NERC 2004





المؤتمر الإقليمي السابع والعشرون للشرق الأدنى

الدوحة، دولة قطـر، 13 - 17 مارس/آذار 2004

إسهام الغابات والأشجار في حماية البيئة وفي إدارة المياه
والأمن الغذائي في الشرق الأدنى

بيان المحتويات

 

الصفحات

أولا- مقدمة

2

ثانيا- لماذا التركيز على الغابات والتشجير والإدارة الفعالة لمستجمعات المياه

2

ثالثا- دور مستجمعات المياه الحرجية والأشجار

3

رابعا- تطور عمليات إدارة الغابات والأشجار

3-4

خامسا- القضايا المستجدة الرئيسية

4-5

سادسا- مبادرات المنظمة فيما يتعلق بقضايا الغابات والمياه وغيرها من القضايا ذات الصلة

5

ألف- استعراض وتقييم نهج واستراتيجيات إدارة مستجمعات المياه

5

باء- كيان جديد بعنوان "الغابات والمياه"

5

جيم- الغابات الاصطناعية والأشجار خارج الغابات والحراجة الحضرية

5

دال- الغابات وتخفيف وطأة الفقر والأمن الغذائي ضمن نشاطات المنظمة

5

سابعا- الآفاق المستقبلية

6-7

أولا- مقدمة

1- يعتبر تدهور الأراضي، بما فيها التربة والغابات والموارد المائية، من أهم العقبات والمخاطر التي تواجه التنمية الزراعية المستدامة في معظم البلدان النامية وبخاصة في إقليم الشرق الأدنى.

وفي العقود الماضية، شكلت سرعة نمو السكان في العالم ضغوطا على الموارد الأرضية المحدودة لمواجهة احتياجات السكان المتزايدة من الأغذية والمنتجات الحرجية والسلع الاجتماعية الاقتصادية، وهو ما تم على حساب الغابات والأراضي الحرجية في النظم الايكولوجية الهشة. وفي العديد من بلدان الشرق الأدنى، تعرضت مستجمعات المياه لتهديدات متزايدة خلال العقود القليلة الماضية. وكان لاستنزاف الغابات والتعدين والممارسات الزراعية غير السليمة والاحترار العالمي والسياحة والتوسع العمراني تأثيراتها على مستجمعات المياه، مما عرض إمدادات المياه العذبة للخطر.

وفي هذا السياق، فهناك اتفاق واسع النطاق على أن استخدام موارد الأراضي وإدارتها على نحو مستدام لا يمكن تحقيقهما سوى بتطبيق نظام يؤدي إلى تحسين إدارة الأراضي والمياه والغطاء النباتي واستغلالها بطريقة تكون مستندة إلى نهج متكامل. وهناك إدراك منذ أمد طويل بالدور الأساسي الذي تلعبه الغابات والأشجار في الحفاظ على المصادر المائية الإقليمية والمحلية. ويوجد ارتباط وثيق بين إدارة الغابات والتشجير بطريقة مستدامة وبين تنمية مستجمعات المياه. كما تؤثر الإدارة بأعلى المجرى للغابات بشدة على الاستخدامات أسفل المجرى للموارد المائية.

وتعزيزا لإسهام الغابات والأشجار ضمن مستجمعات المياه في إدارة كل من الموارد المائية وحماية البيئة وتوفير الأمن الغذائي، فقد شرعت المنظمة في تنفيذ عدد من البرامج ذات الصلة من بينها برنامج الغابات والأمن الغذائي، وتخفيف وطأة الفقر، وبرنامج الغابات والمياه.

ثانيا- لماذا التركيز على الغابات والتشجير والإدارة الفعالة لمستجمعات المياه

2- يلاحظ أن معظم بلدان الإقليم تتصف بمناخ جاف (ندرة الأمطار، وارتفاع في درجات الحرارة) كما تتصف عموما بضآلة مساحة الغابات والغطاء الحرجي وهو ما يمثل أقل من نسبة 5.8 في المائة من مجمل مساحة أراضي الإقليم، بل وأقل من 2.81 في المائة من الغطاء الحرجي العالمي. وفي ظل هذه الظروف الايكولوجية الصعبة، وندرة المياه، فإن إدارة واستخدام الموارد الطبيعية على نحو مستدام، بما في ذلك التوسع في زراعة الأشجار لإحياء المسطحات الخضراء وتحسين الإنتاج الزراعي، تعد أمورا بالغة الأهمية.

