الابتكار يكتسي أهمية حاسمة لمكافحة الاختلالات في سلاسل الإمدادات الغذائية والحد من الآثار المستقبلية للجائحة
المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يدعو في المنتدى العالمي للأغذية والزراعة في برلين إلى اتباع نهج إبداعي ومتكامل في النظم الزراعية والغذائية من أجل دفع التعافي من جائحة كوفيد-19 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة
19 يناير/كانون الثاني، روما/برلين - قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة السيد شو دونيو اليوم إن الحلول الابتكارية في النظم الزراعية والغذائية قد ساعدت الأسر المعيشية والبلدان على احتواء الاختلالات في سلاسل الإمدادات الغذائية خلال جائحة كوفيد-19، وسيتطلب الأمر إنجاز المزيد من أجل "إعادة البناء بشكل أفضل وأكثر اخضرارًا". وقد أكد المدير العام في حديثه خلال اجتماع الخبراء الافتراضي الرفيع المستوى بشأن كيفية المساعدة على تعزيز استدامة النظم الغذائية والوقاية من الجوائح في المستقبل، أن الابتكار لا يقتصر على النطاق التكنولوجي، بل يشمل كذلك رسم السياسات ووضع النماذج التجارية.
وعقدت المنظمة هذا الحدث في إطار المنتدى العالمي للأغذية والزراعة الذي سيستمر طوال الأسبوع في برلين. ومن بين المشاركين الآخرين في هذا المنتدى معالي السيدة Julia Klöckner، الوزيرة الاتحادية للأغذية والزراعة في ألمانيا، ومعالي السيدة Thoko Didiza، وزيرة الزراعة وإصلاح الأراضي والتنمية الريفية في جنوب أفريقيا، ومعالي السيد Jamshid Khodjaev، وزير الزراعة في أوزبكستان، والسيد Christian Hofer، مدير المكتب الاتحادي السويسري للزراعة، والسيد Erik Fyrwald، الرئيس التنفيذي لمجموعة Syngenta Group، وهي شركة رائدة في مجال إنتاج البذور والمحاصيل.
وتشمل الأمثلة على النظم الزراعية والغذائية المدعومة بالابتكار القنوات الخضراء التي تربط منتجي الأغذية الطازجة بالمراكز الحضرية، وحلول التجارة الإلكترونية الموزعة على جميع مستويات النظم الزراعية والغذائية، والحلول البديلة التي تكفل عمل ممارسات سلامة الأغذية وسط القيود الواسعة الانتشار المفروضة على حركة الأشخاص والناجمة عن حالة الطوارئ الخاصة بكوفيد-19.
وقال السيد شو دونيو إن حالات الإغلاق التام قد جعلت الناس يعتمدون بشكل أكبر على نماذج الأعمال الرقمية، مشيرًا إلى التطبيقات الموجودة على طول السلسلة، من "حقول المزارعين إلى أطباق المستهلكين". وأكد أن الهدف هو تشجيع الكفاءة والفعالية والمرونة في الإجراءات والاستجابات المنفذة على جميع المستويات.
وفي أعقاب تفشي الجائحة والقيود المفروضة على حركة الأشخاص والسلع، قادت المنظمة جهدًا عالميًا يرمي إلى التخفيف من التقلب المحتمل في أسعار الأغذية وخطر القيود المفروضة على التجارة، ونظمت نُهجًا مؤسسية مبتكرة ودعمتها - بما في ذلك عقد اجتماع وزاري ثلاثي للاتحاد الأفريقي الذي حفز الإدماج المتكامل للمحفظات السياساتية الخاصة بالزراعة والتجارة والتمويل لدى الأعضاء، ونفذت مبادرة العمل يدًا بيد، إضافة إلى المنصة الجغرافية المكانية الجديدة ومختبر البيانات الضخمة. وقال المدير العام "إن الابتكار ليس عبارة عن فكرة نظرية - بل هو حقيقة واقعة".
واستشرافًا للمستقبل، يحدد برنامج المنظمة للاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها العناصر التالية بوصفها محركات، وهي البيانات لصنع القرار، وبرامج الحماية الاجتماعية، وتعزيز قدرة أصحاب الحيازات الصغيرة على الصمود، وتمكين النساء الريفيات، وتسهيل التجارة والشفافية في الأسواق، إضافة إلى نهج "صحة واحدة" - الذي يُروَّج له بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان - ودمج استراتيجيات أمراض الإنسان والحيوان مع استراتيجيات حماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية.
