المملكة العربية السعودية تساعد المنظمة على الاستجابة لحالة الأمن الغذائي المروّعة في العراق

"فاو" تتلقى منحة بمقدار 14.7 مليون دولار لدعم الأسر الريفية

4 سبتمبر|أيلول 2014، بغداد / روما -- بفضل منحة سخية قدمتها المملكة العربية السعودية بمقدار14.7 مليون دولار أمريكي ستتمكن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" من تصعيد مساعدات الطوارئ الغذائية والزراعية لنجدة أشد الأسر الريفية ضعفاً في العراق. ويشكل هذا التبرع جزءاً من منحة كلية تبلغ 500 مليون دولار من لدن المملكة العربية السعودية لدعم العراقيين المتضررين في غضون الأزمة الراهنة.

والمقرر أن تخصص هذه الأموال للاستجابة لاحتياجات آلاف من الأسر الريفية التي تعتمد أساساً على إنتاج محاصيل الحبوب وتربية الماشية، وممن يناضلون من أجل البقاء على قيد الحياة وسط الأزمة العراقية.

وقال الخبير فاضل الزعبي، ممثل منظمة "فاو" في العراق، أن "الخسائر في الأصول وفرص الحصول على الدخل على حد سواء، تعرض أعداداً متزايدة من الفقراء إلى أوضاع مثيرة للجزع من انعدام الأمن الغذائي".

وأضاف أن "النزوح الهائل للسكان وتعذّر الوصول إلى الأراضي الزراعية، فضلاً عن انقطاع إمدادات الوقود والإعانات المخصصة للحصاد وسلاسل الإمدادات الغذائية، أثرت سلبياً على توافر الغذاء وإمكانيات الحصول عليه؛ ومن المرجح أن تتدهور الحالة الراهنة أكثر فأكثر مع استمرار الأزمة بل وتزايد أوضاع الطوارئ تعقيداً".

وإلى الآن، ألحق الصراع أضراراً بالغة بمحاصيل الحبوب في مناطق الإنتاج الرئيسية، ولا سيما في محافظتي نينوى وصلاح الدين اللتين تساهمان عادة بنحو ثلث إنتاج القمح في العراق و 40 بالمائة من ناتج الشعير.

وبينما قد يؤدي تراجع الحصاد إلى انخفاض في مستويات الإمدادات الغذائية، وزيادة متطلبات الاستيراد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية تعكف منظمة "فاو" على دعم الأسر الزراعية وتوفير الوسائل الضرورية لها للحفاظ على موارد الرزق ومواجهة الأزمة الجارية.

بناء القدرة على الصمود والاستجابة

وستوزع "فاو" في القريب العاجل على المزارعين احتياجاتهم من بذور القمح والأسمدة اللازمة للموسم الزراعي القادم (اكتوبر/تشرين الأول - نوفمبر/ تشرين الثاني 2014). كما ستبذل جهوداً متزامنة لبناء قدرة الأسر الريفية المتأثرة بالنزاع على الصمود والمجابهة من خلال دعم تنمية الانتاج الزراعي وتربية الدواجن. كذلك، سيجري تدريب الأسر الريفية التى تعولها نساء، والأسر الفقيرة على تصنيع الغذاء فى المنازل، وإشراكها فى أنشطة "العمل مقابل النقد"، ومساعدة أفرادها على اعادة بناء سبل معيشتهم وخلق فرص العمل وتحسين فرص حصولهم على الغذاء.

وسيجري توزيع الأعلاف الحيوانية لمساعدة مربي الماشية في الحفاظ على قطعانهم (أصولهم الأساسية) والاحتفاظ بأنشطة الثروة الحيوانية المنتجة. كما سيجري توفير الامدادات والخدمات البيطرية للمساعدة على حماية قطعان الحيوانات من الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، والتى تشكل حالياً تهديداً للثروة الحيوانية وخطراً على الصحة العامة خاصةً بين السكان النازحين.

في الوقت ذاته، من المقرر تعزيز الفريق المشترك بين منظمة "فاو" وبرنامج الأغذية العالمي والمعني بالأمن الغذائي، لضمان التنسيق بين المؤسسات المعنية.

وصرح الدكتور عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد لمنظمة "فاو" والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، بالقول "إن هذه حالة طوارئ أخرى فى الإقليم حيث تعمل فرقنا بعزيمة لا تلين للاستجابة لاحتياجات المزارعين والسكان النازحين فى البلدان المتأثرة ولكن الاحتياجات هائلة"، مشيداً "بالدعم السخى من جانب المملكة العربية السعودية لكرمها الذى سيساهم فى تغيير حياة الآلاف إلى الأفضل فى العراق". وأضاف قائلاً، "إننا نناشد أريحية المانحين لمساعدة أهل العراق على تخطى هذه الأزمة".

الصورة: ©FAO/Rosetta Messori
الرعاة في العراق بحاجة ماسة إلى الأعلاف والمستلزمات البيطرية للحفاظ على قطعانهم وحمايتها من الأمراض الحيوانية العابرة للحدود.