في أعماق الغابات الاستوائية لجمهورية الكونغو الديمقراطية، تزرع عائلة إينزي الخضروات في حديقتها. تقوم جورجيت، وهي أم لثمانية أطفال، بإعداد عصيدة مصنوعة من الذرة وفول الصويا والبابايا والقطيفة لأطفالها لمن أجل تزويدهم بمزيد من العناصر الغذائية التي يحتاجونها؛ وقد كانوا يعانون من سوء التغذية الحادّ.
أجبر نزاعٌ بين الطوائف جورجيت وأطفالها على العيش في مخيم في الغابة لمدة ثلاثة أشهر. وبعد عودتهم إلى قريتهم بيلينج في مقاطعة سانكورو، أصيب ثلاثة من أطفالها الثمانية بسوء التغذية الحادّ. وقد أثر سوء الصرف الصحّي والوصول المحدود إلى الأغذية المغذية على صحتهم.
"عندما عُدنا إلى القرية، كان ابني بوكيلا البالغ من العمر عامين، ضعيفًا للغاية. تقول جورجيت: "لقد انتفخت ذراعيه وساقيه ووجهه كثيرًا". "كنا يائسين ولم نكن نعرف كيف الحصول على المساعدة".
تعدّ عائلة إينزي إحدى الأسر الريفية العديدة التي يدعمها الآن مشروع المنظمة، بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي وحكومة بلجيكا. في مقاطعة سانكورو، يساعد المشروع على الحدّ من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية لدى النساء الحوامل والمرضعات، وكذلك الأطفال دون سنّ الخامسة.
ومن أجل التصدي لسوء التغذية بشكل فعال، اعتمد المشروع على دعم المجتمع لإجراء عروض منزلية للأطفال. لذا، قام خبير التغذية في المشروع بتوجيه نجل جورجيت، بوكيلا، إلى مستشفى تشودي-لوتو العامّ للرعاية الطبية.
وتذهب جورجيت الآن إلى مركز تشودي الصحي مرتين في الأسبوع للمشاركة في جلسات الطهي التوضيحية التي تنظمها منظمة الأغذية والزراعة، والفريق الطبي للمركز ومنظمة غير حكومية محلية تُسمّى قلب الرحمة ( Coeur de Compassion) تتعلم هناك كيفية طبخ وصفات مغذية من مكونات محلية، ووضع نظام غذائي صحي لأطفالها.
تلقّت كل أسرة أيضًا مجموعة من الخضروات (تتكون من مجرفة، ومعولة، ومرشّة، وبذور الخضروات) لتسهيل زراعة الخضروات، وبالتالي تحسين القيمة الغذائية لوجباتهم.