وضع نُظُم أفضل للصحة وأكثر أمان في شوارع بنغلاديش

يوفّر مشروع منظمة الفاو عربات جديدة لبيع الطعام في الشوارع، ويقوم بتدريب الباعة على الممارسات الصحية الجيدة.

نقاط رئيسية

يمكن للمستهلكين في مدينة خولنا، في بوابة دلتا سونداربانس، جنوب غرب بنغلاديش الآن الحصول على أغذية صحية في الشوارع، وذلك بفضل برنامج منظمة الأغذية والزراعة "تحسين سلامة الأغذية في بنغلاديش". في شراكة مع مؤسسة مدينة خولنا (المؤسسة)، تلقّى 500 بائعٍ من باعة المواد الغذائية في الشوارع عربات جديدة لبيع الطعام في الشوارع، مُرخَصّة من قبل المؤسسة، صُمّمت للتقليل من تلوث الأغذية خلال تحضيرها. وتم تدريب الباعة على الممارسات الجيدة في مجال النظافة، وتتمّ مراقبتهم باستمرار من قبل فريق سلامة الأغذية التابع للمؤسسة الذي تدرّب على يد منظمة الأغذية والزراعة. وتسهر على هذا الفريق، مجموعةٌ من الطلاب والمعلمين ينتمون إلى 20 مدرسة، تمّ تدريبهم لمراقبة عربات الشارع في جوارهم. وقد زادت هذه الجهود بشكل كبير في ثقة المستهلكين، كما زادت في دخل الباعة. ونظرا لنجاح هذه العملية، يجري حاليا توسيع هذا النموذج ليشمل مدينة داكا، وهي مدينة تسكنها 16 مليون نسمة، حيث يجري حاليا توزيع 600 عربة كجزء من هذه المبادرة. تعدّ مبادرة الأغذية في الشوارع جزءاً من برنامج شامل لبناء القدرات في مجال السلامة الغذائية في بنغلاديش، بدأ عام 2009 لتعزيز القدرات التقنية والإدارية في قطاعات متعددة من نظام وطني للرقابة على الأغذية. وإلى جانب الأغذية المُباعة في الشوارع، يدعم هذا المشروع مختبرات تحليل الأغذية، والمعايير الغذائية وتقييم المخاطر، وتوعية وتثقيف المستهلكين، ومراقبة الأمراض التي تنقلها الأغذية، التفتيش في مجال الأغذية على أساس المخاطر، وتعزيز سلامة الأغذية على امتداد سلاسل القيمة الزراعية. والهدف من ذلك هو تعزيز اللّبنات الأساسية للسلامة الغذائية والمساهمة في نظام فعّال للرقابة على الأغذية، يحمي صحة العامّة ويعزز التجارة في السلع الغذائية.

تقاليد أغذية الشوارع في بنغلاديش 
تمثّل أغذية الشوارع صناعة كبيرة في بنغلاديش، لكن تظلّ غير منظمة إلى حد كبير. وتعدّ بديلا رخيصاً وجذّابا لوجبات الطعام المنزلي. وهي تشكل مصدرا أساسيا للغذاء والتغذية لذوي الدخل المنخفض ومصدر رزق للكثيرين. ومع الزيادة السريعة في عدد سكان مدينة خولنا، ازدهر قطاع الأغذية في الشوارع بسرعة، بما في ذلك قطاع الأغذية غير المنظم، في الشوارع.

وفي هذا السياق، عندما اقترحت المنظمة فكرة برنامج مساعدة المدينة في مجال أغذية الشوارع، وافق رئيس بلدية خولنا على الفور وقام بتعيين فرقة عمل تابعة للمؤسسة. وكُلّف موظفان بيطريان اثنان بتوجيه التنفيذ في الميدان. وقد جُنّد 500 بائع، وتمّ تدريبهم على الممارسات الجيدة باستخدام المواد التي أعدتها المنظمة. ووُزّعت على المشاركين عربات الطعام، بالأواني وجرار المياه النظيفة، اشترتها منظمة الأغذية والزراعة.

"بفضل تدريب منظمة الأغذية والزراعة والمؤسسة،  تمكّنتُ من إعداد الطعام بطريقة صحية، والعربة توفر لي وسيلة لكسب العيش. يعرفني طلبة الجامعات المحلية جيدا، وهم يمثلون زبائني الرئيسيين"، تقول تسليمة بيغوم، إحدى الباعة العديدين الذين استفادوا من عربات المؤسسة.

كما عرّفت المنظمة أيضا الفريق التابع للمؤسسة بمفهوم ترخيص العربات لتسهيل رصد البيانات وتسجيلها. وتم تشكيل مجموعة أساسية من 31 مراقبٍ لسلامة الغذاء، يزورون البائعين بانتظام.

يساعد الطّلبة المتطوّعون على ضمان احترام قواعد سلامة الأغذية
في بنغلاديش، تجتمع عربات الوجبات الغذائية في الأماكن العامة وخاصة حول المدارس. إذ يشتري معظم أطفال المدارس الوجبات الخفيفة، ووجبات الغداء من هذه العربات. لذلك، تم تشكيل قوى من المتطوعين من 50 طفلا، ومعلميهم من 10 مدارس من قبل إدارة التعليم التابعة للمؤسسة، وتمّ تدريبهم من قبل منظمة الأغذية والزراعة.

"يعتني الباعة حول مدرستنا بالنظافة والتصحاح. وأنا جدّ فخور بمساهمتي في ضمان أغذية مأمونة في شوارع خولنا "، تقول أنيشا شاهاني، طالبة في المدرسة الثانوية ومراقبة في مجال سلامة الأغذية. وقد حظيت هذه المبادرة بشعبية كبيرة، بانضمام 10 مدارس أخرى لقوى المتطوعين في عام 2015.

وكانت النتائج في صالح جميع الأطراف المعنية. وفي المقابلات والردود على الاستبيانات، أفاد معظم الباعة بزيادة دخلهم بنسبة 100 في المائة، أو أكثر بفضل العربات الصحية الجديدة. وتتجذّر الآن النظافة الجيدة والممارسات الغذائية الآمنة في الممارسات الروتينية. وقد أعرب العملاء الذين تمّت مقابلتهم عن ارتياحهم لنقصان حالات المرض بعد تناول أطعمة الشوارع.

وقامت المؤسسة بتعزيز القدرات التقنية، وهي في مركز فريد لريادة سلامة الأغذية في المناطق الحضرية في بنغلاديش، وتقديم الدروس لنظرائها في العاصمة دكا. وأخيراً وليس آخراً، يمثل برنامج التلاميذ المتطوعين بداية حركة تعليم السلامة الغذائية الجماعية، التي تبدأ مع أصغر الأجيال.

"نحن نريد أن نجعل من مدينة خولنا عاصمة الوجبات الغذائية في بنغلاديش. فالباعة الذي يبيعون مواد غذائية صحية يكسبون أكثر، وهذه رسالة تنتشر بسرعة إلى الآخرين. ونحن نعمل بنشاط لتدريب المزيد من البائعين على الممارسات الجيدة"، يقول كلّ من ريزول  كريم وبيرو بيسواس، وهما جراحان بيطريان يعملان لدى المؤسسة.

شارك بهذه الصفحة