03/06/2021 تتخبّط غوارومال (El Guarumal)، وهي جماعة محلية واقعة في مقاطعة مورازان (Morazán)، في شمال السلفادور، في مشكلة جسيمة في مجال الحصول على المياه لأغراض الاستهلاك وإنتاج الأغذية.
ففي غضون سنوات قليلة فقط، تراجع عدد المصادر الطبيعية للمياه المتاحة لسكانها من ثلاثة إلى مصدر واحد فحسب. وهذا يضع الأمن الغذائي والتغذوي لسكانها، خاصة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سن الخامسة والنساء الحوامل والمواليد الجدد، عرضة للخطر.
وتقع جماعة غوارومال وسط الممر الجاف، وهو منطقة تتسم بموجات جفاف شديدة ومتكررة بشكل متزايد وتضم أكثر من 80 في المائة من أراضي السلفادور. وهي موطن لقرابة 2.2 مليون شخص، يعوّل ما يزيد عن نصفهم على إنتاج الحبوب الأساسية.
ويشكّل الحصول على المياه وإدارة الموارد الطبيعية والتدهور التدريجي للغابات والدورات المناخية غير المنتظمة والشديدة بشكل متزايد، تحديات جسمية تلقي بظلالها على السلفادور التي تعتبر من البلدان الأشد عرضة لمخاطر تغير المناخ في العالم.
وفي ظلّ هذا الواقع المرير، بادرت كل من الحكومة المحلية للبلدية التي تنتمي إليها جماعة غوارومال، وهي سنسيمبرا (Sensembra)، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، بالتعاون مع الوكالة المكسيكية للتعاون الإنمائي الدولي وبرنامج أمريكا الوسطى للقضاء على الجوع، إلى تنفيذ مشروع تجريبي لتجميع المياه وتنقيتها، يسمى نظام تجميع مياه الأمطار (SCALL).
ويتألف هذا النظام من نظام لتجميع المياه- وهو خزان تبلغ سعته 110 أمتار مكعبة- ومحطة لتنقية مياه الأمطار، بما يجعلها صالحة للاستهلاك الآدمي. ويوجد هذا النظام في مركز مدرسة غوارومال، ويستفيد منه ما مجموعه650 شخصًا أي ما يعادل 150 أسرة في المنطقة.
ويتسم النظام بالقدرة على إنتاج ما يتراوح بين 30 و45 لترًا في الدقيقة الواحدة. وبوسع صهاريجه، بفضل ما تتمتع به من خصائص تقنية، تخزين كمية تصل إلى 105 000 لترات وتمكين مركز المدرسة من إمداد بيوت المجتمع المحلي لمدة خمسة أشهر باستهلاك يبلغ لترين اثنين في المتوسط للشخص الواحد في اليوم.
ويأخذ مجلس آباء المركز المدرسي على عاتقه مسؤولية تشغيل نظام تجميع مياه الأمطار وصيانته وإدارته. والجدير بالذكر أن المياه الصالحة للشرب تقدم بالمجان إلى الأسر حسب احتياجاتها، كل واحدة منها تضع كميتها من المياه في حاوية نظيفة بسعة 20 لترًا.
وكان تثبيت هذا النظام ثمرة جهد مشترك بين المنظمة والجهات الفاعلة الإقليمية والحكومات البلدية ومؤسسات الحكومة المركزية. ويعمل النظام على ضمان توافر مياه آمنة وذات نوعية جيدة وتحسين الأمن الغذائي والتغذوي، بما يسفر عن تقليل احتمال الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي التي تؤدي إلى تقليل استهلاك الأغذية وإلى تكبد مصاريف طبية، ومن ثم تقويض إمكانية الحصول على المنتجات الأساسية الأخرى التي تكمّل النمط الغذائي اليومي.
وعمد المجتمع المحلي، بالتعاون مع هذا النظام، إلى بناء 12 من الخزانات التي تمكّن 25 أسرة من سقي حدائقها المنزلية خلال موسم القحط، وتستخدم أيضًا لتربية الأسماك، ممّا يساهم في تنويع النمط الغذائي للأسر.
ويساعد المشروع سكان المجتمع المحلي على توفير الوقت والجهد في جمع المياه ونقلها لاستخدامها في المنازل ولأغراض الإنتاج. وقد أتيحت أيضًا لقادة المجتمع المحلي دورات تدريبية على تنمية كفاءاتهم واتخاذ قرارات إدارية جيدة.
وكان للمياه أهمية كبيرة بالنسبة إلى الوسط المدرسي، فهي قد سهلت على الطلاب عملية تحضير الأطعمة والمشروبات.
برنامج يتوّج بالنجاح ويكرّر في أماكن أخرى على نطاق واسع
عقب النجاح الذي تكلّلت به عملية تنفيذ المشروع التجريبي، تم تكرار هذه الممارسة الجيدة على نطاق أوسع بفضل مبادرة من تمويل الصندوق الأخضر للمناخ. ويشمل المشروع المعنون "زيادة تدابير القدرة على الصمود أمام تغير المناخ في النظم الإيكولوجية الزراعية للممر الجاف في السلفادور"، المعروف بمختصر "RECLIMA"، تركيب نظم لتجميع مياه الأمطار على مستوى المجتمع المحلي لتجميع مياه الأمطار وتنقيتها.
وبفضل هذا المشروع، سيتسّنى لحوالي 000 40 أسرة الحصول على المياه الصالحة للشرب، نتيجة لإنشاء نظم لتجميع مياه الأمطار على مستوى المجتمع المحلي مزوّدة بنظم تنقية.
ويتعاون هذا المشروع مع 000 50 من المنتجين للارتقاء بمستوى نظم إنتاجهم، ممّا يسهم في استصلاح النظم الإيكولوجية الزراعية وزيادة قدرتهم على الصمود أمام آثار تغير المناخ.
وبالإضافة إلى ذلك، يسعى المشروع إلى تحسين التربة والموارد المائية عن طريق تطبيق ممارسات زراعية قوامها الاستدامة للنهوض بالإدارة المسؤولة للبيئة وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة.