منظمة الأغذية والزراعة: مطعمك المحلي الجديد للمأكولات البحرية؟


لماذا يوجد مطعمان في جنوب إيطاليا يحملان اسم المنظمة؟

ألهمت مناطق الصيد التابعة للمنظمة المطاعم في جنوب إيطاليا. إن معرفة مصدر الأسماك وأن مصادرها مستدامة أمر يهم أكثر فأكثر للمستهلكين وأكثر أهمية لضمان توفر هذه الموارد للأجيال القادمة. © الفاو/بيير باولو شيتو

18/10/2019

في مقاطعة برينديزي، في شبه جزيرة بجنوب إيطاليا تسمى سالنتو، يوجد مطعمان يحملان اسم المنظمة. لماذا؟ لأن المالكين قرروا تسمية هذه المطاعم باسم منطقة الصيد التابعة للمنظمة التي ينتمون إليها.

افتتح كلاوديو دي أربا أول مطعم من هذه المطاعم، أطلق عليه اسم منطقة الفاو 37.1.2.3، قبل 7 سنوات في توركيارولو، وهي بلدة تبعد حوالي 25 كيلومتراً جنوب برينديزي. وافتتح أنطونيو دي سالفاتور المطعم الثاني، والذي أطلق عليه ببساطة اسم الفاو 37، في عام 2017 في وسط برينديزي نفسها. إيطاليا، كما قد تكون خمنت من هذه الأسماء، تقع في منطقة الصيد 37 التابعة للمنظمة. يقدم كلا المطعمين بفخر الأسماك التي يصطادها الصيادون المحليون يوميًا في جنوب البحر الأدرياتيكي.

رُسمّت مناطق الصيد التابعة للمنظمة في الخمسينيات عندما قرر المجتمع الدولي أن محيطات العالم وبحاره بحاجة إلى إدارة وتقييم أفضل لمخزونات الأسماك الموجودة فيها. بقيادة المنظمة، قام هذا التحالف الدولي بتقسيم المسطحات المائية إلى مناطق. تقع منطقة شمال غرب المحيط الأطلسي في منطقة 21، ومنطقة جنوب شرق المحيط الهادئ في منطقة 87، والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، الذي يحيط بمنطقة بوليا، في المنطقة 37.

"اعتقدت أن تسمية مطعمي منطقة الفاو 37.1.2.3 كانت فكرة جيدة وأنها ستجتذب عملائي، لكن سرعان ما أدركت أن معظم العملاء الجدد لا يعرفون الكثير عن مناطق الصيد التابعة للمنظمة، لذلك فسرت ماهية مناطق المنظمة وكيف ينقسم البحر الأبيض المتوسط ​​إلى أجزاء، "يوضح كلاوديو. والذي لا يعتبر مالك المطعم فحسب، بل هو أيضًا من يشتري السمك في الصباح ويعمل كنادل ليلا. جيوفانا، زوجته، طاهية ومسؤولة الحسابات في المطعم. تُعد الريزوتو والاسباجيتي مصحوبة بالأسماك المتاحة يوميا. وفي كل مرة تسمع فيها من يسألون زوجها عن مناطق الصيد التابعة للمنظمة، كانت تخرج من المطبخ وتضحك.

 يوضح كلاوديو: "عرف الكثير من الناس الآن عن مناطق المنظمة لأنهم يرون العلامات في الأسواق، ولكنني لا أزال أسُئل عنها بين الحين والآخر".

إلى اليسار: أنطونيو دي سالفاتوري (يسار)، صاحب مطعم الفاو37 في برينديزي وماسيمو جولياني (يمين)، صاحب متجر أسماك، يحمل الأسماك الطازجة التي ستظهر في قائمة اليوم. إلى اليمين: جيوفانا ستيفانيلي تطبخ الأطباق الخاصة، المعكرونة مع المأكولات البحرية، في مطعم منطقة الفاو 37 1.2.3، باستخدام المأكولات الطازجة من صيد اليوم. © الفاو/بيير باولو شيتو

في الواقع، المزيد والمزيد من المستهلكين يهتمون بمعرفة مصدر الأسماك وطعامهم بشكل عام. إن معرفة أن الأسماك تأتي من المنطقة الأقرب إليك تضمن الجودة وأنها طازجة. يوضح أنطونيو دي سالفاتوري، صاحب مطعم الفاو 37 "هناك فرق كبير بين الأسماك التي يصطادها الصيادون والأسماك المجمدة القادمة من مناطق أخرى تابعة للمنظمة"، وقال "إذا لم أجد مجموعة متنوعة من الأسماك الطازجة في المناطق المحلية" في السوق المحلي (بسبب سوء الأحوال الجوية الذي يمنع الصيادين من الخروج على سبيل المثال)، فلا أستبدلها بالأسماك المجمدة."