3- وفي الوقت الحاضر، فإن ما يزيد على 40 بلدا والتي يسكنها أكثر من 2 بليون نسمة تعتبر متضررة من نقص موارد المياه: من بينهم 1.1 بليون نسمة لا تتوفر لديهم مياه كافية للشرب و2.4 مليار نسمة يفتقرون إلى الخدمات الصحية الكافية. وإذا ما تحققت التنبؤات الراهنة، فإنه بحلول عام 2050 سوف يعيش واحد من كل أربعة أشخاص في بلدان تتضرر من نقص المياه العذبة على نحو مزمن أو متكرر.

وبغية تحسين أوضاع مستجمعات المياه والحفاظ على الموارد المائية، تعتبر إدارة الغابات والأشجار على نحو مستدام عاملا رئيسيا في إدارة الموارد المائية، خصوصا، وتنمية موارد المناطق المرتفعة، على وجه العموم. فأحواض تجميع المياه في الغابات تزود المناطق الدنيا باحتياجاتها من المياه للأغراض المنزلية والزراعية والصناعية وغيرها من الاحتياجات الايكولوجية. كذلك فإن الغابات والأشجار تنظم نوعية المياه وتحمي التربة من الانجراف كما تسهم في تخصيب التربة وتوجيه الجريان السطحي للمياه.

4- ومن الناحية التقنية، فإن الإدارة الفعالة لمستجمعات المياه تتيح إمكانية دراسة العلاقات ما بين الإنتاجية والصيانة في استخدام الموارد الطبيعية وأيضا إدراك أهمية العلاقات الأمامية - الخلفية التي تربط بين حماية موارد الأرض واستخدامها وخصوصا فيما يتعلق بإمدادات المياه. ويسود الاعتقاد بأن الإدارة الفعالة لمستجمعات المياه تمثل النهج الملائم لمعالجة الأمن الغذائي وتخفيف وطأة الفقر وهو ما يفسر شيوع تنمية مستجمعات المياه ما بين العاملين في مجال التخطيط.

ثالثا- دور مستجمعات المياه الحرجية، والأشجار

5- تلعب الغابات والأشجار دورا حيويا في تنمية الإقليم. ففي واقع الأمر، فإن للأشجار إمكانيات في إحياء النظم الايكولوجية والأراضي المتدهورة وحماية المسطحات الخضراء والموارد المائية ودرء الإطماء والتلوث. وفي المناطق الحضرية، تؤدي الغابات والمناطق الخضراء إلى تحسين الظروف البيئية من خلال امتصاص غاز الكربون والحد من تلوث الهواء. كذلك فإن بعض الأشجار ترتبط بقيم رمزية اجتماعية ودينية وثقافية.

وتعد مستجمعات مياه الغابات مناطق بالغة الأهمية لتجميع المياه العذبة سواء من حيث الكمية أو النوعية. وتوفر مستجمعات المياه في الجبال ما بين 30 و60 في المائة من تدفقات المياه العذبة في المناطق الرطبة، في حين توفر ما بين 70 و95 في المائة في المناطق شبه القاحلة والقاحلة. وهكذا، فإن تحسين إدارة المياه يعد شرطا رئيسيا لتحقيق الأمن الغذائي.

وتوفر الغابات والأشجار ومستجمعات المياه الحرجية العديد من الخدمات. كذلك فإن لفقدان الغابات والغطاء الشجري والانتقال إلى استخدامات أخرى للأراضي تأثير سلبي على إمدادات المياه العذبة ويزيد من تفاقم الكوارث البشرية الناتجة عن الظواهر المائية والجوية غير المألوفة. كذلك فإن استنزاف الغابات والأشجار يمكن أن يسهم في تقلب المناخ على المستوى المحلي وربما على المستوى الإقليمي.

