقليدية التي صممت لمساعدة المجتمعات المحلية في مواجهة الصدمات المناخية فيما يتصل بالأمن الغذائي ربما لم تعد تنفع نتيجة لتزايد الأمراض والوفيات في سياق استفحال وباء الإيدز. وهذا يعني أن العديد من المجتمعات في سائر أنحاء أفريقيا قد تراجعت قدراتها على مواجهة الصدمات التي كانت يوما ما قادرة على التصدي لها. ومن بين الإجراءات المقترحة لمعالجة العوامل الهيكلية وطويلة الأجل والتي تسبب استفحال الأزمة المضاعفة للأمن الغذائي ومرض الإيدز ما يلي:

27- وينبغي، في تحليل الأمن الغذائي ونظم معلومات الأمن الغذائي، مراعاة الارتباطات بين مرض الإيدز والفقر والأمن الغذائي حتى يتيسر وضع تحاليل إقليمية وقطرية نوعية منتظمة وشاملة في البلدان المنكوبة بشدة. وهذا يستلزم تطبيق أطر منقحة لتقييم آثار الإيدز التي لا تقتصر على استخدام معدلات انتشار الوباء للتعرف على مدى صلة الإيدز بالأمن الغذائي والأسري. كما ينبغي تعزيز الآليات التي تسمح بالاسترجاع المباشر لنتائج تحليلات الأمن الغذائي عند صياغة البرامج والسياسات الزراعية للأمن الغذائي بما يسمح بإجراء استعراض منتظم للسياسات والبرامج تأخذ في الحسبان تغير ديناميات تأثير الوباء.

28- ويلزم، بصورة ملحة، وضع خطة استراتيجية لتخفيف تأثير الإيدز على يتامى الريف والأطفال المعرضين والمراهقين نظرا لوجود ما يقرب من 14 مليون من هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى الرعاية والأغذية وآفاق بناء سبل المعيشة. ويمكن لهذه الخطة أن تعالج احتياجات الأطفال والشبيبة عن طريق البرامج التي تستند على القطاع الزراعي بما في ذلك توليد الدخل من الزراعة ومن خارجها وبرامج للتدريب على المهن وغيرها. وتحتل منظمة الأغذية والزراعة مكانا رائدا للاضطلاع بهذه البرامج وذلك في سياق أعمالها المتعلقة بصيانة الزراعة، والمدارس الحقلية للمزارعين، والإرشاد الزراعي، وتخزين ما بعد الحصاد، والتغذية، والتوعية الريفية الأساسية. وإن إنشاء المدارس الحقلية لشباب المزارعين على نموذج المدارس الحقلية الزراعية الناجحة يعد أمر واعدا ووسيلة مبتكرة لمعالجة احتياجات واهتمامات اليتامى والأطفال المعرضين وأيضا الأوصياء عليهم.