يقال إن "حلم كل والد هو أن يرى طفله ناجحًا". ولكن، من قال إن النجاح غير ممكن في قطاع الزراعة؟ هذه هي الرسالة التي تريد Hilda، وهي أم عزباء بالغة من العمر 25 عامًا من مقاطعة كيامبو في كينيا، أن تشاركها مع أبناء وبنات جيلها.
تحمل Hilda شهادةً في إدارة الأعمال، وهي بدلًا من السعي إلى الحصول على وظيفة بدوام كامل في المدينة، مثل العديد من الشابات والشبان في مجتمعها الريفي، قررت سلوك مسار مختلف وتطبيق معارفها التي جهدت في اكتسابها، في القطاع الزراعي.
وتقول Hilda: "هناك نظرة سائدة مفادها أن الزراعة هي للأشخاص غير المتعلمين (...) ولكن من المهم أن يكون المزارع متعلمًا لأنه لا يستطيع أن يقف عاجزًا بانتظار تكبد الخسائر الحتمية، وإنما يتعين عليه توقع ما سيحدث من أمور."
كان معدل البطالة في كينيا مرتفعًا للغاية وخاصة في صفوف المجموعات الشبابية الريفية والنسائية. ففي عام 2017، كانت ما نسبته 22 في المائة من سكان كينيا الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا عاطلين عن العمل. فحدا هذا الوضع بالعديد من الشباب إلى النزوح من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية لغاية كسب العيش. وعلى الرغم من هذا، فإن مقاطعة كيامبو - بفضل قربها من العاصمة نيروبي - تتمتع بقطاع زراعي ناشط يتمتع بإمكانات عظيمة من حيث فرص الأعمال التجارية الزراعية.
واليوم، تفتخر Hilda بامتلاكها مزرعةً للخنازير، وهي عازمة على جعل أعمالها أكثر نجاحًا. وكانت قد التحقت بمشروع منظمة الأغذية والزراعة بشأن "هجرة الشباب الريفيين، والحماية الاجتماعية، وتنمية سلاسل القيمة المحلية" الذي تموله الحكومة الإيطالية، لتخضع إلى التدريب على الممارسات الزراعية الجيدة وريادة المشاريع التجارية.
وبالإضافة إلى المدخلات والمعدات الزراعية، وفّر المشروع للشباب الريفيين في مقاطعة كيامبو المهارات المطلوبة لاستهلال أعمالهم الزراعية أو توسيع نطاقها، وتيسير وصولهم إلى الأسواق والتمويل. وأدت الجولات الدراسية إلى تشجيع التعلم في ما بين الأقران، وساعدت في زيادة التثقيف المالي. كما نشر المشروع ثقافة الادخار القابلة لتكرارها في أمكنة أخرى، من خلال نموذج مجموعات الادخار التي تعرف عادة باسم "البنوك المجتمعية للقرى".