منظمة الأغذية والزراعة تنضم إلى نداء المجتمع الإنساني العالمي بشأن تجنب الظروف المأساوية في البلاد
©FAO/Mahmood Mohammed
روما - بعد مرور أكثر من عقد على الأزمة والنزاع الشديدين، يواجه سكان اليمن ما قد يكون أصعب عام عليهم حتى الآن. ولا يزال النزاع والانهيار الاقتصادي والصدمات المناخية تفاقم الاحتياجات الإنسانية. وتنضب حاليًا المعونة بسبب التخفيضات الحادة في التمويل. وقد أسفرت الغارات الجوية عن سقوط مئات الضحايا المدنيين وألحقت أضرارًا بالبنى التحتية الحيوية.
وفي الوقت الذي يجتمع فيه القادة غدًا لحضور الاجتماع السابع لكبار مسؤولي العمل الإنساني، تدعو وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية العاملة في اليمن المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية للحيلولة دون استفحال الظروف الكارثية.
وبعد مرور خمسة أشهر تقريبًا منذ بداية عام 2025، لم يجرِ تمويل خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية في اليمن إلّا بأقل من 10 في المائة، ممّا يمنع تقديم المعونة الحيوية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء البلاد، بمن فيهم النساء والفتيات والمجتمعات النازحة والأطفال واللاجئون والمهاجرون وغيرهم من الفئات الضعيفة والمهمشة التي تتحمل العبء الأكبر من الأزمة.
ولا تزال وكالات المعونة في الميدان تقدم المساعدات بالرغم من نقص التمويل والتحديات الأخرى كانعدام الأمن، والقيود المفروضة على الوصول، واستمرار احتجاز سلطات الأمر الواقع للعاملين في المجال الإنساني. ونحن نعمل، بدعم من الجهات المانحة، على مكافحة الجوع والمرض والحرمان، ونقدم مساعدات وخدمات منقذة للأرواح تشمل الحماية والتعليم والمأوى والمياه النظيفة. وتؤدي المنظمات غير الحكومية المحلية ومنظمات المجتمع المدني دورًا هامًا في هذه الجهود، إذ غالبًا ما تكون أول من يقدم الاستجابة وأحيانًا تقدمها لوحدها في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها، ممّا أكسبها ثقة المجتمعات المحلية على مدى سنوات من العمل.
ولقد رأينا مرارًا وتكرارًا كيف يُنقذ دعم الجهات المانحة الأرواح، حيث حالت مساهماتها السخية دون حدوث مجاعة وخففت المعاناة وعملت على حماية الفئات الأشدّ ضعفًا. ويُعتبر اليوم هذا التضامن عنصرًا حاسمًا أكثر من أي وقت مضى. ونحن نناشد الجهات المانحة بشكل عاجل زيادة التمويل المرن والمناسب التوقيت والمنتظم لخطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية. وما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، من الممكن فقدان المكاسب الحيوية التي تحققت عبر سنوات من المساعدات المخصصة.
كما نحثّ المجتمع الدولي على اغتنام الفرصة التي يتيحها اجتماع كبار المسؤولين لمساعدة اليمنيين على إعادة بناء حياتهم بكرامة. وإلى جانب استدامة المعونة الإنسانية، ينبغي زيادة المساعدات الإنمائية لمنع المجتمعات من الانزلاق إلى مستويات أكثر حدة من الاحتياجات الإنسانية، وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتوفير الفرص الاقتصادية وسُبل العيش.
ويعتبر تعزيز المشاركة أمرًا ضروريًا أيضًا لوقف النزاع الذي قضى على حياة الكثيرين وإعادة اليمن إلى مسار السلام والتعافي. وفي غضون ذلك، من الضروري الحدّ من آثار النزاع على المدنيين، ونناشد العمل على ضمان احترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين والوصول الإنساني إلى جميع من هم بأمسّ الحاجة.
وقد أصبح الدعم السريع والثابت أمرًا ضروريًا الآن أكثر من أي وقت مضى لمنع اليمن من الانزلاق إلى عمق الأزمة، والعمل على تحقيق السلام الدائم.
المنظمات الموقِّعة:
مؤسسة شباب عدن الواعد (APYF)
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]