يزداد الاهتمام بزراعة الصبار شيئاً فشيئاً، نظراً للحاجة المتزايدة لبناء القدرة على الصمود في وجه الجفاف وتدهور حال التربة ودرجات الحرارة المرتفعة. ولدى المكسيك، الموطن الأصلي للصبار، تاريخ طويل في استهلاكه، حيث تصل نسبة استهلاك الفرد الواحد من النوبال، وهي فروع الصبار الطرية الشهية، المعروفة بالألواح، إلى 6.4 كلغ سنوياً. يزرع "الصبير" في مزارع صغيرة ويحصده المزارعون في البرية في مساحات تصل إلى 3 ملايين هكتار، كما تزداد معدلات زراعته في المزارع الصغيرة باستخدام تقنيات الري بالتنقيط بصفته محصول أساسي أو ثانوي. واليوم، تعد البرازيل موطناً لأكثر من 500,000 هكتار من مزارع الصبار لاستخدامها كأعلاف. كما انتشرت زراعة هذه النبتة في مزارع في شمال أفريقيا وإقليم تيغراي في أثيوبيا لتصل مساحات زراعتها إلى ما يقارب 360,000 هكتار يتم إدارة نصفها تقريباً.
إمكانيةاستخدامهاكغذاءوأعلاف
إن قدرة الصبار على العيش في إطار المناخ الجاف والقاحل تجعله من النباتات الرئيسية والمهمة في الأمن الغذائي.
وفضلاً عن كونه مصدراً للغذاء، يخزن الصبار الماء في فروعه ليشكل بذلك بئراً نباتياً يمكن أن يخزن ما يصل إلى 180 طن من المياه للهكتار الواحد، وهو ما يكفي للحفاظ على حياة خمسة أبقار بالغة، الأمر الذي يشكل زيادة مستدامة في انتاجية المراعي التقليدية. وفي أوقات الجفاف ارتفع معدل الحفاظ على حياة الماشية ارتفاعاً كبيراً في المزارع التي تزرع الصبار.
ويقول علي نفزاوي، باحث تونسي في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، إن الضغط المتوقع على موارد المياه في المستقبل يجعل الصبار "أحد أبرز وأهم المحاصيل للقرن الحادي والعشرين".
وتكشف فصول مختلفة في الكتاب عن إمكانات زراعة الصبار، وتفيد أيضاً بأن غلة محصول الشعير التونسي تزداد عندما يزرع الصبار إلى جانبه باعتباره محصولاً محسناً للتربة، كما تشير إلى البحث الأولي الذي يقترح إدخال الصبار في النظام الغذائي للماشية، إذ يساهم في تقليل توليد الميثان لدى المجترات، مما يسهم في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.