اجتماع شبكة الشرق الأدنى لحرائق الغابات والبراري يدفع عجلة التعاون الإقليمي في مجال الوقاية من حرائق الغابات والاستجابة لها

©FAO
عقدت شبكة الشرق الأدنى لحرائق الغابات والبراري (الشبكة) اليوم اجتماعها الافتراضي الثاني لهذا العام بمشاركة مجموعة من الخبراء الإقليميين والمسؤولين الحكوميين والمتخصصين في إدارة الحرائق وذلك للمصادقة على خارطة الطريق الخمسية التي وضعتها الشبكة، وتحديد المسار اللازم لتحسين إدارة حرائق الغابات في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.
وتواجه المنطقة زيادة مطردة في حرائق الغابات التي تفاقمت بسبب تغير المناخ. ففي عام 2023، تجاوزت المساحات التي تعرضت للحرائق 100,000 هكتار وهي أعلى بكثير من المتوسط السنوي البالغ 92,000 هكتار المسجل بين عامي 2006 و2023. وتشكل هذه الحرائق تهديدات خطيرة للنظم الايكولوجية الهشة والمجتمعات المحلية والبنية التحتية الحيوية في المنطقة. ويتطلب التكرار المتزايد لحرائق الغابات وارتفاع حدتها اتخاذ إجراءات عاجلة ومتسقة في جميع أنحاء المنطقة. وعلى هذا الأساس، تأسست شبكة الشرق الأدنى لحرائق الغابات والبراري تحت مظلة هيئة الغابات والمراعي في الشرق الأدنى لمعالجة هذه القضايا العاجلة.
وقد استند الاجتماع إلى المناقشات التي جرت خلال الاجتماع التنسيقي الأول للشبكة الذي عقد في مايو/أيار 2024، والذي كان بمثابة خطوة حاسمة نحو معالجة الأزمة المتصاعدة لحرائق الغابات في المنطقة، وشكّل منصة لأصحاب المصلحة الإقليميين لتبادل قصص النجاح وتحديد الأولويات اللازمة لتعزيز القدرات في مجال إدارة الحرائق. وترأس الاجتماع الثاني رئيس الشبكة السيد فؤاد العسالي، من المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية الغابوية بالوكالة الوطنية للمياه والغابات في المغرب. وسلط السيد العسالي الضوء على الحاجة الملحة إلى تعزيز سبل التعاون لمنع حرائق الغابات والاستجابة لها وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، مشيراً إلى الدور الحاسم الذي تلعبه الشبكة في معالجة الأسباب الجذرية لحرائق الغابات وتعزيز حلول الإدارة المستدامة والمتكاملة للحرائق.
وضمت مجموعة المتحدثين الرئيسيين في الاجتماع ممثلين عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بمن فيهم السيدة فداء حداد، مسؤول أول برامج الغابات، ولارا ستيل، مسؤول الغابات (الحرائق)، اللتان أكدتا على أهمية اتباع نهج متكامل لإدارة حرائق الغابات.
وسلطت السيدة حداد الضوء على الهدف الأساسي للشبكة المتمثل في تحسين إدارة الحرائق ودعم جهود الاستعادة، مشيرة إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الأدوات والخبرات والابتكارات بين البلدان.
من جانبها، شددت السيدة ستيل على الحاجة إلى اتخاذ تدابير وقائية، مستشهدة بالمركز العالمي لمكافحة الحرائق، والذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة في عام 2022، ليكون منصة رئيسية تدعم البلدان في الحد من آثار حرائق الغابات على سبل العيش والنظم الإيكولوجية. وشجعت ستيل التعاون بين الشبكة والمركز لتنفيذ حلول قابلة للتطوير لإدارة الحرائق.
بدوره، استعرض الدكتور جورج متري، مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند، لبنان، النتائج التي أثمرت عنها عملية مسح أصحاب المصلحة الأخيرة، وناقش جهود التنسيق التي تبذلها الشبكة، واستراتيجيات بناء القدرات، ومشاركة أصحاب المصلحة. ثم عرض على المشاركين الدراسة الاستقصائية التي صممتها الشبكة لتحديد الثغرات والاحتياجات والقدرات داخل البلدان الأعضاء. وستكون الردود التي استقبلتها هذه الدراسة ذات أهمية حاسمة لتحديد احتياجات القدرات التي تعد أولوية في المنطقة، ووضع الأفكار الرئيسية للعرض التقديمي المقرر خلال الاجتماع القادم في نوفمبر/تشرين الثاني، والتوجيه المباشر لمسار تطوير خارطة الطريق الخمسية للشبكة.
وقد ساهم المشاركون من مختلف أنحاء المنطقة بشكل نشط في المناقشات التي أعقبت العروض التقديمية، وقدموا رؤى قيّمة حول احتياجاتهم وتوقعاتهم. ومن المقرر عقد الاجتماع الافتراضي القادم للشبكة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وسيتم خلاله مراجعة الردود الواردة للدراسة الاستقصائية، ووضع اللمسات الأخيرة على الركائز الأساسية لخطة الشبكة الاستراتيجية. كما تخطط الشبكة لعقد ورشة عمل حضورية وإجراء زيارة ميدانية في المغرب في فبراير/شباط 2025 لتسهيل وتعزيز تبادل المعرفة وأفضل الممارسات في إدارة حرائق الغابات.
للمزيد عن هذا الموضوع
انقر هنا لمزيد من المعلومات حول شبكة الشرق الأدنى لحرائق الغابات والبراري وأنشطتها القادمة.