6- ومع أنه لا يزال يلزم بذل الجهود لتحسين فهم تأثير إدارة الغابات والأشجار على المناخ وتدفقات المياه، فإنه من المتفق عليه عموما أن مستجمعات المياه التي تغطيها الغابات تعد بصورة استثنائية نظما هيدرولوجية ثابتة. وعلى نقيض الاستخدامات الأخرى للأراضي، فإن الغابات السليمة تحقق ما يلي:

• تؤثر بشدة في كمية المياه التي تتأتى من مستجمعات المياه؛
• تقوم بتصريف أجود المياه؛
• تقوم بتصريف كميات أقل من المياه المنهمرة الناتجة عن هبوب العواصف عند هطول الأمطار؛
• تعدل من التفاوت في جريان الأنهار بين التدفقات المرتفعة والمنخفضة خلال سنة ما؛
• توفر أقصى استقرار للتربة وأدنى مستويات لتحركات كتلة التربة من خلال تآكل الأخاديد والانجراف السطحي؛
• جرف أدنى مستوى من الرواسب إلى المصب.

7- كذلك، فإن من المعترف به عموماً بأن الغابات والتشكيلات الشجرية في صيغة الزراعة الحرجية (أحزمة الوقاية، والأشجار المنفردة وغيرها) وخصوصا في البيئات القاسية مثل ما في الشرق الأدنى، تسهم في إنتاج الأغذية وبالتالي الأمن الغذائي من خلال تعديل المناخ الجزئي في الأراضي الزراعية والرعوية. وأيضا توفر الغابات والأشجار الأغذية (الثمار، والأوراق، والجذور، ولحوم الطرائد، وغيرها) وكذلك الأدوية والأعلاف والمنتجات الخشبية لأغراض الوقود والخدمات والسلع لفائدة سكان الريف خصوصا في بلدان شمال أفريقيا حيث أن 50 في المائة من الطاقة المحلية تأتي من المنتجات الخشبية ولاسيما من المزارع. وتتجلى أهمية دور الأشجار في سبل المعيشة من خلال النظم الزراعية الحرجية التي يطبقها المزارعون في المناطق الريفية وأيضا في المناطق الحضرية.

رابعا- تطور عمليات إدارة الغابات والأشجار

8- يلاحظ على المستوى العالمي أن إزالة الإنسان للغابات على نطاق واسع والذي حدث خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين قد سببت تغيرات مهمة في الوظيفة الهيدرولوجية لمستجمعات المياه. وهكذا، فقد حدثت فيضانات في المناطق بأسفل مجاري الأنهار على نحو أكثر تواترا مما أدى إلى زيادات في عدد الوفيات وفي دمار المرافق الأساسية. كذلك، فإن تزايد الانجرافات أدى إلى حدوث تغييرات في المكونات البيولوجية والهيدرولوجية لقنوات التصريف الطبيعة، الأمر الذي أفضى إلى إطماء على نطاق واسع لا مثيل له في المناطق السفلية من مجاري الأنهار.

9- وخلال العقود القليلة الماضية، كان ينظر إلى تدهور مستجمعات المياه على أنه تهديد خطير ليس للبيئة فحسب وإنما لمعيشة وبقاء ملايين السكان الذين يعيشون بالمناطق السفلية من هذه المستجمعات. ونظرا لأهمية ظروف مستجمعات المياه المرتفعة، فقد أصبح تغيير مسار تدهور هذه المستجمعات يحظى بأولوية لدى العديد من البلدان. ومن جهة أخرى، فإن العديد من برامج إدارة مستجمعات المياه قد أخفقت في تحقيق أهدافها لأسباب أهمها:

• التركيز الضيق على صيانة الموارد الطبيعية؛
• عدم إيلاء اهتمام كاف للأنشطة البشرية واحتياجات السكان؛
• عدم إيلاء الاهتمام الكافي للآثار الاقتصادية والبيئية؛
• عدم إشراك المنتفعين في تخطيط التدخلات وتنفيذها؛
• محدودية نطاق المشروعات؛
• عدم وجود التزام طويل الأجل للتصدي للأسباب الكامنة خلف التدهور وبخاصة الفقر.

ونتيجة لذلك، فقد وضعت مفاهيم وبرامج لعكس مسار تدهور مستجمعات المياه ولتحسين الزراعة والتنمية الريفية. وفي هذا الصدد، فقد تم توجيه اهتمام خاص للجوانب الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بإدارة مستجمعات المياه عند صياغة البرامج والمشروعات وتنفيذها.

