الشعور بالامتنان تجاه الملقّحات


ست طرق لإظهار امتناننا للنحل، والفراشات، والملقّحات الحيوية الأخرى

هل تعلم أن من بين ما لا يقل عن 000 20 نوع من أنواع النحل 7 منها فقط هي من نحل العسل؟ وينتج نحل العسل الغربي 1.6 مليون طن من العسل سنويا. ©ستوديو سمارت/شاترستوك

17/05/2018

"إنها نحلة!" يصرخ أحدهم وهو يقفز على قدميه من على بساط النزهة، ساكبا عصير التفاح وملوحا بذراعيه، محاولا الابتعاد عن هذا المخلوق الطائر. هل يبدو هذا المشهد مألوفا؟  

الكثير من الناس يخافون من النحل. ولم لا؟ إنه يشبه الكائنات الفضائية الغريبة. فلديه إبر تؤلم أكثر مما تتوقع، وبعض الناس لديهم حساسية شديدة، وحتى حساسية مميتة، منه. ولكن خلافا لمخاوفنا، فإن النحل ليس حشرات عدوانية ولا يطارد البشر دون استفزاز. وعندما يقترب منك، فإنه يفعل ذلك فقط لأن لديك شيء يعتبره لذيذا. ولو كنت تعرف كل ما يفعله من أجلك، ستكون سعيدا بمشاركة طعامك أو شرابك معه! 

يعتمد أكثر من 75 في المائة من المحاصيل الغذائية في العالم، إلى حد ما، على التلقيح. فالملقحات، مثل النحل، والفراشات، والطيور، والعث، والخنافس، وحتى الخفافيش، تساعد النباتات على التكاثر. والفواكه والخضروات هي في الواقع أطفال النباتات. نحن في الغالب لا ننظر إليها بهذه الطريقة، ولكن البذور، والفواكه، وبعض الخضار تأتي من نبات تم تلقيحه. والنحل هو جزء من سبب وجود بعض طعام النزهة!

ومع ذلك، فقد كان هناك انخفاض مقلق في عدد الملقحات، ولا سيما النحل، والفراشات، ويرجع ذلك أساسا إلى الممارسات الزراعية المكثفة، والتغيرات في استخدام الأراضي، ومبيدات الحشرات (بما في ذلك مبيدات الحشرات المشتقة من النيونيكوتين)، والأنواع الغازية الغريبة، والأمراض، والآفات، وتغير المناخ. وما يقرب من 35 في المائة من الملقحات اللافقارية، ولا سيما النحل والفراشات، وحوالي 17 في المائة من الملقحات الفقارية، مثل الخفافيش، تواجه خطر الانقراض عالميا. ويقع على عاتق المزارعين وصانعي السياسات دور كبير في حماية الملقّحات. ولكن هناك أشياء يمكننا القيام بها أيضا.

بمناسبة اليوم العالمي للنحل، إليكم 6 أسباب تستدعي أن نشعر بالامتنان تجاه الملقّحات، ونصائح حول كيف يمكننا أن نظهر هذا الشعور:

1- الملقحات تحسّن غذاءنا من خلال توفير القمح والبطاطس الغنية بالمغذيات الدقيقة، على سبيل المثال، والتي ستعيش حتى لو لم تعش الملقِّحات. ومع ذلك، فإن العديد من الأغذية المغذية، والغنية بالمغذيات الدقيقة جدا، مثل الفواكه، وبعض الخضروات، والبذور، وأنواع الجوز، والزيوت، سوف تختفي دون الملقحات. والعالم الخالي من الملقحات هو عالم خالٍ من بعض الأطعمة التي نحبها كثيرا (ونحتاجها من أجل تغذية جيدة!) مثل الفراولة، والتفاح، والتوت الأزرق، والكرز، واللوز، والكاكاو، والبن.

نصيحة: رُدّ الجميل! أعط النحل الغذاء الذي يعجبه عن طريق زراعة النباتات المحلية في حديقتك. النباتات والملقّحات تربطهما علاقة تكافلية متبادلة المنفعة. فهما بحاجة الى بعضهما البعض من أجل البقاء، وبالتالي تطورت بهذه الطريقة. النباتات المحلية هي النباتات الأكثر تكيفا مع النحل المحلي. وزراعة مجموعة متنوعة من النباتات المحلية التي تزهر في أوقات مختلفة من السنة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا بالنسبة للملقحات.

