الشراكة التعاونية في مجال الغابات تؤكد أهمية وقف إزالة الغابات من أجل تحقيق التنمية المستدامة
مؤتمر دولي يدعو إلى تحقيق توازن صحيح بين احتياجات الإنسان والكوكب
20 فبراير/شباط 2018، روما - أكدت ماريا هيلينا سيميدو، نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أن تغيير طريقة إدارة الأراضي وإنتاج الأغذية والغابات هو السبيل لضمان الأمن الغذائي، في ظل تزايد عدد سكان العالم والحاجة إلى إطعام تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050.
وجاءت تصريحات سيميدو خلال كلمة افتتحت بها مؤتمراً دولياً بشأن وقف إزالة الغابات، يعقد في روما في الفترة من 20 إلى 22 فبراير/شباط. وينظم المؤتمر "الشراكة التعاونية في مجال الغابات"، وهي شراكة عالمية تضم 14 منظمة وأمانة دولية، ترأسها الفاو، وتعمل على مساعدة البلدان على معالجة مشكلات اختفاء الغابات.
ويتسبب النمو السكاني السريع في تسريع الطلب العالمي على المنتجات والخدمات التي توفرها الغابات، بما في ذلك الأخشاب والألياف والوقود والأغذية والعلف والأدوية. ومن المتوقع أن يتضاعف الطلب على الأخشاب وحدها إلى 10 مليارات متر مكعب بحلول عام 2050. ومن ناحية أخرى، يزيد النمو السكاني أيضاً من الطلب على الإنتاج الزراعي، وما تزال عملية تحويل الغابات إلى أراض صالحة للزراعة لتلبية هذا الطلب أحد الدوافع الرئيسية لإزالة الغابات، ولا سيما في البلدان المدارية والبلدان منخفضة الدخل.
أساليب مبتكرة لإدارة الأراضي
وأضافت سيميدو: "أمامنا تحدٍ كبير، إذ سيتوجب على القطاع الزراعي بحلول عام 2050 زيادة إنتاج الغذاء والعلف والوقود بنسبة 50 بالمائة، مقارنة بما كان عليه الحال في عام 2012، لتلبية طلب العدد المتزايد للسكان القاطنين في المدن والذين يواجهون مشكلة تغير المناخ". وأشارت سيميدو إلى أنه خلال الـ25 سنة الماضية، تمكن أكثر من 20 بلداً من تحسين الأمن الغذائي، وفي الوقت ذاته المحافظة على غطاء الغابات، بل وزيادته.
وفي هذا الصدد، قالت سيميدو: "يدل هذا الأمر أن لدينا المعرفة والأدوات لوقف إزالة الغابات على الصعيد العالمي. ويمكن أن يؤدي استخدام المزيج الصحيح من السياسات المتعلقة بالتحريج وإعادة التحريج والاستخدام المتكامل للأراضي إلى تحقيق نجاح حقيقي. ولكن هذا يتطلب اتخاذ إجراءات طموحة ومتضافرة في جميع القطاعات الزراعية وخارجها، مدعومة بإرادة سياسية ومجتمعية. تتطلب معالجة أوجه الترابط هذه ابتكارات في المؤسسات والحوكمة والسياسات".
بدوره، قال مانويل سوبرال فيلهو، مدير منتدى الامم المتحدة للغابات، في كلمة رئيسية له أمام المؤتمر: "على مدى السنوات الـ25 الماضية، تباطأ معدل إزالة الغابات في العالم بنسبة أكثر من 50 بالمائة. وإذا ما استمر الاتجاه الحالي المتمثل في تباطؤ إزالة الغابات، وترافق باستمرار جهود إعادة التحريج وزارعة الأشجار، فإن المستقبل، الذي نصبو إلى أن نصل فيه إلى مرحلة وقف إزالة الغابات بشكل كامل على الصعيد العالمي، يمكن أن يصبح واقعاً عوضاً عن كونه مجرد طموح".
وشدد أميدي كامارا وزير البيئة والتنمية المستدامة في موريتانيا في كلمته على أهمية مبادرة الجدار الأخضر العظيم أمام الصحراء الكبرى والساحل لمساهمتها الرئيسية في مكافحة التصحر والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية ومكافحة الفقر وتغير المناخ.
وبدورها، دعت كريستيانا فيغيريس، الناشطة العالمية البارزة في مجال تغير المناخ والمناصرة القوية لاتفاق باريس للمناخ، إلى اتباع نهج يركز على الإنسان ويستند إلى الدوافع الفردية وإطلاق العنان لقدرات المجتمعات المحلية التي ستستفيد أكثر من غيرها من وقف إزالة الغابات.
وقدم توني سيمونز، المدير العام للمركز العالمي للحراجة الزراعية، حججا مقنعة في كلمته الرئيسية لمعالجة الأسباب الكامنة وراء إزالة الغابات وتدهورها بطريقة متكاملة، حيث أكد أن الحلول تكمن في الحقائق الاقتصادية.
المؤتمر الدولي
ويعد "المؤتمر الدولي للعمل عبر القطاعات لوقف إزالة الغابات وزيادة مساحة الغابات - من الطموح إلى العمل" أول مؤتمر فني رئيسي يعقد حول الغابات منذ اعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وخطة الأمم المتحدة الاستراتيجية للغابات 2017 - 2030.
وبما أن معظم عوامل إزالة الغابات تأتي من خارج قطاع الغابات، يجمع المؤتمر مسؤولين من وزارات من قطاعات مختلفة، بما في ذلك الغابات والزراعة والثروة الحيوانية والبيئة، فضلاً عن الشركات الخاصة ومنظمات المنتجين الصغار والمجتمع المدني ورابطات الشعوب الأصلية.
ويهدف المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، إلى تعزيز الحوار بين القطاعات ومجموعات أصحاب المصلحة بشأن كيفية تحقيق الأهداف المتفق عليها عالمياً لوقف إزالة الغابات وزيادة الغطاء الحرجي. وسيتم إرسال مخرجات المؤتمر إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة التابع للأمم المتحدة، والذي من المقرر أن يستعرض التقدم المحرز صوب تحقيق الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة بشأن "الحياة في البرّ" عند انعقاده في يوليو/تموز من هذا العام.