10- وفي هذا السياق، ولتلبية احتياجات التنمية لدى صغار المزارعين، فقد تمت التوصية، كإجراء أولي، بتحسين الأراضي وإدارة الغابات على نحو مستدام من خلال التوسع في غرس الأشجار لاسيما على مستوى المزارعين وأيضا على مستوى المدن. كذلك تم الإقرار بأن نظم الزراعة المختلطة بالغابات وإنشاء الغابات في المناطق الحضرية (غرس الأشجار خارج الغابات) كنهج بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير سبل المعيشة. ونظرا لأن إدارة موارد الأراضي وصيانتها لا يمكن أن تكون مستدامة ومتجددة ما لم تؤخذ في الحسبان اهتمامات السكان، فقد تم استنباط مفهوم للتكامل بحيث ينظر إلى احتياجات المجتمعات المحلية كمكون مهم من مكونات وضع البرامج.

11- ويشمل نهج المشاركة الذي طبق خلال العقد الماضي، بالإضافة إلى الجوانب الفنية، الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لحفظ الموارد الطبيعية وإدارتها. وأصبحت إدارة الموارد ومستجمعات المياه عملية متعددة التخصصات تتطلب تنسيقا مؤسسيا وتنظيميا لأنشطة إدارة هذه المستجمعات.

خامسا- القضايا المستجدة الرئيسية

12- نظرا للاهتمام والاستثمار في الإدارة المتكاملة لمستجمعات المياه والتي تشمل إدارة الغابات والأشجار، فقد تحقق الكثير من التقدم. غير أن هناك عدة قضايا لا تزال تتطلب تحليلا متعمقا ومشاورات فيما بين الأطراف المعنية. ويتبين من إلقاء نظرة إجمالية على الخبرات المكتسبة خلال العقد الماضي أن العناصر التالية يجب أن تؤخذ في الحسبان حتى يمكن تحقيق النتائج المرجوة:

المعارف والمعلومات: يجب أن يتركز الاهتمام على بناء القدرات الفنية وإتاحة الوسائل والمعلومات الملائمة من أجل تنفيذ البرامج الفعالة لإدارة مستجمعات المياه. كما يجب إيلاء اهتمام أكبر لتقييم الغطاء الحرجي وغرس الأشجار وإدارتها بمشاركة المزارعين والقطاع الخاص.

تأثيرات النطاق: يجب دراسة آثار أنشطة إدارة مستجمعات المياه على المستويات المحلية والقطرية والإقليمية. وذلك بأن إدارة مستجمعات المياه ومساهمة الغابات والأشجار وما لها من تأثير على المياه العذبة يمكن إدراكها على نحو أفضل عند ربط العلاقات بين أعلى وأسفل مستجمعات المياه والتداخلات بتأثيرات النطاق.

إشراك الأطراف المعنية ومشاركتها: إن مثل هذه المشاركة يجب إدماجها كعنصر رئيسي في تصميم وبلورة البرامج ذات العلاقة وفي وضع السياسات.

التأكيد بوجه خاص على المياه: يجب النظر إلى هيدرولوجية الغابات كأحد العناصر المهمة التي تتكون منها الإدارة الفعالة لمستجمعات المياه.

الارتباطات الأمامية - الخلفية: يجب تخطيط وتنفيذ التدخلات المتعلقة بإدارة مستجمعات المياه على تعميق الفهم بالارتباطات بين أعلى وأسفل مستجمعات المياه والتفاعلات بما في ذلك العوامل الاقتصادية – الاجتماعية.

التركيز على الزراعة المختلطة بالغابات: هناك إقرار بأن نظم الزراعة التي تركز على الأشجار تعد أهم الأساليب الواعدة للحد من تدهور الأراضي والتربة وتحسين خصوبة التربة وبالتالي يجب تشجعيها.

تشجير المدن: ينبغي تشجيع غرس الأشجار وإدارة المسطحات الخضراء، ذلك لأن لها دورا متزايد الأهمية ويجب أن تلعبه في إيجاد مساحات خضراء للترويح وفي الحد من تلوث الهواء وتدهور البيئة.

العوائد الاقتصادية: لضمان استدامة وتجدد الأساليب في إدارة مستجمعات المياه، فإن هناك حاجة إلى التأكد من أن العوائد الاقتصادية مضمونة للمستفيدين من الأراضي المرتفعة وأيضا للقاطنين في المناطق المنخفضة ولمستخدمي الموارد.

