تحسين الأمن الغذائي والتغذوي في الفلبين

الفاو تساعد على إنشاء نظم الإنذار المبكر للأمن الغذائي والتغذوي .

نقاط رئيسية

في بلد مثل الفلبين، الذي تصيبه بشكل معتاد الكوارث الطبيعية والتي يتسبب فيها الإنسان، فإن الحاجة إلى نظم الإنذار المبكر أمر بالغ الأهمية. والوصول إلى مثل هذه المعلومات يضمن أن المجتمعات الضعيفة لديها القدرة على اتخاذ القرارات التي تستند إلى الأدلة في الوقت المناسب وحتى قبل حدوث أية أزمة. ولتسليط الضوء على الرابط بين الزراعة والتغذية، فإن إحدى الأولويات الرئيسية لمنظمة الأغذية والزراعة هي تعزيز ودعم نظم المعلومات والإنذار المبكر من أجل الأمن الغذائي والتغذوي. وبتمويل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، قامت منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع المجلس الوطني للتغذية، وأخصائيّ التغذية على مستوى البارانغاي، بتحسين موثوقية الأداة الإلكترونية القائمة لأخصائيّ التغذية على مستوى البارانغاي من أجل مساعدة المجتمعات المحلية على تحسين رصد الأمن الغذائي والتغذوي. 

عملية تيمبانغ الإلكترونية
إن عملية تيمبانغ زائد هي مثال لنظام معلومات موجود على مستوى البارانغاي، وهو مصطلح فلبيني محلي يعني القرية، وعلى مستوى الأقسام، أو الدوائر، ويوفر بيانات عن حالة استخدام الأغذية في المجتمع المحلي. وبشكل أكثر تحديدا، فإنه يوفر معلومات عن مستوى انعدام الأمن الغذائي في المجتمع المحلي وانتشار سوء التغذية بين الأطفال الصغار الضعفاء.

وعملية تيمبانغ زائد هي نشاط سنوي لقياس الوزن والطول يجريه المجلس الوطني للتغذية من خلال شبكة أخصائيّ التغذية على مستوى البارانغاي، والذين هم عمال صحة متطوعون يعملون في الخطوط الأمامية لتقديم خدمات التغذية على الصعيد الوطني. ومنذ سبعينات القرن الماضي، تم جمع البيانات من هذا النشاط السنوي من كل بارانغاي، وعادة في غضون الربع الأول من العام، وتجميعها على مستوى البلديات، والمحافظات، والأقاليم. وبعد عملية الجمع على مستوى البارانغاي والبلدية، يتم نقل البيانات من عملية تيمبانغ زائد على الفور إلى الرؤساء التنفيذيين ومجالس التغذية على المستوى المحلي حتى يمكن استخدامها في التخطيط والاستجابة.

أسلوب جمع البيانات 
الخطوة الرئيسية في جمع البيانات من أجل عملية تيمبانغ زائد هي تحديد عمر كل طفل بالأشهر، والذي يحسب يدويا من قبل أخصائي تغذية من تاريخ ميلاد الطفل وتاريخ الزيارة. وبعد أخذ قياس الوزن والطول، يتم تحديد الحالة التغذوية يدويا أيضا – لكل طفل على حدة – باستخدام جداول مرجعية تستند إلى معايير نمو الطفل لدى منظمة الصحة العالمية. ثم يتم تسجيل معلومات كل طفل على استمارات ورقية قياسية. 

نظرا للعدد الكبير من الأطفال الذين يشملهم المسح، فإن العملية شاقة، وتستغرق وقتا طويلا، وعرضة للأخطاء الحسابية. ونتيجة لذلك، كانت هناك انتقادات حول الجودة الإجمالية لمعدلات انتشار سوء التغذية المستمدة من عملية تيمبانغ زائد. 

في عام 2010، وضع المجلس الوطني للتغذية نموذجا أوليا لأداة إلكترونية تستند إلى برنامج إكسل، والمعروفة باسم "أداة أخصائيّ التغذية على مستوى البارانغاي"، والتي تهدف إلى معالجة الصعوبات في الحساب اليدوي، والتسجيل، وإعداد التقارير. إلا أن النسخة الأصلية كان لها بعض القيود. وعلى الرغم من ذلك، قدرت منظمة الأغذية والزراعة إمكانات الأداة الالكترونية لتحسين كفاءة عملية تيمبانغ زائد.

