إيطاليا والفاو تعززان الوعي حول فوائد النظام الغذائي المتوسطي

الحفاظ على العادات والتقاليد الغذائية المحلية أمر أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

18 أيلول/سبتمبر 2019، روما - نظمت الحكومة الإيطالية بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم فعالية تهدف إلى تعميق فهم النظام الغذائي المتوسطي ورفع مستوى الوعي حول الكيفية التي يمكن لهذا النظام الغذائي من خلالها المساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتؤكد الفعالية في رسالتها الرئيسية على ضرورة حصول الجميع على نظام غذائي صحي، مثل النظام الغذائي المتوسطي، لتحقيق أجندة 2030، وعلى حماية وتعزيز مثل هذه الأنظمة الغذائية.

وتركز الفعالية، وهي الأولى ضمن سلسلة من الفعاليات ذات الصلة بالنظام الغذائي المتوسطي، على أصول النظام الغذائي المتوسطي وتاريخه وتقاليده ومناطقه والمبادئ التي يستند إليها.

وتجمع الفعالية مجموعة من الخبراء حول مواضيع متصلة بالنظام الغذائي المتوسطي من خبراء في علم الإنسان إلى أخصائيين في التغذية وممثلين عن وزارة الخارجية الإيطالية ووكالات الأمم المتحدة وأوساط أكاديمية.

النظام الغذائي المتوسطي - فوائده لأهداف التنمية المستدامة

وفي هذا السياق، قال المدير العام للفاو شو دونيو خلال افتتاح الفعالية في مقر الفاو أن النظام الغذائي المتوسطي يعزز أنماط الإنتاج والاستهلاك الغذائي المحلية، ويشجع الزراعة المستدامة ويحمي المناظر الطبيعية ويترك بصمة بيئية منخفضة.

وحذر المدير العام من أن النظام الغذائي المتوسطي، كغيره من النظم الغذائية التقليدية حول العالم، على وشك الاختفاء بسبب عادات الأكل الحديثة، والاعتماد المتزايد على خيارات "الأكل السهل" التي توفرها محلات السوبر ماركت ومحلات الوجبات السريعة.

ويُحدث النمو السكاني والعولمة والتوسع الحضري والضغوطات الاقتصادية تغيرات في نظمنا الغذائية وأنماط التغذية والاستهلاك والتي تؤدي بدورها إلى اتباع نظم غذائية غير صحية ذات آثار سلبية مقلقة على صحة الإنسان وحياته واقتصادات البلدان.

وأكد المدير العام للفاو أنه ينبغي الإشادة بمبادرات حماية ودعم النظم الغذائية التقليدية الصحية، مثل النظام الغذائي المتوسطي، وتوسيع نطاق المعرفة بشأن هذه النظم الغذائية.

وقال شو دونيو إن الأغذية الصحية والمستدامة جيدة للجسد والروح، وهي الأساس الذي يعيش من خلاله الناس حياة منتجة وصحية وسعيدة.

المبادرات التي تعزز النظام الغذائي المتوسطي

تدرك الفاو أهمية النظم الغذائية التقليدية والأصلية في جميع أنحاء العالم، وتسلط الضوء على فوائدها وتدعم حمايتها.

وبتمويل من الحكومة الإيطالية، تعمل الفاو وإيطاليا على تعزيز الالتزام بالنظام الغذائي المتوسطي في لبنان وتونس. وسيتم نقل المعرفة المكتسبة من خلال هذا العمل في التدخلات السياساتية لتعزيز النظام الغذائي المتوسطي على نطاق أوسع.

وفي إطار عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية، ستطلق الفاو وإيطاليا وشركاؤهما شبكة عمل تتكون من مجموعة من وكالات الأمم المتحدة والدول الأعضاء، لدعم الحوار السياساتي وتعزيز الإجراءات المحلية بشأن النظم الغذائية التقليدية والصحية والمستدامة.

وفي يوم الأغذية العالمي، والذي يصادف ذكرى تأسيس الفاو في 16 أكتوبر/تشرين الأول، سيكرس موضوع هذا العام لتعزيز النظم الغذائية الصحية.

كما تنعكس أهمية النظم الغذائية التقليدية كعنصر أساسي في التراث الثقافي في نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية التي أنشأتها الفاو في عام 2012، حيث اضيفت منطقتين طبيعيتين في إيطاليا وهما مزارع الكروم التقليدية في سوافي وبساتين الزيتون في المنحدرات بين أسيزي و سبوليتو مؤخراً إلى قائمة "المناظر الطبيعية ذات الجمال المتميز التي تجمع بين التنوع البيولوجي الزراعي والنظم الإيكولوجية القادرة على الصمود والتراث الثقافي القيّم".

وتهدف الفعاليات المتعلقة بالنظام الغذائي المتوسطي، والمقرر عقدها بين سبتمبر/أيلول 2019 ونهاية عام 2020، إلى تعزيز استيعاب النظام الغذائي المتوسطي واستكشاف الكيفية التي يمكن من خلالها دمج الجوانب المختلفة للنظام الغذائي في عمل الفاو بشأن الأمن الغذائي والتغذية، وسلامة الأغذية، والنظم الغذائية المستدامة، والتنوع البيولوجي، وفقد الأغذية وهدرها، والابتكار الزراعي.

ملاحظة: يتم بث فعالية اليوم على شبكة الانترنت على الموقع http://www.fao.org/webcast/home/en، وستشهد الفعالية حلقات نقاش مع خبراء في النظام الغذائي المتوسطي، من بينهم الكاتب والصحفي البرتو أنجيلا.

Photo: ©FAO/Giulio Napolitano
في مصنع لإنتاج الزيتون في فيتيربو بإيطاليا. الزيتون هو عنصر أساسي في النظام الغذائي المتوسطي.