الترتيبات المؤسسية والتنظيمية الملائمة: يعد بناء المؤسسات لإدارة مستجمعات المياه مسألة بالغة الأهمية. وفي هذا الصدد فهناك إدراك بالحاجة إلى تعميق فهم وتحديد الترتيبات المؤسسية والتنظيمية اللازمة للإدارة الفعالة لمستجمعات المياه. وتبرز هنا مسألة الإطار التشريعي الملائم لدعم سياسات إدارة مستجمعات المياه كوسيلة مهمة يجب إيلاؤها اهتماما خاصا.

الرؤية والالتزام على المدى الطويل: ينظر إلى إدارة مستجمعات المياه، على نحو متزايد، كأداة ملائمة ليس لصيانة البيئة فحسب، بل وأيضا لتحسين ظروف معيشة المجتمعات الريفية. وفي هذا الصدد، هناك حاجة لالتزام طويل المدى، بما فيه الجانب المالي، من جانب أصحاب الشأن.

سادسا- مبادرات المنظمة فيما يتعلق بقضايا الغابات والمياه وغيرها من القضايا ذات الصلة

ألف- استعراض وتقييم نهج واستراتيجيات إدارة مستجمعات المياه

13- استجابة للقضايا الرئيسية المستجدة فيما يتعلق بالشواغل الرئيسية لتنمية إدارة مستجمعات المياه؛ فقد استهلت المنظمة في 2002، ضمن إطار السنة الدولية للجبال لعام 2002، مبادرة بعنوان "إعداد الجيل الجديد من برامج إدارة مستجمعات المياه" لاستعراض وتقييم أنشطة إدارة مستجمعات المياه.

باء- كيان جديد بعنوان "الغابات والمياه"

14- يعكس الكيان الجديد المتمثل في الغابات والمياه والذي أدرج في الخطة المتوسطة الأجل للفترة 2004-2009، الاهتمام الخاص الذي توليه المنظمة لصيانة الموارد المائية. وسوف يركز هذا الكيان الجديد على تعميق الوعي الوطني وبيئة السياسات لدعم الإدارة المستدامة للغابات الجبلية والمناطق المرتفعة فيما يتعلق بالموارد المائية.

جيم- الغابات الاصطناعية، والأشجار خارج الغابات، وتشجير المدن

15- تنفذ المنظمة، في إطار الخطة المتوسطة الأجل للفترة 2002-2007، كيانا بعنوان "الغابات الاصطناعية والأشجار خارج الغابات". وقد صممت في الأونة الأخيرة أطر استراتيجية للمناطق الحضرية وشبه الحضرية ضمن الخطة المتوسطة الأجل 2004-2009. وسوف يقدم كلاهما المساعدة المطلوبة للبلدان الأعضاء، لاسيما في المناطق ذات الغطاء الحرجي الضئيل، لإنشاء وإدارة الغابات والأشجار ومستجمعات المياه داخل وخارج المدن وكذا نقل التكنولوجيا.

دال- الغابات وتخفيف وطأة الفقر والأمن الغذائي ضمن نشاطات المنظمة

16- تتضمن الخطة المتوسطة الأجل للفترة 2004-2009 العديد من البرامج الجديدة ذات الصلة بتخفيف وطأة الفقر تشمل تطوير الغابات، وتخفيف وطأة الفقر، والأمن الغذائي. إضافة إلى ذلك، فقد أعيد تركيز الحراجة التشاركية لتصبح "الحراجة التشاركية وسبل المعيشة المستدامة".

سابعا- الآفاق المستقبلية

17- تؤثر ندرة المياه وتدهور مستجمعات المياه بصورة مباشرة على سبل معيشة السكان. وفي واقع الأمر، فإن معظم سكان العالم يعيشون في المناطق السفلى من مستجمعات المياه و/ أو مستجمعات المياه الحرجية، وبالتالي فهم عرضة لمخاطر تدهور مستجمعات المياه. وفي الوقت ذاته، فإن 28 في المائة من المناطق الحرجية في العالم توجد في مناطق جبلية وهي مصدر لنحو 60 إلى 80 في المائة من موارد المياه العذبة في العالم.

