إنقاذ تربتنا بكل السبل الأرضية الممكنة


تسليط الضوء على بعض الإنجازات الرئيسية التي حققتها الشراكة العالمية من أجل التربة التي تتولى قيادتها منظمة الأغذية والزراعة

تعمل الشراكة العالمية من أجل التربة مع البلدان من أجل تعزيز سلامة التربة واعتماد ممارسات الإدارة المستدامة للتربة. Sudeep Sharma ©

27/07/2022

هل تدرك أن كل خمس ثوانٍ تشهد تآكل ما يعادل ملعب كرة قدم واحد من التربة؟ بينما يستغرق الأمر 000 1 عام لإنتاج بضعة سنتيمترات فقط من التربة السطحية.

تعتبر التربة شريان الحياة بالنسبة إلى أغذيتنا وزراعتنا. فنحن نعتمد على التربة لتأمين 95 في المائة من الأغذية التي نستهلكها. ولكن في حال استمر هذا المسار، من المتوقع تدهور 90 في المائة من جميع أشكال التربة بحلول عام 2050. وإذا ظلّ الحال على ما هو عليه دون أي تغيير يذكر، فإن تدهور التربة سيعرض نظمنا الإيكولوجية وأمننا المناخي وأمننا الغذائي للخطر.

وقد ظلت الشراكة العالمية من أجل التربة التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (الشراكة العالمية) تعمل على مدى العقد المنصرم مع البلدان وما يزيد عن 500 من الشركاء بهدف معالجة القضايا المتعلقة بالتربة، ووضع التربة على جدول الأعمال العالمي. وهي تستمر في إقامة شبكة متنامية باستمرار من الشركاء للنهوض بالإدارة المستدامة للتربة وإدارة التربة على الصعيد العالمي.

وفي ما يلي خمسة إنجازات فحسب ممّا تمكّنت الشراكة العالمية من تحقيقه في مجالي وقف تدهور التربة وتحسين إدارة التربة:

1-            العمل مع البلدان لإعادة توفير الكربون في التربة

تشترك الشراكة العالمية مع البلدان بهدف الوصول إلى المزارعين وتحسين إدارة التربة على أرض الواقع.

ويعالج أحد البرامج، إعادة توفير الكربون في التربة (RECSOIL)، التحديات ذات الصلة بتغير المناخ والاستدامة عن طريق تعزيز سلامة التربة وجعلها أكثر إنتاجية وقدرة على الصمود أمام الصدمات. وينصب تركيز هذه الآلية على إعادة توفير الكربون في التربة، أو تحسين كمية المواد العضوية في التربة، باعتماد ممارسات منها، على سبيل الذكر على الحصر، استخدام محاصيل التغطية، وتعاقب المحاصيل، والحراجة الزراعية؛ وهو ما يعزز سلامة التربة ويؤدي، بالتالي، إلى زيادة الأمن الغذائي ودخل المزارعين. ويعالج برنامج إعادة توفير الكربون في التربة مسألة احتجاز الكربون والتخفيف من غازات الدفيئة على السواء.

وفي الوقت الحالي، تعكف كلٌ من كوستاريكا والمكسيك على تجريب هذا البرنامج عن طريق تحفيز المزارعين على اعتماد ممارسات الإدارة المستدامة للتربة. ويتم تدريب المزارعين على الممارسات الجيدة في الوقت الذي يجري فيه رصد حقولهم لتقييم مدى سلامة التربة وتوفير خدمات النظم الإيكولوجية.

تتيح الشراكة العالمية، بفضل ما تنفذه من برامج عالمية لتنمية القدرات، دورات تدريبية أثناء العمل وتزوّد البلدان بما يلزم من مواد ودعم فني. وتعمل، بالتعاون مع الخبراء الوطنيين، على تحسين إدارة بيانات التربة وتحليل التربة على الصعيد العالمي. أعلى اليسار: FAO/ Rachel Nandalenga ©. أسفل اليمين: FAO ©

2-            رسم خرائط التربة العالمية

لقد أعدت الشراكة العالمية منتجات وخدمات متطورة، مثل رسم خرائط رقمية للتربة، توضح ظروف التربة حتى يتسنّى للبلدان والمؤسسات الوطنية تعزيز قدراتها واتخاذ قرارات مستنيرة لإدارة تدهور التربة.

وتمكّنت الشراكة العالمية والبلدان، بفضل اعتماد نهج قطري، من رسم أربع خرائط عالمية حتى الآن، وُضعت جميعها لاستهداف مخاطر معنية تهدد التربة. وتشمل هذه الأدوات الإعلامية الخريطة العالمية للتربة المتأثرة بالأملاح، والخريطة العالمية لإمكانية احتجاز الكربون العضوي في التربة، والخريطة العالمية للكربون العضوي للتربة، والخريطة العالمية لتوزيع التربة السوداء. وتعتمد هذه الخرائط على البيانات الأرضية من حول العالم وتدعم القرارات القائمة على الأدلة للإدارة المستدامة للتربة على المستويات كافةً.

