بارّوسو: الاتحاد الأوروبي سيواصل تعزيز المرونة في صفوف الفقراء
المنظمة تكرّم المؤسسات والأفراد لإنجازاتهم البارزة في مناهضة الجوع - انضمام ثلاثة بلدان أعضاء جدداً
16 يونيو/حزيران 2013، روما -- صرّح رئيس المفوّضية الأوروبية خوسيه مانويل بارّوسو، مخاطباً المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO"، بأن "الاتحاد الأوروبي سيواصل بناء المرونة للأمد البعيد بين الفئات الأشد ضعفاً، مع معالجة الأسباب الكامنة في أسس الجوع والفقر، والنهوض بمستويات التغذية".
وأعلن رئيس المفوضية الأوروبية، قبوله لتسلُّم الجائزة الممنوحة للاتحاد الأوروبي لقاء المبادرة الأوروبية لمناهضة الجوع، التي بلغت قيمتها مليار يورو وقد طبِّقت جزئياً بالاشتراك مع منظمة "فاو" ردّاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية في البلدان الفقيرة.
وخلال تقديم الجائزة، أشاد المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا بجهود الاتحاد الأوروبي لخياره أن يعتمد على الزراعة كحلّ لتلك الأزمة، قائلاً "بفضل هذه الجهود وغيرها، فإن أمن الغذاء والزراعة أصبحا مرة أخرى بمثابة المدخل إلى تطبيق استراتيجيات النمو والتنمية لدى العديد من البلدان، مثلما أضحى القطاعان يُخصَّصان على نحو متزايد كأولويات في إطار المساعدات الإنمائية الدولية".
وجرت مراسم منح الجائزة في اليوم الافتتاحي لمؤتمر "فاو" الثامن والثلاثين. وأعرب بارّوسو عن تقديره "لجائزة جاك ضيوف" المخصصة "للمرفق الأوروبي للغذاء"، إذ أطلِقَت المبادرة على يد الاتحاد الأوروبي كاستجابة إزاء أزمة أسعار المواد الغذائية خلال الفترة 2008 - 2011، ونجحت فعلياً في مساعدة 59 مليون شخص لدى 50 بلداً.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية، أن "البرامج التي موِّلت بموجب مرفق الغذاء الأوروبي ساعدت صغار المُنتجين على رفع وتنويع موارد دخلهم من خلال النهوض بإدارة الأراضي، والثروة الحيوانية، والموارد المائية". وأضاف أن... "المستفيدون شاهدوا زيادة بمقدار 50 بالمائة في الإنتاج الزراعي، وارتفاعاً في الدخل السنوي للأسرة بمعدل 290 يورو في المتوسط، في ما ساعد أيضاً على إنقاذ حياة أولئك الأشد عُرضة لقفزات الأسعار ولا سيما النساء والأطفال".
وأعلن قائلاً، "وفي الأسبوع القادم سأحضر مؤتمر قمّة مجموعة الدول الثماني الكبرى في 'لو ارنيه'، ولسوف أبرِز مجدداً ضرورة أن تنضوي سوء التغذية في سجل التاريخ الغابر، لأن ذلك من المتعين أن يشغل موقع أحد مراكز الاهتمام الرئيسيّة على جدول أعمال التنمية الدولية".
وشدّد بارّوسو على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الاستجابة للأزمات الغذائية في البُلدان الأشد ضعفاً، مثل دول إقليم الساحل ومنطقة القرن الإفريقي، باعتبارها الأشد تضرُّراً من جرّاء الفقر، وأخطار المناخ، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وعدم استقرارها، والضغوط على الموارد الطبيعية، والنمو السكّاني السريع، والحوكمة الهشّة، وعدم الاستقرار السياسي.
الجوائز الأخرى
ويتشارك الاتحاد الأوروبي في الجائزة التي تلقّاها مع المنظمة غير الحكومية الهندية "رابطة النساء العاملات لحسابهن الخاص" (SEWA)، التي حصلت على نصف الجائزة لقاء جهودها في مساعدة النساء من خلال دمج خدمات الإرشاد الزراعي، والتمويل، والتعليم ومحو الأمية، والرعاية الاجتماعية، والإسكان، والصحة في النهوض بأوضاعهن.
