المنظمة تُصعِّد التعاون فيما بين بُلدان الجنوب
فوائد مشتركة لنقل المعارَف وتطبيق التكنولوجيا
6 ديسمبر/كانون الأوّل 2011، روما -- في اتّجاهٍ متزايد للتعاون بين ُبلدان الجنوب على الصعيد العالمي، تُواصِل البُلدان النامية استثمار قدراتها المالية والتقنية في مبادراتٍ لمساعدة بعضها البعض من أجل النهوض بمستويات الأمن الغذائي، كما تدلّ الاتفاقيات الجديدة التي أبرمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتّحدة "FAO" بين عددٍ من بُلدانها الأعضاء.
ووقعت المنظمة "فاو" مؤخراً اتفاقيتين ثلاثيتين جديدتين بين جمهورية الصين الشعبية وجمهوريتي ليبيريا والسنغال، على التوالي، لدعم تطبيق سلسلةٍ من المبادرات ومشروعات الأمن الغذائي لدى البلدين الإفريقيين.
وأبرِمَت الاتفاقيتان في سياق التحالف الاستراتيجي بين المنظمة "فاو" والصين، للتعاون فيما بين بلدان الجنوب "SCC" من أجل مساندة برامج أمن الغذاء والتغذية لدى البلدان المُختارة. ويرد التمويل للاتفاقيتين الجديدتين من حساب أمانة مشترك بين المنظمة والصين مقداره 30 مليون دولار أمريكي.
وقال الخبير لوران توماس، المدير العام المساعد مسؤول قسم التعاون التقني لدى المنظمة "فاو" أنه "في الوقت يتواصَل فيه عدم اليقين الاقتصادي بالنسبة للتدفُّق التقليدي للمساعدة الإنمائية بين الشمال والجنوب، فأن التعاون على مستوى بلدان الجنوب ذاتها يُهيئ الشراكات ويبني على صرحها لدعم التبادل المباشر للمساهمات المالية والتقنية فيما بين بلدان العالم النامي".
تقاسُم المعرفة
وأضاف خبير المنظمة أن "مبادرة التعاون فيما بين بلدان الجنوب التي أطلِقت في عام 1996 توفِّر الدعم التقني على المستويات القطرية تصدياً لانعدام الأمن الغذائي. ومنذ ذلك الحين، أظهرت خبرات المنظمة في مجال التعاون بين بلدان الجنوب أنّ معارف ومهارات الخبراء التقنيين الميدانيين من الجنوب تتيح مساهمةً ثمينة لجهود عَصرنة الزراعة على نطاق صِغار المُزارعين في أنحاء العالم النامي كافة".
وإلى الآن، وُقِّع ما مجموعه 47 اتفاقية ثلاثية لتقديم المعونة التقنية فيما بين البلدان النامية في إفريقيا، وآسيا والمحيط الهادي، وأمريكا اللاتينية والكاريبي، وأوفد أكثر من 5001 خبير وتقنيّ في إطار مختلف المبادرات المعنية بالأمن الغذائي بين بلدان الجنوب.
وبالإضافة إلى التحالف الاستراتيجي مع الصين، وقِّعت أيضاً رسائل نية للتحالف الاستراتيجي في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب مع الأرجنتين وإندونيسيا حتى الآن، وهي قيد النقاش للتوقيع مع المغرب حالياً.
وفي مثالٍ واحد على مبادرة التعاون فيما بين بلدان الجنوب، يساعد الخبراء الفيتناميون على تطبيق أنشطة الريّ في تشاد لدعم زراعة الأرز، وزيادة إنتاج الحبوب، وصيد الأسماك الحرفي، وتربية النحل، ومعالجة الأغذية للتسويق. وبموجب اتفاقية ثلاثية وقّعتها المنظمة "فاو" عام 2010، يقوم عشرة خبراء فيتناميين على مساعدة تشاد تطبيق أنشطة في إطار الخطة الخمسية الوطنية للبلاد بما تبلغ قيمته 200 مليون دولار أمريكي، لتدعيم أركان الأمن الغذائي (وقد ساعدت المنظمة "فاو" على تصميم تلك الأنشطة).
وقدّمت حكومة فنزويلا دعماً مالياً لنقل التكنولوجيا إلى البلدان الإفريقية في مجال التحكُّم في المياه على النطاق المحدود، بينما وافقت حكومة البرازيل على توفير التدريب المتخصّص في معاهد البحوث ومراكز التدريب الزراعية للمواطنين الأفارقة المؤهّلين.
عيّنٌ على المستقبل
من المتوقع أن يُلهِم المعرض الإنمائي العالمي فيما بين بلدان الجنوب، طور التنفيذ حالياً في مقر المنظمة "فاو" بالعاصمة الإيطالية، إقامة المزيد من التحالفات الاستراتيجية فيما بين البلدان النامية التي تملك إمكانية إيفاد الخبراء، والتقنيين، ولتمويل البُلدان المؤهَّلة لتنفيذ مشروعات التعاون فيما بين بلدان الجنوب وإن كانت عاجزة عن تحمّل التكاليف.
ويشارِك في المعرض الذي يدوم خلال الفترة 5 - 9 ديسمبر/كانون الأوّل، كحدثٍ سنوي منذ عام 2008، ممثلو البُلدان، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، ووكالات الأمم المتّحدة بهدف تصوير حالات النجاح وتبنّي برامج وتحالفاتٍ جديدة فيما بين بلدان الجنوب ودعم تلك القائمة منها، بهدف مساعدة البلدان على بلوغ أهداف الألفيّة الإنمائية من خلال التنمية المنُصفة والمُستدامة.