3-            بناء القدرات والتثقيف بشأن التربة

تتيح الشراكة العالمية، بفضل ما تنفذه من برامج عالمية لتنمية القدرات، دورات تدريبية أثناء العمل وتزوّد البلدان بخطوط توجيهية ودعم فني. وحتى اليوم، استفاد من الشراكة العالمية ما يزيد عن 000 7 خبير وطني من أكثر من 170 بلدًا. وتعمل الدورات التدريبية، ضمن جملة مواضيع أخرى، على سد الفجوة الرقمية وتحسين القدرات الوطنية في مجال إدارة البيانات المتعلقة بالتربة، ورسم الخرائط، ووضع النماذج، وتحليل التربة.

وتتمثل إحدى الشبكات الفنية السبع التي تقوم الشراكة العالمية بتيسيرها في الشبكة العالمية لمختبرات التربة (GLOSOLAN) التي أنشئت في عام 2017. وهي تتولى بناء قدرات المختبرات على إعداد بيانات موثوقة عن التربة من خلال تنسيق الأساليب والوحدات والمعلومات المتعلقة بتحليل التربة. وتدمج الشبكة العالمية لمختبرات التربة نظمًا سريعة وفعالة من حيث التكلفة لقياس خصائص التربة من خلال مبادرتها بشأن التحليل الطيفي للتربة. واليوم، ينضوي تحت لواء هذه الشبكة ما يزيد عن 850 من الأعضاء النشطين من المختبرات من 152 بلدًا.

يشارك الأطفال، بمناسبة اليوم العالمي للتربة، في نقاش حول حماية التربة والتنوع البيولوجي للتربة. Centre for Functional Ecology ©

4-            رفع مستوى الوعي العالمي وإشراك الشباب

تمكّنت الشراكة العالمية، بفضل حملات من قبيل السنة الدولية للتربة واليوم العالمي للتربة في 5 ديسمبر/كانون الأول، من رفع مستوى الوعي بالتربة وزيادة المشاركة والدعم على المستوى العالمي. وإضافة إلى ذلك، بادرت الشراكة العالمية إلى إشراك مليارات الأشخاص في نقاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك إتاحة أدوات إعلامية مثل صحائف وقائع ومعلومات مصورة.

ونظرًا إلى أنه من الأهمية بمكان رفع مستوى الوعي منذ سن مبكرة، عمدت الشراكة العالمية في عام 2020 إلى إطلاق مسابقة لكتب الأطفال بشأن التنوع البيولوجي للتربة بهدف توعية جمهور الشباب بأهمية الكائنات الحية الموجودة في التربة والحاجة الملحة لحماية التنوع البيولوجي للتربة. وتلقت المسابقة ما مجموعه 80 كتابًا من أكثر من 60 بلدًا. وتم نشر أفضل 10 مقالات قصصية في مجموعة تسمى "The Magical World of Soil Biodiversity" (العالم السحري للتنوع البيولوجي للتربة).

5-            رسم معالم السياسات الحكومية وتحفيز العمل

تعمل الشراكة العالمية مع الحكومات من أجل رسم سياسات شاملة وتحسين إدارة التربة. كما تعزز قدرة واضعي السياسات على تنفيذ الإدارة المستدامة للتربة لما فيه صلاح أجيال المستقبل.

وكان دور الشراكة العالمية مهمًا للغاية في وضع أدوات معيارية لمساعدة البلدان على تعميم سلامة التربة والإدارة المستدامة للتربة في التشريعات والاستراتيجيات والبرامج الوطنية. وتشمل هذه الوثائق الميثاق العالمي للتربة المراجع، والخطوط التوجيهية الطوعية للإدارة المستدامة للتربة، ومدونة السلوك الدوليّة بشأن استخدام الأسمدة وإدارتها على نحو مستدام. ولا تساعد هذه الوثائق على رسم معالم السياسات العالمية فحسب، بل تبسّط أيضًا الإدارة المستدامة للتربة على كل المستويات؛ وتجعل، في خضم هذه العملية، من الممكن إجراء مشاورات مكثفة داخل الوسط الدولي المعني بالتربة.

وباتت التربة اليوم تتصدر جدول الأعمال العالمي، وأضحى من الضروري اتباع ممارسات الإدارة المستدامة للتربة. ولذلك، تتولى الشراكة العالمية زمام قيادة مهمة تحسين إدارة التربة ورفع مستوى الوعي بالقضايا ذات الصلة بالتربة، ولكن لدينا جميعًا دور نضطلع به في هذا الشأن! فلنجعل هدفنا هو معرفة المزيد عن مسقط رأس أغذيتنا: التربة!


للاطلاع على المزيد:

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة والشراكة العالمية من أجل التربة

الموقع الإلكتروني: بوابة منظمة الأغذية والزراعة الخاصة بالتربة

معلومات مصوّرة: الإدارة المستدامة للتربة على أرض الواقع

2. Zero hunger, 15. Life on land, 17. Partnership for the goals