شيلي والصين والمغرب تدنو مع دول أخرى من دحر الجوع

المنظمة تقر بجهود المغرب وشيلي والصين كأحدث أعضاء في قائمة متزايدة من البلدان الفاعلة في مناهضة الجوع، لكنها تستحث على جهود أكبر في مواجهة سوء التغذية

16 يونيو|حزيران 2014، روما -- حظي كل من المغرب وشيلي والصين اليوم بإقرار دولي من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" لما أحرز من تقدم بارز في مناهضة الجوع، وكإنجاز انضمت الدول الثلاث من خلاله إلى قائمة تزداد طولاً من البلدان التي نجحت في تحقيق الأهداف الدولية قبل انتهاء الموعد النهائي المحدد لها في نهاية عام 2015.

وخلال مراسم خاصة أقيمت بمقر منظمة "فاو"، منح المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا، شهادتي تقدير إلى الصين والمغرب لبلوغهما الهدف الإنمائي الأول للألفية؛ بينما تلقت شيلي، التي حققت بالفعل الهدف الأول للألفية، شهادة تقدير لقاء بلوغ الهدف المحدد الذي طرح في مؤتمر القمة العالمي للأغذية عام 1996.

ويتطلب الهدف الإنمائي الأول للألفية خفض نسبة الجياع إلى نصف قياساً على عدد السكان الكلي قبل نهاية عام 2015 مقارنة بالمستوى السائد عام 1990. بينما يقتضي هدف القمة العالمية للغذاء 1996 الأكثر طموحاً تحقيق خفض يبلغ النصف على الأقل في العدد المطلق للجياع بين مجموع السكان قبل نهاية عام 2015 مقارنة بالمستوى السائد عام 1990.

وقال المدير العام لمنظمة "فاو" غرازيانو دا سيلفا، "قبل عام واحد احتفلنا بأول 38 بلداً بلغت الهدف الإنمائي الأول للألفية قبل الموعد النهائي المحدد لذلك في عام 2015 بثلاث سنوات. ومن بينها، ثمة 18 بلداً نجح أيضاً في الإيفاء بهدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية؛ والآن يلتئم شملنا مجدداُ للإقرار بجهود ثلاث دول أخرى لجهودها المتميزة".

غير أن غرازيانو دا سيلفا شدد على أن الهدف العالمي لا يزال متمثلاً في القضاء المبرم على الجوع وسوء التغذية"، قائلاً "حتى  في هذا اليوم من عالم الوفرة الغذائية ثمة أكثر من 840 مليون شخص ما زالوا يعانون سوء التغذية"؛ وأضاف إن "ضمان الأمن الغذائي ومساعدة الأفراد في التغلب على الفقر المدقع إنما يشكلان أول الخطوات لبناء المستقبل الشامل للجميع، الذي نبتغيه بحيث لا نخلف أحداً وراءنا".

وحضر كل من وزير الزراعة الشيلي معالي كارلوس فورتشيه، ووزير المملكة المغربية للزراعة والصيد البحري معالي عزيز أخنوش، ونائب وزير الزراعة الصيني معالي تشن غزياهوا، ممثلين عن بلدانهم في المراسم الاحتفالية لتسليم جوائز التقدير الدولية.

وكان هدف مؤتمر القمة العالمي عام 1996، قد حدد عندما اجتمعت 180 دولة في روما لمناقشة سبل دحر الجوع، بينما طرح الهدف الإنمائي الأول للألفية من قبل المجتمع الدولي في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2000.

تحويل الالتزام إلى عمل فعال

وإلى الآن حقق أربعون بلداً الهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية، بينما بلغ 19 بلداً هدف مؤتمر القمة العالمي للغذاء 1996. ووصف المدير العام لمنظمة "فاو" هذه الانجازات، بأنها "تظهر كيف يتحول الالتزام السياسي من جانب الحكومات إلى إجراءات فعالة ونتائج ملموسة في مكافحة الجوع".

وأشار إلى "الالتزامات الإقليمية القوية التي تدعم وتحفز الجهود الوطنية للقضاء على الجوع"، بما في ذلك مبادرة التحرر من ربقة الجوع عام 2025 في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، والتحركات من قبل الاتحاد الإفريقي لتأييد هدف "محو الجوع" عام 2025، فضلاً عن احتضان إقليم آسيا والمحيط الهادي لمبادرة الأمم المتحدة للقضاء المبرم على الجوع "تحدي الصفر جوعاً".

وقال غرازيانو دا سيلفا أن هذه الجهود التي تدعمها الجهات غير الحكومية الفاعلة والمجتمع الدولي، إنما تدلل على أن "الأمن الغذائي يمكن أن يصبح واقعاً معاشاً خلال حياتنا".

وخلال الحفل، أشاد المدير العام للمنظمة أيضاً بست عشرة دولة لنجاحها في الاحتفاظ بمعدلات الجوع دون 5 بالمائة منذ عام 1990 على الأقل وهي: الأرجنتين، وبربادوس، والجمهورية الدومينكية، وبروناي دار السلام، ومصر، وإيران (جمهورية الإسلامية)، وكازاخستان، ولبنان، وماليزيا ، والمكسيك، وجمهورية كوريا، والمملكة العربية السعودية، وجنوب إفريقيا، وتونس، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة.

وتستند الجوائز المقدمة، إلى الإحصائيات التي أعدتها منظمة "فاو" باستخدام المعطيات المستحصلة من دولها الأعضاء والوكالات الدولية الأخرى.

وفي مساع لتجديد الالتزام العالمي بالقضاء على الجوع وضمان أن يحصل الجميع في أنحاء العالم كافة على حمية صحية، تعكف منظمة "فاو" ومنظمة الصحة العالمية (WHO) شراكة، على تنظيم اجتماع حكومي دولي عالمي رفيع المستوى هو المؤتمر الدولي الثاني للتغذية (ICN2) المقرر عقده في روما خلال 19 - 21 نوفمبر|تشرين الثاني 2014.

الصورة:©FAO/Alessandra Benedetti
لقطة لمراسم الاحتفال بمنح شهادات التقدير. (من اليسار): نائب وزير الزراعة الصيني معالي تشن غزياهوا؛ وزير الزراعة الشيلي معالي كارلوس فورتشيه؛ المدير العام للمنظمة جوزيه غرازيانو دا سيلفا؛ وزير المملكة المغربية للزراعة والصيد البحري معالي عزيز أخنوش.