تتشرّف منظمة الأغذية والزراعة بتولّي رئاسة التعاون الثلاثي بالتناوب
تتمثّل الأولوية المشتركة في ترجمة الرؤية الموحّدة إلى خطة عمل عالمية لنهج صحة واحدة.
18 فبراير/ شباط 2021، روما - تسلّم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، اليوم رئاسة أمانة التعاون الثلاثي بالتناوب من السيدة Monique Eloit، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان.
وقال المدير العام خلال الاجتماع التنفيذي الثلاثي السنوي السابع والعشرين الذي عُقد بصورة افتراضية: "إنّ منظمة الأغذية والزراعة سعيدة لتولّيها رئاسة التعاون الثلاثي خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة بعد المنظمة العالمية لصحة الحيوان".
ويشمل التعاون الثلاثي منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان. ويركّز هذا التعاون على "تشارك المسؤوليات وتنسيق الأنشطة العالمية لمواجهة المخاطر المحدقة بالصحة على مستوى التفاعل بين الإنسان والحيوان والنظام الإيكولوجي".
وخلال العقد الماضي، عمل الشركاء في التعاون الثلاثي معًا بنجاح لمعالجة مسألة مقاومة مضادات الميكروبات، وإنفلونزا الطيور، وداء الكلب وسلامة الأغذية والتأهب للأمراض المعدية الناشئة والمهملة والاستجابة لها.
وقد أظهرت جائحة كوفيد-19 الروابط "الوثيقة" القائمة بين صحة الإنسان والحيوان والنظم الإيكولوجية مع انتشار الأمراض الحيوانية المصدر بين الحيوانات وانتقالها إلى الإنسان.
ويُعتبر نهج "صحة واحدة" نهجًا متكاملًا يعترف بهذه العلاقة الأساسية ويضمن عمل المتخصصين في قطاعات متعددة معًا لمعالجة التهديدات الماثلة أمام صحة الحيوان والإنسان والنبات والبيئة.
وشدّد المدير العام قائلًا: "يسترشد عملنا برؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق الفضائل الأربع، ألا وهي إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل. ويمثّل نهج صحة واحدة عاملًا أساسيًا لجميع هذه المجالات كونه يربط بين صحة الإنسان وصحة الحيوان وسلامة البيئة ".
ما هي تطلّعات التعاون الثلاثي في المستقبل؟
قال السيد شو دونيو: "ينتظر منّا العالم هيكلًا لنهج صحة واحدة. والمرونة وسرعة التحرك أساسيّان لتحقيق التحوّلات والفعالية التي نطمح إليها".
واقترح المدير العام للمنظمة مبادرة تتمثل في وضع خطة عمل عالمية لنهج صحة واحدة، تُسنِد الأولوية للفئات السكانية المعرضّة لخطر التخلف عن الركب والتي تعاني من تفاقم الجوع والفقر المدقع. وستقود المنظمة مع شركائها هذا المسعى من خلال التعاون الذي يعود بالنفع على جميع الأطراف على المستويات العالمية والإقليمية والقطرية من أجل دعم الأعضاء بشكل أفضل لمنع حدوث جائحة مقبلة.
وشدّد السيد شو دونيو على تمتّع المنظمات الثلاث بفرصة فريدة لدفع عجلة التغيير الحقيقي بسبب جائحة كوفيد-19، مشيرًا إلى أنّ نهج صحة واحدة سيكون موضع تركيز الاجتماعات الدولية الرفيعة المستوى المقبلة.
ولم تحظَ التوقعات بالنسبة إلى عمل المنظمات الثلاث والحاجة إلى التعاون الفعّال في ما بينها بهذا القدر من الأهمية من قبل.
وحثّ السيد شو دونيو المعنيّين قائلًا "فلنحوّل أقوالنا إلى أفعال، ونبيّن للعالم القيمة الحقيقية للعمل المتعدد الأطراف من أجل صحة واحدة".
وبالإضافة إلى التركيز على منع تفشي الجوائح في المستقبل، شدّد المدير العام للمنظمة على ضرورة ألا تغيب عن بال العالم الأمراض المتوطّنة التي تهدّد كلّ يوم حياة ملايين السكّان، وهم عادة الأشدّ فقرًا.
انضمام برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى التعاون الثلاثي
ينشأ نحو ثلثي الأمراض المعدية المعروفة عن الحيوانات البرية والمستأنسة. وترتبط المسائل المتصلة بفقدان التنوع البيولوجي وإزالة الغابات بظهور الأمراض الحيوانية المصدر وانتشارها، وبالتالي، لا بد من تعزيز العمل على صعيد محور "صحة واحدة" واستعادة النظم الإيكولوجية، من أجل منع حدوث جائحة مقبلة.
وسعيًا إلى تحقيق هذه الغاية، لا بدّ من توسيع نطاق النهج المتكامل الذي يعترف بالعلاقة الأساسية والمتشابكة القائمة بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
ومن المتوقّع أن ينضمّ برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى التعاون الثلاثي خلال رئاسة منظمة الأغذية والزراعة.
ويقتضي التنفيذ الفعّال لنهج صحّة واحدة تعزيز الاستجابات المتعددة القطاعات وفهم دور النظم الإيكولوجية في تنظيم الأمراض.
وبالتالي، يسلّط ذلك الضوء على أوجه التآزر المتوقّعة من انضمام برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى العمل بشأن نهج صحة واحدة.
وتكتسي مساهمة برنامج الأمم المتحدة للبيئة الفاعلة والفعّالة في تطبيق الاعتبارات المتصلة بسلامة البيئة ومعالجة تدهور النظم الإيكولوجية في العالم، أهمية حاسمة من أجل تغطية المجموعة الكاملة للأسباب الجذرية للأمراض والظروف التي تنشأ فيها.
وسيقدّم برنامج الأمم المتحدة للبيئة كذلك خبرته في مجال النظم الإيكولوجية وسيضطلع بدور هام بصفته جزءًا من أمانات العديد من الاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف وأجهزة البحوث.
