الثروة الحيوانية الذكية مناخيًا في إكوادور: شراكة ناجحة بين منظمة الأغذية والزراعة والقطاع الخاص


بقلم السيد Agustin Zimmermann، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في إكوادور

تقدّم شركة El Ordeño للأغذية، بفضل شراكتها مع منظمة الأغذية والزراعة، جيلاً جديدًا من المنتجات الغذائية المستدامة الموجّهة إلى المستهلكين المسؤولين المهتمّين بمصدر أغذيتهم، مع ما يترتب على ذلك من تأثيرات إيجابية اجتماعية واقتصادية وبيئية ©FAO

16/03/2021

بدأ التحالف بين منظمة الأغذية والزراعة وشركة El Ordeño الإكوادورية في عام 2016، في إطار تنفيذ نهج الثروة الحيوانية الذكية مناخيًا.

ومن خلال التعاون الوثيق بين وزارة الزراعة والثروة الحيوانية ووزارة البيئة، وبدعم مالي من مرفق البيئة العالمية، عمل ممثل المنظمة في إكوادور على نحو فاعل لتشجيع مشاركة الشركات الخاصة كحلفاء في تنفيذ نهج الثروة الحيوانية الذكية مناخيًا، من خلال الحوار وتبادل المعارف.

وفي إطار هذه الجهود، أُنشأ في مطلع عام 2019 تحالف استراتيجي مع شركة El Ordeño، وهي شركة أغذية هامة،
من أجل تعزيز القدرات المحلية للفنيين والمنتجين في مجالات عمل الشركة.

وقد انطوى هذا التعاون على مرحلتين.

تمثلت المرحلة الأولى في وضع مشروع رائد في منطقة سييرا شمال مقاطعة بيتشينتشا (محافظة كايامب): ففي هذه المنطقة، ثمة حوالي 500 92 من رؤوس الماشية، ويمثل إنتاج الحليب النشاط الرئيسي. وفي هذا السياق، تم تكييف أدوات التشخيص التشاركية والمصادقة عليها، وتم تحديد ممارسات الإنتاج الجيدة ووضع سيناريو مفترض لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتم تدريب الفرق الفنية التابعة للشركة على استخدام أدوات الرصد والمراقبة من أجل بلورة آلية لتشخيص نظم الإنتاج.

وفي المرحلة الثانية، وبمشاركة 400 2 مزارع من بين صغار المزارعين، تم تنفيذ عمليات بناء القدرات في مجال ممارسات الإنتاج الجيدة التي حسّنت جودة إنتاج الألبان واستدامتها.

©FAO

وقد مكّن تأثير هذا التحالف من تعظيم قدرة المزارعين الإنتاجية مع التركيز على التكيف مع تغير المناخ والتخفيف
من وطأته، وتوسيع نطاق المنافع الأخرى، مثل زيادة ربحية إنتاجهم وتحسين جودة المنتجات بشكل ملحوظ، ما يسهم
في ضمان سلامة الأغذية والأمن الغذائي للأسر ومجتمعاتها المحلية.

ورفع المنتجون الذين شاركوا في هذه المبادرة مستويات إنتاجهم من 6 و7 ليترات في اليوم (المتوسط الوطني) إلى 17 ليترًا في اليوم للبقرة الواحدة، ما ضاعف دخلهم الاقتصادي بفضل نظام إنتاج أكثر كفاءة واستدامة.

وخلال زيارة قامت بها المنظمة إلى المنطقة إلى جانب السيد Juan Pablo Grijalva المدير التنفيذي لشركة
El Ordeño، والفرق الفنية في المؤسستين، تبيّن أن ممارسات نهج الثروة الحيوانية الذكية مناخيًا تعزز عمليّتي تمكين المنتجين وتنظيم عملهم، مع تشجيع الاستثمارات الجديدة والتعاون في ما بينهم، ما يؤدي إلى تعزيز تبادل المعارف
أو المدخلات أو الممارسات مثل التلقيح الاصطناعي من أجل التحسين الوراثي للثروة الحيوانية.

وبالنسبة إلى شركة El Ordeño، ساهم اعتماد نهج الثروة الحيوانية الذكية مناخيًا في عملية تحوّلها إلى مؤسسة حائزة
على شهادة "بي"، وهي نوع من الشركات التي توفر، من خلال مشاركتها في السوق، حلولًا ملموسة للمشاكل الاجتماعية والبيئية من خلال معايير عالية الجودة والشفافية، فتتولى بذلك مسؤوليات مؤسسية ملزمة مع المجتمع.

©FAO

وبالإضافة إلى ذلك، أتاحت شراكة المنظمة مع القطاع الخاص حيزًا متينًا لضمان استدامة سلسلة الثروة الحيوانية
في البلاد، وتوسيع نطاق نهج الثروة الحيوانية الذكية مناخيًا، من خلال تعزيز إدارة المعارف.

وقد أثبتت هذه التجربة أن البحوث والابتكارات والتنمية مفيدة للقطاع الخاص: إذ يساعد تكييف الأدوات التي تتيح للشركات أن تتميّز كونها مشجعة لنظام إنتاج مستدام، والمصادقة على هذه الأدوات وتنفيذها، على إرساء حيّز متين للتعاون.

وبالمثل، فإن إنتاج البيانات الكمية يمثل أداة ممتازة للمنتجين. فهو يساعدهم على اتخاذ قرارات مستنيرة تساهم في تحسين إنتاجيتهم ودخلهم، فتصبح حافزًا لاتباع الممارسات الجيدة المقترحة مع ما يترتب على ذلك من مساهمات واضحة
على مستوى الأداء والجودة.

ومع أنّ حكومة إكوادور قد نظرت في اتباع نهج الثروة الحيوانية الذكية مناخيًا ضمن سياساتها العامة المتعلقة بالثروة الحيوانية، فإن تحقيق التوازن بين المنظور الاجتماعي والاقتصادي والبيئي يقتضي مشاركة القطاع الخاص.

وقد أظهرت الشراكات بين القطاعين العام والخاص أنه يمكن أن تؤثر إيجابيًا على أنماط الإنتاج والاستهلاك باتباع نهج قائم على الحقوق والاستدامة ويشجّع تنمية البلاد.

وبفضل العمل الواضح الذي تقوم به جهات فاعلة متعددة، تمت تهيئة بيئة مواتية في إكوادور حيث توجد الظروف الملائمة من أجل الشروع في عملية إعداد إجراءات التخفيف المناسبة على المستوى الوطني التي ستدمج نهج الثروة الحيوانية الذكية مناخيًا.

وسيمثل ذلك فرصة كبيرة لتوسيع نطاق هذه المبادرة على الصعيد الوطني، وهو جهد سيكون من الضروري أن تشارك فيه منظمات القطاع الخاص. إنها دعوة إلى العمل، ستتمكن من خلالها الشركات من توفير وتوجيه استثماراتها نحو نظم إنتاج أكثر استدامة وكفاءة وربحية للمنتجين وأسرهم ومزوّدي السلسلة الغذائية بأكملها، مع التسليم بأن التنمية الاقتصادية وصون البيئة يسيران يدًا بيد.


معلومات إضافية

الموقع الإلكتروني

القصص:

فعل صغير من دافع الطيبوبة يساعد الأسر الإكوادورية المحتاجة خلال جائحة وباء كوفيد-19

كيف أصبحت الأبقار مصدر سلام وازدهار في مزرعتين اثنتين في إكوادور

الموارد:

القناة على يوتيوب

وسائط الإعلام المتعددة - الممارسات الجيدة

1. No poverty, 13. Climate action, 17. Partnership for the goals