الفريكة: الطبق القديم الذي يشكل القوة الدافعة لمستقبل النساء الريفيات في لبنان

تقوم النساء اللبنانيات بحصد القمح الأخضر وحرقه من ثمّ لتحويله إلى طبق لذيذ يعرف بالفريكة.
مة حبوب غذائية مميزة ومغذية تولد من النار. ويسميها البعض "الفَريك" أو "فريك" ولكنّ اسمها الحقيقي هو "الفريكة"، وهي كلمة مشتقة من فعل "فرك" في اللغة العربية ومعناه "جرش".
وتقوم السيدة نورما قُزَح رحمة وابنتاها التوأم، مثلهن مثل غيرهن من المزارعات في سهل البقاع اللبناني، بحصاد هذا القمح القاسي قبل أن ينضج بالكامل. وتقمن بتكديسه وتجفيفه تحت الشمس، ومن ثم تشعلن النار عليه بعناية لكي تحترق الأعواد والقشور فقط.
وتسمح نسبة الرطوبة العالية في البذور اليافعة لهذه الأخيرة بأن تتحمل النار وتتحوّل بعد جرشها جرشًا شديدًا إلى حبوب خضراء لذيذة ذات طعم مدخّن: إنها "الفريكة".
وتشكّل هذه الحبوب التي هي من أحد المكونات القديمة في المأكولات المشرقية ومنطقة شمال أفريقيا والتي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في العديد من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، المكون الأمثل لإعداد أطباق الأرزّ البخاري والمقليات والريزوتو والشورباء أو لخلطها ببساطة مع الدجاج والسمك وغيرها من أنواع اللحوم.