عمل الأطفال في مجال الزراعة آخذ في التزايد مجدّدًا في ظلّ توقع تفاقم الوضع السائد جراء تفشي جائحة كوفيد-19

قبل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، منظمة الأغذية والزراعة تدعو إلى اجتثاث هذه الآفة من خلال إحداث تحوّل في النظم الغذائية والزراعية

10 يونيو/حزيران 2021، روما - دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم إلى إحداث تحوّل في النظم الغذائية والزراعية من أجل التصدي لارتفاع مستوى عمل الأطفال في مجال الزراعة، وهي حالة تعزى في المقام الأول إلى انتشار الجوع والفقر، وتفاقمت اليوم جراء تفشي جائحة كوفيد-19.

وقد جاء هذا النداء على لسان المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو، خلال حدث رفيع المستوى نُظِّم على هامش الدورة 109 لمؤتمر العمل الدولي، بالاشتراك بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة العمل الدولية احتفالًا باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، الموافق 12 يونيو/حزيران.

والجدير بالذكر أن قطاع الزراعة يظلّ القطاع الرئيسي الذي يعمل فيه الأطفال، إذ يمثل ما يزيد عن 70 في المائة من عمل الأطفال في مختلف أرجاء العالم. وتفيد الأرقام الجديدة، الصادرة عن منظمة العمل الدولية واليونيسيف اليوم، أن أربعة ملايين طفل إضافي قد انخرطوا في عمل الأطفال في مجال الزراعة خلال الفترة 2016-2020، حيث تشير التقديرات إلى أن قرابة 112 مليون من الفتيان والفتيات باتوا يعملون الآن في القطاعات الزراعية.

وأعرب السيد شو قائلًا "حيثما تكون هناك حالة من الجوع، يتزايد أيضًا احتمال وجود عمل الأطفال"، مشيرًا إلى أن السواد الأعظم من الأطفال يعمل ضمن أسره، ويكدّ َبحَثًا عَمَّا يَسُدُّ رَمَقَهُ. وشدّد على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لهذه المشكلة، بما يشمل فقر الأسر وتدني مستوى التعليم ونقص البنية التحتية في المناطق الريفية.

والجدير بالذكر أن الأزمة التي تلقي بظلالها جائحة كوفيد-19 تتسبب، إضافة إلى التحديات الحالية، من قبيل النزاعات والكوارث الطبيعية، في انخفاض لا نظير له في النشاط الاقتصادي وفرص العمل في مختلف أرجاء العالم، ينطوي على انعكاسات لا تحمد عقباها تطال النظم الغذائية والزراعية. وقد تمخض ذلك فعلًا عن زيادة كبيرة في مستويات الجوع والفقر، ممّا له تداعيات بالنسبة إلى عمل الأطفال. ويدق التقرير الجديد الصادر عن منظمة العمل الدولية واليونيسيف ناقوس الخطر، محذرًا من مغبة أن يُزّج بتسعة ملايين طفل إضافي في مستنقع عمل الأطفال بحلول نهاية عام 2022.

معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء عمل الأطفال

أكد السيد شو على ضرورة توفير سبل كسب عيش لائقة للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، وتخصيص استثمارات أكثر في البنية التحتية الريفية، إضافة إلى رسم سياسات خاصة بالمناطق الريفية والتربية والتعليم تراعي عمل الأطفال. وأشار إلى أنه ينبغي لجميع أطفال الريف التمتع بإمكانية الوصول إلى الإنترنت العريضة النطاق والقنوات التلفزيونية الفضائية، بما يتيح لهم فرصة اكتساب معارف ومهارات جديدة.

وقد ألقى المدير العام للمنظمة بيانًا في هذا الحدث إلى جانب كل من السيد Guy Ryder، المدير العام لمنظمة العمل الدولية؛ والسيدة Henrietta Fore، المديرة التنفيذية لليونيسيف؛ والسيد Martin J. Walsh، وزير العمل في الولايات المتحدة؛ والسيد Roberto Suarez-Santos، الأمين العام للمنظمة الدولية لأرباب العمل؛ والسيدة Sharan Burrow، الأمينة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال؛ والسيد Kailash Satyarthi، الحائز على جائزة نوبل للسلام.

ليس كل ما يقوم به الأطفال من عمل يندرج ضمن عمل الأطفال

يعرّف عمل الأطفال على أنه عمل لا يتناسب وسن الأطفال ويؤثر في تعليمهم، أو يحتمل أن ينال من صحتهم أو سلامتهم أو معنوياتهم. غير أن ليس كل ما يقوم به الأطفال من عمل يعتبر عمل أطفال. إذ ثمة أنشطة قد تساعد الأطفال على اكتساب مهارات مهمة لكسب عيشهم والمساهمة في بقائهم على قيد الحياة وتأمين أمنهم الغذائي.

وأيًا كان الأمر، فإن أعمال عديدة يضطلع بها الأطفال في مجال الزراعة ليست ملائمة لسنهم. وغالبًا ما يتعلق الأمر بأعمال محفوفة بالمخاطر ويمكن أن تؤثر على تعليم الأطفال وإجمالي نمائهم الجسدي والاجتماعي. وبالإضافة إلى ذلك، عندما يتعين على الأطفال العمل لساعات طويلة، تصبح فرصهم في التمدرس وتنمية مهاراتهم محدودة، ويحتمل أن تعيق قدرتهم على الحصول على فرص عمل لائق في المستقبل.

عمل المنظمة في مجال الحد من عمل الأطفال في مجال الزراعة

تدعم المنظمة وضع سياسات واستراتيجيات وطنية خاصة بالتنمية الريفية تراعي مسألة عمل الأطفال في مختلف القطاعات الزراعية. وتحفز المنظمة الإدماج الاقتصادي للأسر الريفية عن طريق برامج الحماية الاجتماعية والمبادرات الهادفة إلى النهوض بالإنتاجية وتنويع الدخل.

وقد تم وضع إطار المنظمة بشأن القضاء على عمل الأطفال في الزراعة لكي يُهتدى به في إدماج التدابير التي تعالج عمل الأطفال في برامج المنظمة وعملها على كل من المستويات العالمية والإقليمية والقطرية.

كما تعمل المنظمة بشكل وثيق مع منظمة العمل الدولية وسائر الشركاء الذين يساهمون في السنة الدولية للقضاء على عمل الأطفال لعام 2021.

Photo: ©FAO/Sumy Sadurni / FAO
فتاة في الثالثة عشرة من عمرها تقوم بطحن الذرة الرفيعة في بيتها لعدم التحاقها بمدرسة Rengen الابتدائية الواقعة في إقليم Karamoja. ويظل عمل الأطفال في منطقة شمال أوغندا منتشرًا للغاية، إذ أن 51 في المائة من الفتيات والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات لم يلتحقوا قطّ بالمدرسة.