مطلوب دور أكبر للقطاع الخاص في مجابهة الجوع والفقر
المنظمة تجتمع مع ممثلي القطاع الخاص للنظر في الجهود المشتركة للتنمية المستدامة
30 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، روما -- صرح جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO"، اليوم بأن القطاع الخاصّ بوسعه أن يقدم مساهمة هامة في الحرب على الفقر والجوع وأن يروّج للإنتاج والاستهلاك المستدامين للغذاء.
وكان غرازيانو دا سيلفا يتحدث خلال اجتماع مع روابط واتّحادات القطاع الخاصّ في مقر المنظمة "فاو"، بحضور مشاركين ممثلين لأكثر من خمسة آلاف من الشركات الخاصة. وتدشّن هذه التعليقات سلسلة من الحوارات المعتزمة حول مشاركة القطاع الخاص في مبادرات خفض مستويات الفقر والجوع.
وقال المدير العام للمنظمة "فاو"، أن "القطاع الخاصّ يملك مساهمة هامة يمكن أن يقدّمها إلى منظمة الأغذية والزراعة. غير أن هذه المساهمة لم يقر بها ولم تقيّم قيمتها دوماً، والآن بدأ ذلك يتخذ مجرى التغيير".
ومضى قائلاً أن "العديد من الشركات الخاصّة تتبرّع بموارد مالية لمكافحة الجوع والفقر"؛ لكنه أضاف "وما أود قوله أن من الخطأ النظر إلى القطاع الخاصّ باعتباره مورداً فحسب لتمويل برامجنا".
وأكد غرازيانو دا سيلفا أن "هناك العديد من السبل الأخرى التي يمكن القطاع الخاصّ أن يساهم من خلالها في تدعيم الأمن الغذائي، وفي حالات كثيرة فهو يقوم فعلياً بذلك. ومن واقع خبرتي الشخصية باستراتيجية البرازيل في "برنامج محو الجوع" يتبيّن أن المساهمة الأعظم التي يسع القطاع الخاصّ تقديمها هي شئ آخر، أي الدعم السياسي لأمن الغذاء".
وقال أن "دعم المجتمع المدني والقطاع الخاص ضروري لبناء الإجماع وتعبئة جميع الأطراف المعنية وذات المصلحة للاحتشاد، دعماً لعالم حر من ربقة الجوع".
وذكر أن المنظمة "فاو" بصدد وضع استراتيجية لتوجيه شركاء القطاع الخاص، وتتجلى أهمية هذه الاستراتيجية من بين جملة أمور أخرى، في ضمان الحياد والنزاهة من جانب المنظمة "فاو" في تعاملاتها مع القطاع الخاص.
وشجع مدير المنظمة العام المشاركين من جانب القطاع الخاص على الانضمام إلى الشراكة التي أعلن عن تأسيسها في الأسبوع الماضي بين المنظمة "فاو"، ومفوضية الاتحاد الافريقي، ومعهد لولا.
مهارات ومعارف
أشار غرازيانو دا سيلفا خلال تعليقاته إلى السبل الأخرى التي يسع شركات القطاع الخاص من خلالها دعم التنمية المستدامة، وتتضمّن:
- تقديم مساهمات عينية مثل المدخلات الزراعية والدعم اللوجستيّ؛
- توفير خدمات ودعم للعمّال والمجتمعات حيث تتخذ مقرّها؛
- بناء القدرات في المجتمعات الريفيّة المحلية؛
- تقاسم المعارف والخبرات.
وبالرغم من نجاح جهود تقليص الجوع على الصعيد العالمي منذ أوائل التسعينات، فثمة نحو 870 مليوناً ما زالوا يعيشون واقع الجوع كلّ يوم، وفقاً لدراسة المنظمة "فاو" الأخيرة "حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم 2012".
وفي سياق مهمتها لاجتثاث الجوع واحتواء الفقر المدقع من خلال الزراعة المستدامة والتنمية الريفية، تنظر المنظمة "فاو" في نسق متنوع من خيارات القطاع الخاص كشركاء محتملين، بما في ذلك منظمات المزارعين والمصالح الصغيرة والمتوسطة الحجم "SMEs" لدى بلدان الدخل الأوطأ، بالإضافة إلي الشركات الدولية والمؤسسات الخاصّة.
قرارات متخذة سواسية
ومن بين مجالات اهتمام المدير العام للمنظمة "فاو" أشار أيضاً إلى أهمية تضمين كلا القطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني في المناقشات الدولية لتقرير السياسات التي تنعكس على التنمية المستدامة والجهود المبذولة للنهوض بمستويات المعيشة.
وأبرز المدير العام مشاركة القطاع الخاص في المشاورات والمباحثات التي أفضت إلى صياغة الخطوط التوجيهية الطوعية للحوكمة المسؤولة لحيازة الأراضي والثروات السمكية والغابات في سياق الأمن الغذائي القومي للبلدان، والتي اعتُمدت بمقر المنظمة "فاو" في مايو/آيار من قبل لجنة الأمن الغذائي العالمي.
وتتّبع لجنة الأمن الغذائي العالمي "CFS" الآن سياقاً مشابهاً لتطوير جملة مكمّلة من التعليمات تتعلق بمبادئ الاستثمار الزراعي المسؤول "RAI".
وأشار غرازيانو دا سيلفا إلى أن "القطاع الخاص يكشف على نحو متزايد عن هذا الالتزام السياسي من جانبه، على نحو ما شوهد في المنتديات الاقتصادية العالمية، وفي اجتماعات العمل التي عقدتها مجموعة البلدان العشرين الكبرى ومجموعة البلدان الثمانية الكبرى، وأيضاً من خلال مشاركته في أعمال لجنة الأمن الغذائي العالمي".
وبالنظر إلى الأمام على المدى الطويل قال غرازيانو دا سيلفا أنه يتوقع دعم القطاع الخاصّ للمنظمة "فاو" فى إطار مبادراتها لدعم صغار المزارعين توطئة للسنة الدولية للزراعة الأسرّية التي أعلنتها الأمم المتحدة لعام 2014.
