جفاف القرن الإفريقي يُهدِّد الملايين
رُعاة الماشية والُمزارعون بحاجة إلى دعمٍ عاجل
g14 يونيو/حزيران 2011، روما / نيروبي -- حذَّرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "FAO" اليوم مِن أن أعداد مَن يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء من المنتظر أنّ تزداد مع استمرار التأثير الشديد للجفاف، مَقروناً بارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، على منطقة القرن الإفريقي.
وذكرت المنظمة "فاو" أن مستوياتٍ بالغة الارتفاع من سوء التغذية الحادّ تَستشري علي نطاقٍ واسع عبر بُلدان الإقليم، وثمة أكثر من ثمانية ملايين شخص في جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال بحاجة إلى المعونة العاجلة.
وحتى الآن واجهت المنطقة فَصلين متعاقبين من الأمطار دون المستويات العادية، فيما أدّي إلى بُوار المحاصيل، ونضوب موارد الرعي ونفوق أعدادٍ كبيرة من رؤوس الماشية.
أزمةٌ مزمنة
في تقدير رود تشارتز، منسّق الطوارئ لشرق إفريقيا ووسطها، فإن "الأزمة الراهنة ليست حدثاً مؤسفاً فحسب بل هي حالة مزمنة لتلك المنطقة، لذا يتمثل التحدّي مستقبلاً في تمكين المُزارعين والُرعاة من التكيُّف للأمر الواقع الجديد المترتِّب على تَطايُر أحوال الطقس، وخاصية التقلُّب المتزايد للأحوال الجوية المتطرفة".
وأضاف أن "الاستعداد بدأ مع الشركاء في مجموعة العمل الإقليمية المعنية بالأمن الغذائي والتغذية، لدى المنظمة 'فاو' تحسُّباً لسيناريو الجفاف هذا منذ فشل الموسم القصير للأمطار في السنة الماضية. وقد أصدرت المنظمة مِراراً وتِكراراً إنذارات بهذا الشأن وقامت على دعم خطط تأهُّب البُلدان في المنطقة".
ففي الصومال، تُقدَّر معدّلات سوء التغذية بأنها من بين الأسوأ في العالم، إذ يُعاني واحدٌ من كل أربعة أطفال في جنوب الصومال سوءَ تغذيةٍ حاداً. وإذ يؤثّر الجفاف على معظم أجزاء البلاد يُؤدّي إلى نفوق الماشية، ويسبِّب ارتفاعاً بالغاً في أسعار المواد الغذائية مما يُلقي بصعوباتٍ لا قِبَل بها للأسر الفقيرة تلبيةً لاحتياجاتها الغذائية الأساسية. وفي الوقت الراهن ثمة نحو 2.5 مليون نسمة‘ أي واحد في ثلاثة صوماليين بحاجة إلى مساعدة إنسانية لكن النزاع المستمر في الجنوب مقروناً بالتوقُّعات الرديئة للحصاد القادم، تشير إلى إمكانيةٍ ماثلة لسقوط أعدادٍ إضافية الصوماليين في شَرك أزمةٍ حادّة.
وفي كينيا يُقدَّر أن أكثر من 2.4 مليون شخص من الرُعاة والرعاة المُزارعين بالمناطق الشمالية والشمالية الشرقية عاجزون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية إلى الغذاء والمياه. والمتوقّع أن تتدهور حالة الأمن الغذائي أكثر فأكثر مع انهيار إنتاج الألبان في المناطق المتضرِّرة بالجفاف إذ لن يتعافى الإنتاج إلى اكتوبر/تشرين الأوّل مع توقُّع بدء موسم الأمطار القصيرة. وعلاوةً على ذلك تضاعفت المسافات التي يتعيَّن قطعها حصولاً على المياه لتصل إلى ما يتراوح بين 30 - 40 كيلومتراً في العديد من المناطق، كما تمخّضت النزاعات حول مناطق الرعي عن مقتل الأشخاص وخسارة الماشية، وأيضاً تزايُد صعوبة الوصول إلى منافذ التسويق. وثمة حاجة إلى تدخّلاتٍ فورية للحدّ من تفاقُم الأوضاع وتأمين سبل المعيشة والحيلولة دون مزيدٍ من التردي في مستويات التغذية.
