الغذاء أكثر بكثير مما يوضع على أطباقنا


ما معنى أن نحب ونحترم غذاءنا حقا

كلنا تقريبا نقول إننا نحب الغذاء، ولكن هل نحن نحبه حقا؟ هل نحترمه؟ على الصعيد العالمي، يضيع حوالي 14 في المائة من الأغذية المنتجة بين الحصاد والبيع بالتجزئة. كما تهدر كميات كبيرة في تجارة التجزئة وعلى مستوى الاستهلاك. و نهدر حوالي ثلث جميع الأغذية المنتجة ©ماجا بيتريتش/ Unsplash

24/09/2020

في عالم شاسع يسكنه ما يناهز 8 مليارات من الناس، كل ما نسمع عنه هو اختلافاتنا، على الرغم من أن هناك بعض الأشياء المهمة التي تربط بيننا، وأحد هذه الأشياء هو الغذاء. فالغذاء يربط بيننا جميعا. فكلنا نحتاج إليه، ونعتمد عليه، ونعيش بفضله، ونستمد السعادة منه. 

في الواقع، الغذاء هو جزء من شخصيتنا. إنه جزء من عاداتنا وثقافاتنا. ومئات البرامج التلفزيونية، والأفلام، والمقاطع الصوتية تدور حول موضوع الغذاء، كما تحتل كتب الطبخ مكانها دائما بين أكثر الكتب مبيعا. والغذاء هو جزء من كيفية تفاعلنا مع الآخرين. وما أكثر ما يتبادل عشاق الطعام الوصفات وخبرات الطهي. ومن لم ينشر صورة لطبقه المفضل على قنواته الاجتماعية؟ والحديث عن الطعام يكاد أن يكون في كل مكان من حولنا.   

إذا كنا نحب الغذاء إلى هذا الحد، فلماذا ندع الكثير منه يتعفن في ثلاجاتنا، ونتخلص منه بعد حفلاتنا، ونرميه من متاجرنا أو أطباقنا؟ ثلث* كل ما ينتج من الأغذية على صعيد العالم يفقد أو يهدر. نحن نحب الغذاء، ولكننا لا نهتم به، ولا نحترمه. كلنا نريد الاحترام الذي تغنت به أريثا فرانكلين، ولكن لكي نلقى الاحترام، علينا أن نظهره. 

فيما يلي 6 طرق لمساعدتنا على تحسين محبتنا للغذاء وزيادة احترامنا للعالم الذي يكمن وراء ما نأكله:  

1- قلّل ما تهدر من الطعام - اشتر فقط ما تحتاج إليه من الأغذية، وتعلم محبة الفواكه والخضار غير المتناسقة الشكل، واستخدم كميات واقعية من الأغذية، وحاول فهم تواريخ انتهاء الصلاحية، وخزّن الأغذية بعناية، وتبرع بالفائض منها، وحوّل الطعام المتبقي إلى وجبات اليوم التالي. فعندما نهدر الطعام، فإننا نهدر جميع الموارد المستخدمة في زراعة الأغذية، وتجهيزها، ونقلها، وتسويقها أيضا. فالغذاء أكثر بكثير مما يوضع على أطباقنا.

قصة الغذاء تبدأ مع مزارع. فلماذا نعطي طهاتنا نجوماً وجوائز، وننسى الدور الذي يلعبه منتجو الأغذية؟ إلى اليسار: ©135pixels/Shutterstock; إلى اليمين :©الفاو/لويس تاتو

2- ادعم منتجي الأغذية المحليين: يحصل الطهاة على الجوائز والنجوم والاعتراف بإبداعاتهم. ولكن ماذا عن مزارعينا؟ فمن غيرهم، لن نحصل على الأغذية الطازجة التي نحتاج إليها بشكل يومي والأغذية اللازمة لصنع أي من أطباقنا المفضلة. أليس المزارعون هم الأبطال الحقيقيون؟ تسوّق في الأسواق المحلية، وتعرف على المزارعين المحليين. فالشراء منهم هو بمثابة منحهم تقديرك واحترامك. 

3- قدّر الاتقان المبذول في إنتاج الأغذية: الزراعة ليست مجرد عمل، بل هي فن. فهناك الكثير مما يدخل في إنتاج غذائنا. فالأمر يحتاج إلى البذور، والتربة، والمياه، والعمل، والحماية، والصبر. هل تعلم أن إنتاج برتقالة واحدة يحتاج إلى ما يقرب من 50 لترا من الماء؟ وخياراتنا الغذائية تؤثر على صحة كوكبنا ومستقبل غذائنا. وعندما تأكل، فإنك تستهلك الموارد الطبيعية، والعمل الشاق للمزارعين، والنحل، والحاصدين، وغيرهم ممن أوصلوا الطعام إلى طبقك. قدّر الغذاء كما تقدر عملا فنيا. 

4- اتبع نظاما غذائيا صحيا وأكثر استدامة - تتحرك أجسامنا بفضل السعرات الحرارية والمغذيات. ونحصل على طاقتنا ونحافظ على صحتنا من الغذاء الجيد. ونحن عادة لا نهتم بالقوة التي يمتلكها الغذاء والتغذية على أجسامنا. نحن بحاجة إلى احترام الغذاء كوقود. إذ يمكن أن يؤدي الكثير منه أو الكثير من نوع واحد منه إلى البدانة، أو أوجه النقص، أو الأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي.  

5- تعرف على مصادر أغذيتك: هل يأتي الكيوي من الأشجار أو الشجيرات؟ هل الطماطم نوع من الفاكهة أم الخضار؟ من خلال معرفة المزيد عن أغذيتنا، من أين تأتي، ومتى يكون موسمها، وما يتطلبه إنتاجها، فإننا ننمي معرفتنا واحترامنا لما نأكله. تابع حسابنا على إنستغرام لاختبار معرفتك عن الفواكه والخضروات المختلفة التي تزرع في جميع أنحاء العالم! 

هل تعلم من أين تأتي أغذيتك؟ ولا تقل من السوق! إن زيادة معرفتنا بالغذاء يعني زيادة احترامنا له. تعلم بنفسك ثم علّم الأجيال القادمة. ©Rawpixel/Shutterstock

6- قم بإجراء محادثة – من خلال التعامل مع كل وجبة بفخر، فإننا نحترم المزارعين الذين أنتجوها، والموارد التي استخدمت في إنتاجها، والأشخاص الذين يفتقدون إليها. ويمكن نقل الاحترام إلى الآخرين. تحدث إلى الأشخاص من حولك وإلى الجيل القادم حول الخيارات الغذائية المستنيرة، والصحية، والمستدامة.  

بالنسبة للكثير من الناس على هذا الكوكب، الغذاء أمر بديهي. فهو إما موجود في المنزل، أو في المتجر إذا احتجنا إليه، وعادة ما يكون لدينا وسيلة لشرائه. ولكن بالنسبة لكثيرين آخرين، الغذاء نادر أو بعيد المنال. وبالنسبة للملايين من الناس الذين يصبحون من الجوعى سنوياًّ، الغذاء غير مضمون، ويشكل تحديا يوميا. 

احترام الغذاء يعني تقدير قصة ما وراء الغذاء. وعندما نتعرف على الصورة الكاملة، يصبح من الأسهل أن نرى ما يمثله غذاؤنا حقا، وكم هو ثمين حقا. 

اكتشف المزيد عن كيف يمكن لسلوكك أن تشكل مستقبل غذائنا.  


*   ملاحظة المحرر: التقدير الذي يشير إلى أن حوالي 1/3 أو 30 في المائة من الغذاء في العالم قد تم فقدانه أو إهدارهاكل عام حسبتها منظمة الأغذية والزراعة في عام 2011 كتقدير أولي واسع النطاق.  ويجري حالياً استبدال هذا الرقم بمؤشرين منفصلين، هما مؤشر فقدان الأغذية ومؤشر نفايات الأغذية، لمزيد من التبصر في المشكلة.  وفي عام 2019، حسبت منظمة الأغذية والزراعة مؤشر فقدان الأغذية العالمي ( الغذاء الفقد  من مرحلة ما بعد الحصاد وما بعد لكنمن دون مرحلة التجزئة) بنسبة 14 في المائة. ويجري حالياً وضع مؤشر النفايات الغذائية (الفاقد من الأغذية  في تجارة التجزئة وعلى مستوى المستهلك  من قبل برنامج الأمم المتحدة للبيئة.

للاطّلاع على مزيد من المعلومات:

الموقع الشبكي: يوم الأغذية العالمي

الموقع الشبكي: المنصة التقنية لقياس وللحد من فقد الأغذية وهدرها

نُشرت هذه القصة في الأصل في 22 أكتوبر 2018 وتم تحديثها في 117 أيلول/ سبتمبر 2020.

2. Zero hunger, 12. Responsible consumption and production