الحفاظ على الأشجار لجعل المدن أكثر اخضرارا وصحة

الحفاظ على الأشجار لجعل المدن أكثر اخضرارا وصحة

28 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، مانتوفا - تساعد الغابات والمساحات الخضراء على خلق مدن أكثر استدامة وقدرة على الصمود ومواجهة  تحديات ازدياد عدد السكان الحضريين، هذا ما أكدته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم أمام المشاركين في المنتدى العالمي الاول حول الغابات في المناطق الحضرية.  

وقال مساعد المدير العام لقسم إدارة الغابات السيد هيريتو ميتسوجي في الجلسة الافتتاحية للمنتدى: "هناك حاجة ماسة إلى وجود نماذج مستدامة للنمو الحضري". وأضاف قائلاً: "يجب على المدن الحالية والمستقبلية أن تعمل على تخطيط وتصميم مساحات خضراء وغابات حضرية لتحقيق مختلف الأهداف والاحتياجات، وتوفير خدمات النظم الإيكولوجية التي يقتضيها المجتمع الحضري، وتعزيز التواصل بين الريف والحضر".

ودعا السيد ميتسوجي المشاركين في المنتدى لإقرار مجموعة من حلول الغابات الحضرية - الواردة أدناه والتي تم الإعلان عنها في المنتدى - والتي تهدف جميعها إلى إيجاد مدن أكثر اخضراراً وصحة.

المنتدى - تغيير طبيعة المدن: دور الغابات الحضرية في خلق مستقبلاً أكثر اخضراراَ وأكثر صحة وأكثر سعادة - تنظمه منظمة الفاو، وبلدية مانتوفا، والجمعية الإيطالية لعلم زراعة الغابات وعلم بيئة الغابات (SISEF) وجامعة العلوم التطبيقة في ميلانو.

ويوفر المنتدى منصة لمشاركة الأمثلة الإيجابية على التخطيط للغابات الحضرية، والتصميم والإدارة حول العالم، وفرص رفع مستوى التزام المشاركين لتسخير فوائد الغابات.

ومن المقرر أن يشارك في المنتدى الذي سينعقد في الفترة بين 28 نوفمبر/تشرين الثاني – 1 ديسيمبر/كانون الأول، أكثر من 600 شخص من بينهم رؤساء بلديات، وأكاديميون، وحراجيون، ومصممو المناظر الطبيعية، ومخططو المدن من أكثر من 50 دولة.

لماذا الاستثمار في الغابات الحضرية والمساحات الخضراء؟

تشغل المدن ثلاثة في المائة فقط من سطح الأرض، ولكنها تستهلك ما يقارب من 75 في المائة من المصادر الطبيعية. ويعيش أكثر من نصف سكان العالم في المدن، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى ما يقارب من 70 في المائة بحلول العام 2050. وفي الوقت نفسه، من المحتمل أن يتضاعف حجم الطلب على المياه في المناطق الحضرية.

وأكد ميتسوجي: " قد يحدث توسع المدن عادةً دون وجود تخطيط ملائم لاستخدام الأراضي ويترتب على الضغط البشري الناتج عن ذلك آثاراً مدمرة على المساحات الزراعية والطبيعية في المناطق الحضرية وما حولها". 

ومن خلال الأخذ في الاعتبار حلول الغابات في عملية التخطيط الحضري، تصبح المساحات الخضراء والغابات قادرة على التصدي للعديد من التحديات.

وتستطيع الغابات إزالة الملوثات الضارة، وتقليل الضوضاء، وتحسين درجات الحرارة، وتخفيف آثار التغير المناخي، وتوفير مجموعة من المنتجات والطاقة المتجددة، وحماية موارد المياه، ومنع تآكل التربة وحدوث الفيضانات.

فعلى سبيل المثال، تعمل الأشجار على تقليل احتياجات تكييف الهواء بنسبة 30 في المائة في حالة تمت زراعتها بشكل مناسب حول المباني. وفي المناخ البارد، تعمل الأشجار على حماية المنازل من الرياح وتوفير الطاقة المستخدمة للتدفئة بنسبة 20-50 في المائة. ويمكن للشجرة الناضجة امتصاص ما يصل إلى 150 كيلوجراما من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وبالتالي تساهم في تخفيف آثار تغير المناخ.

ويمكن أن يكون هناك تأثير إيجابي للمناطق الخضراء أيضاً على صحة الإنسان ورفاهيته، وتعمل على تطوير مجتمعات أكثر تماسكاً.

كيفية بناء مدن أكثر اخضراراَ

أطلق منظمو المنتدى نداءً للعمل من خلال طرح مجموعة من حلول الغابات أمام المشاركين للمصادقة عليها. وتتضمن هذه الحلول ما يلي:

  • توسيع الغطاء المظلي في المدن، من خلال زراعة الأشجار المناسبة في المكان المناسب.
  • وضع جداول أعمال سياسية تعمل على تعزيز المساحات الخضراء والغابات الحضرية.
  • القيام برصد منتظم لتأثيرات الجزر الحارة في المدن لغايات التخطيط الاستراتيجي للغابات الحضرية
  • استخدام المبادئ التوجيهية التقنية لتخطيط وتصميم، وإدارة الأشجار والغابات الحضرية
  • إيجاد وتطوير فرص عمل خضراء وفرص اقتصادية
  • تحويل المناطق المهملة، والمواقع المصابة بالتلوث، والأفنية إلى مساحات خضراء
  •  إنشاء الحدائق العامة، وتشجيع الزراعة الحضرية والغابات الغذائية الحضرية
  • زيادة عدد المباني الخضراء والغابات العامودية وتشجيع بناء الأسطح الخضراء

Photo: ©Simone Borelli
يمكن للغابات والمساحات الخضراء المساعدة في خلق مدن أكثر استدامة واستدامة.