الشعوب الأصلية

6 طرق تساعد بها الشعوب الأصلية العالمَ على تحقيق عالم خالٍ من الجوع


05/09/2017 - 

معرفة أنالشعوب الأصلية لا تشكل إلا 5 في المائة من سكان العالم، فهي تعدّ من الرعاة الحيويين للبيئة. وتشتمل أراضي الشعوب الأصلية التقليدية على 22 في المائة من مساحة اليابسة في العالم، لكنها تشكل 80 في المائة من التنوع البيولوجي للكوكب.

وثلث الغابات العالمية، التي تعتبر حاسمة للحدّ من انبعاثات الغاز، تدار في المقام الأول من قبل الشعوب الأصلية والأُسر وأصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات المحلية. كما أن أغذية السكان الأصليين مغذية بشكل خاص ومقاومة للمناخ ومتكيفة بشكل جيّد مع بيئتهم، مما يجعلها مصدرا جيّداً للمغذيات في المناطق التي تواجه تحديات مناخية.

ويمكن أن تعلّمنا طرق حياتهم وسبل عيشهم الكثير عن الحفاظ على الموارد الطبيعية، وإيجاد الغذاء بطرق مستدامة، والعيش في وئام مع الطبيعة. إن تعبئة الخبرات التي تنبع من هذا التراث وهذه الموروثات التاريخية أمر مهم للتصدي للتحديات التي تواجه الأغذية والزراعة اليوم وفي المستقبل.

في ما يلي 6 من الطرق العديدة التي تساعد فيها الشعوب الأصلية العالم على مكافحة تغير المناخ:

 1 - تتسم ممارساتها الزراعية التقليدية بالقدرة على التكيف مع تغير المناخ

طورت الشعوب الأصلية على مرّ العصور تقنيات زراعية تتكيف مع البيئات القاسية، مثل مرتفعات الأنديز الشاهقة، والمروج الجافّة في كينيا أو البرد القارس في شمال كندا. وهذه التقنيات التي اجتازت اختبار الزمن، مثل المساحات التي توقف تآكل التربة أو الحدائق العائمة التي تستفيد من الحقول المغمورة، تعني أنها مناسبة تماما للأحداث الجوية الشديدة التزايد وتغيرات درجات الحرارة الناجمة عن تغيّر المناخ.

 2 - حفظ الغابات واستعادة الغابات والموارد الطبيعية

يرى السكان الأصليون أنفسهم مرتبطين بالطبيعة وجزءاً من نفس النظام الذي تعيش فيه البيئة. وتعتبر الموارد الطبيعية ممتلكات مشتركة ومتجاوبة في حدّ ذاتها. وبحماية الموارد الطبيعية، مثل الغابات والأنهار، تساعد العديد من مجتمعات الشعوب الأصلية على التخفيف من آثار تغير المناخ.

 3 - توسُّع نطاق الأغذية الأصلية وتنوع النظم الغذائية

يعتمد العالم حاليا اعتمادا كبيرا على مجموعة صغيرة من المحاصيل الأساسية. ويمثل القمح والأرز والبطاطا والذرة 50 في المائة من السعرات الحرارية اليومية المستهلكة. وبفضل المحاصيل الغذائية المغذية مثل الكينوا والأوكا والمورينغا، يمكن أن تساعد النظم الغذائية للشعوب الأصلية بقية البشر على توسيع قاعدتها الغذائية الضيقة.

 4- أغذية الشعوب الأصلية قادرة على التكيّف مع تغير المناخ

ونظرا لأن العديد من الشعوب الأصلية تعيش في بيئات قاسية، فقد اختارت محاصيل اضطرت أيضا إلى التكيّف. وكثيرا ما تزرع الشعوب الأصلية الأنواع المحلية من المحاصيل التي تتكيف بشكل أفضل مع السياقات المحلية وغالبا ما تكون أكثر مقاومة للجفاف أو الارتفاع أو الفيضانات أو غيرها من الظروف القاسية. ويمكن لهذه المحاصيل، التي تستخدم على نطاق أوسع في الزراعة، أن تساعد في بناء قدرة المزارع، التي تواجه اليوم مناخا متغيرا وأكثر تطرّفا، على الصمود.

 5- تمتلك أقاليم الشعوب الأصلية 80 في المائة من التنوع البيولوجي في العالم

يعتبر حفظ التنوع البيولوجي أمرا ضروريا لتحقيق الأمن الغذائي والتغذية. وتوجد المجموعة الوراثية للنباتات والأنواع الحيوانية في الغابات والأنهار والبحيرات والمراعي. إن الشعوب الأصلية، التي تعيش حياة مستدامة طبيعيا، تحافظ على هذه الأماكن، مما يساعد على دعم التنوع البيولوجي للنباتات والحيوانات في الطبيعة.

6- تعدّ أنماط حياة الشعوب الأصلية مكيفة محليا وتحترم الموارد الطبيعية

لقد كَيّفَت الشعوبُ الأصلية أساليب حياتها لتتناسب مع بيئاتها وتحترمها. ففي الجبال، تحافظ نظم الشعوب الأصلية على التربة، وتقلل من التعرية، وتحافظ على المياه وتقلل من مخاطر الكوارث. وفي المراعي، تدير مجتمعات الرعاة الأصليين رعي الماشية والمحاصيل بطرق مستدامة تحافظ على التنوع البيولوجي للمراعي. وفي منطقة الأمازون، تتحسن النظم الإيكولوجية عندما يسكنها السكان الأصليون.

وتعتبر منظمة الفاو الشعوبَ الأصلية شركاء ذوي قيمة لا تُقدر بثمن في القضاء على الجوع وفي توفير حلول لتغير المناخ. ولن نحقق أبدا حلول طويلة الأجل لتغير المناخ والأمن الغذائي والتغذية دون التماس مساعدة الشعوب الأصلية وحماية حقوقهم.