وقالت السيدة ريما ننافاتي، نيابة عن المنظمة غير الحكومية الهندية، "حين يضحى بمقدور النساء بناء أمنهن الغذائي يصبحن قادرات على تعليم أطفالهن، وأيضاً الاقتصاد في التكاليف، والتخطيط للمستقبل، والمشاركة في التخطيط، والتشارُك في عمليات اتّخاذ القرار". وأضافت، "وهذا النموذج من الأمن الغذائي يبث حسِّاً بالكرامة واحترام الذات".
ونالت إدارة الغابات الكينية جائزة "فاو" لتنفيذ مشروع تنمية موارد المعيشة المستدامة في مجمّع غابات "ماو". وتلقّت الهيئة جائزة إدوار صَوما، التي تخصَّص لأي مؤسسة أو مؤسسات تنجح بكفاءة عالية في تطبيق مشروع مموَّل من قِبل برنامج منظمة "فاو" للتعاون التقني.
وقال الخبير ديفيد مبوغوا، نيابة عن المشروع الكيني، أنه "وفّر فرصاً جديدة لموارد معيشة مستدامة بين المجتمعات المحلية الحرجية المجاورة وبفضل تلك الخدمات تراجعت الأنشطة التدميرية لموارد الغابات".
كما حظي فريق جريدة "الغارديان" للتنمية العالمية بجائزة من منظمة "فاو"، إقراراً بتقاريره الصحفية حول قضايا الزراعة والغذاء والأمن الغذائي والفقر، وفي ما أبرز الضرورة الملّحة لإحراز تقدّم صوب بلوغ الأهداف الإنمائية للألفيّة. وتلقّى فريق الجريدة البريطانية جائزة أ. هـ. بورما، التي تُمنح مرة كل سنتين إلى صحفيّ أو صحفيين ساهموا في توجيه اهتمام الرأي العام دولياً إلى مشكلات الغذاء.ومُنحِت ميدالية "Margarita Lizarraga Medal" عن الفترة 2012 - 2013، إلى منظـمة "Organizacion del Sector Pesquero y Acuicola del Istmo Centroamericano"، المختصة بمصايد الأسماك الحرفية في أمريكا الوسطى لمساهمتها الهامة في تنمية الثروة السمكية وتربية الأحياء المائية المستدامة، ولقاء نجاحها في التطبيق الملموس لقواعد مِدونة الصيد الرشيد للأسماك الخاصة ببلدان أمريكا الوسطى.
كذلك حظي ثلاثة خبراء ميدانيين لدى منظمة "فاو" بجائزة ب. ر. سن، لما قدّموه من مساهمة فائقة في تقدّم بلدانهم.
ومُنِحت الجوائز الفردية الثلاث لعام 2011، إلى الخبير مدير المشروع ديفيد دولان، الذي نجح بفضل خبراته التقنية وقيادته وقدراته على مواصلة عمليات المشروع في وجه صعوبات محلية جمة لانتشال مجتمعات بأسرها من براثن الفقر في باكستان؛ وخبير الغابات باتريك دورسِت لقاء المساهمات التي قدّمها إلى قطاع الغابات على مدى 19 سنة من العمل المتواصل في إقليم آسيا والمحيط الهادي.
وقدِّمت جائزة ب. ر. سن عن عام 2012 إلى الخبير لوكا ألينوفي، مسؤول الطوارئ ومنسّق إعادة التأهيل نيابةً عن المنظمة في الصومال، لقيادته الفذّة للمشروعات والنُهُج المبتكرة التي طبّقها في صومال فتكت به المجاعات.
دول أعضاء جدد
واقترع المؤتمر على قبول كل من بروناي دار السلام، وسنغافورة، وجنوب السودان أعضاء جدداً لدى منظمة "فاو"، مما يرفع المجموع العام إلى 197 عضواً لدى المنظمة، بضمنهم 194 دولة عضواً، ومنظمة واحدة عضواً ( الاتحاد الأوروبي)، إلى جانب عضوين منتسبين هما جزر فارويه وتوكيلاو.