75 في المائة من المحاصيل الغذائية في العالم، مثل التفاح، والبن، والتوت الأزرق، تدين بوجودها للملقحات. إلى اليسار: ©الفاو/ريتشارد سليبي؛ إلى اليمين: ©براين ليزينبي/شاترستوك

2- النحل يعطينا العسل! هل تعلم أن من بين ما لا يقل عن 000 20 نوع من أنواع النحل 7 منها فقط هي من نحل العسل؟ وينتج نحل العسل الغربي 1.6 مليون طن من العسل سنويا. وهذا المنتج الرائع هو محلٍ طبيعي له أيضا خصائص مضادة للبكتيريا ومطهرة. ولقد كان العسل جزءا من الحضارة الإنسانية لآلاف السنين. واستخدم المصريون القدماء العسل لأغراض طبية، مثل مداواة الجروح؛ كما استخدموا شمع العسل لتحنيط الموتى وتوليد ضوء اصطناعي. واليوم، توفر منتجات مثل العسل، وشمع العسل، ومنتجات ثانوية أخرى دخلا إضافيا للأسر الريفية. 

نصيحة: اشترِ العسل الخام من المزارعين المحليين. يحافظ العديد من المزارعين المحليين أصحاب الحيازات الصغيرة، ومجتمعات سكان الغابات على ممارسات مستدامة في تربية النحل. ويمكنك تقديم الدعم عن طريق شراء العسل الخام، أو شمع العسل أو غير ذلك من منتجات النحل، مباشرة منهم. 

3- يتمتع النحل بأخلاقيات عمل عظيمة - عادة ما تزور النحلة الواحدة حوالي 000 7 زهرة في اليوم، ويستغرق إنتاج كيلوغرام واحد من العسل زيارة أربعة ملايين من الزهور. وكل نحلة هي جزء من فريق يعمل بلا كلل ولا ملل لدعم نمو وإنتاجية خلية النحل من خلال جمع أكبر قدر ممكن من غبار اللقاح، وفي نفس الوقت تلقيح العديد من الأنواع النباتية. وقد أدى هذا التفاني الذي لا يكل إلى القول "أشغل من نحلة". 

نصيحة: كافئ هذه الكائنات المشغولة عن طريق بناء بركة مياه للنحل. فهؤلاء الكائنات الصغيرة تحتاج للماء بعد عمل دؤوب طوال اليوم. إن ترك وعاء ماء ضحل نظيف، يحتوي على حصى أو أعواد حتى لا يغرق النحل، يعد طريقة جيدة لإعطاء النحل مكانا للراحة وبعض الإنعاش الضروري.

4- الملقحات تجعل أطعمتنا ألذ مذاقا - تنتج النباتات جيدة التلقيح فواكه وخضروات أكبر حجما، وأكثر تناسقا، وألذ طعما. فالنباتات تقدّر مقدار الجهد اللازم لإنتاج نوع من الفواكه أو الخضروات. وإذا لم يتم التلقيح بشكل جيد، فلن تستثمر النباتات بالضرورة الموارد بالتساوي في إنتاجها، مما يؤدي إلى فواكه وخضروات مشوهة الشكل أو لا طعم لها. فالتفاحة المشوهة، على سبيل المثال، يمكن أن تعني أن النبتة تلقت تلقيحا غير كافٍ أو غير متوازن! 

نصيحة: تجنب مبيدات الحشرات، ومبيدات الفطريات، أو مبيدات الأعشاب في حديقتك. إذ يمكنها أن تقتل الملقحات وتسمم خلايا النحل عن طريق الرحيق أو غُبار اللقاح الملوث الذي يحمله النحل من النباتات الملوثة. حاول إيجاد حلول طبيعية لآفات النباتات في حديقتك. 

