مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا

منظمة الأغذية والزراعة والبنك الإسلامي للتنمية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية يطلقون تقريراً ثلاثياً حول مسح التكنولوجيات المناخية الذكية ميسورة التكلفة والقابلة للنقل لصغار المزارعين

©FAO

07/10/2024, القاهرة

تحت مظلة المنتدى العالمي للعلوم والابتكار للعام 2024، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) والبنك الإسلامي للتنمية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية اليوم تقريراً بعنوان "مسح التكنولوجيات المناخية الذكية ميسورة التكلفة والقابلة للنقل لصغار المزارعين". ويأتي التقرير ثمرة للشراكة الاستراتيجية بين الوكالات الثلاث التي حشدت مواردها وخبراتها الفنية لتحديد ودعم التكنولوجيات والحلول المبتكرة التي يمكنها أن تعالج التحديات الملحة التي يواجهها صغار المزارعين. ونُفذت عملية المسح في عشر بلدان هي: بنغلاديش والبرازيل ومصر والأردن وفلسطين والمغرب ونيجيريا وطاجيكستان وتونس وتركيا.

وترأس فعالية الإطلاق التي عقدت عبر الإنترنت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة وممثلها الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، والدكتور عيسى فاي، المدير العام للممارسات العالمية والشراكات في البنك الإسلامي للتنمية، ودينا صالح، المدير الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية. وحضر الفعالية مسؤولون حكوميون من وزارات الزراعة والتكنولوجيا، وممثلون عن منظمات ومؤسسات تنمية دولية، ومجموعة مختارة من المؤسسات والشركات الناشئة المقدمة لخدمات التكنولوجيا الزراعية، وباحثون وأكاديميون في مجالات الزراعة والتكنولوجيا وتغيّر المناخ، وجمعيات وتعاونيات زراعية.

وفي هذا السياق، قال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة وممثلها الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا: "تؤكد المنظمة على أهمية الشراكة الاستراتيجية والتحويلية التي تجمعها مع البنك الإسلامي للتنمية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والتي تستند إلى العلم والتكنولوجيا لتسريع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتحويل نظم الأغذية الزراعية. وتقدر المنظمة المبادرة والجهود التعاونية التي يبذلها الجميع، وتتطلع إلى مواصلة شراكاتها وتوسيع نطاقها مع شريكيها في الاتفاقية".

من جانبه، أكد الدكتور عيسى فاي، المدير العام للممارسات العالمية والشراكات في البنك الإسلامي للتنمية، خلال كلمته الترحيبية، على أهمية هذا التعاون في معالجة التحديات الملحة التي تواجه العديد من البلدان الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية والمتمثلة في انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وذلك من خلال تحديد التكنولوجيات التي يمكن دمجها في جميع أنحاء سلسلة قيمة المحاصيل لتحسين سبل عيش صغار المزارعين والأمن الغذائي بين جميع الفئات السكانية.

بدورها، قالت دينا صالح، المدیر الإقلیمي لشعبة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وأوروبا في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية: "تتمثل مهمة الصندوق في تحويل الاقتصادات الريفية وأنظمة الأغذية من خلال تمكين صغار المزارعين من الأدوات والتكنولوجيات التي يحتاجون إليها لبناء سبل عيش مستدامة وقادرة على الصمود. وهذا التقرير ما هو إلا تأكيد جديد على التزامنا بتعزيز الحلول ميسورة التكلفة والذكية مناخياً التي تعالج التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجه المجتمعات الريفية. ومن خلال شراكتنا مع منظمة الأغذية والزراعة والبنك الإسلامي للتنمية، فإننا لا نسعى إلى مسح التكنولوجيات فحسب، بل نعمل أيضاً على إنشاء مسارات لصغار المزارعين تتيح لهم فرصة الحصول على الموارد والمعارف والابتكارات اللازمة لازدهارهم على المدى الطويل. ومن خلال تعزيز النمو الشامل وضمان عدم تخلف أي شخص عن الركب، يواصل الصندوق قيادة الطريق نحو التغيير المننهج للتنمية الريفية ".

ومن خلال تحديد التكنولوجيات ميسورة التكلفة والموثوقة والصديقة للبيئة وتحليلها وفهرستها، أثمرت عملية المسح عن تحديد 120 تكنولوجيا خضراء قابلة للتطبيق وصديقة للبيئة في ستة مجالات موضوعية بالغة الأهمية لتحسين إنتاجية صغار المزارعين وسبل عيشهم وهي: 1) ما بعد الحصاد، والحد من فقدان الغذاء وهدره؛ و2) إدارة وترشيد المياه في مواجهة تغير المناخ؛ و3) المكافحة المستدامة للآفات وإدارة المحاصيل؛ و4) التجارة الإلكترونية والوصول إلى الأسواق، و5) التكنولوجيا المالية؛ و6) الطاقة الخضراء لعمليات الأعمال الزراعية للمزارعين.

وتمثلت إحدى النتائج الرئيسية لهذه العملية في تطوير " أداة تقييم التكنولوجيات الخضراء والذكية مناخياً (GC-STAT)"، وهي أداة مبتكرة لدعم القرارات تهدف إلى تبسيط التقييم المنهجي وإعطاء الأولوية للتكنولوجيات لنشرها في برامج الاستثمار والتنمية الزراعية. وتتضمن الأداة عملية تقييم متعددة المستويات وتسمح باختيار معايير التقييم الأنسب اعتماداً على السياق، وتعكس الاحتياجات والأولويات المتنوعة لأصحاب المصلحة المختلفين.

وتتوقع الوكالات الثلاث الشريكة أن يساهم التقرير الذي أصدرته اليوم إلى جانب أداة دعم القرارات (GC-STAT) في استثمارات وبرامج أكثر استنارة تهدف إلى الاستفادة من العلم والتكنولوجيا لتمكين صغار المزارعين من النجاح وسط التحديات متعددة الأوجه التي يواجهونها.

ويأتي إصدار التقرير قبيل انطلاق المنتدى العالمي للعلوم والابتكار للعام 2024، والذي يستضيفه مقر المنظمة في روما من 14 إلى 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024 تحت شعار "العلم والابتكار الشامل لإحداث التحول في نظم الأغذية الزراعية، وعدم ترك أي أحد خلف الركب"، بما يتماشى مع الموضوع العام لمنتدى الأغذية العالمي للعام الحالي "غذاء جيّد للجميع، حاضراً ومستقبلاً".