نبذة تمهيدية

المنظور العالمي بشأن الوقود والأمن الغذائي

روما، 18-2- فبراير 2008

مقدمة

تشير التقديرات العالمية للمنظمة إلى أنه من الممكن زيادة إنتاج الأغذية بشكل كاف لإطعام سكان العالم المتزايدين وتلبية طلب السوق المتزايد في العقود القادمة.  ومع ذلك، فلتحقيق الأمن الغذائي يجب ألا تتوفر الأغذية بكميات كافية فقط، وإنما أيضاً يجب أن يكون حصول المستهلكين عليها ممكناً من الناحية الفعلية والاقتصادية.  ويجب أن تكون إمكانية الحصول على الأغذية مستقرة (على سبيل المثال من خلال آليات تأقلم مع الصدمات في العرض أو القوة الشرائية) ويجب على المستهلكين استخدام الأغذية بطرق ترضي التذوق والاحتياجات الغذائية.   

تسببت أسعار النفط المرتفعة والمتذبذبة وتصاعد المخاوف حول تغير المناخ العالمي في زيادة الاهتمام بالطاقة البيولوجية كاستراتيجية لتخفيف وطأة تغير المناخ وأمن الطاقة.  وقد أقرت بعض الحكومات مهام وحوافز لتشجيع تطوير الوقود البيولوجي السائل- الإثانول البيولوجي والديزل البيولوجي على وجه الخصوص.  يقدم الوقود البيولوجي عدداً من المزايا الممكنة التي تتفوق على الوقود الأحفوري إلا أنه ظهرت بعض المخاوف فيما يتعلق باحتمالات الآثار المناوئة على الأمن الغذائي والبيئة.   

ومن ناحية الأمن الغذائي، يؤثر تزايد استخدام الحبوب الغذائية والسكر وزيت البذور والزيوت النباتية في إنتاج بدائل الوقود الأحفوري (على سبيل المثال الإثانول والديزل البيولوجي) على بعض أسعار السلع، ومن خلال ارتفاع تكلفة العلف الحيواني، ترتفع أسعار المنتجات الحيوانية.  كما يمكن أن تضر أسعار السلع المتزايدة والمتذبذبة بالأمن الغذائي للعائلات التي تنفق نسبة كبيرة من دخلها على الأغذية.  وعلى المستوى القطري، فقد تواجه البلدان المستوردة الصافية للأغذية ارتفاعاً في كشف حساب استيراد أغذيتها.  وعلى الجانب الآخر، فارتفاع أسعار السلع يمكن أن يكون مفيداً لبعض المنتجين ويمثل مصدراً هاماً وجديداً للدخل للمزارعين الذين يستطيعون الاستفادة من الفرص، إذا وجدت وطبقت سياسات وآليات الإدارة الملائمة.  وبالإضافة إلى ذلك، فالتكنولوجيا المحسنة لإنتاج الوقود البيولوجي تتطور بشكل سريع، وعلى الأغلب فسوف تؤدي إلى تحويل المميزات المقارنة نحو بعض البلدان المنتجة. 

ومن ناحية البيئة، فالوقود البيولوجي يمكنه أن يخفف من وطأة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ولكنه قد يزيد أيضاً من الانبعاثات تبعاً لكيفية حدوثها.  أما تغير المناخ فقد يؤثر بدوره على الأبعاد الأربعة للأمن الغذائي.  ويمكن لمس الآثار الفورية في شكل الآثار المناوئة لزيادة معدل وشدة الأحداث الجوية القاسية على الإنتاج الغذائي والبنية الأساسية لتوزيع الأغذية وأصول سبل المعيشة.  وهناك آثار أخرى متوقعة قد تكون غير فورية، ولكنها قد تكون أكثر وضوحاً بسبب التغيرات في متوسط درجات الحرارة وسقوط الأمطار وزيادة قابلية تغير الطقس.  وسوف تؤثر هذه العوامل على مدى اعتبار  الأرض مناسبة لمختلف أنواع المحاصيل والمراعي وصحة وإنتاجية الغابات ومعدل حدوث ومختلف أنواع نقل جراثيم الآفات والأمراض، ضمن عوامل أخرى.  ولذا فغالباً ما يكون لتغير المناخ آثار كبيرة على مجموعة عريضة من العوامل الضرورية لسلامة البشر.  ولذلك هناك حاجة لفهم التفاعل بين أنواع الوقود البيولوجي وتغير المناخ بشكل أفضل. 

ومن العوامل الهامة التي يجدر أخذها في الاعتبار من ناحية البيئة والأمن الغذائي تتعلق بالإدارة المستدامة واستخدام الموارد البيئية لضمان عدم تعرض الأرض التي توفر السلع والخدمات البيئية الجوهرية كالحفاظ على التنوع البيولوجي وفوائد مستجمعات المياه لأي خطر بسبب التحول إلى محاصيل الطاقة غير المستدامة.  وإذا كان إعداد الوقود البيولوجي المستدام يتم بطريقة تدعم تحسين إمكانية الحصول على خدمات الطاقة في المناطق الريفية، فسوف يساعد ذلك على تنشيط النمو الاقتصادي على المستويات المحلية والقطرية والعالمية.  وتتضمن القضايا الهامة أساليب حماية البيئة والأمن الغذائي التي قد تكون ضرورية لضمان إنتاج الوقود البيولوجي المستدام وإلى أي مدى سيكون تطوير الوقود البيولوجي مستداماً اجتماعياً وإلى أي مدى تحتاج البلدان المتقدمة والنامية إلى تعديل سياساتها وآليات الإدارة لتلبية هذه الاحتياجات.   

القضايا الرئيسية

1.        ما هي العوامل الأساسية لدفع التغير في الأمن الغذائي وأمن الوقود العالميين والإقليميين على المدى الطويل (حتى 2050)؟

2.        كيف يؤثر تغير المناخ والطلب المتزايد على أنواع الوقود البيولوجية على الزراعة والأنظمة الغذائية والأمن الغذائي على المدى الطويل وكيف تختلف هذه الآثار عبر (وداخل) البلدان تبعاً لمواردها وسمات التنمية فيها؟

3.        ما هي خيارات السياسات الرئيسية على المستويين القطري والدولي لمعالجة هذه الآثار؟

النواتج المتوقعة

o       ورقة معلومات أساسية فنية بشأن حالة المعرفة حول المنظور العالمي لأمن الوقود والأمن الغذائي اعتماداً على المساهمات في اجتماع الخبراء؛

o       موجز للخيارات يسلط الضوء على الاعتبارات التي يجب أن ينظر فيها صناع القرار ودور المنظمة والرسائل الرئيسية من أجل المؤتمر رفيع المستوى المعني بالأمن الغذائي وتحديات تغير المناخ والطاقة البيولوجية في يونيو 2008؛

o       تعزيز شبكة للتعاون من أجل دعم المنظمة المستقبلي للبلدان الأعضاء.