طاجيكستان تعتمد طريقة جديدة لمكافحة سوء تغذية الأطفال

يساعد مؤشر التغذية العالمي النوعي طاجيكستان على رصد النظم الغذائية للأسر وتحسين التغذية على المستوى الوطني.

نقاط رئيسية

رغم التقدم الذي أحرز مؤخرا في خفض معدلات البطالة والفقر في طاجيكستان، لا يزال سوء التغذية منتشرا على نطاق واسع. فنصف جميع الأطفال دون سن الخامسة يعاني من نقص اليود، ويعاني ربع الأطفال من التقزم، وهو ما يعرض مستقبلهم للخطر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن البدانة والأمراض المرتبطة بالنظام الغذائي، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، آخذة في الارتفاع.  ومن هذا المنطلق،  انضمت الحكومة إلى الحركة المعنية بتعزيز التغذية ملتزمة بتحسين التغذية في البلد. وتسنى، بفضل الدعم الفني المقدم من الفاو ، تدريب أعضاء الوكالة المعنية بالإحصاءات في إقليم خاتلون (Khatlon) على جمع وتحليل البيانات المتعلقة بنقاط التنوع الغذائي لدى النساء (wdds)، ومساعدتهم في إجراء دراسة استقصائية تجريبية محلية. ‫ونقاط التنوع الغذائي لدى النساء مؤشر مؤشر عالمي نوعي للتغذية يتولى حساب عدد مجموعات الأغذية التي يستهلكها شخص على مدى 24 ساعة قبل الاختبار.  ويتمثل الهدف المنشود في إدراج عنصر خاص بالتغذية في الدراسة الاستقصائية السنوية لميزانية الأسر المعيشية. وبالنظر إلى الاستجابة للتدريب، قررت الحكومة إدراج البيانات المتعلقة بنقاط التنوع الغذائي لدى النساء في الدراسة الاستقصائية لميزانية الأسر المعيشية، وطلب من الفاو المساعدة في تدريب سائر أقاليم البلاد.

إن طاجيكستان بلد يشكل فيه الشباب السواد الأعظم من السكان. فسبعة أشخاص من أصل عشرة هم دون سن الثلاثين، وتعتبر البلاد هذا الجيل الفتي والناشئ موردا مهما ينبغي الاستثمار فيه من أجل  مستقبل البلاد. وقد شهدت السنوات الأخيرة  تقدماً ملموساً في خفض معدلات البطالة ومكافحة الفقر، وينصب تركيز البلاد الآن على التغذية.

وإن سوء التغذية مستفحل في طاجيكستان. فالنظم الغذائية الحالية تتسم بارتفاع استهلاك السكر والدهون المشبعة وبتدني استهلاك الفواكه والخضر الغنية بالمعادن، مما يؤدي إلى انتشار مشاكل مرتبطة بالنظام الغذائي، مثل البدانة وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، ونقص التغذية المستكحم. وتؤثر هذه المشاكل بشكل كبير في الشريحة الشابة من السكان، إذ يعاني نصف جميع الأطفال دون سن الخامسة من نقص اليود، ويعاني ربعهم من التقزم.

تعزيز التغذية
وردا على ذلك، انضمت حكومة طاجيكستان، في سبتمبر/أيلول 2013، إلى الحركة المعنية بتعزيز التغذية ملتزمة بتحسين التغذية للجميع. ونظرا إلى أن مشاكل سوء التغذية المنتشرة في البلاد ترتبط بالأساس برداءة مستوى النظم الغذائية، فإن الأولوية الأولى تمثلت في إنشاء نظام معلومات مناسبة لفهم ورصد نوعية النظم الغذائية للسكان وتنوعها. وهذا من شأنه أن يمكن السلطات الوطنية من تخطيط البرامج المناسبة وتصميمها لمعالجة الأسباب الجذرية لسوء التغذية في البلد بصورة فعالة ومستدامة.

