دورة تدريب افتراضي لمكافحة مرض الجلد العقدي في شمال أفريقيا

©FAO/Amos Gumulira
خلال السنوات الماضية ظهر مرض الجلد العقدي (LSD) كواحد من أبرز الأمراض العابرة للحدود. في البداية كان المرض محصوراً في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولكنه انتشر بسرعة منذ التسعينيات في مناطق الشرق الأوسط وأوروبا والبلقان وروسيا ومؤخراً في أجزاء من آسيا. وفي صيف 2024، ظهر تهديد مرض الجلد العقدي في شمال إفريقيا، حيث تم الإبلاغ عنه لأول مرة في الجزائر وتونس بعد أن ظهر في ليبيا في العام الذي سبق. ويتزايد خطر فيروس هذا المر ض الآن في المغرب وربما في دول أوروبية. واستجابة لذلك، بدأت دول شمال إفريقيا حملات تطعيم للماشية للحد من انتشار هذا المرض الذي يؤثر بشكل كبير على إنتاج الماشية، متسبباً في خسائر اقتصادية تتمثل في انخفاض إنتاج الحليب ولحوم البقر، وتلف الجلود، وعقم الماشية، وتكلفة إجراءات مكافحة المرض، وما يرافق ذلك من تعطيل في التجارة واضطراب الأمن الغذائي وسبل العيش.
ولدعم المختصين البيطريين في شمال أفريقيا في مواجهة هذا التهديد المتزايد، أطلق مركز التعلم الافتراضي التابع لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بالتعاون مع المكتب الإقليمي الفرعي لمنظمة الأغذية والزراعة لشمال أفريقيا، دورة تدريبية افتراضية باللغة الفرنسية حول الاستعداد لمرض الجلد العقدي. وقام بتطوير الدورة المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة لأوروبا وآسيا الوسطى بالتعاون مع الهيئة الأوروبية لمكافحة مرض القدم والفم، ومعهد فريدريش لوفلر في ألمانيا، وتم تعديلها بحيث تناسب منطقة شمال أفريقيا. وتوفر الدورة التعلم المرن والذي يمكن للمتدرب مواءمته مع ظروفه، كما توفر فرصاً للتفاعل مع الخبراء الإقليميين والدوليين. وتهدف الدورة إلى تعزيز قدرة المختصين البيطريين على اكتشاف وتشخيص المرض والاستجابة لتفشيه.
وتعليقاً على ذلك قال محمد بن جومي، مسؤول صحة الإنتاج الحيواني في المكتب الفرعي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا "تواصل منظمة الأغذية والزراعة التزامها التام بمساعدة ودعم الدول الأعضاء في تعزيز استعدادها وقدراتها على إدارة الفاشيات والتصدي لها ومكافحتها على المدى الطويل. ويعتبر هذا التدريب الافتراضي على الاستعداد لمرض الجلد العقدي، والذي يأتي في الوقت المناسب، إضافة قيّمة إلى الدورات التدريبية الحالية حول الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، ومن شأنه أن يعزز جهود الاستجابة الإقليمية".
تفاصيل الدورة
مدة هذه الدورة التدريبية التي تجري عبر الانترنت 12 ساعة على مدى أربعة أسابيع. وتضم 240 مشاركاً من الجزائر وموريتانيا والمغرب وتونس. بدأت الدورة في 3 ديسمبر/كانون الأول 2024 بندوة تفاعلية عبر الانترنت التقى خلالها المشاركون بالمدربين وناقشوا محتوى الدورة والتحديات الإقليمية بشأن مرض الجلد العقدي. ومن خلال ست نماذج ودراسة حالة، يستكشف المشاركون موضوعات مثل تأثير المرض ودراسته وتشخيصه، وتقصي أسباب تفشي المرض، والوقاية منه ومكافحته. ويتم تعزيز عملية التعلم بالمواد التفاعلية والاختبارات القصيرة.
ويقوم المدربون بتيسير المناقشات من خلال منصة، ويطرحون الأسئلة على المشاركين لتعميق فهمهم. وتختتم الدورة بتقييم نهائي ودورة عبر الانترنت تتناول الموضوعات التي كانت الأكثر مناقشة بين المشاركين. ويحصل المشاركون الذين يكملون الدورة بشكل مرضِ على شهادة.
عن مراكز التعلم الافتراضي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة
تهدف مراكز التعلم الافتراضية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة إلى تحسين تقديم التدريب عبر الإنترنت على المستوى الإقليمي وتوفير الحصول على التعليم الشامل وعالي الجودة من خلال مجموعة من الطرق من بينها الدورات التدريبية الموجهة، والتعلم المختلط، والندوات عبر الإنترنت، والتعلم عبر الهاتف المحمول. وتهدف هذه المراكز إلى سد فجوات المعرفة في الإقليم والاستجابة للاحتياجات المحلية، ومساعدة أصحاب المصلحة على تطوير الكفاءات المهمة جداً في معالجة قضايا مثل مرض الجلد العقدي والأمراض الأخرى العابرة للحدود.
وفي هذا الصدد قالت الدكتورة فريدريك ماين، مسؤولة تنمية الثروة الحيوانية في المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في الشرق الأدنى وشمال افريقيا: "يصمم مركز التعلم الافتراضي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا دوراته التدريبية على أساس تقييم احتياجات التدريب والتشاور مع نقاط الاتصال في كل بلد، وهو ما يضمن توافق برامجنا مع احتياجات الإقليم وسياقاته".
للمزيد عن هذا الموضوع
- لمزيد من المعلومات عن مراكز التعلم الافتراضي التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، يمكن زيارة موقع المراكز: مراكز التعليم الافتراض التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة: جميع الدورات
- منظمة الأغذية والزراعة تنبه دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا إلى ضرورة تعزيز استعدادها لمرض الجلد العقدي