وفي إثيوبيا، تمخّضت ظاهرة "النينيا" الجوية في المحيط الهندي عن فشل فصلين مُتعاقبين من الأمطار، ونقص موارد المياه وشَح المراعي وعن التدهور الملحوظ في أحوال الماشية، فيما أدّى إلى انزلاق الأسعار إلى أوطأ مستوياتها في السهول الجنوبية والجنوبية الشرقية. وفي منطقة "بورينا"، على الحدود الجنوبية مع كينيا، ُأبلِغ عن نفوق 220000 رأس من الماشية، كما أنزل الجفاف ضرراً بالموسم الجاري الموشك على الحصاد في يونيو/حزيران - يوليو/تموز، والذي يُتوقَّع أن يأتي جِد هزيلاً في مناطق "أوروميا" و"تيغراي"، و"أهمارا" من بين مناطق أخرى. وفي مطلع يونيو/حزيران، بلَغ عدد من يتطلّبون مساعدةً في إثيوبيا بما يقدَّر بنحو 11.4 مليون نسمة مُتضمناً 3.2 مليون شخص بحاجة إلى معونة عاجلة و8.2 مليون من المتعيَّن تسجيلهم في البرنامج القطري لشبكة الضمان الإنتاجي.
أمّا في جيبوتي، فقد اقترن الجفاف المتواصِل بأسعار الغذاء الرئيسي البالغة الارتفاع، إلى جانب ارتفاع البطالة وزيادة الهجرة الريفية النازحة إلى المدن فيما فاقَم من حالة أمن الغذاء على المستوى الأسَّري. والمتوقع أن يضحىَ نقص المياه في العاصمة جيبوتي خطيراً على مدى الأشهر القادمة مع اقتراب الفترة الدورية لبلوغ الطلب الأقصى على الاستهلاك.
أسعارٌ مُتزايدة للغذاء والوقود
ويضيف الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء والوقود إلى كَم الصعوبات التي تواجهها الأسر المنخفضة الدخل في جميع أنحاء الإقليم. وقد سُجِّلت أسعارٌ قياسية في بعض أسواق البيع بالمفرد من الصومال مثل العاصمة مقديشو حيث تراوحَت أسعار إبريل/نيسان من الذرة الرفيعة الحمراء بين 150 إلى 180 بالمائة كمعدل أعلى من المستويات السائدة قبل 12 شهراً.
وتذكَر حالة مشابهة في كينيا، حيث سُعِّرت الذرة الصفراء بالجملة في مايو/آيار بالأسواق الحضرية الرئيسيّة من نيروبي ومومباسا بما يبلغ بين 60 و85 بالمائة فوق المستويات السائدة خلال مايو/آيار 2010.
كذلك ففي إثيوبيا حيث سجَّلت الأسواق أسعاراً منخفضة نسبياً حتى بداية 2011 عقب إنتاج موسم 2010 الرئيسيّ الذي جاء جيداً، فما لبثت زيادةٌ حادّة في أسعار الحبوب أن عاودت الظهور إذ قفزت أسعار الذرة الصفراء في فبراير/شباط إلى ما بين 60 و120 بالمائة بحلول مايو/آيار .
دعمٌ عاجل لرعاة الماشية والمُزارعين
يتطلَّب القرن الأفريقي أموالاً إضافيّة عاجلة لحماية أصول الماشية وإعادة تكوين موجوداتها، وتوزيع المُدخلات الزراعية المناسبة التي تتضمَّن البذور المقاوِمة للجفاف، والعلف، والمياه لتربية القطعان، إلى جانب مراقبة أمراض النباتات والحيوان والسيطرة عليها. وفي الأجلين القصير والمتوسط، لا بد من مواصلة تدريب المُزارعين على تقنياتٍ محسّنة لإنتاج محاصيل الأراضي الجافة والمُمارسات المحسّنة لإدارة المياه فضلاً عن بناء قدرات المجتمعات على تحسين الاستجابة للكوارث.
وفي أنحاء المنطقة كافة، تمضي المنظمة "فاو" بدعم السكان والحكومات المحليّة بتدخّلاتٍ لتأهيل البُنى التحتية المائية، وتوزيع البذور، والأدوات وغير ذلك من المُدخلات الزراعية، وأنشطة الإنتاج ورعاية الصحة الحيوانية. وفي شراكةٍ مع المؤسسات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتّحدة الأخرى تنسِّق المنظمة "فاو" تِباعاً لتدخّلاتٍ متواصلة على المستويات المحلية والقطرية والإقليمية فيما يتعلق بالتصدي لأوضاع الجفاف.
في تلك الأثناء تُواصِل المنظمة جهودها الحثيثة للحدّ من آثار تغيُّر المناخ على السكان من رُعاة الماشية من خلال جمع البيانات نظامياً، وتحديد الثغرات في تدخّلات الطوارئ وتطوير استراتيجياتٍ لضمان أن تستعد المجتمعات المحلية الأشد عُرضة للأضرار تأهّباً للاستجابة إزاء الكوارث على نحوٍ أفضل.