وتعمل المنظمة أيضًا على تحسين الأدوات الآنية باستخدام مدخلات جديدة مثل صور الأقمار الاصطناعية للتعلم الآلي، من أجل معايرة وتصنيف توقعات المحاصيل ورصد مخاطر حدوث اختلال في إنتاج المواد الغذائية وتجارتها. وقال المدير العام إنه يمكن أن يساعد ذلك، إضافة إلى المنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية التي تمت الموافقة عليها في الاجتماع الوزاري للمنتدى العالمي للأغذية والزراعة العام الماضي والتي تعمل المنظمة حاليًا على إنشائها، على تقديم دعم حاسم للأعضاء الذين ينفذون نهج "صحة واحدة"، وتعزيز الإنتاجية بشكل عام.
المنتدى العالمي للأغذية والزراعة
إن المنتدى العالمي للأغذية والزراعة (18-22 يناير/كانون الثاني) الذي تنظمه الوزارة الاتحادية للأغذية والزراعة في ألمانيا هو أحد أكبر الفعاليات في هذا القطاع. وسيُقعد في ختام المنتدى مؤتمر وزاري يستقطب رؤساء المنظمات الدولية وأكثر من 80 وزيرًا للزراعة. والموضوع الشامل لمؤتمر هذا العام هو كيفية إطعام العالم في ظل الجوائح وتغير المناخ.
وعقدت منظمة الأغذية والزراعة اجتماعين لفريقين من الخبراء فيما شارك خبراء المنظمة في أحداث أخرى، بما في ذلك جلستان من الجلسات الافتتاحية التي استضافتها لجنة الأمن الغذائي العالمي، وهي منصة متعددة أصحاب المصلحة تعمل على وضع وإقرار التوصيات والتوجيهات على مستوى السياسات بشأن مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالأمن الغذائي والتغذية. وشارك رئيس اللجنة، السيد Thanawat Tiensin، إلى جانب السيد Andrea Cattaneo، كبير الخبراء الاقتصاديين في المنظمة، في اجتماع الخبراء الذي عُقد يوم الاثنين والذي ركز على دور المياه باعتبارها الوسيلة الأساسية التي سنشعر من خلالها بآثار تغير المناخ. كما كانت التحديات المتعلقة بندرة المياه محور تركيز التقرير الرئيسي للمنظمة عن حالة الأغذية والزراعة لعام 2020.
وشارك السيد بوبكر بن بلحسن، مدير شعبة الأسواق والتجارة في المنظمة، في اجتماع افتتاحي آخر للخبراء بشأن الدروس المستفادة خلال حالة الطوارئ الخاصة بكوفيد-19 من أجل بناء قدرة سلاسل القيمة الزراعية على الصمود.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، استضافت المنظمة مناقشة لفريق من الخبراء بشأن كيفية تعزيز قدرة النظم الغذائية في المدن والأقاليم على الصمود أمام الجوائح وتغير المناخ. إذ يجري تخصيص حوالي 80 في المائة من جميع الأغذية المنتجة للاستهلاك في المناطق الحضرية، وهو ما يزيد من أهمية الإدارة القوية للنظم الزراعية والغذائية في المدن والمناطق المحيطة بها على السواء. وتولى تيسير هذا الحدث السيد Guido Santini، منسق برنامج المنظمة للنظم الغذائية في المدن والأقاليم والعضو في المجموعة الأساسية لمبادرة المدن الخضراء التابعة للمنظمة، التي تنفذ بدعم من ألمانيا مبادرات في 8 مدن مختلفة حول العالم.
الحاجة إلى الابتكار في نظم الثروة الحيوانية
عرض خبراء الثروة الحيوانية في المنظمة تقريرًا جديدًا عن فرص الابتكار في نظم الثروة الحيوانية من أجل التصدي للجوائح وتغير المناخ على السواء.
ويشير التقرير إلى أولوية شاملة تتمثل في جعل نظم الثروة الحيوانية أكثر اخضرارًا وأمانًا وإنصافًا - التي غالبًا ما ترتبط بانبعاثات غازات الدفيئة ومخاطر انتشار الأمراض الحيوانية المصدر والاستخدام المتزايد للعوامل المضادة للميكروبات، بيد أنها أيضًا مورد أساسي للبروتينات الحيوانية وتدعم مئات الملايين من سبل العيش.
ويشدد التقرير المفصّل على الحاجة إلى وجود نهج "صحة واحدة" متين يتيح لتدابير صحة الحيوان وخطط المراقبة أن تساهم في نظم الإنذار المبكر لمسببات الأمراض الناشئة، وفي تعزيز الإنصاف من أجل ضمان وصول أصحاب الحيازات الصغيرة الضعفاء إلى الأسواق، وتنويع سلاسل الإمداد وتحسين البنية التحتية لسلاسل التبريد من أجل تحسين المداخيل والحدّ من الفاقد والمهدر من الأغذية، فضلًا عن تأهيل الأراضي وحماية التنوع البيولوجي والتقنيات المنخفضة الكربون والابتكارات في علف المواشي وإنتاجيتها.
