تفيد التقديرات بأنه يتم تداول ثلث الصادرات الزراعية والغذائية ضمن سلاسل إمداد عالمية (منظمة الأغذية والزراعة، 2022). صحيح أن هذه التجارة العالمية تدعم النمو الاقتصادي والتنمية، إلا أن تسهيل الإيفاء بالطلب العالمي على السلع يحمل بالمقابل آثارًا تصيب غاباتنا التي تعد موئلًا لقرابة ثلثي التنوع الأحيائي العالمي. وكنتيجة لإزالة الغابات خسر كوكبنا منذ عام 1990 مساحة من هذا المورد تقدر بنحو 420 مليون هكتار (منظمة الأغذية والزراعة، 2020). كما يجدر بالذكر أن 90 في المائة من إزالة الغابات في المناطق المدارية تأتي حصيلة توسع الأراضي الزراعية (منظمة الأغذية والزراعة، 2021).
إن نسبة 39 في المائة من أسباب إزالة الغابات المدارية تُعزى بحسب التقديرات إلى التجارة الدولية بالسلع التي تباع في أسواق الدول ذات الدخل المرتفع (Godar وآخرون، 2019). صحيح أن عمليات إزالة الغابات تتم عند بداية سلاسل الإمداد، إلا أنه يبقى دور الأعمال التجارية والحكومات في جميع أرجاء المعمورة دورًا حاسمًا في كبح عمليات إزالة الغابات.
تمتد جذور أعمال منظمة الأغذية والزراعة ضمن نطاق "السلوك التجاري المسؤول في ميدان الزراعة – الذي يشتمل على اعتماد "التوجيهات المشتركة بين منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي ومنظمة الأغذية والزراعة بشأن سلاسل القيمة الزراعية المسؤولة" و" دليل الأعمال التجارية المشترك بين منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي ومنظمة الأغذية والزراعة بشأن إزالة الغابات وبذل العناية الواجبة في نطاق سلاسل الإمداد الزراعية" إلى التعاون مع الحكومات والشركات التجارية وغيرها من الأطراف في نطاق التأثيرات التي تحدثها التجارة على المستوى التنموي. وفيما يتعلق بسلاسل الإمداد الزراعية وإزالة الغابات، تعمل شعبة الأسواق والتجارة لمنظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع شعبة الحراجة على جمع الخبرات في ميدان التجارة والأعمال وسلاسل الإمداد على المستوى العالمي من جهة مع الخبرات في نطاق الإدارة المستدامة للغابات من الجهة المقابلة.