وذكرت المنظمة "فاو" أن مستوياتٍ بالغة الارتفاع من سوء التغذية الحادّ تَستشري علي نطاقٍ واسع عبر بُلدان الإقليم، وثمة أكثر من ثمانية ملايين شخص في جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال بحاجة إلى المعونة العاجلة.
وحتى الآن واجهت المنطقة فَصلين متعاقبين من الأمطار دون المستويات العادية، فيما أدّي إلى بُوار المحاصيل، ونضوب موارد الرعي ونفوق أعدادٍ كبيرة من رؤوس الماشية.
أزمةٌ مزمنة
في تقدير رود تشارتز، منسّق الطوارئ لشرق إفريقيا ووسطها، فإن "الأزمة الراهنة ليست حدثاً مؤسفاً فحسب بل هي حالة مزمنة لتلك المنطقة، لذا يتمثل التحدّي مستقبلاً في تمكين المُزارعين والُرعاة من التكيُّف للأمر الواقع الجديد المترتِّب على تَطايُر أحوال الطقس، وخاصية التقلُّب المتزايد للأحوال الجوية المتطرفة".
وأضاف أن "الاستعداد بدأ مع الشركاء في مجموعة العمل الإقليمية المعنية بالأمن الغذائي والتغذية، لدى المنظمة 'فاو' تحسُّباً لسيناريو الجفاف هذا منذ فشل الموسم القصير للأمطار في السنة الماضية. وقد أصدرت المنظمة مِراراً وتِكراراً إنذارات بهذا الشأن وقامت على دعم خطط تأهُّب البُلدان في المنطقة".
ففي الصومال، تُقدَّر معدّلات سوء التغذية بأنها من بين الأسوأ في العالم، إذ يُعاني واحدٌ من كل أربعة أطفال في جنوب الصومال سوءَ تغذيةٍ حاداً. وإذ يؤثّر الجفاف على معظم أجزاء البلاد يُؤدّي إلى نفوق الماشية، ويسبِّب ارتفاعاً بالغاً في أسعار المواد الغذائية مما يُلقي بصعوباتٍ لا قِبَل بها للأسر الفقيرة تلبيةً لاحتياجاتها الغذائية الأساسية. وفي الوقت الراهن ثمة نحو 2.5 مليون نسمة‘ أي واحد في ثلاثة صوماليين بحاجة إلى مساعدة إنسانية لكن النزاع المستمر في الجنوب مقروناً بالتوقُّعات الرديئة للحصاد القادم، تشير إلى إمكانيةٍ ماثلة لسقوط أعدادٍ إضافية الصوماليين في شَرك أزمةٍ حادّة.
وفي كينيا يُقدَّر أن أكثر من 2.4 مليون شخص من الرُعاة والرعاة المُزارعين بالمناطق الشمالية والشمالية الشرقية عاجزون عن تلبية احتياجاتهم الأساسية إلى الغذاء والمياه. والمتوقّع أن تتدهور حالة الأمن الغذائي أكثر فأكثر مع انهيار إنتاج الألبان في المناطق المتضرِّرة بالجفاف إذ لن يتعافى الإنتاج إلى اكتوبر/تشرين الأوّل مع توقُّع بدء موسم الأمطار القصيرة. وعلاوةً على ذلك تضاعفت المسافات التي يتعيَّن قطعها حصولاً على المياه لتصل إلى ما يتراوح بين 30 - 40 كيلومتراً في العديد من المناطق، كما تمخّضت النزاعات حول مناطق الرعي عن مقتل الأشخاص وخسارة الماشية، وأيضاً تزايُد صعوبة الوصول إلى منافذ التسويق. وثمة حاجة إلى تدخّلاتٍ فورية للحدّ من تفاقُم الأوضاع وتأمين سبل المعيشة والحيلولة دون مزيدٍ من التردي في مستويات التغذية.