ما يقرب من 35 في المائة من الملقحات اللافقارية، ولا سيما النحل والفراشات، وحوالي 17 في المائة من الملقحات الفقارية، مثل الخفافيش، تواجه خطر الانقراض عالميا. ©سارمدي/شاترستوك

5- الملقحات تزيد من إنتاج الأغذية والأمن الغذائي - وجدت إحدى الدراسات، التي أجريت على مزارع صغيرة متنوعة تمت إدارة التلقيح فيها على نحو جيد، أن وسيط غلة المحاصيل زاد بنسبة كبيرة بلغت 24 في المائة! ويقوم النحل والحشرات الملقّحة الأخرى بتحسين إنتاج الأغذية لنحو مليارين من صغار المزارعين حول العالم، مما يساعد على ضمان الأمن الغذائي لسكان العالم. كما يظل جمع عسل مستعمرات النحل البري جزءا مهما من سبل عيش السكان الذين يعتمدون على الغابات في الكثير من البلدان النامية.

نصيحة للمزارعين: أوجدوا موئلا جيدا للنحل من أجل ضمان التلقيح. اتركوا بعض مناطق المزرعة كموطن طبيعي للملقحات. قوموا بإنشاء أسيجة شجرية من نباتات محلية تزهر في أوقات مختلفة خلال السنة، وازرعوا محاصيل جذابة مثل عباد الشمس، والبن، وأشجار الفواكه مثل الأفوكادو والمانجو. وقللوا من استخدامكم لمبيدات الحشرات، ولا تتدخلوا في مواقع تعشيش النحل.

6- الملقحات تحافظ على التنوع البيولوجي - التلقيح هو أحد أهم العمليات التي تسهم في التنوع البيولوجي. فهو يساعدنا على إنتاج مجموعة واسعة ومتنوعة من النباتات التي يعتبر الكثير منها محاصيل غذائية أيضا. وتعتمد ما تقدر بـنسبة 90 في المائة من النباتات المزهرة في العالم على التلقيح للتكاثر. وعلى الرغم من أنه غالبا ما يتم إغفال النحل وتربية النحل في الغابات، إلا أن هذا النشاط يساعد أيضا في الحفاظ على النظم الإيكولوجية للغابات، حيث أن التلقيح يساعد على تجديد الأشجار، مما يساعد بدوره في الحفاظ على التنوع البيولوجي للغابات.

نصيحة: تعلم المزيد عن النحل وتغلب على خوفك. من خلال إجراء بحث عن هذه المخلوقات، سترى أن النحل ليس خطرا بشكل عام. فليس كل النحل يلدغ، والنحل الذي يلدغ يفعل ذلك لسبب ما. فاللدغ والحشد هما من آليات الدفاع عن النفس. والنحل لا يطارد البشر عن قصد. ومن خلال فهم أفضل لكيفية احترام النحل، يمكنك تجنب المواجهات المؤلمة وتعلم العيش بسلام مع هذه المخلوقات الضرورية. وساعد في نشر المعلومات: إذ يمكنك أن تكون مناصرا للنحل!


لا عجب أن جميع الأديان الرئيسية في العالم لديها نصوص مقدسة عن النحل. فقد كان النحل وما يزال ذا أهمية حيوية للغذاء والحياة كما نعرفها. ومن خلال خطة العمل الخاصة بالمبادرة الدولية بشأن الملقحات للفترة 2018-2030، ستقوم منظمة الفاو، وأمانة الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي، بالتشاور مع المنبر الحكومي الدولي بشأن التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية، وشركاء آخرين، بتعزيز العمل المنسق حول العالم لحماية الملقّحات البرية والخاضعة للإدارة، وتشجيع الاستخدام المستدام لخدمات التلقيح، التي تعتبر ضرورية للزراعة والنظم الإيكولوجية الصحية.

تدعم هذه الإجراءات زراعة أكثر تنوعا وأقل اعتمادا على المواد الكيميائية السامة. والمساعدة على الحفاظ على سلامة الملقحات يدعم إنتاجنا الغذائي، ودخول المزارعين، والبيئة الأوسع. ساعدنا في نشر المعلومات الخاصة بالنحل في يوم النحل العالمي. 

لقراءة المزيد:  

عمل المنظمة بشأن خدمات التلقيح  

أعمال المنظمة المتعلقة بالتنوع البيولوجي

قوة الملقحات: لماذا المزيد من النحل يعني طعاما أفضل

إلقاء الضوء على سبعة أنواع فواكه وخضروات صديقة للنحل

حول النظم الإيكولوجية والخدمات التي توفرها - لنستعرض الحقائق

النحل ودوره في سبل العيش في الغابات

 

2. Zero hunger, 12. Responsible consumption and production, 15. Life on land