ماذا أكلت خلال الـ 24 ساعة الأخيرة؟
بفضل الدعم الفني المقدم من الفاو (والتمويل من الاتحاد الأوروبي)، أجرت الوكالة المعنية بالإحصاءات ووزارة الصحة في طاجيكستان  دراسة استقصائية تجريبية لتقييم النظم الغذائية في إقليم خاتلون تحت إطار مشروع "تعزيز النظام الوطني لمعلومات الأمن الغذائي في طاجيكستان". وتمثل الهدف من وراء ذلك في إعداد بيانات توفر المعلومات اللازمة للوكالة بشأن  المجموعة المتنوعة من النظم الغذائية المحلية ونوعيتها، فيما يتعلق بتوصيات منظمة الصحة العالمية. وينصب تركيز المشروع بالدرجة الأولى على اعتماد نقاط التنوع الغذائي لدى النساء، وهو مؤشر عالمي نوعي بسيط خاص بالتغذية، يقوم بحساب عدد مجموعات الأغذية التي يستهلكها شخص واحد خلال
فترة 24 ساعة.

ويركز المؤشر على النساء نظرا إلى احتياجاتهن التغذوية الخاصة (وعلى وجه الخصوص الأمهات واللاتي سيصبحن أمهات) ودورهن الخاص في تغذية الأسرة (فالنساء يرتبن، من الناحية الإحصائية وبحسب الأولوية، الاحتياجات الغذائية لأفراد أسرهن  قبل تلبية الاحتياجات  الخاصة بهن)، فإذا تم تلبية الاحتياجات التغذوية العالية للنساء، فإن ذلك يعني، بما لا يدع مجالا للشك، أن الاحتياجات التغذوية لسائر أفراد الأسرة ملباة أيضا. وتتمثل الفكرة الكامنة وراء جمع البيانات في أنه من شأن هذه العملية أن تبين الأغذية الكثيرة الاستهلاك وتلك التي يقل استهلاكها من قبل السكان. ويكمن الهدف من هذه العملية في إدراج مكون خاص بالتغذية في الدراسة الاستقصائية السنوية لميزانية الأسر المعيشية.

وأوضح البروفسور Azonov، من معهد التغذية في طاجيكستان، قائلا "أعتقد أن هذه الدراسة المتعلقة بالتنوع التغذوي ستساعد على فهم القضايا على مستوى الأسرة". وستسهم في مواصلة الوقاية من سوء التغذية، وفي تحسين حالة التغذية في طاجيكستان."

تنمية القدرات المحلية
في مايو/أيار 2014، دعي موظفو الوكالة المعنية بالإحصاءات إلى حلقة عمل تدريبية استغرقت ستة أيام، كرست أربعة أيام منها للمحاضرات والتمارين الجماعية ولمناقشات مجموعة التركيز، والقيام بأداور معينة. وتناولت المحاضرات المفاهيم الأساسية لتقييم الأمن الغذائي والتغذوي ومختلف أنواع المؤشرات القائمة على الأغذية وكيفية إدراج البيانات المتعلقة بنقاط التنوع الغذائي لدى النساء في عمليات التقييمات. بينما خصص اليومان النهائيان لرحلات ميدانية لاكتساب خبرة عملية  بشأن كيفية إعداد البيانات المتعلقة بنقاط التنوع الغذائي لدى النساء الواردة من أفراد الأسر والمجتمعات المحلية.

وأشار Abdugaffor Sultonov، كبير أخصائي الوكالة المعنية بالإحصاءات في مدينة Kurgan Tyube، إلى أن "حلقة العمل هذه وعملية تكييف مجموعة الأغذية كانتا مفيدتين للغاية". وأضاف قائلا "إننا تمكنا من تحسين معرفتنا للمواد الغذائية والوجبات الشائعة، وأدرجناها في الأدوات التي نستخدمها لرصد النظم الغذائية."

سهلة وموثوقة
نقاط التنوع الغذائي لدى النساء منهجية سهلة وموثوقة.  فهي تقدم البيانات التي تساعد حكومة طاجيكستان على رصد التقدم المحرز في تحسين النظم الغذائية والتغذية، ووضع سياسات وبرامج فعالة وتنفيذها. وحتى الآن، كانت الاستجابة لحلقة العمل ودعم البرنامج إيجابية جدا.

وعرضت نتائج جمع البيانات وتحليلها على الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول 2014. وبالنظر إلى نجاح عملية جمع البيانات المتعلقة بالتغذية في المرحلة التجريبية، طُلب من الفاو والوكالة المعنية بالإحصاءات تقديم المزيد من المساعدة في تدريب السكان المحليين في المقاطعات المتبقية من البلاد.

شارك بهذه الصفحة