وفي إثيوبيا، تمخّضت ظاهرة "النينيا" الجوية في المحيط الهندي عن فشل فصلين مُتعاقبين من الأمطار، ونقص موارد المياه وشَح المراعي وعن التدهور الملحوظ في أحوال الماشية، فيما أدّى إلى انزلاق الأسعار إلى أوطأ مستوياتها في السهول الجنوبية والجنوبية الشرقية. وفي منطقة "بورينا"، على الحدود الجنوبية مع كينيا، ُأبلِغ عن نفوق 220000 رأس من الماشية، كما أنزل الجفاف ضرراً بالموسم الجاري الموشك على الحصاد في يونيو/حزيران - يوليو/تموز، والذي يُتوقَّع أن يأتي جِد هزيلاً في مناطق "أوروميا" و"تيغراي"، و"أهمارا" من بين مناطق أخرى. وفي مطلع يونيو/حزيران، بلَغ عدد من يتطلّبون مساعدةً في إثيوبيا بما يقدَّر بنحو 11.4 مليون نسمة مُتضمناً 3.2 مليون شخص بحاجة إلى معونة عاجلة و8.2 مليون من المتعيَّن تسجيلهم في البرنامج القطري لشبكة الضمان الإنتاجي.
أمّا في جيبوتي، فقد اقترن الجفاف المتواصِل بأسعار الغذاء الرئيسي البالغة الارتفاع، إلى جانب ارتفاع البطالة وزيادة الهجرة الريفية النازحة إلى المدن فيما فاقَم من حالة أمن الغذاء على المستوى الأسَّري. والمتوقع أن يضحىَ نقص المياه في العاصمة جيبوتي خطيراً على مدى الأشهر القادمة مع اقتراب الفترة الدورية لبلوغ الطلب الأقصى على الاستهلاك.
أسعارٌ مُتزايدة للغذاء والوقود
ويضيف الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء والوقود إلى كَم الصعوبات التي تواجهها الأسر المنخفضة الدخل في جميع أنحاء الإقليم. وقد سُجِّلت أسعارٌ قياسية في بعض أسواق البيع بالمفرد من الصومال مثل العاصمة مقديشو حيث تراوحَت أسعار إبريل/نيسان من الذرة الرفيعة الحمراء بين 150 إلى 180 بالمائة كمعدل أعلى من المستويات السائدة قبل 12 شهراً.
وتذكَر حالة مشابهة في كينيا، حيث سُعِّرت الذرة الصفراء بالجملة في مايو/آيار بالأسواق الحضرية الرئيسيّة من نيروبي ومومباسا بما يبلغ بين 60 و85 بالمائة فوق المستويات السائدة خلال مايو/آيار 2010.
كذلك ففي إثيوبيا حيث سجَّلت الأسواق أسعاراً منخفضة نسبياً حتى بداية 2011 عقب إنتاج موسم 2010 الرئيسيّ الذي جاء جيداً، فما لبثت زيادةٌ حادّة في أسعار الحبوب أن عاودت الظهور إذ قفزت أسعار الذرة الصفراء في فبراير/شباط إلى ما بين 60 و120 بالمائة بحلول مايو/آيار .
دعمٌ عاجل لرعاة الماشية والمُزارعين
يتطلَّب القرن الأفريقي أموالاً إضافيّة عاجلة لحماية أصول الماشية وإعادة تكوين موجوداتها، وتوزيع المُدخلات الزراعية المناسبة التي تتضمَّن البذور المقاوِمة للجفاف، والعلف، والمياه لتربية القطعان، إلى جانب مراقبة أمراض النباتات والحيوان والسيطرة عليها. وفي الأجلين القصير والمتوسط، لا بد من مواصلة تدريب المُزارعين على تقنياتٍ محسّنة لإنتاج محاصيل الأراضي الجافة والمُمارسات المحسّنة لإدارة المياه فضلاً عن بناء قدرات المجتمعات على تحسين الاستجابة للكوارث.
وفي أنحاء المنطقة كافة، تمضي المنظمة "فاو" بدعم السكان والحكومات المحليّة بتدخّلاتٍ لتأهيل البُنى التحتية المائية، وتوزيع البذور، والأدوات وغير ذلك من المُدخلات الزراعية، وأنشطة الإنتاج ورعاية الصحة الحيوانية. وفي شراكةٍ مع المؤسسات الحكومية، والمنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتّحدة الأخرى تنسِّق المنظمة "فاو" تِباعاً لتدخّلاتٍ متواصلة على المستويات المحلية والقطرية والإقليمية فيما يتعلق بالتصدي لأوضاع الجفاف.
في تلك الأثناء تُواصِل المنظمة جهودها الحثيثة للحدّ من آثار تغيُّر المناخ على السكان من رُعاة الماشية من خلال جمع البيانات نظامياً، وتحديد الثغرات في تدخّلات الطوارئ وتطوير استراتيجياتٍ لضمان أن تستعد المجتمعات المحلية الأشد عُرضة للأضرار تأهّباً للاستجابة إزاء الكوارث على نحوٍ أفضل.

لقطة لراعية صومالية خارج خيمتها قرب العاصمة الصومالية مقديشو.