تحسين عملية تيمبانغ زائد 
من خلال مشروعها، الممول من اليونيسف، لنظام الإنذار المبكر للأمن الغذائي والتغذوي في محافظات كابيز وأكلان، رأت المنظمة فرصة لاختبار الأداة الإلكترونية ميدانيا. وتم اختبار الأداة على مدى فترة 18 شهرا، وتم التوصل إلى معلومات ارتجاعية قيمة من الشركاء المحليين، وكذلك من المجلس الوطني للتغذية. 

واكتسبت الأداة الإلكترونية عددا من الميزات الجديدة التي أتمتت الحسابات، والتصنيف التغذوي، ووظائف إعداد التقارير. وعلى سبيل المثال، وذلك بفضل الأداة، أصبح من السهل الآن إعداد قوائم منفصلة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، مما يسهل متابعة العناية بهم. 

وقد أصبح النظام الإلكتروني، الذي يطلق عليه الآن اسم أداة عملية تيمبانغ زائد الإلكترونية، مكونا هاما من مشروع المنظمة الأوسع لنظام الإنذار المبكر للأمن الغذائي والتغذوي في مناطق أخرى من الفلبين. ولتعزيز جودة البيانات، تتضمن الأداة أيضا عددا من ميزات الكشف عن الأخطاء، مثل العد المزدوج والقيم الخارجة عن النطاق بسبب أخطاء في إدخال البيانات. ولعل أكثر الميزات التي تلقى التقدير بين مستخدميها الحاليين هي قدرة الأداة على توحيد بيانات عملية تيمبانغ زائد على مستوى البلديات والمحافظات في فترة قصيرة نسبيا من الزمن. وهذا يجعل إعداد التقارير أسهل بكثير، وأكثر دقة وأفضل توقيتا. وهو يشمل الآن أيضا تقارير مسبقة التنسيق وجاهزة للطباعة لمختلف المستخدمين، مصممة لتشجيع زيادة استخدام البيانات على المستوى المحلي. 

ويقول الدكتور سيليستينو هابيتو، الابن، أخصائي نظم رصد الأمن الغذائي والتغذوي لدى المنظمة، إن "تحسين موثوقية عملية تيمبانغ زائد سوف يعزز من استخدامها لأغراض التخطيط وصنع القرار. وفي السياق الأوسع، سيسمح الوعي والتقدير الأكبر لهذه الأنواع من البيانات، ولا سيما على مستوى القرية، للحكومات المحلية بتكوين التوقعات في وقت مبكر، والتخطيط وفقا لذلك، والقيام بالتدخلات في الوقت المناسب بحيث يمكن للمجتمعات المحلية تحسين فرصهم في تحقيق أمن غذائي وتغذوي أفضل",  

تعميم عملية تيمبانغ زائد
ولزيادة تعميم استخدام أداة عملية تيمبانغ زائد الإلكترونية، قدمت المنظمة المساعدة التقنية إلى المجلس الوطني للتغذية في صياغة دليل سهل الاستخدام يحتوي على إرشادات تدريجية في استخدام الأداة. وفي الأشهر الأخيرة، بدأ المزيد والمزيد من البلديات في استخدام أداة عملية تيمبانغ زائد الإلكترونية. وفي كابيز وأكلان، على سبيل المثال، بدأ مسؤولو الصحة على مستوى المحافظات بنشر أداة عملية تيمبانغ زائد الإلكترونية على مستوى المحافظة. كما أن المنظمة قامت بتقديم دورات تدريبية لموظفي الحكومة المحلية استعدادا لمسح عملية تيمبانغ زائد في العام المقبل. وجنبا إلى جنب مع المجلس الوطني للتغذية، تتوقع منظمة الأغذية والزراعة أن ترى في نهاية المطاف هذه الأداة معتمدة على الصعيد الوطني.

شارك بهذه الصفحة