على نحو متزايد، لا يهتم الناس فقط بجودة الأسماك وكونها طازجة، ولكن أيضًا باستدامتها. تساعد مناطق الصيد على تتبع أن المأكولات البحرية التي يتم بيعها تنبع من موارد مستدامة وتم صيدها بطرق قانونية. تضمن مناطق الصيد إمكانية التتبع: سواء من أجل الجودة والسلامة (ضمان عدم كسر السلسلة الباردة، على سبيل المثال)، ولكن أيضًا لتتبع أن الأسماك تم اصطيادها قانونيا، أي تأتي من المصائد المرخصة، والحصص وغيرها من احترام لوائح عمليات الصيد وأن المصدرين والمستوردين يتبعون القواعد.

يقول روجيرو أورباني، طبيب بيطري ومفتش للأسماك من وكالة الصحة الإيطالية: "مناطق الصيد التابعة المنظمة تمثل نظام شامل يتيح للمستهلك حقًا اتخاذ قرار مستنير".

تعد مكافحة الصيد غير المشروع جزءًا مهمًا من ضمان الاستدامة والحفاظ على صحة النظم الإيكولوجية للمحيطات والحفاظ على موارد الأسماك للأجيال القادمة. وتعد المنظمة مدافعا قويا عن هذا الموضوع وساعدت في وضع اتفاقية تدابير دولة الميناء، وهي أول اتفاقية دولية ملزمة قانونا ضد الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم.

تشير التقديرات إلى أن حوالي واحد من كل خمسة أسماك يتم صيدها حول العالم كل عام يأتي من الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم، مما يترجم إلى قيمة سنوية إجمالية تصل إلى 23 مليار دولار أمريكي. بالنسبة إلى 59.6 مليون شخص حول العالم يعتمدون على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في كسب عيشهم، يمكن أن يمثل ذلك ضررًا لهم.

تساعد مناطق الصيد التابعة للمنظمة المجتمع الدولي على إدارة المحيطات والبحار بشكل أفضل ومراقبة المخزونات السمكية الموجودة فيها، وهي خطوة ضرورية في مكافحة الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم. © الفاو/بيير باولو شيتو

تساعد مناطق الصيد التابعة للمنظمة المجتمع الدولي على ضمان استخدام الموارد على نحو مستدام وأن يتمكن المستهلكون من اتخاذ خيارات مستنيرة.

تعد الأسماك جزءًا مهما لاتباع نظام غذائي صحي. فهي توفر مصدرًا أساسيًا للبروتين لملايين الأشخاص حول العالم. ولبعض مجتمعات الصيد، فهي المصدر الرئيسي للغذاء وهذه الموارد البحرية ضرورية لأمنها الغذائي. يمكن أن يهدد الصيد غير القانوني الأمن الغذائي، سواء من خلال التخلص من هذه المصادر، وأيضًا من خلال تقويض سبل العيش لملايين الناس في جميع أنحاء العالم الذين يعتمدون على هذا الدخل لتلبية احتياجاتهم.

وللتأكد من أن موارد الأسماك والمأكولات البحرية تظل متاحة، ليس فقط لمواردنا على هذا الكوكب الآن، ولكن أيضًا للأجيال القادمة، يجب علينا التأكد من أننا نستخدم هذه الموارد بشكل مستدام. هذا سيبقينا على الطريق الصحيح لمستقبل آمن من الغذاء، وخالٍ من الجوع.


لمعرفة المزيد:

• خريطة: مناطق الصيد الرئيسية التابعة للمنظمة

• الموقع الإلكتروني: الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم  

• المدونة الصوتية: كيفية التصدي للصيد غير القانوني وغير المبلغ عنه وغير المنظم؟

 

2. Zero hunger, 12. Responsible consumption and production, 14. Life below water