سلاسل إمدادات الماشية الأكثر مراعاة للبيئة يمكن أن تحقق مكاسب اسرع في مكافحة الاحتباس الحراري

الأمن الغذائي وزيادة الإنتاجية تسير جنباً إلى جنب مع خفض الانبعاثات الصادرة عن الماشية

14 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، بون، المانيا - قال جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم إن الجهود يجب أن تتركز على القطاعات الزراعية للقضاء على الجوع والحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، مؤكداً أن تحسين سلاسل إمدادات الماشية هي أسرع طريقة للبدء في ذلك.

وأكد غرازيانو دا سيلفا في كلمة له على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP 23) أن "خفض انبعاثات الكربون من الماشية أمر ممكن".

وقال إن الزراعة تسهم بجزء كبير من انبعاثات الدفيئة، ولكنها كذلك "أكثر القطاعات الاقتصادية عرضة لتأثيرات التغير المناخي". وأشار إلى أن التأثيرات السلبية للتغير المناخي تطال بشكل خاص الفئات الأشد فقراً والأكثر ضعفاً في العالم، والتي يعيش معظمها في المناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة والغابات ومصائد الأسماك في معيشتها.

وجاءت كلمة غرازيانو دا سيلفا في فعالية جانبية عقدها "تحالف المناخ والهواء النظيف"، وهو عبارة عن شراكة تطوعية تضم 122 عضواً من بينهم حكومات وهيئات دولية ومنظمات غير حكومية، يسعى إلى تحسين نوعية الهواء وحماية المناخ من خلال اتخاذ خطوات لخفض الملوثات المناخية القصيرة الأجل.

ويمكن أن تساهم عملية خفض الملوثات المناخية القصيرة الأجل مثل الميثان والهيدروفلوروكربونات والسخام بخفض حالة الاحترار العالمي بمقدار 0.9 درجة مئوية بحلول عام 2050، مما يسهم إسهاماً كبيراً في تحقيق هدف اتفاق باريس، وفقاً لما ذكره تحالف المناخ والهواء النظيف.

انبعاثات غاز الميثان والتخفيف من أثاره

تربي ثلثا الأسر الريفية الأشد فقراً الماشية وتعتمد عليها. وفي هذا الإطار، قال دا سيلفا: " يمكننا من خلال الممارسات المناخية المحسنة والذكية أن نحقق بسرعة سلاسل إمداد ماشية أكثر استدامة وأكثر مراعاة للبيئة". وأضاف أن عملية خفض انبعاثات غاز الميثان الناشئة عن التخمر المعوي تعد واحدةً من أكثر استراتيجيات تخفيف أثار تغير المناخ فعالية من حيث التكلفة، مؤكداً أن ربط هذه العملية بزيادة الانتاجية وتحسين الأمن الغذائي هو إجراء طبيعي وعاجل.

كما أشار المدير العام للفاو إلى أن الممارسات المتاحة بسهولة في مجال تغذية الثروة الحيوانية وإدارة الروث، جنباً إلى جنب مع الاستخدام الأفضل للتكنولوجيات مثل مولدات الغاز الحيوي، يمكن أن تساعد قطاع الثروة الحيوانية على خفض إنتاجه من غازات الدفيئة بنسبة تصل إلى 30 بالمائة.

تتسبب الملوثات المناخية القصيرة الأجل بجزء كبير من حالة الاحترار العالمي، ويؤدي خفضها إلى تحقيق آثار متسارعة بالمقارنة مع ثاني أكسيد الكربون. وبيّن دا سيلفا أن العمل على جعل قطاع الثروة الحيوانية أكثر مراعاة للبيئة سيفضي إلى تحقيق "مكاسب سريعة والمساهمة في التكيف والتنمية المستدامة والأمن الغذائي"، مشيراً إلى أن الفاو وشركاءها مستعدون لمساعدة البلدان في جميع أنحاء العالم لتحقيق هذه المكاسب.

وتعمل الفاو مع تحالف المناخ والهواء النظيف على خفض انبعاثات الميثان الناشئة عن التخمر المعوي في أمريكا اللاتينية وجنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

Photo: ©FAO/Marco Longari
قطيع من أبقار أنكولي يرعى قرب منطقة روسومو في تنزانيا.