التحالف العالمي من أجل الأغذية في ظلّ جائحة كوفيد-19 بقيادة منظمة الأغذية والزراعة يكتسب مزيدًا من الزخم

تسعى المبادرة التي اقترحتها الحكومة الإيطالية إلى معالجة التأثيرات الطويلة الأجل للجائحة على الأغذية والزراعة من خلال إشراك عدد أكبر من البلدان لمؤازرة الجهود المبذولة

30 يوليو/تموز 2020، روما - يكتسب التحالف العالمي من أجل الأغذية في ظلّ جائحة كوفيد-19 الذي أطلقته الحكومة الإيطالية وتقوده منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، مزيدًا من الزخم مع انضمام عدد أكبر من البلدان إلى المبادرة في مسعى لمعالجة التأثيرات السلبية في الأجلين المتوسط والطويل للجائحة الراهنة على النظم الغذائية والزراعة.

وهذا التحالف الذي تمّ عرضه خلال شهر يونيو/حزيران هو آلية متعددة أصحاب المصلحة والقطاعات يسعى إلى حشد المساعدة السياسية والمالية والفنية لدعم البلدان المتضررة من الأزمة الحالية. وهو سيتيح منصة للتحاور بين مختلف أصحاب المصلحة بما فيهم القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ومنظمات المزارعين والمجتمع المدني والحكومات والمنظمات غير الحكومية وسواها لتقديم استجابات مصممة خصيصًا للبلدان في مواجهة تأثيرات كوفيد-19 على النظم الغذائية.

وعلاوة على ذلك، سيكون التحالف منتدى لتبادل الأفكار والمعارف بين مختلف البلدان من أجل التوصل إلى حلول للأعضاء الذين يواجهون تحديات مماثلة في التصدي لتداعيات الجائحة على النظم الغذائية والإمدادات الغذائية.

وقد انضمّ حتى الآن أو قدّم الدعم للتحالف أكثر من 35 بلدًا من مختلف أنحاء العالم.

وجائحة كوفيد-19، إضافة إلى كونها مصدر قلق هام للعموم، قد تشكل تهديدًا خطيرًا أيضًا بالنسبة إلى الأمن الغذائي العالمي. فالارتفاع الحاد في معدلات البطالة وخسارة الدخل وارتفاع تكاليف الأغذية تقوّض فرص الحصول على الأغذية في البلدان النامية والمتقدمة على السواء وستكون لها تأثيرات طويلة الأجل على الأمن الغذائي والاقتصادات الوطنية فتغرقها في حالة من الركود.

وبحسب أحدث التقديرات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة، حتى قبل أن تتجلى تأثيرات جائحة كوفيد-19 على النظم الغذائية العالمية وسبل عيش الملايين في مطلع العام الحالي، كان نحو 690 مليون شخص يخلدون إلى النوع وهم جائعون في حين كان 135 مليونًا منهم على شفير التضور جوعًا. وكان 183 مليون شخص إضافي معرضين لخطر الوقوع في حلقة الجوع المدقع في حال مواجهتهم عوامل ضغط إضافية، ما أثار مخاوف كثيرة خاصة في ظلّ تفشي الجائحة.

ولا يقلّ إلحاحًا عن ذلك تضافر خطر الجائحة مع الأزمات القائمة على غرار النزاعات والكوارث الطبيعية وتغير المناخ والآفات والأوبئة التي تجهد بالفعل نظمنا الغذائية وتتسبب بانعدام الأمن الغذائي في مختلف أنحاء العالم.

وتقول السيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام "استجابة لحالة الطوارئ الراهنة، سيدعم التحالف من أجل الأغذية الجهود التي تبذلها المنظمة لمساعدة البلدان على العودة إلى المسار الصحيح من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في الحد من الجوع وسوء التغذية. "وإننا نشجع الأعضاء كافة على الانضمام إلى هذه المبادرة التي تعدّ نهجًا مثاليًا لحشد الإرادة المالية والسياسية على أرفع المستويات بما يتجنّب تفاقم الجائحة وتحولها من أزمة صحية إلى أزمة غذائية."

وتقول بدورها معالي السيدة Emanuela del Re، نائب وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي في إيطاليا "إنّ النطاق العالمي للجائحة يستوجب تكثيف الجهود للقضاء على الجوع في العالم. لذا، يسعى نهج التعاون الإيطالي إلى توطيد العلاقة بين التدخل الإنساني والتنمية من خلال بناء نظم غذائية قادرة على الصمود وتعزيز سلاسل الإمدادات المستدامة. وسنواصل عملنا هذا من خلال دعم بلورة مبادرة التحالف من أجل الأغذية الذي تقوده المنظمة واقترحته الحكومة الإيطالية."

وقالت السيدة Marina Sereni، نائب وزير الخارجية في إيطاليا "أود أن أعرب عن امتناني لكون الاقتراح الذي تقدمت به إيطاليا لإنشاء تحالف من أجل الأغذية قد حظي بدعم فوري منذ البدء من جانب هذا العدد الكبير من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ونيجيريا وهولندا والأرجنتين وجمهورية مصر العربية وسواها من البلدان التي تبدي حاليًا اهتمامها في المبادرة."

تحفيز الجهود المشتركة لمعالجة تأثيرات كوفيد-19 في الأجل البعيد

سوف يسعى التحالف إلى الحدّ قدر المستطاع من تأثيرات حالة الطوارئ الراهنة في الأجل البعيد من خلال مؤازرة الجهود التي تبذلها المنظمة للترويج لنظم إنتاج غذائي قادرة على الصمود ومستدامة وتحسين التغذية وزيادة الإنتاجية الزراعية ومداخيل صغار منتجي الأغذية، لا سيما النساء والشباب والسكان الأصليين والمزارعين الأسريين، بموازاة معالجة الاختلالات التي أحدثتها جائحة كوفيد-19.

كما أنّ التحالف من أجل التغذية سيكمّل برنامج المنظمة الشامل للاستجابة والتعافي وسيستفيد منه وهو برنامج يقوم على سبعة مجالات ذات أولوية تمّ إطلاقه الشهر الفائت. وسيشكل أيضًا منصة لتبادل المعارف بين مختلف البلدان من أجل التوصل إلى حلول للأعضاء الذين يواجهون تحديات مماثلة في مواجهة تأثيرات كوفيد-19 على النظم الغذائية والأمن الغذائي.

Photo: ©FAO/
يقف المزارعون في الصومال في طابور عند نقطة تسجيل لتلقي المساعدة خلال موسم المحاصيل.