18- وفيما يتعلق بما سبق، فإن هذه االورقة تهدف إلى إبراز أهمية وإلحاح مشكلات إدارة مستجمعات المياه لاسيما فيما يتعلق بدور الغابات والأشجار وتأثيرها. كذلك فهي تبرز الحاجة إلى التركيز على زيادة الاهتمام العالمي والإقليمي بإدارة مستجمعات المياه ذلك لأن مستجمعات المياه تدمج الموارد والخدمات البيئة والاستخدامات والمستخدمين، وبالتالي فهي تتطلب نهجا متعدد القطاعات يشمل جميع الأطراف المعنية.

ولتحقيق الإدارة المتكاملة الفعالة للأشجار ومستجمعات المياه، فإن من الواجب إعطاء أولوية متقدمة للتوجهات والأنشطة المستقبلية المحتملة التالية:

19- إن المنظمة مدعوة لتقديم المعونات الفنية للأغراض التالية:

• تقييم وإعداد الخرائط المتعلقة بالموارد الحرجية والشجرية الموجودة في الإقليم وإتباع النهج الاقتصادية الإقليمية والنظم الايكولوجية؛
• مساعدة الدول الأعضاء في استنباط وتنفيذ السياسات وإدراج إدارة الغابات في الاستراتيجيات والخطط والبرامج القطرية والإقليمية فيما يتعلق بالإدارة المتكاملة لأحواض الأنهار ومستجمعات المياه والمياه الجوفية؛
• تعزيز دور الغابات الاصطناعية والأشجار خارج الغابات في مجالات إحياء الأراضي وحماية البيئة وحماية الموارد المائية.

20- أما البلدان الأعضاء فهي مدعوة لتنفيذ ما يلي:

• تشجيع التحريج وإعادة التشجير في الأراضي ذات الملكية الخاصة أو الجماعية وذلك من خلال توفير القروض والحوافز الملائمة، حسب الحاجة؛
• التركيز بصورة أكثر على الحراجة في المناطق الحضرية والمسطحات الخضراء لتحسين الظروف البيئية وتزويد السكان بمناطق ترويحية؛
• تشجيع ودعم العمليات التي من شأنها تحقيق المساهمة القصوى من جانب ذوي الشأن في صياغة وتنفيذ السياسات والبرامج والاستراتيجيات التي تؤدي إلى تكامل استخدام الأراضي وإدارة المياه؛
• تعميق الفهم، والتخطيط والتصميم لبرامج إدارة مستجمعات المياه بهدف تخفيف وطأة الفقر، نظرا لما بينهما من علاقات متعددة؛
• إيلاء مزيد من الاهتمام للغابات وغرس الأشجار من خلال صياغة وتنفيذ البرامج الحرجية القطرية التي تدمج على نحو جيد في الخطط الإنمائية الوطنية.

21- ويجب أن تتركز الجهود في مجال الشراكات على ما يلي:

• العمل مع المنظمات والمؤسسات ذات الصلة، وغيرها من أصحاب الشأن، على تعميق الوعي بالمنافع الهيدرولوجية والمائية التي توفرها الغابات ومستجمعات المياه ودورها في توفير مياه الشرب العذبة خصوصا في المناطق القاحلة وشبه القاحلة؛
• إنشاء وتسهيل الشراكات والشبكات في نطاق الأطراف المعنية لتبادل المعلومات وبناء القدرات من أجل وضع سياسات علمية سليمة وإدخال تحسينات ملموسة في إدارة الغابات والمياه؛
• ونظرا للحاجة إلى تكامل البرامج لتحقيق إدارة مستجمعات المياه، فإن الوكالات المانحة والمؤسسات المالية والإدارات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، يتعين عليها أن تلتزم بتخطيط طويل الأجل وابتكاري ومتعدد القطاعات لإدارة مستجمعات المياه وتمويلها وتنفيذها؛
• ونظرا لأن مستجمعات المياه غالبا ما تتجاوز الحدود السياسية، فإن إدارة هذه المستجمعات يجب النظر إليها كنهج متكامل له أهمية في فهم وحل النزاعات ما بين المجتمعات والبلدان الموجودة في الأقسام العليا والسفلى من هذه المستجمعات؛
• دعوة المؤسسات المالية المتعددة الأطراف والثنائية الموجودة في الإقليم أن تدعم المبادرات الوطنية والإقليمية وشبه الإقليمية المتعلقة بالغابات وغرس الأشجار.