الفاو تضع صحة موظفيها على رأس أولوياتها في العمل لاحتواء فيروس كورونا

تم وضع تدابير وقائية وتنفيذها على مدار الأسابيع الماضية

10 مارس / آذار 2020، روما - نفذت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على مدار الأسابيع الخمسة الماضية سلسلة من التدابير الاحترازية لحماية موظفيها وأسرهم من خطر الإصابة بمرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وتم تنفيذ هذه التدابير وفقاً للمبادئ التوجيهية والبروتوكولات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية والسلطات الإيطالية.

وتمثل الإجراء الأخير الذي اتخذه شو دونيو، المدير العام للفاو، في قيامه هو نفسه بالعمل عن بعد من المنزل هذا الأسبوع. وجاء هذا القرار في أعقاب إعلان الفاتيكان أن أحد موظفيها الذين شاركوا في مؤتمر نظمته الأكاديمية البابوية للحياة في الفترة من 26 إلى 28 فبراير/شباط في روما مصاب بفيروس كوفيد-19. وتماشياً مع بروتوكولات منظمة الصحة العالمية، فإن المدير العام للفاو وسبعة من الزملاء ممن حضروا ذلك المؤتمر في 28 فبراير/شباط سيعملون من المنزل خلال الأيام الخمسة المتبقية من فترة الـ 14 يوماً، حتى 14 مارس/آذار، حيث سيقومون بمراقبة صحتهم وقياس درجات حرارتهم يومياً بدعم من الخدمات الطبية لدى الفاو.

وتقوم الفاو بعملية رصد استباقي للوضع المتطور والاستجابة له منذ أسابيع. فمنذ بداية شهر فبراير/شباط، تم وضع إرشادات تتيح للموظفين العمل من المنزل لمدة 14 يوماً لدى عودتهم من مناطق يرتفع فيها خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، كما حددتها منظمة الصحة العالمية والسلطات الإيطالية.

وفي أعقاب التفشي واسع النطاق للفيروس في إيطاليا قبل أسبوعين - يقع المقر الرئيسي للفاو في روما - بدأ فريق عمل خاص شكّله شو في 29 يناير 2020 وينسق نشاطاته نائب المدير العام، بالعمل فوراً مع السلطات الإيطالية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى التي تتخذ من روما مقراً لها، حيث يجتمع هذه الفريق يومياً لتقييم الوضع ووضع تدابير وقائية. على سبيل المثال، أجرت الفاو فحوصات يومية لدرجة حرارة نحو 1000 مشارك حضروا مؤتمراً دولياً لخبراء التنوع البيولوجي في مقرها لمدة تتجاوز الأسبوع في أواخر فبراير/شباط. وبدعم من الصليب الأحمر الإيطالي، تم توسيع نطاق هذا الإجراء ليشمل جميع الموظفين والزوار، وأصبح إلزامياً للجميع الأسبوع الماضي. وحتى الآن، لم تسجل أية حوادث مثيرة للقلق.

وفي الوقت نفسه، أجلت الفاو أو ألغت تجمعات كبيرة كان مقرراً اقامتها في أواخر شهر فبراير/شباط وشهر مارس/آذار، شملت اجتماعات وورش عمل ودورات تدريبية وزيارات جماعية ومعارض وعروض أفلام. وتحول الاحتفال بيوم المرأة العالمي يوم الجمعة الماضي إلى احتفال افتراضي جرى من دون حضور مباشر وتمت متابعته عبر البث الالكتروني.

وشجعت الفاو موظفيها على الحفاظ على مسافة اجتماعية في المكاتب والمصاعد والمطاعم وغيرها من الأماكن العامة المشتركة، وخفّضت أوقات الجلوس في الكافتيريا ومددت ساعات العمل، ونصحت الموردين ومقدمي الخدمات باتباع تدابير وقائية. ووجهت الفاو مكاتبها في جميع أنحاء العالم بمراجعة جميع خطط السفر بحيث لا يتم السفر إلا إذا كان ضرورياً وآمناً. وبعد إغلاق جميع المدارس في إيطاليا الأسبوع الماضي، مُنح أولياء الأمور خيار العمل من المنزل، ومُنحت الموظفات الحوامل نفس الخيار. وتم وضع جميع التدابير بمشاركة ممثلي الموظفين.

كما راجعت الفاو ترتيبات استمرارية أعمالها. وعقب تجارب ناجحة الأسبوع الماضي، طبقت خطة مناوبات عمل الموظفين من منزلهم. وبالتالي فقد فعّلت الفاو خطتها لاستمرارية العمل واكتفت بنشر الموظفين الأساسيين في مكاتبها. وسيعمل الموظفون الآخرون من منازلهم بما يضمن تقديم الخدمات واستمرار عمل المنظمة بسلاسة.

وراجعت الفاو أيضا ترتيبات استمرارية العمل. وبعد تجارب ناجحة الأسبوع الماضي، يبدأ هذا الأسبوع تنفيذ خطة أوسع للعمل عن بعد بالتناوب، بما يتيح لنحو نصف الموظفين العمل من المنزل بشكل يومي، مع ضمان تقديم الخدمات وسلاسة أداء الفاو.

ومع استمرار ظهور حالات كوفيد-19 في إيطاليا وحول العالم، تظل الفاو متيقظة، حيث يعمل فريق إدارة الأزمات التابع لها على مدار الساعة لتقييم المخاطر وتعديل التدابير المتبعة. وتضع الفاو صحة جميع موظفيها في المقام الأول.

Photo: ©FAO/Riccardo De Luca
مقر الفاو في روما.