تحسين الممارسات وارتفاع الغلال
تتجلى أكثر فأكثر فوائد النهج المتبع وقد أدى التقاسم الأفضل للمياه وتحسين الممارسات الزراعية إلى زيادة الإنتاجية؛ وارتفع الحصاد الموسمي للأرزّ من طّن واحد (1) للهكتار الواحد إلى 5.8 أطنان للهكتار الواحد وهو رقم مذهل. واكتسب المزارعون أيضًا مهارات في مجال إدارة الأعمال التجارية وفرص أكبر للنفاذ إلى الأسواق. ويقول أثاناز "إننا نجني اليوم كمية أكبر تسمح لنا ببيع منتوجنا خارج المقاطعة؛ ولقد أبرمنا اتفاقات مع المشترين في كيغالي".
وإضافة إلى العمل التحولي الذي قام به مشروع بناء القدرات لنظم الابتكار الزراعي، شجّع جولبير جبيهونو، ممثل المنظمة في رواندا، المزارعين في رواندا على اعتماد ممارسات مبتكرة على غرار الريّ بالتنقيط وزراعة أنواع البذور الهجينة التي تستهلك كمية قليلة من المياه. ومن شأن هذه الممارسات الجديدة أن تضمن زيادة الموارد المائية المتاحة للإنتاجية.
نهج مجدٍ
استخدم مشروع بناء القدرات لنظم الابتكار الزراعي نهجًا تشاركيًا ومستمرًا للتعلم من أجل تحسين القدرات الوظيفية - أي المهارات الشخصية - في مقاطعة نياغاتاريه.
ويشير سيلفاريو رامسامي، رئيس وحدة البحوث والإرشاد في منظمة الأغذية والزراعة إلى أنّ "النهج المتبع في المشروع يجمع بين أصحاب المصلحة الرئيسيين لتقييم الاحتياجات في مجال بناء القدرات بغرض تشجيع الابتكار بما يلبي احتياجات صغار المزارعين والأعمال التجارية الزراعية المحلية والمستهلكين على حد سواء".
وكانت المنظمة قامت بتنفيذ المشروع بالتعاون مع آجريناتورا في ثمانية بلدان (أنغولا، بنغلاديش، بوركينا فاسو، إثيوبيا، غواتيمالا، هندوراس، رواندا، لاو). ويبقى النهج المتبع والعناصر الرئيسية هو نفسه في جميع البلدان أي إتاحة مساحة لأصحاب المصلحة المحليين من أجل التحاور والابتكار ومعالجة القضايا المطروحة معًا لما فيه خير الجميع.
ويتمثل الهدف الإجمالي للمشروع في زيادة كفاءة نظم الابتكار الزراعي واستدامتها بموازاة فهم واقع المزارعين والأعمال التجارية الزراعية والمستهلكين وهو ما يساعد بدوره على تحسين الأمن الغذائي والقضاء على الجوع، وهو هدف أساسي من أهداف التنمية المستدامة.
تأثيرجائحة كوفيد-19 على المزارعين في رواندا
لقد أدت جائحة كوفيد-19، كما هو الشأن بالنسبة إلى بلدان عديدة حول العالم، إلى تغيير الوضع السائد في رواندا. إذ تعين على المزارعين تحويل ما كانوا سيستثمرونه من أموال في الأنشطة الزراعية من أجل مساعدة أسرهم على تلبية احتياجاتها العاجلة.
ويصرّح السيد Yussuf Nkurizabo، الذي بات الآن يتولى زمام قيادة مشروع تنمية القدرات لنظم الابتكار الزراعي (CDAIS) لأصحاب المصلحة المتعددين، قائلًا "خلال عملية الإغلاق جراء جائحة كوفيد-19، لم يكن من الهيّن بالنسبة إلينا توصيل منتجاتنا إلى أي سوق من الأسواق. فنحن نزرع الطماطم والقرع وغير ذلك من الخضار، ولكنها تعفنت في نهاية المطاف في البساتين".
فقد كان من الصعوبة بمكان نقل المنتجات والوصول إلى الزبائن على حدٍّ سواء. ويُطرد السيد Nkurizabo قائلًا "غالبًا ما نتوجه إلى مدينة كيغالي بحثًا زبائن لأنه ليس لدينا زبائن دائمين. ولكن ذلك كان ضربًا من ضروب المستحيل هذه المرة. فحتى زبائننا، تخلّوا عنا خلال فترة الإغلاق لأنه لم يكن في وسعنا إيصال الإمدادات إليهم".
ومن أصل قرابة 5 أطنان من الفاكهة والخضار التي جرت العادة على حصادها لكل هكتار، لم يتم حصاد سوى 3 أطنان فقط خلال هذه الفترة. وأما الأطنان المتبقية فقد تعرضت للهدر.
ويكمن التحدي الماثل الآن في استئناف الأنشطة الزراعية. ويختتم السيد Nkurizabo قائلًا "حتى مع رفع إجراءات الإغلاق، لا ننعم بعد بالاستقرار المالي. فنحن نفتقر إلى ما يكفي من رأس المال لإعادة الاستثمار في الأنشطة الزراعية. ونحتاج إلى العمل مجددًا مع الأسواق".
وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة تضطلع حاليًا بدارسة مرجعية بشأن كفاءة المياه واستخدامها. وبعد التدخل، سيتم قياس التحسّن المسجّل في كفاءة استخدام المياه. وتشجّع المنظمة المزارعين على استخدام المناطق التابعة للمشروع والصالحة للزراعة للتعافي من الخسائر المتكبدة جراء جائحة كوفيد-19.
للمزيد من المعلومات
الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية لمنظمة الأغذية والزراعة: رواندا
الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة ومشروع تنمية القدرات لنظم الابتكار الزراعي (CDAIS) (متاح باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية)
الموقع الإلكتروني: مشروع تنمية القدرات لنظم الابتكار الزراعي (CDAIS) في رواندا (متاح باللغة الإنجليزية فقط)