هنالك حاجة لبذل جهود مكثفة لمنع الأمراض والآفات من تدمير السلسلة الغذائية
توضح مجموعة الأدوات الخاصة بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) كيف يمكن أن تساهم عملية الوقاية والإنذار المبكر والاستعداد في إنقاذ البشر وسبل العيش.
1 فبراير / شباط، روما – تشكل الأمراض والآفات التي تصيب النباتات والحيوانات، وكذلك مختلف أنواع الملوثات، تهديداً يومياً لتوافر الغذاء والصحة الغذائية، إذ يحدث هذا الأمر في المزارع أو المصانع أو المنزل أو المياه العذبة أو البحار أو في الهواء الطلق ووسط الغابات الكثيفة.
باتت التهديدات، سواء كانت على شكل عوامل مسببة للأمراض أو آفات أو ملوثات، تنتقل بسرعة أكبر وإلى أماكن أبعد، بحيث أصبحت عملية تنفيذ استجابات فعالة وفي الوقت المناسب أكثر صعوبةً، الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على وضع الإمدادات الغذائية للناس، وحالتهم الصحية وسبل العيش، وحياتهم كذلك.
يصاب شخص واحد من بين كل عشرة أشخاص بالمرض سنوياً نتيجة تناول غذاء ملوث، حيث تشير التقديرات إلى أن نحو 420 ألف شخص يموتون نتيجة لتلك الإصابات. ويشار إلى أن أكثر من 70 بالمائة من الأمراض الجديدة التي يصاب بها البشر هي من أصل حيواني، حيث يمكن أن تشكل تلك الأمراض تهديداً رئيسياً للصحة العامة. وتجدر الإشارة هنا ايضاً إلى أنه يتم فقدان ثلث إنتاج المحصول الزراعي العالمي سنوياً بسبب الآفات والأمراض النباتية التي يمكن أن تنتشر إلى بلدان متعددة وعبر قارات مختلفة.
تساهم عدة عوامل في هذا الأمر، بما في ذلك أنواع معينة من الزراعة الكثيفة، وإزالة الغابات، والرعي الجائر والتغير المناخي. وبالإضافة إلى ذلك، تزيد الصراعات والاضطرابات الأهلية وعولمة التجارة من احتمال ظهور تهديدات جديدة، قد تنتقل إلى بلدان أخرى وتصبح مدمرةً في البلدان المصابة بها حديثاً. كما قدد تتعرض الأغذية إلى التلوث في مراحل التصنيع والتسويق، وهي عمليات غالباً ما تتم في بلدان مختلفة، ما يصعب عملية تحديد نقطة التلويث.
ولغايات مواجهة العدد المتزايد من الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود، أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) مجموعة "تفادي الأخطار التي تهدد السلسلة الغذائية" وهي عبارة عن مجموعة من الأساليب والأدوات الوقائية التي أثبتت جدواها خلال حالات الطوارئ. تبين مجموعة الأساليب والأدوات كيف يمكن أن تساهم الوقاية والإنذار المبكر والاستعداد، والإدارة الجيدة لأزمات السلسلة الغذائية والممارسات الجيدة، في تعزيز الأمن الغذائي والسلامة، وإنقاذ الأرواح وسبل العيش.
وفي معرض تعليقه على الموضوع، بيّن المدير العام المساعد للفاو، رن وانغ، أن الحفاظ على سلامة السلسلة الغذائية بات أمراً معقداً على نحو متزايد في عالم مترابط وأكثر تعقيداً. وشدد على أهمية أن تتيقظ القطاعات المعنية بإنتاج وصناعة وتسويق الأغذية للتهديدات الحالية والمحتملة، والتصدي لها بطريقة منسقة.
التقنيات الجديدة تساعد في تجنب الأخطار التي تهدد السلسلة الغذائية
توضح مجموعة أدوات الفاو كيف يمكن أن يساهم تبني نهج متعدد التخصصات في تنفيذ الاستجابة في الوقت المناسب وكيف يمكن أن يساعد توظيف التقنيات الجديدة في منع ومكافحة التهديدات العابرة للحدود من خلال تسهيل تبادل المعلومات.
يستخدم مربو الماشية في مالي وأوغندا وتنزانيا تطبيق EMA-i لجمع ونقل معلومات عن الأمراض الحيوانية من الحقول إلى هواتفهم الذكية. يتم إرسال البيانات في الوقت الحقيقي إلى نظام الوقاية من طوارئ الآفات والأمراض النباتية والحيوانية العابرة للحدود (EMPRES-i) في منظمة الفاو، حيث يتم تشاركها على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، ما يسهل عملية إجراء تحليل في الوقت المناسب من أجل تنفيذ استجابة سريعة للغاية للتصدي للأمراض في مراحلها الأولى.
ساهم نظام الرصد هذا في أوغندا بمضاعفة عدد التقارير حول الأمراض الحيوانية والمرسلة إلى المركز الوطني لتشخيص الأمراض الحيوانية وعلم الأوبئة خلال السنوات الأخيرة، ما وفر نوع من الإنذار المبكر للمزارعين يمكنهم من التصدي لتفشي الأمراض بشكل أفضل.
كما تم تطوير أدوات متنقلة لرصد مرض صدأ القمح - وهو مرض فطري يدمر محاصيل القمح السليمة - لتمكين العاملين في مجال الإرشاد والمؤسسات البحثية من تبادل المعلومات بصورة منتظمة بشأن تفشي المرض.
يعد الجراد الصحراوي من أخطر الآفات المهاجرة والتي غالباً ما تهدد الإمدادات الغذائية في أفريقيا وآسيا، حيث يمكن لسرب من الجراد الصحراوي يبلغ عدده 40 مليون التهام نفس الكمية من الطعام التي يتناولها 35 ألف إنسان. ولكن وبفضل نظام eLocust3، تحسنت عملية رصد الجراد، إذ يستخدم هذا النظام الآن في 19 دولة من بين الدول الأكثر عرضةً للآفات الزراعية.
يوفر إطار إدارة أزمات السلسلة الغذائية الخاص بالفاو في كل شهر ورقة معلومات جديدة لدعم البلدان والمؤسسات الأعضاء للإدارة العالمية للتهديدات العابرة للحدود المحدقة بالسلسلة الغذائية. ويتم في كل فصل إصدار نشرات إنذار مبكر حول التهديدات الحالية.
حقائق رئيسية
- خلال العقد الماضي، كانت المواشي والحيوانات البرية هي أصل 70 بالمائة من الأمراض الناشئة التي أصابت البشر في تلك الفترة.
- ينتشر أكثر من 200 مرض من خلال الغذاء وتودي بحياة 420 ألف شخص سنوياً.
- يصل حجم الخسائر التي تتسبب بها الأمراض التي تصيب الروبيان إلى أكثر من 3 مليارات دولار على مستوى العالم.
- تتسبب الآفات والأمراض النباتية بما نسبته 30 بالمائة من الفاقد في المحاصيل الزراعية على مستوى العالم.
- تؤثر الآفات الحشرية على أكثر من 85 مليون هكتار من الغابات في جميع أنحاء العالم.
