منظمة الأغذية والزراعة تحتفل باليوم الدولي الخامس للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية مع دعوات لزيادة الاستثمار والتعاون الإقليمي

©FAO
أقامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة الدول العربية، احتفالية في القاهرة بمناسبة اليوم الدولي الخامس للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية. وجمعت الفعالية، التي أقيمت وفق تنسيق مختلط (حضوري وافتراضي)، مجموعة من أصحاب المصلحة من جميع أنحاء المنطقة لتسليط الضوء على الجهود الرامية إلى خفض الفاقد والمهدر من الأغذية، مع تركيز خاص على الحاجة الماسة إلى المزيد من الاستثمارات لتعزيز هذه الجهود.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة وممثلها الإقليمي في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، التزام المنظمة بمعالجة التحديات الحرجة التي يفرضها الفاقد والمهدر من الأغذية في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وقال الواعر: "في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، يُفقد حوالي 15 في المائة من الغذاء المنتج بين مرحلتي ما بعد الحصاد وما قبل البيع بالتجزئة، مما يفرض تحديات كبيرة للأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية".
كما سلط المدير العام المساعد الضوء على العواقب بعيدة المدى لفقد الغذاء وهدره، والتي تساهم في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تتراوح بين 8 إلى 10 في المائة على مستوى العالم وتتسبب في تفاقم تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي. وشدد الواعر على أهمية الجهود المشتركة عبر القطاعات، وخاصة في المناطق التي تواجه انعدام الأمن الغذائي بسبب النزاع وندرة الموارد، مؤكدا أن منظمة الأغذية والزراعة تواصل العمل على قدم وساق مع شركائها لدعم النظم الغذائية والحد من فقدان الغذاء.
من جانبها، سلطت روزا رول، مسؤول أول تنمية المشاريع في شعبة الأغذية والتغذية في منظمة الأغذية والزراعة، الضوء على عمل المنظمة في تحديد أسباب فقد الغذاء وهدره وتأثيراتها على الصعيدين البيئي والاقتصادي. كما ناقشت المنهجية المعتمدة في تقدير الفاقد والمهدر من الأغذية وعرضت النهج الدائري الذي تتبعه المنظمة، والذي يشمل الوقاية وإعادة الاستخدام وإعادة التوزيع والتحول.
بدوره، قدم مصطفى محمد، مسؤول سلامة وجودة الغذاء وجهة الاتصال الإقليمية بشأن الفاقد من المهدر من الأغذية، لمحة عامة عن الجهود المبذولة للحد من فقد الغذاء وهدره في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وناقش الاحتياجات والمتطلبات ذات الأولوية الموضحة في " المبادئ التوجيهية للعمل على الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا" مسلطاً الضوء على أهمية دعم السياسات لتبني ممارسات الوقاية من فقد الغذاء وهدره والحد من الفاقد والمهدر من الأغذية وتعزيز تنمية الاقتصاد الدائري. وحدد الركائز الأساسية للنهج البرامجي الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في هذا السياق، بما في ذلك جمع البيانات ودعم السياسات التنظيمية وتعزيز التوعية وإشراك القطاع الخاص.
وتضمنت الفعالية مناقشات شملت دراسات الحالات الناجحة من الأردن وتونس ومصر، والتي طرحت من خلالها هذه البلدان مجموعة من الاستراتيجيات للحد من فقد الغذاء وهدره، بما في ذلك مشاريع الاقتصاد الدائري، والتدريب على التسميد، وحملات التوعية الوطنية.
وعرضت لوسيانا ديلجادو أوتيرو، المستشارة الفنية لمنظمة الأغذية والزراعة، تطبيق (FLAPP)، وهو أداة رقمية صممتها المنظمة لقياس وتتبع الفاقد من الأغذية على طول سلسلة التوريد، ويهدف إلى مساعدة البلدان على جمع البيانات بشكل أكثر فعالية ووضع إجراءات هادفة للحد من الفاقد، وخاصة في مراحل ما بعد الحصاد.
وقدم الدكتور طارق الخوري، المنسق الإقليمي لتغير المناخ لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والسيدة سارة أسمر، مسؤولة إدارة البرامج في مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة الإقليمي لغرب آسيا، مبادرة "وصفة التغيير"، التي تهدف إلى خفض المهدر من الأغذية إلى النصف بحلول عام 2030. وسلط المشاركون من برنامج الأمم المتحدة للبيئة الضوء على النجاح المبكر للحملة في الحد من هدر الغذاء بنسبة تصل إلى 65 في المائة في الفنادق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأكدوا على الحاجة إلى مواصلة الجهود المبذولة لتوسيع نطاق الممارسات المستدامة.
واستعرضت ندى العجيزي، من جامعة الدول العربية، الدور الذي تقوم به الجامعة في تعزيز الأطر القانونية، بما في ذلك مشروع القانون الموجه نحو الدول العربية لدعم الحد من هدر الغذاء. كما قاد الدكتور وديد عريان، المستشار الأول للتنمية المستدامة في جامعة الدول العربية، جلسة حول أسباب هدر الغذاء في المنطقة وسلط الضوء على الجهود التي تبذلها الجامعة بالتعاون مع شركائها لتحقيق نتائج قابلة للتنفيذ بين الدول الأعضاء. وتهدف مبادرة "معاً" التي تعتزم جامعة الدول العربية إطلاقها قريباً إلى دعم الاستثمار في أنظمة الغذاء المستدامة، مع التركيز على أهمية التعاون عبر الحدود والآليات القانونية لدعم هذه الجهود.
واختتمت الاحتفالية جلساتها اليوم بدعوة إلى العمل أطلقها كبير الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة، أحمد مختار، الذي اقترح تكثيف التعاون في هذا المجال في جميع أنحاء المنطقة. وسلط مختار الضوء على أهمية تطبيق الإجراءات الجماعية، كتوسيع نطاق المبادرات مثل "وصفة التغيير" وتحسين الإطار القانوني للفاقد والمهدر من الأغذية، والتي تعد خطوات أساسية لإحراز التقدم في هذا السياق. أما الخطوات التالية فتشمل توسيع استخدامات تطبيق FLAPP من خلال ترجمته إلى اللغتين العربية والفرنسية ووضع إجراءات مستهدفة في البلدان الرئيسية.
ومع اقتراب العالم من الموعد النهائي المحدد لخفض هدر الأغذية إلى النصف بحلول عام 2030، تؤكد منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة الدول العربية على التزامهم بدفع أجندة أنظمة الغذاء المستدامة وضمان اتخاذ المنطقة خطوات جريئة للحد من الهدر من الأغذية، بما يعود بالنفع والفائدة على البيئة والسكان الذين يعتمدون على هذه الأنظمة في سبل عيشهم. ويذكرنا اليوم الدولي للفاقد والمهدر من الأغذية هذا العام بأن المعركة ضد هدر الغذاء مستمرة. وتؤكد منظمة الأغذية والزراعة كذلك على التزامها ببناء نظم زراعية وغذائية شاملة ومستدامة وقادرة على الصمود في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بما يتماشى مع المقصد الثالث من الهدف الثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة.